موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام المنابر الإسلامية > منبر علوم القرآن و الحديث

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 19-12-2022, 08:38 PM   #1
معلومات العضو
الماحى3

افتراضي فضل حفظ القرآن

فضل حفظ القرآن


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يهدِه الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

أمَّا بعد:
فإن ذكر الله - جل وعلا - من العبادات الميسورة التي لا عَناء فيها ولا تعَب، وتتأتَّى للعبد في معظم أحواله، ومع سهولتها ويُسرها فهي عظيمة الأجر، جليلة القدر؛ فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مَليككم، وأرفعِها في درجاتكم، وخيرٍ لكم من إنفاق الذَّهب والوَرِق، وخيرٍ لكم من أن تلقَوْا عدوَّكم فتَضرِبوا أعناقهم ويَضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى، قال: ذِكْر الله))؛ صحيح الترمذي.

ومن فضائل الذِّكر: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم سُئل: أيُّ الأعمال أحبُّ إلى الله؟ فقال: ((أن تموت ولسانُك رَطْبٌ من ذكر الله))؛ أخرجه البخاري.

ومنها: أنَّ الذاكر له السَّبق على غيره؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سبَق المُفرِّدون)) قالوا: وما المفرِّدون يا رسول الله؟ قال: ((الذاكرون الله كثيرًا، والذاكرات))؛ رواه مسلم.

ومنها: أنه يُحْيي القلب؛ فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مثَلُ الذي يَذكر ربَّه والذي لا يَذكر ربه، مثلُ الحي والميت))؛ رواه البخاري.

وليس هذا فحسب؛ بل إن الذِّكر مِن أنجى الأعمال مِن عذاب الله؛ فعن عبدالله بن عمرٍو رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: ((إنَّ لكل شيءٍ صَقالةً، وإن صَقالة القلوب ذكرُ الله عز وجل، وما من شيءٍ أنجى من عذاب الله من ذكر الله))، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ((ولا الجهاد، إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع))؛ صحيح الترغيب والترهيب.

وبما أن القرآن أفضلُ الذكر مطلقًا، ولما كانت سورة الرحمن لتعديد نِعَم الله التي أنعم بها على عباده؛ قدَّم النعمة الكبرى والمنَّة العظمى التي هي أجلُّها قدرًا، وأكثرُها نفعًا، وأعلاها رتبة، وأتمُّها فائدة، وأعظمها عائدة، وهي نعمة تعليم القرآن، فقال: ﴿ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ ﴾ [الرحمن: 1، 2]؛ فإنها مدار سعادة الدارين، وقطب رحى الخيرين، وعماد الأمرين، وسنام الكتب السماوية، المنزل على أفضل البرية.

فاحرص أيها المؤمن اللبيب على حفظ كتاب الله تعالى وتلاوته وتدبره؛ فقد أثنى الله عز وجل على حُفَّاظ القرآن، ووصفَهم بأنهم هم الذين أوتوا العلم؛ قال سبحانه: ﴿ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ﴾ [العنكبوت: 49]، والتزم بما فيه من أوامر ونواهٍ؛ تسعدك في دنياك، وتقربك من مولاك، وتسرك في مثواك، وتنجيك في أخراك.

ولما كانت حِلَقُ القرآن تقام في المساجد عادة ما بين المغرب والعشاء، أضفتُ إليها فضل انتظار الصلاة؛ ليَعلَم طالبُ العلم الأجرَ الذي يَجنيه بملازمة هذا الأمر، وليكون ذلك أجمعَ لنيَّتِه، وحاولتُ فيها أن أتبع تسلسل الأحداث بالنسبة لمريد الحفظ؛ من حين خروجه من بيته إلى مبعثه من قبره.

وهذه بعض فضائل طالب العلم عمومًا، وحافظ القرآن خاصة:

1- يخرج من بيته تحت راية الملَك: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من خارجٍ يخرج من بيته إلا بِبابه رايتان، رايةٌ بيد ملَكٍ، ورايةٌ بيد شيطانٍ، فإن خرَج لما يحبُّ الله اتبعَه الملَكُ برايته، فلم يزَل تحت راية الملك حتى يرجع إلى بيته، وإن خرج لما يسخط الله اتبعه الشيطانُ برايته، فلم يزل تحت راية الشيطان حتى يرجع إلى بيته))؛ رواه أحمد، وصححه شعيب الأرناؤوط.

2- له كأجر حاج: عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلَّم خيرًا أو يُعلِّمه كان له كأجر حاجٍّ تامًّا حجَّتُه))؛ صحيح الترغيب والترهيب.

3- تواضع الملائكة له: عن صفوان بن عسَّال قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من خارجٍ خرج من بيته في طلب العلم، إلا وضَعَت له الملائكة أجنحتها؛ رضًا بما يصنع))؛ صحيح ابن ماجه.

4- تسهيل الله له طريق الجنة: عن عائشة أنها قالت: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله عز وجل أوحى إليَّ أنه مَن سلك مسلكًا في طلب العلم سهلت له طريق الجنة، ومن سَلَبتُ كريمتَيه أثبتُه عليهما الجنة، وفضلٌ في علمٍ خيرٌ من فضلٍ في عبادة، ومِلاك الدِّين الورع))؛ صحيح الجامع.

5- طلبه للعلم فريضة: عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((طلب العلم فريضةٌ على كل مسلمٍ، وطالب العلم يستغفر له كلُّ شيء، حتى الحيتانُ في البحر))؛ صحيح الجامع.

6- طلبه للعلم أفضل من النوافل:عن حذيفة بن اليمان قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فضل العلم خيرٌ من فضل العبادة، وخير دينكم الورع))؛ صحيح الترغيب والترهيب.

7- هو ضامنٌ على الله: عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثةٌ كلهم ضامنٌ على الله، إن عاش كُفِيَ، وإن مات دخل الجنة: مَن دخل بيته بسلامٍ فهو ضامنٌ على الله عز وجل، ومن خرج إلى المسجد فهو ضامنٌ على الله، ومَن خرج في سبيل الله فهو ضامنٌ على الله))؛ صحيح الترغيب والترهيب.

8- هو في سبيل الله حتى يرجع: عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع))؛ صحيح الترغيب والترهيب.

