نحن دفناه سوياً
إحنا دافنينه سوا
====
في قرية عجيبة تعيش على هامش التاريخ يعيش نوع من البشر يستمريء عبادة الموتى ويقدسون الأضرحة والمقابر ، مع أنهم يدعون التوحيد، ويرتكبون كل المفاسد، ويدعون الصلاح، يستطعمون الربا ويخرجون منه الزكاة والصدقات
وعمدتهم ليس منهم ولكنه هبط عليهم بأمر الكبار في المدن البعيدة، لم يتظاهر مثلهم بالصلاح، لكنه ومن أول وهلة أعلن أنه مرفوع عنه التكاليف، وصدقوه، لانهم يؤمنون بالكرامات. أدرك لأول وهلة تدني أخلاقياتهم، ودرس طريقة عبادتهم
وكان يعيش في أقصى القرية الرجل الطيب، الذي اعتزلهم بعد أن بذل قصارى جهده في تصحيح عقيدتهم والإرتقاء بأخلاقهم، عاش في كهف مع حماره، باحثا عن قوت يومه وقوت الحمار
استعمل العمدة كل الطرق التي يبتز بها الفلاحين الأغبياء، وكل يوم يزداد نهمه وتكبر أكياس طمعه .. وعلم أخيراً بذلك العابد المنعزل فقرر التخلص منه، ولكن بفائدة مركبة، فقرر بناء ضريحاً ومشهداً في وسط القرية، شارك في بنائه كل الفلاحين، وبعدها أرسل رجاله فقتلوا الرجل الزاهد وحماره ودفنوهما في الضريح الجديد، وأمر رجاله في القرية أن ينشروا في المساجد أن الرجل الزاهد ركب حماره وطار، ولكن روحه تسكن الضريح الجديد، ووفاءاً لروح هذا الرجل الصالح وجبت النذور في صندوق الضريح الذي يشرف عليه العمدة
وكل ليلة يتسلل العمدة سراً إلى الصندوق ليفرغه
وذات ليلة، ذهب العمدة متخفياً إلى الضريح، ففوجيء بشيخ الخفراء يفرغ صندوق النذور، وعندما توعده بالعقاب والعزل، صرخ شيخ الخفراء في العمدة قائلاً:
لقد دفناه معاً