من خلال متابعتي بين الفينة والأخرى عبر التلفاز أو اللقاءات المباشرة وجدت أن هناك علاقة سلبية غالباً بين الرقاة وأطباء علم النفس .....
فكل منهم يدعي أنه على صواب وأن الآخر على خطأ ...
الرقاة مدارس ...واحد يكهرب ...وآخر يخنق ...وثالث يهدد الجن بسكين المطبخ ...!
أطباء علم النفس أيضاً مدارس ...منهم من يعالج بالأدوية ...ومنهم بالجلسات الحوارية ...ومنهم بالتنويم المغناطيسي ! أو البرمجة العصبية ! ومنهم من يستخدم الكهرباء أيضاً في المستشفيات المتخصصة خاصة للحالات الصعبة !
أما الموقف من الآخر ....فالرقاة يعتبرون علماء النفس ...مجموعة من المنحرفين عن ثوابت الإسلام قليلاً أو كثيراً ...ومغتصبون لأموال الناس بالباطل ...
والأطباء أيضاً يرون الرقاة مجموعة غير المؤهلين أكاديمياً ...ومن المتاجرين بالدين ...يتكسبون ببيع الناس الوهم ...فهم يبعدونهم عن الطب النفسي ...ليستفردوا بجيوبهم ....
ومما يقوي موقف الأطباء ضد الرقاة ...تلك المارسات الخاطئة التي يمارسها بعض الرقاة دون أرضية علمية في العلاج ...
كالصعق الكهربائي دون مسوغ علمي ...والقراءة الجماعية ...وسرعة التشخيص الخاطئ بالهاتف بالنت بالتلفاز ...الأمر الذي قد يدمر الحالة ولا يفيدها ...
ومما يقوي موقف الرقاة ...ضد أطباء علم النفس ...جهل الأطباء غالباً في الدين ...بل وإنكارهم ...بعض الأمور الثابتة في الكتاب والسنة ...تحت ذرائع واهية ...
وهنا يكون الضحية المريض الذي لا يدري من يصدق ومن يكذب ...ولمن يلجأ بعد الله ...
لا سيما وأن الأعراض قد تتشابه ...وكل فريق يصفها بطريقته ....
إننا بحاجة إلى جهة رسمية ...تجمع تحت مظلتها ....
علماء الشريعة ...والطب البشري ...وعلم النفس ...والطب البديل كالأعشاب ونحوها ...
حيث تقوم هذه الجهة بوضع مراكز متخصصة ...
لا يصرح فيها إلا لمن هم أهل لذلك ...
تعمل هذه المراكز على تشخيص الحالات ومناقشة أعراضها ...بشكل شرعي وعلمي ...وبالتالي تحديد برنامج العلاج الصحيح للحالة ...
هل هي رقية ..أم طب نفسي ...أم كلاهما ...
أم أنها مجرد ....قضية اجتماعية ...
تحتاج لعلاج اجتماعي ...
كلما تأخر وجود هذه المؤسسة التي تضبط الأمور وتمد الجسور بين العلوم المختلفة...
كلما تضرر المرضى ...
وانتفخت جيوب الفريقين من المتاجرين بآلالام الناس ...
نسأل الله السلامة للجميع ...