9- هو في صلاة منذ خروجه من بيته حتى رجوعه إليه: عن عقبة بن عامر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إذا تطهَّر الرجلُ، ثم أتى المسجد يَرْعى الصلاة، كتب له كاتباه - أو كاتبه - بكلِّ خَطوةٍ يخطوها إلى المسجد عشرَ حسنات، والقاعدُ يَرعى الصلاة كالقانِت، ويُكتَب من المصلين من حين يخرج من بيته حتى يرجع إليه))؛ صحيح الترغيب والترهيب.

10- يُعِد الله له نُزلًا: عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((مَن غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلًا من الجنة كلَّما غَدا أو راح))؛ متفق عليه.

11- يكون في انتظار الصلاة: عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتاني الليلة ربِّي (في أحسنِ صورة) فقال: يا محمد، أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلتُ: نعم في الكفَّارات والدَّرجات، ونقلِ الأقدام للجماعات، وإسباغ الوضوء في السَّبَرات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، ومَن حافظ عليهن عاش بخير ومات بخير، وكان من ذنوبه كيومِ ولَدَته أمُّه))؛ صحيح الترغيب والترهيب.

12- استغفار الملائكة له: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((... فإذا دخل المسجد كان في صلاةٍ ما كانت الصلاة هي تَحبِسه، والملائكة يُصلُّون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه؛ يقولون: اللهمَّ ارحمه، اللهم اغفر له، اللهم تب عليه، ما لم يُؤذِ فيه، ما لم يُحْدِث فيه))؛ صحيح مسلم.

13- هو في الرباط الأكبر: عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((منتظرُ الصلاة مِن بعد الصلاة كفارسٍ اشتدَّ به فرسُه في سبيل الله على كشحه، وهو في الرِّباط الأكبر))؛ صحيح الترغيب والترهيب.

14- هو من المذكورين في هذه الآية: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ: عن أنس بن مالكٍ: أن هذه الآيةَ ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ﴾ [السجدة: 16] نزلَت في انتظار هذه الصلاة التي تُدعَى العتمة))؛ صحيح أبي داود.

15- كتابه في عليِّين: عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((صلاةٌ في إثر صلاةٍ، لا لغوَ بينهما، كتابٌ في عليِّين))؛ صحيح أبي داود.

16- هو في حصن من الشيطان: عن الحارث الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلماتٍ؛ أن يعمَل بها، ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها... وآمركم أن تَذْكروا الله؛ فإن مثَل ذلك كمثَل رجلٍ خرج العدوِّ في أثره سراعًا، حتى إذا أتى على حصنٍ حَصين فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يُحرِز نفسه من الشيطان إلا بذِكر الله))؛ صحيح الترمذي.

17- قراءته خير الحديث وخير الكلام: عن جابر بن عبدالله قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب قال: ((... أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشرَّ الأمور مُحدَثاتها، وكل محدَثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار))؛ صحيح مسلم.

18- قراءته تَزيده إيمانًا: عن الأسود بن هلالٍ المحاربي قال: قال لي معاذ بن جبلٍ رضي الله عنه: "اجلَسْ بنا نُؤمِنْ ساعةً"؛ يَعني: نَذْكر الله؛ صحيح البخاري.

19- قراءته تورثه حبَّ الله ورسولِه: عن عبدالله بن مسعودٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن سرَّه أن يحبَّ الله ورسولَه، فليقرَأ في المصحف))؛ سلسلة الأحاديث الصحيحة.

20- حِفْظه لكلام رب العالمين له تأثيرٌ في ظاهره وباطنه: عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثَل المؤمن الذي يَقْرأ القرآن مثَل الأَترُجَّة؛ ريحها طيبٌ، وطعمها طيبٌ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثَل التَّمْرة؛ طعمها طيبٌ، ولا ريحَ لها، ومثَل الفاجر الذي يَقرأ القرآن كمثل الرَّيحانة؛ ريحها طيبٌ، وطعمها مرٌّ، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة؛ طعمها مُرٌّ، ولا ريح لها، ومثل الجليس الصالح كمثل صاحب المسك، إن لم يُصِبك منه شيءٌ أصابك من ريحه، ومثَل جليس السوء كمثل صاحب الكير، إن لم يُصِبك من سَواده أصابك من دخانه))؛ صحيح أبي داود.

21- تعلمه خير من متاع الدنيا: عن عقبة بن عامرٍ الجهنيِّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فلأَنْ يَغدُوَ أحدكم إلى المسجد فيتَعلَّمَ آيتين من كتاب الله خيرٌ له من ناقتَين، وإنْ ثلاثٌ فثلاثٌ، مثل أعدادهن من الإبل))؛ صحيح أبي داود.

22- هو في كنَفِ الله وإيوائه: عن أبي واقدٍ الليثي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالسٌ في المسجد والناسُ معه إذ أقبل ثلاثةُ نفرٍ، فأقبل اثنان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب واحدٌ، فلما وقَفا على رسول الله صلى الله عليه وسلم سلَّما، فأما أحدهما فرأى فُرْجةً في الحلقة فجلَس فيها، وأما الآخر فجلَس خلفَهم، وأما الآخرُ فأدبَر ذاهبًا، فلما فرَغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أُخبركم عن النفر الثلاثة؟! أمَّا أحدهم فأوى إلى الله، فأواه الله، وأما الآخر فاستحيا، فاستحيا اللهُ منه، وأما الآخرُ فأعرَض، فأعرض الله عنه))؛ صحيح الترمذي.

23- مباهاة الله به الملائكةَ: عن معاوية، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرَج على حلقةٍ من أصحابه، فقال: ((ما أجلَسَكم؟)) قالوا: جلَسْنا نذكر الله ونحمَدُه على ما هدانا للإسلام، ومنَّ به علينا، قال: ((آللهِ ما أجلَسَكم إلا ذاك؟)) قالوا: والله ما أجلسَنا إلا ذاك، قال: ((أمَا إني لم أستَحلِفْكم تهمةً لكم، ولكنه أتاني جبريلُ فأخبرني أن الله عز وجل يُباهي بكم الملائكة))؛ رواه مسلم.

24- مغفرة ذنوبه وتبديلها حسَنات: عن أنس بن مالك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من قومٍ اجتمَعوا يذكرون الله، لا يريدون بذلك إلا وجهه، إلا ناداهم منادٍ من السماء: أن قوموا مغفورًا لكم، قد بُدِّلَت سيئاتكم حسناتٍ))؛ سلسلة الأحاديث الصحيحة.

