الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
أما بعد
هده رسالة ودعوة لكل مسلمة لتلتزم بالحجاب الشرعي لترضي ربها وتنجو من عداب النار -أعاذنا الله تعالى منها- جمعت فيها شروط الحجاب الشرعي, مستقاة من كتاب الله عزوجل وصحيح حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.....
لابد لكل مسلمة أن تحقق هذه الشروط في حجابها , خاصة ونحن نشهد اليوم تلاعبا بالحجاب وتمويها ممن لايطيقون رؤية المسلمة المتحجبة المعتزة بدينها وحجابها...........فراحوا يروجون صورا مبتدعة من الحجاب على أنها "حل وسط" ترضي المحجبة به ربها-زعموا- وفي ذات الوقت تساير مجتمعها وتحافظ على" أناقتها"!!
فاحذري أختاه ...احذري من دعاة التبرج المقنع الذين يسمون المعاصي بغير اسمها..... فيسمون التبرج حجابا والمعصية طاعة......
فاليك شروط الحجاب الشرعي, وكوني ممن قال فيهم الله عزوجل ﴿ انما كان قول المومنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولو سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون ﴾النور:51
الشرط الأول:أن يكون ساترا لجميع البدن:
فلا يجوز بحال أن تغطي المرأة رأسها وبدنها ثم يكون الثوب قصيرا لتظهر قدميها.....أو ساقيها....ومن أدلة استيعاب الحجاب لجميع بدن المرأة قول الله جل وعلا:﴿ يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المومنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما ﴾سورة الأحزاب:59..........فعليك أختي المسلمة:بالحرص على أن يكون حجابك ساترا لجميع بدنك...........
الشرط الثاني:أن لايكون الحجاب في نفسه زينة:
ألا تلفت المرأة الأنظار الى ثوبها بألوانه الفاقعة التي تلفت الأنظار وتجذب الأنظار لأن الغاية من الحجاب هو:الستر والعفاف فاذا كان الحجاب زينة مثيرة, فقد تعطلت بذلك الغاية منه.....ولذلك نهى الله جل جلاله عن ذلك فقال :﴿ وقل للمومنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها ﴾ النور:31
وتذكري -أختي المسلمة- أن كثيرا من المسلمات اليوم قد أخللن بهذا الشرط بقصد أوبغير قصد فقد كثرت في الآونة الأخيرة أنواع من الحجاب المزين بأنواع من الزينة بقصد الاغراء ولفت الأنظار..........
الشرط الثالث:أن يكون واسعا غير ضيق:
لأن الثوب الضيق يكون من أعظم الفتن ومن أعظم سهام الشهوات .......ولأن اللباس الضيق يناقض الستر المقصود من الحجاب ,لذلك اذا لم يكن لباس المرأة المسلمة فضفاضا فهو من التبرج المنهي عنه......اذ ان عورة المرأة تبدو موصوفة بارزة...........
الشرط الرابع:أن يكون صفيقا لا يشف:
فحجاب المرأة اذاكان رقيقا شفافا فانه يبرز لون بشرتها, ويخالف الستر الذي هو غاية الحجاب...........وقد ورد وعيد شديد في النساء اللواتي يلبسن مثل هذه الألبسة التي هي أشبه بالعري.......ان لم تكن فتنتها أشد.......
اسمعي الى هذا الحديث:عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(صنفان من أهل النار لم أرهما :قوم معهم سياط كأدناب البقر يضربون بها الناس, ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسمنة البخت المائلة لايدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وان ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا)رواه مسلم
الشرط الخامس:ألا يكون معطرا:
ألا يكون الثوب مبخرا أو معطرا أو مطيبا........الاسلام يأمر المسلمة العفيفة بأن تتعطر وتتطيب وتتزين لزوجها في داخل بيتها واذا همت بالخروج فلا يجب أن يكون الثوب معطرا..........وقد وردت أحاديث كثيرة في تحريم خروج المرأة متعطرة.....فمن ذلك ما رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(أيما امرأة استعطرت ثم خرجت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية) "صحيح الجامع بسند حسن"...اسمعي الى هذا الحديث:عن زينب الثقفية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(اذا خرجت احداكن الى المسجد فلا تقربن طيبا)"صحيح الجامع الصغير بسند صحيح"
الشرط السادس:ألا يكون ثوب شهرة:
كأن تلبس المرأة ثيابا غالية في الثمن ليشار الى ثوبها بالبنان, ويقال ان فلانة بنت فلان تلبي من الثياب ما قيمته كذا وكذا, هذا ثوب شهرة, والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الذي حسنه الألباني, وحسنه الامام المنذري في الترغيب والترهيب أنه صلى الله عليه وسلم قال( من لبس ثوب شهرة ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ثم ألهب عليه نارا).... أعاذنا الله واياك من النار....
الشرط السابع: أن لا يشبه لباس الرجال:
ألا تتشبه المرأة في لباسها أو صوتها, أو حتى في مشيتها بالرجال..... يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهات من النساء بالرجال, والمتشبهين من الرجال بالنساء) رواه البخاري.... وعن ابن عمرو قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( ليس منا من تشبه بالرجال من النساء ولا من تشبه بالنساء من الرجال)"صحيح الجامع الصغير بسند صحيح"
فهذه الأحاديث نص في تحريم التشبه مطلقا بالرجال سواء في اللباس أو في غيره....ومن هنا كان على المرأة المسلمة أن تحرص عن الابتعاد عن التشبه بالرجال في لباسها..........
الشرط الثامن: أن لا يشبه لباس الكافرات:
فكيف ترضى امرأة شرفها الله بالاسلام ورفع قدرها, أن تكون تابعة لمن يملي عليها صفة لباسها, ممن لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر?! فاحذري أختي المسلمة: أن تتشبهي باليهود والنصارى أو غيرهم من المشركين في ملابسهم, لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من تشبه بقوم فهو منهم)"حسنه الألباني,وحسنه الحافظ ابن حجر في الفتح, وصححه الحافظ العراقي".......
أختاه ........هذه الشروط الثمانية هي الشروط المعتبرة عند العلماء في الحجاب....فادا أردت-أيتها المباركة-الستر والعفاف والحشمة والحياء وطاعة الله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وسلم فعليك بمراعاتها في حجابك فان الحجاب لا يمكن أن يكون حجابا الا اذا استوفى تلك الشروط كلها.....
فبادري اذا الى طاعة الله عزوجل وتحجبي الحجاب الشرعي ودعي عنك انتقاد الناس ولومهم فحساب الله غدا أشد وأعظم....
( منقول )