أم المؤمنين عائشة
أم المؤمنين عائشة (2) (57 هـ)
عائشة أم المؤمنين، الصديقة بنت الصديق، العتيقة بنت العتيق، حبيبة الحبيب، وأليفة القريب، بنت خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبي بكر عبدالله بن أبي قحافة عثمان بن عامر، القرشية التيمية، المكية، النبوية زوجة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، أفقه نساء الأمة على الإطلاق. روت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - الكثير الطيب، وروت أيضا عن أبيها وعن عمر وفاطمة، وسعد. روى عنها عمر، وابنه عبدالله، وأبو هريرة، وأبو موسى، وابن عباس، وسعيد بن المسيب ومسروق.
عن أبي موسى مرفوعا: "كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون، وفضل عائشة على النساء كفضل
الثريد على سائر الطعام" (1) . وعن الزهري، حدثني أبو سلمة أن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "يا عائش، هذا جبريل وهو يقرأ عليك السلام، قالت وعليه السلام ورحمة الله" (2) . وعن عمرو بن العاص أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استعمله على جيش ذات السلاسل، قال: "فأتيته، فقلت: يا رسول الله، أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة. قال: من الرجال؟ قال أبوها" (3) . وعن مسروق أنه كان إذا حدث عن عائشة رحمها الله قال: حدثتني المبرأة الصديقة ابنة الصديق حبيبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . (4)
وعن هشام عن أبيه: قال: لقد صحبت عائشة، فما رأيت أحدا قط كان أعلم بآية أنزلت ولا بفريضة، ولا بسنة، ولا بشعر، ولا أروى له، ولا بيوم من أيام العرب، ولا بنسب ولا بكذا، ولا بقضاء، ولا بطب منها، فقلت لها يا خالة: الطب من أين علمته؟ فقالت: كنت أمرض فينعت لي الشيء، ويمرض المريض فينعت له، وأسمع الناس ينعت بعضهم لبعض فأحفظه
وقال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة أفقه الناس، وأحسن الناس رأيا في العامة. وقال الزهري: لو جمع علم عائشة إلى جميع النساء، لكان علم عائشة أفضل.
وعن عروة عن عائشة أنها تصدقت بسبعين ألفا، وأنها لترقع جانب درعها رضي الله عنها.
وعن ابن المنكدر عن أم ذرة قالت: بعث ابن الزبير إلى عائشة بمال في غرارتين، يكون مائة ألف، فدعت بطبق، فجعلت تقسم في الناس، فلما أمست قالت: هاتي يا جارية فطوري، فقالت أم ذرة يا أم المؤمنين، أما استطعت أن تشتري لنا لحما بدرهم؟ قالت: لا تعنفيني لو أذكرتيني لفعلت.
توفيت رضي الله عنها سنة سبع وخمسين.