25- نزول السكينة عليه: عن البراء بن عازب قال: بينما رجلٌ يقرأ سورة الكهف إذ رأى دابَّته تركض، فنظر فإذا مثلُ الغمامة أو السحابة، فأتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((تلك السَّكينة نزلَت مع القرآن، أو نزَلت على القرآن))؛ صحيح الترمذي.

26- تغشاه الرحمة وتحفُّه الملائكة: عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((وما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتابَ الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلَت عليهم السكينة، وغَشِيَتهم الرحمة، وحفَّتهم الملائكة، وذكَرَهم الله عز وجل فيمن عنده))؛ صحيح مسلم.

27- ذكر الله له أكبر: قال تعالى: ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45]، وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله تعالى: أنا عندَ ظنِّ عبدي بي، وأنا معه إذا ذكَرني، فإن ذكَرني في نفسه ذكرتُه في نفسي، وإن ذكرني في ملأٍ ذكرتُه في ملأٍ خيرٍ منهم، وإن تقرَّب إليَّ بشبرٍ تقربتُ إليه ذراعًا، وإن تقرب إليَّ ذراعًا تقربتُ إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيتُه هرولةً))؛ صحيح البخاري.

28- استجابة دعائه لبركة المجلس الذي هو فيه: عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لله تبارك وتعالى ملائكةً سيَّارةً فُضلًا، يتتبَّعون مجالسَ الذكر، فإذا وجَدوا مجلسًا فيه ذكرٌ قعدوا معهم، وحفَّ بعضُهم بعضًا بأجنحتهم، حتى يَملؤوا ما بينهم وبين السماء الدنيا، فإذا تفرقوا عرَجوا وصعدوا إلى السماء، قال: فيسألهم الله عز وجل، وهو أعلمُ بهم: مِن أين جئتم؟ فيقولون: جئنا من عند عبادٍ لك في الأرض، يُسبِّحونك ويكبرونك ويهلِّلونك ويحمدونك ويسألونك، قال: وماذا يسألوني؟ قالوا: يسألونك جنتَك، قال: وهل رأوا جنتي؟ قالوا: لا، أي رب، قال: فكيف لو رأوا جنتي؟! قالوا: ويستجيرونك، قال: وممَّ يستجيرونني؟ قالوا: مِن نارك يا رب، قال: وهل رأوا ناري؟ قالوا: لا، قال: فكيف لو رأوا ناري؟! قالوا: ويستغفرونك، قال: فيقول: قد غفرتُ لهم، فأعطيتُهم ما سألوا، وأجَرتُهم مما استجاروا، قال: فيقولون: ربِّ فيهم فلانٌ، عبدٌ خطَّاء، إنما مر فجلس معهم))، قال: ((فيقول: وله غفَرتُ، هم القوم لا يَشقى بهم جليسهم))؛ متفق عليه، واللفظ لمسلم.

29- مجلسه روضةٌ من رياض الجنة: عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا مرَرتُم برياض الجنة، فارتَعوا))، قالوا: وما رياض الجنة؟ قال: ((حلق الذِّكر))؛ صحيح الترمذي.

30- وغنيمته الجنة: عن عبدالله بن عمرٍو رضي الله عنهما قال: قلتُ: يا رسول الله، ما غنيمة مجالس الذكر؟ قال: ((غنيمة مجالس الذكر الجنة)).

31- أجر المجلس الذي هو فيه أفضل من العتق: عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لأَن أقعد مع قومٍ يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة، حتى تطلع الشمس - أحبُّ إليَّ مِن أن أُعتق أربعةً من ولد إسماعيل، ولأَن أقعد مع قومٍ يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس، أحبُّ إليَّ من أن أعتق أربعةً))؛ صحيح أبي داود.

32- يكون له بكل حرف عشرُ حسنات: عن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنةٌ، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ﴿ الم ﴾ حرفٌ، ولكن ألفٌ حرفٌ ولامٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ))؛ صحيح الترمذي.

33- في أخذه للقرآن نيله لكنز لا يقدر بثمن: عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعطيت هذه الآيات - مِن آخر سورة البقرة - مِن كنزٍ تحت العرش لم يُعطَها نبيٌّ قبلي))؛ سلسلة الأحاديث الصحيحة.

34- إذا قرأ سورة الإخلاص يُضاعَف له الأجر أكثر، وكأنه قرأ ثُلث القرآن: عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((أيَعْجز أحدكم أن يقرأ في ليلةٍ ثلثَ القرآن؟)) قالوا: وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: ((﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ تَعدِل ثلث القرآن))؛ صحيح مسلم.

وهذا التضعيف على الحقيقة، لا على التشبيه؛ فالله فضَّل بعض الذكر على غيره، ويُضاعف عليه الأجر ما لا يضاعف لغيره؛ فعن ابن عباسٍ، عن جويرية، أن النبي صلى الله عليه وسلم خرَج من عندها بُكْرةً حين صلَّى الصبح، وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسةٌ، فقال: ((ما زِلتِ على الحال التي فارقتُكِ عليها؟)) قالت: نعم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لقد قلتُ بعدَك أربعَ كلمات، ثلاثَ مرات، لو وُزِنَت بما قلتِ منذ اليوم لوزَنَتْهن: سبحان الله وبحمده، عددَ خلقه ورضا نفسه وزِنةَ عرشه ومدادَ كلماته))؛ رواه مسلم، وفي هذا أيضًا أن الأجر لا يكون دائمًا على قدر المشقة.

35- الحواميم شعار المسلمين في الحرب، وفيها النصر من عند الله: عن المهلِّب بن أبي صُفْرة عمَّن سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنْ بيَّتَكم العدوُّ، فقولوا: ﴿ حم ﴾ لا ينصرون))؛ صحيح الترمذي.

36- تلاوته نورٌ وذخر: عن أبي ذر قال: قلتُ: يا رسول الله أوصني، قال: ((أوصيك بتقوى الله؛ فإنه رأس الأمر كله))، قلتُ: يا رسول الله، زدني، قال: ((عليك بتلاوة القرآن، وذكر الله؛ فإنه نورٌ لك في الأرض، وذخرٌ لك في السماء))؛ صحيح الترغيب والترهيب.

37- تلاوته راحة بعد الموت، وثناءٌ من أهل الأرض: عن أبي سعيدٍ الخدري، أن رجلًا جاءه فقال: أوصني، فقال: سألتُ عما سألتَ عنه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم من قبلِك؛ ((أوصيك بتقوى الله؛ فإنه رأس كل شيءٍ، وعليك بالجهاد؛ فإنه رهبانية الإسلام، وعليك بذِكْر الله وتلاوة القرآن؛ فإنه روحك في السماء، وذكرك في الأرض))؛ سلسلة الأحاديث الصحيحة.

38- تلاوته نور يتراءى من السماء: عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اجعَلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تجعلوها عليكم قبورًا، كما اتخذَت اليهود والنصارى في بيوتهم قبورًا، وإن البيت ليتلى فيه القرآن؛ فيتراءى لأهل السماء كما تتراءى النجوم لأهل الأرض))؛ سلسلة الأحاديث الصحيحة.

39- من تعلم القرآن فعنده اسم الله الأعظم: عن أبي أمامة مرفوعًا، قال: ((اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب في سورٍ ثلاثٍ: في البقرة، وآل عمران، وطه))؛ سلسلة الأحاديث الصحيحة.

40- في حفظه للقرآن حفظٌ لأسماء الله الحسنى: عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((لله تسعةٌ وتسعون اسمًا، مَن حفظها دخل الجنة، وإن الله وترٌ، يحب الوتر))؛ رواه مسلم، ومعظمها موجود في القرآن.

41- في حفظه للقرآن حفظٌ للكتب السماوية السابقة: عن واثلة بن الأسقع، قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((أُعطيتُ مكانَ التوراةِ السبعَ، ومكانَ الزَّبورِ المئين، ومكان الإنجيل المثانيَ، وفُضِّلتُ بالمفصَّل))؛ سلسلة الأحاديث الصحيحة.

42- في حفظه علم الأولين والآخرين: قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: ((مَن أراد العلم فليُثوِّر القرآن؛ فإنَّ فيه علمَ الأولين والآخرين))؛ الصحيح المسند من أقوال الصحابة والتابعين.

43- مَن حفظه يستطيع أن يقرَأه في كلِّ أحيانه: عن عائشة قالت: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَذكر الله عز وجل على كل أحيانه؛ رواه مسلمٌ، ومن الذكر بل من أفضله القرآن الكريم.

44- الحافظ ممن أراد الله به خيرًا: عن معاوية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من يُرِد الله به خيرًا يفقِّهه في الدين))؛ متفق عليه.

45- حبه للقرآن حبٌّ لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم: عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "لا يضرُّ الرجلَ أن لا يَسأل عن نفسه إلا القرآنَ، فإن كان يحب القرآنَ فإنه يحبُّ اللهَ عز وجل ورسولَه صلى الله عليه وسلم"؛ الصحيح المسند من أقوال الصحابة والتابعين.

46- حبه للقرآن سببٌ لدخول الجنة: عن أنس بن مالكٍ أن رجلًا قال: يا رسول الله إني أحب ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((حبُّك إياها أدخَلَك الجنة))؛ صحيح، مشكاة المصابيح.

47- القرآن مأدُبة الله، فليأخذ منه ما استطاع: عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: "إن هذا القرآن مأدبة الله، فخُذوا منه ما استطعتم؛ فإنِّي لا أعلم شيئًا أصفر من خيرٍ، من بيتٍ ليس فيه من كتاب الله شيءٌ، وإن القلب الذي ليس فيه من كتاب الله شيءٌ، خرِبٌ كخراب البيت الذي لا ساكن له"؛ الصحيح المسند من أقوال الصحابة والتابعين.

48- تعلُّمه طاعة: عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تعلَّموا كتاب الله وتعاهَدوه، وتغنَّوا به واقتنوه؛ فوالذي نفسي بيده، لهو أشدُّ تفلُّتًا من المخاض في العقَل))؛ صحيح الجامع.

49- تعلُّمه من أهم القربات: عن فروةِ بن نوفلٍ الأشجعي، قال: كنت جارًا لخبَّابٍ فخرجنا يومًا من المسجد وهو آخِذٌ بيدي، فقال: "يا هَناه، تقرَّبْ إلى الله ما استطعت؛ فإنَّك لن تتقرب إليه بشيءٍ أحبَّ إليه من كلامه"؛ الصحيح المسند من أقوال الصحابة والتابعين.

50- حافظه بمنزلة الحَبْر من أحبار بني إسرائيل:عن عروة بن الزبير عن عائشة مرفوعًا: ((من أخذ السبع الأول من القرآن، فهو حبرٌ))؛ سلسلة الأحاديث الصحيحة.

51- تعلمه والعمل بما فيه هو المخرج من الفتن: عن حذيفة قال: قلتُ: يا رسول الله، هل بعد هذا الخير - الذي نحن فيه - مِن شرٍّ نَحذره؟ قال: ((يا حذيفةُ، عليك بكتاب الله فتعَلَّمه واتبِع ما فيه خيرًا لك))؛ التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان.

52- تعلُّمه فيه الأخذُ بوصية رسول الله: قال طلحةُ: سألتُ عبدالله بن أبي أوفى: آوصَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم؟ فقال: لا، فقلتُ: كيف كُتِب على الناس الوصية؛ أُمروا بها ولم يوصِ؟ قال: ((أوصى بكتاب الله عز وجل))؛ أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما.

53- تعلُّمه وتعليمه من النصيحة: عن تَميمٍ الداريِّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الدِّين النصيحة))، فقلنا: لِمَن يا رسول الله؟ قال: ((لله ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامَّتِهم))؛ رواه مسلم.

54- يعصم من المسيح الدجال: عن أبي الدَّرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن حفظ عشرَ آيات من أول سورة الكهف عُصِم من فتنة الدجال))؛ رواه مسلم.

55- فرار الشيطان من بيته: عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تجعَلوا بيوتكم مَقابر؛ إن الشيطان ينفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة))؛ رواه مسلم.

56- بركة القراءة في البيت: عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يقول: "إن البيت ليتَّسِع على أهله، وتحضره الملائكة، وتهجره الشياطين، ويكثر خيره؛ أن يُقرَأ فيه القرآن، وإن البيت ليَضيق على أهله وتهجره الملائكة، وتحضره الشياطين، ويقل خيره؛ أنْ لا يُقرَأ فيه القرآن"؛ الصحيح المسند من أقوال الصحابة والتابعين.

57- قراءته عند نومه حفظ: عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا هريرة، ما فعَل أَسيرُك البارحة؟))، فقلتُ: يا رسول الله، زعَم أنه يُعلِّمني كلماتٍ ينفعني الله بها فخليتُ سبيله، قال: ((ما هي؟))، قلت: قال لي: إذا أويتَ إلى فراشك فاقرأ آية الكرسيِّ من أولها حتى تختم، وقال لي: لن يَزال عليك من الله حافظٌ ولا يَقربك شيطانٌ حتى تُصبح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أمَا إنه قد صدَقَك وهو كذوبٌ))؛ صحيح البخاري.

عن أبي مسعودٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأ بهما في ليلة كفَتاه))؛ متفق عليه.

عن عقبة بن عامر قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا عقبة، ألا أعلِّمك خير سورتين قُرئتا؟ ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾ [الفلق: 1]، و﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾ [الناس: 1] يا عقبةُ، اقرأ بهما كلما نِمتَ وقمت، ما سأل سائلٌ ولا استعاذ مستعيذٌ بمثلهما))؛ صحيح الجامع.

58- قراءته عند نومه براءة من الشرك: عن فروة بن نوفل عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنوفل: ((اقرأ: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾، ثمَّ نم على خاتمتِها؛ فإنَّها بَراءةٌ من الشرك))؛ صحيح الترغيب والترهيب.

59- إذا قام بعشر آياته منه لم يكتب من الغافلين: عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن قام بعشرِ آياتٍ لم يُكتَب من الغافلين، ومن قام بمائة آيةٍ كُتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين))؛ سلسلة الأحاديث الصحيحة.

60- قراءته فيها شفاء: قال تعالى: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الإسراء: 82].
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم "كان إذا اشتكى قرَأ على نفسه بالمعوذات، ويَنفث"؛ سلسلة الأحاديث الصحيحة.
وعنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها وامرأةٌ تعالجها - أو تَرْقيها - فقال: ((عالجيها بكتاب الله))؛ سلسلة الأحاديث الصحيحة.

61- قراءته صباحًا ومساءً تَقيه الشرور: عن معاذ بن عبدالله بن خبيبٍ، عن أبيه، قال: خرجنا في ليلةٍ مطيرةٍ وظلمةٍ شديدةٍ نطلب رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يصلِّي لنا، قال: فأدركتُه، فقال: ((قل)) فلم أقُل شيئًا، ثم قال: ((قل))، فلم أقل شيئًا، قال: ((قل))، فقلت، ما أقول؟ قال: "قل: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾، والمعوذتين حين تمسي وتصبح ثلاثَ مراتٍ تَكفيك من كل شيءٍ))؛ صحيح الترغيب والترهيب.

عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: كانت لي سهوةٌ فيها تمرٌ، فكانت تجيء الغول فتأخذ منه، فشكوتُ ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((اذهب، فإذا رأيتَها فقل: بسم الله، أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم)) قال: فأخذتُها، فحَلفَت أن لا تعود، فأرسلتُها، فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما فعل أسيرك؟))، فقلتُ: حلفَت أن لا تعود، فقال: ((كذَبَت، وهي معاودةٌ للكذب))، قال: فأخذتها مرةً أخرى فحلفَت أن لا تعود، فأرسلتها، فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((ما فعل أسيرك؟))، فقلت: حلفَت أن لا تعود، فقال: ((كذَبَت، وهي معاودةٌ للكذب))، قال: فأخذتها فقلتُ: ما أنا بتاركِك حتى أذهب بك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: أرسلني وأعلِّمك شيئًا تقوله فلا يَقْربك شيءٌ؛ آية الكرسي، اقرأها في بيتك، فلا يقربك شيطانٌ ولا غيره، قال: فجئتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما فعل أسيرك؟))، فأخبرته بما قالت، فقال: ((صدَقَت وهي كذوبٌ))؛ صحيح الترغيب والترهيب.

عن أُبيِّ بن كعبٍ رضي الله عنه قال: إن لنا جرنًا فيه تمرٌ، وكنتُ أتعاهده، فوجدتُه ينقص، فحرسته ذات ليلةٍ، فإذا أنا بدابةٍ كهيئة الغلام المحتلِم، فسلمتُ عليه فردَّ السلام، فقلت: من أنت؟ جنٌّ أم إنسٌ؟ قال: جنٌّ، فقلتُ: فناوِلْني يدك، فناولَني يده، فإذا يدُ كلبٍ، وشعر كلبٍ، قلت: هكذا خُلق الجن؟ قال: لقد علمت الجن ما فيهم أشدُّ مني، فقلت له: ما شأنك؟ قال: بلَغَنا أنك رجلٌ تحب الصدقة، فأحببنا أن نُصيبَ من طعامك، فقلتُ له: فما الذي يُجيرنا منكم؟ قال: هذه الآية التي في سورة البقرة: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ﴾ [البقرة: 255]، إذا قلتَها حين تصبح، أُجرتَ منا إلى أن تمسي، وإذا قلتها حين تمسي، أُجرت منا إلى أن تصبح، قال أبيٌّ: فغدوتُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته خبره، فقال: ((صدَق الخبيث))؛ صحيح الترغيب والترهيب.

62- قراءته نور ما بين الجمعتين: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين))؛ صحيح الترغيب والترهيب.

63- قراءته في الصلاة خير من متاع الدنيا: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد فيه ثلاث خلفاتٍ عظامٍ سِمان؟)) قلنا: نعم، قال: ((فثلاث آياتٍ يقرأ بهنَّ أحدُكم في صلاته خيرٌ له من ثلاث خلفاتٍ عظامٍ سمان))؛ رواه مسلم.

64- قراءته في الصلاة تدخل فم الملك: عن عليٍّ رضي الله عنه أنه أمر بالسواك وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن العبد إذا تسوك ثم قام يصلي قام المَلَك خلفه فيَستمع لقراءته، فيدنو منه - أو كلمةً نحوها - حتى يضع فاه على فيه، فما يَخرج من فيه شيءٌ من القرآن إلا صار في جوف الملَك، فطَهِّروا أفواهكم للقرآن))؛ صحيح الترغيب والترهيب.

65- قراءته بعد الصلاة تدخله الجنة:عن أبي أُمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ آية الكرسيِّ دبر كل صلاةٍ مكتوبةٍ لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت))؛ صحيح الجامع.

66- نفي الضلال عن التمسك بالقرآن: عن أبي شُريح الخزاعي قال: خرج علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أبشِروا أبشروا، أليس تشهَدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟))، قالوا: نعم، قال: ((فإنَّ هذا القرآن سببٌ طرَفُه بيد الله وطرَفه بأيديكم، فتمسَّكوا به، فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده أبدًا))؛ صحيح الترغيب والترهيب.

67- القرآن هو حبل الله: عن عبدالله بن مسعود في قوله تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103]، قال: "حبل الله القرآن"؛ الصحيح المسند من أقوال الصحابة والتابعين.

68- معجزة القرآن مستمرةٌ إلى أن يُرفع العلم: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: "ما من الأنبياء نبيٌّ إلا أعطي من الآيات ما مثلُه آمَن عليه البشر، وإنَّما كان الذي أوتيتُ وحيًا أوحاه الله إليَّ، فأرجو أن أكون أكثرَهم تابعًا يوم القيامة))؛ متفقٌ عليه.

69- هو أهم ما يَشغَل به قلبَه: عن عبدالله بن مسعود قال: ((إنَّ هذه القلوب أوعية فاشغَلوها بالقرآن، ولا تشغلوها بغيره))؛ الصحيح المسند من أقوال الصحابة والتابعين.

70- من عمل به قاده إلى الجنة: عن جابرٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((القرآن شافعٌ، وما حلٌّ مصدق، مَن جعَله إمامَه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار))؛ التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان.

71- هو حجة للعبد المسلم: عن أبي مالكٍ الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((... والقرآن حجةٌ لك أو عليك...))؛ رواه مسلم.

72- من أخذ به كان على الهدى: عن زيد بن أرقم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا فينا خطيبًا، فقال: ((... وأنا تاركٌ فيكم ثقَلَين: أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخُذوا بكتاب الله، واستمسكوا به))، فحثَّ على كتاب الله ورغَّب فيه، ثم قال: ((وأهل بيتي، أذكِّركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي))؛ صحيح مسلم.

73- من تخلق بأوامر القرآن ونواهيه كان من أحسن الناس خلقًا: قال الله تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].

عن يزيد بن بابنوس قال: دخَلْنا على عائشة فقلنا: يا أم المؤمنين، ما كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: ((كان خلقه القرآن))؛ صحيح أبي داود.

74- حفظه بركة وبخاصة سورة البقرة: عن أبي أمامة قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اقرؤوا سورة البقرة؛ فإن أخذها بركةٌ، وتركها حسرةٌ، ولا يَستطيعها البطَلة))؛ رواه مسلم، والبطَلة هم السَّحَرة.

75- حافظه أحق أن يُغبَط: عن ابن مسعودٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا حسَد إلا في اثنتين: رجلٌ آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، ورجلٌ آتاه الله مالًا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار))؛ متفق عليه.

76- دعوته لا تكاد تُردُّ: عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاثةٌ لا يَرد الله دعاءهم: الذاكر الله كثيرًا، ودعوة المظلوم، والإمام المقسط))؛ صحيح الجامع، وأعظم الذِّكر القرآن.

77- دعوته مستجابة عند ختمته: عن ثابت قال: "كان أنس إذا ختم القرآن جمع ولدَه وأهلَ بيته، فدعا لهم"؛ الصحيح المسند من أقوال الصحابة والتابعين.

78- إكرام حامله من إجلال الله: عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ مِن إجلال الله إكرامَ ذي الشيبة المسلم، وحاملِ القرآن غير الغالي فيه، ولا الجافي عنه، وإكرامَ ذي السلطان المقسِط))؛ صحيح أبي داود.

79- هو من خير الناس: عن عثمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خيرُكم مَن تعلم القرآن وعلمه))؛ رواه البخاري.

80- له سبق بعيد على غيره إن اتقى: عن حذيفة قال: ((يا معشر القرَّاء، استقيموا فقد سبقتم سبقًا بعيدًا، فإن أخذتم يمينًا وشمالًا، لقد ضللتم ضلالًا بعيدًا))؛ صحيح البخاري.

81- تعليمه من التبليغ عن النبي: عن عبدالله بن عمرٍو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بلِّغوا عني ولو آيةً، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، فمن كذب عليَّ كذبةً فليتبوأ مقعده من النار))؛ صحيح البخاري.

82- علمه يبقى له صدقة جارية بعد موته إذا انتفع به غيره: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثٍ: علمٍ ينتفع به، أو صدقةٍ تجري له، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له))؛ صحيح الترمذي.

83- تعليمه نفع متعدٍّ يستحق رحمة الله واستغفار المخلوقات: عن أبي أمامة الباهلي قال: ذُكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان أحدهما عابدٌ والآخر عالم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم))، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله وملائكته وأهل السَّموات والأرض، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت - ليُصلون على معلِّم الناس الخير))؛ صحيح الترغيب والترهيب.

84- يؤجَر على كل آية عَلَّمها: عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من علَّم آيةً من كتاب الله عز وجل، كان له ثوابها ما تُلِيَت))؛ سلسلة الأحاديث الصحيحة.

85- هو أحق بالإمامة: عن أبي مسعودٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يؤمُّ القومَ أقرؤهم لكتاب الله تعالى، فإن كانوا في القراءة سواءً فأعلمُهم بالسُّنة، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرةً، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنًّا))؛ رواه مسلم.

86- يقدم في الإمارة والرئاسة إذا أطاق حملها: لقي نافعُ بن عبدالحارث عمرَ بعُسْفان، وكان عمر يستعمله على مكة، فقال: مَن استعملتَ على أهل الوادي؟ فقال: ابن أبزى، قال: ومن ابن أبزى؟ قال: مولًى مِن موالينا. قال: فاستخلفتَ عليهم مولًى؟! قال: إنه قارئٌ لكتاب الله عز وجل، وإنه عالم بالفرائض، قال عمر: أمَا إن نبيَّكم صلى الله عليه وسلم قد قال: ((إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا، ويضَعُ به آخرين))؛ رواه مسلم.

87- لا يرد إلى أسفل سافلين: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "مَن قرأ القرآن لم يُردَّ إلى أرذل العمر، وذلك قوله عز وجل: ﴿ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [التين: 5، 6]؛ قال: إلا الذين قرَؤوا القرآن"؛ صحيح الترغيب والترهيب.

88- يقدَّم في القبر عند موته: عن جابر بن عبدالله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يَجمع بين الرجلين من قتلى أحُدٍ في ثوبٍ واحد، ثم يقول: ((أيُّهم أكثرُ أخذًا للقرآن؟))، فإذا أشيرَ له إلى أحدهما قدَّمَه في اللَّحد؛ رواه البخاري.

89- تلاوته تشفع له في قبره: عن أبي هريرة مرفوعًا: ((يؤتى الرجل في قبره، فإذا أُتي مِن قِبل رأسه دفعَته تلاوةُ القرآن، وإذا أتي من قِبَل يديه دفعته الصدقة، وإذا أتي من قبل رِجْليه دفعه مشيُه إلى المساجد))؛ صحيح الترغيب والترهيب.

90- يثبَّت بالقول الثابت: عن البراء بن عازبٍ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ويأتيه ملَكان فيُجلِسانه، فيقولان له: مَن ربك؟ فيقول: ربي الله، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بُعث فيكم؟ قال: فيقول: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقولان: وما يدريك؟ فيقول: قرأتُ كتاب الله فآمنتُ به وصدَّقت))، زاد في حديث جرير: فذلك قولُ الله عز وجل: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ [إبراهيم: 27]؛ صحيح أبي داود.

91- يُبعث وفي وجهه النور: عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليبعَثَنَّ الله أقوامًا يوم القيامة في وجوهم النور، على منابر اللؤلؤ، يَغبِطهم الناسُ، ليسوا بأنبياء ولا شُهداء))، فجَثا أعرابي على ركبتيه فقال، يا رسول الله: جَلِّهم لنا نَعرِفْهم، قال: ((هم المتحابُّون في الله من قبائلَ شتى وبلادٍ شتى، يجتمعون على ذِكْر الله يَذْكرونه))؛ صحيح الترغيب والترهيب.

92- القرآن يكون شفيعًا له يوم القيامة: عن أبي أمامة قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اقرؤوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، اقرؤوا الزَّهْراوين: البقرة، وسورة آل عمران؛ فإنَّهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان - أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فِرْقان من طيرٍ صوافَّ - تُحاجَّان عن أصحابهما))؛ رواه مسلم.

93- جِلْد الحافظ في مأمن من عذاب النار، إنْ حَفظ القرآن بإخلاصٍ وعَمل بموجبه: عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو جُعِل القرآن في إهابٍ، ثم ألقي في النار، ما احترق))؛ سلسلة الأحاديث الصحيحة.

94- انتفاع والِدَيه بحفظه يوم القيامة: عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يَجيء القرآنُ يوم القيامة كالرجل الشاحب، يقول لصاحبه: هل تعرفني؟ أنا الذي كنتُ أُسهِر ليلك، وأُظمِئ هواجِرَك، وإن كل تاجرٍ من وراء تجارته، وأنا لك اليوم من وراء كلِّ تاجرٍ، فيُعطَى المُلْك بيمينه، والخُلدَ بشماله، ويوضع على رأسه تاجُ الوقار، ويُكسى والداه حُلَّتان، لا يقوم لهما الدنيا وما فيها، فيَقولان: يا رب، أنَّى لنا هذا؟ فيُقال لهما: بتعليم ولَدِكما القرآنَ))؛ سلسلة الأحاديث الصحيحة.

95- يُلبَس تاجًا من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس: عن بُريدة الأسلميِّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن قرأ القرآن وتعلَّمه وعمل به أُلبِس يوم القيامة تاجًا من نورٍ ضوؤه مثل ضوء الشمس، ويُكسَى والداه حُلَّتان لا تقوم بهما الدنيا، فيقولان: بم كُسينا هذا؟ فيُقال: بأخذ ولدكما القرآن))؛ صحيح الترغيب والترهيب.

96- يُلبس تاج الكرامة وحلة الكرامة: عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يَجيء القرآن يوم القيامة فيقول: يا ربِّ حلِّه، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زِدْه، فيلبس حلة الكرامة، ثم يقول: يا رب، ارض عنه، فيرضى عنه، فيقال له: اقرأ وارقَ، ويُزاد بكل آيةٍ حسنةً))؛ صحيح الترمذي.

97- يصعد بحسب حفظه في درجات الجنة: عن عبدالله بن عمرٍو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يُقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة: اقرأ واصعد، فيَقرأ ويصعد بكل آيةٍ درجةً، حتى يَقرأ آخر شيءٍ معه))؛ سلسلة الأحاديث الصحيحة.

98- يكون له الخلد والنعيم: عن تميمٍ الداريِّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن قرأ عشر آياتٍ في ليلةٍ كُتب له قنطارٌ، والقنطار خيرٌ من الدنيا وما فيها، فإذا كان يوم القيامة يقول ربك عز وجل: اقرأ وارقَ، لكل آيةٍ درجةً، حتى ينتهي إلى آخر آيةٍ معه، يقول ربك عز وجل للعبد: اقبض، فيقول العبد بيده: يا رب، أنت أعلم، فيقول: بهذه الخلد، وبهذه النعيم))؛ صحيح الترغيب والترهيب.

99- يُبنى له قصرٌ في الجنة: عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنَّه قال: ((من قرأ: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ حتَّى يَختمها عشرَ مراتٍ، بَنى الله له قصرًا في الجنة))؛ سلسلة الأحاديث الصحيحة.

100- يكون مع السَّفَرة أو يؤتى أجره مرتين: عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرؤه ويتتعتَعُ فيه، وهو عليه شاقٌّ، له أجران))؛ متفق عليه.

101- يكون من أهل الله وخاصته: عن أنس رضي الله عنه، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله تعالى أهلين من الناس))، قيل: يا رسول الله، ومن هم؟ قال: ((أهل القرآن هم أهل الله وخاصته))؛ صحيح الترغيب والترهيب.


هذا، وليحذر طالبُ العلم أمورًا منها:
1- الرياء: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد؛ ليقضي بينهم وكلُّ أمةٍ جاثية، فأول مَن يدعو به رجلٌ جمع القرآن، ورجلٌ يُقتل في سبيل الله، ورجلٌ كثير المال:
فيقول الله تبارك وتعالى للقارئ: ألم أُعلِّمك ما أنزلتُ على رسولي صلى الله عليه وسلم؟ قال: بلى يا رب، قال: فماذا عَمِلتَ فيما عَلمتَ؟ قال: كنتُ أقوم به آناء الليل وآناء النهار، فيقول الله تبارك وتعالى له: كذبتَ، وتقول له الملائكة: كذبت، ويقول الله: بل أردتَ أن يُقال: فلان قارئ، فقد قيل ذاك.

ويؤتى بصاحب المال، فيقول الله له: ألم أوسِّع عليك حتى لم أدَعْك تحتاج إلى أحدٍ؟ قال: بلى يا رب، قال: فماذا عَملت فيما آتيتُك؟ قال: كنتُ أصل الرحم وأتصدق؟ فيقول الله له: كذبت، وتقول الملائكة له: كذبت، ويقول الله: بل إنما أردتَ أن يُقال: فلانٌ جوَاد، فقد قيل ذاك.

ويؤتى بالذي قُتل في سبيل الله فيقال له: في ماذا قُتلتَ؟ فيقول: أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلتُ حتى قُتلتُ، فيقول الله له: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت، ويقول الله: بل أردتَ أن يُقال: فلان جريء، فقد قيل ذاك)).

ثم ضرَب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ركبتي، فقال: ((يا أبا هريرة، أولئك الثلاثة أولُ خلق الله تُسعَّر بهم النار يوم القيامة))!

قال أبو عثمان الوليد: وحدثني العلاء بن أبي حكيمٍ أنه كان سيَّافًا لمعاوية قال: فدخل عليه رجلٌ فحدَّثه بهذا عن أبي هريرة، فقال معاوية: قد فُعل بهؤلاء مثل هذا، فكيف بمن بقي من الناس؟! ثم بكى معاوية بكاءً شديدًا حتى ظننَّا أنه هالك، وقلنا: قد جاءنا هذا الرجل بشرٍّ، ثم أفاق معاوية ومسح عن وجهه، فقال: صدق الله ورسوله: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [هود: 15، 16]؛ صحيح الترمذي.

2- أن يَسأل به الناس: عن عِمران بن حُصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرؤوا القرآن وسَلُوا الله به قبل أن يَأتي قومٌ يقرؤون القرآن فيسألون به الناس))؛ صحيح الجامع.

عن عبدالرحمن بن شبلٍ قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اقرؤوا القرآن، ولا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به))؛ صحيح الجامع.

عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرؤوا القرآن وابتغوا به الله تعالى، من قبل أن يأتي قومٌ يُقيمونه إقامة القدح، يتعجَّلونه ولا يتأجلونه))؛ صحيح الجامع.

3- أن يأخذ عليه أجرًا: عن عُبادة بن الصامت، قال: علَّمتُ ناسًا من أهل الصفة القرآن والكتابة، فأهدى إليَّ رجلٌ منهم قوسًا، فقلت: ليست بمالٍ، وأرمي عنها في سبيل الله، فسألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها، فقال: ((إنْ سرَّك أن تُطوَّق بها طوقًا من نارٍ فاقبَلْها))؛ صحيح ابن ماجه.

وعن عبيد بن الحسن، قال: "قسَم مصعبُ بن الزبير مالًا في قرَّاء أهل الكوفة، حين دخل شهر رمضان، فبعث إلى عبدالرحمن بن معقِلٍ بألفي درهمٍ، فقال له: استعِنْ بها في شهرك هذا، فردَّها عبدالرحمن بن معقلٍ، وقال: لم نقرأ القرآن لهذا"؛ صحيح سنن الدارمي.

4- الجدال فيه: عن ابن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تجادلوا في القرآن فإن جدالًا فيه كفر))؛ صحيح الجامع.

5- ترك السنة: قال تبارك وتعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36].

وقال: ﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 1 - 4].

وقال: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 44].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تركتُ فيكم شيئين لن تضِلُّوا بعدهما: كتاب الله وسنتي، ولن يتفرَّقا حتى يَرِدا عليَّ الحوض))؛ صحيح الجامع.

6- عن المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا إني أوتيتُ الكتابَ ومِثلَه معه، ألا يوشك رجلٌ شبعان على أريكته، يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلالٍ فأحِلُّوه، وما وجدتم فيه من حرامٍ فحرموه، وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله))؛ مشكاة المصابيح.

7- وعن زيد بن حارثة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أن جبريل أتاه في أول ما أوحي إليه، فعلمه الوضوء والصلاة))؛ مشكاة المصابيح.

8- عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن روح القدس نفَث في رُوعي أنَّ نفسًا لن تموت حتى تستكمل أجَلَها وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجمِلوا في الطلب، ولا يحمِلَنَّ أحدَكم استبطاءُ الرزق أن يطلبه بمعصية الله؛ فإن الله تعالى لا يُنال ما عنده إلا بطاعته))؛ صحيح الجامع.

وأخيرًا أوصي نفسي وإخواني بوصية عبدالله بن عون وهو تابعي جليل، قال عنه الذهبي: الإمام، القدوة، عالم البصرة، الحافظ، وقال عنه ابن المبارك: ما رأيتُ أحدًا ممن ذُكر لي، إلا كان إذ رأيتُه دون ما ذُكر لي، إلا ابنَ عون، وحيوةَ بن شريح.

قال: "ثلاثٌ أرضاها لنفسي ولإخواني: أن ينظر هذا الرجلُ المسلم القرآنَ فيتعلمه ويقرأه، ويتدبَّرَه وينظر فيه، والثانية أن ينظر ذاك الأثر والسُّنة، فيَسأل عنه ويتبعه جهده، والثالثة أن يدَع هؤلاء الناس إلا من خيرٍ"؛ الصحيح المسند من أقوال الصحابة والتابعين.

﴿ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود: 88].

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 05:43 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com