،،،،،،
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله 0
( ياأَيُّهَا الَّذِينءامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )
( سورة آل عمران - الآية 102 )
(يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تََسَاءَلونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
( سورة النساء - الآية 1 )
( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَولا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )
( سورة الأحزاب - الآية 70 – 71 )
أما بعد :
وردني سؤال على ( الواتس أب ) من الأخ الحبيب والمعالج القدير ( خلدون العجارمه ) ، الذي أحسبه على خير وصلاح والله حسيبه ، حول موضوع في غاية الأهمية يتعلق بتصدر بعض المعالجين – وفقهم الله لكل خير – مسألة الفتوى والحكم على المعالجين الآخرين دون بينة ودون مستند شرعي يبنون عليه كلامهم ، بل الوقوع في مغالطات في الحكم والتفسير ، وحيث أني أرى أن هذا الموضوع في غاية الأهمية حتى نقيم الطريق ويستوي الأمر من ناحية شرعية تأصيلية فأحببت أن أبين هذا الأمر ببيان واضح وتأصيل وتقعيد شرعي ، وأولا أنقل لكم ما ذكره للأخ الحبيب وهو على النحو التالي :
يقول بعض الاخوة - وفقهم الله لكل خير - : ( من تلبيسات شياطين الإنس والجن على المسلمين لحرفهم وإبعادهم عن هدي نبيهم عليه الصلاة والسلام في كيفية علاج السحر والمس والحسد . أنهم يأتون بأشياء علاجية من إيحاءات الشيطان وينسبونها للشرع زورآ وبهتانآ . مثل ٧ ورقات سدر . الملح . البخور .المسك الأسود أو الأبيض .أو قرن الحلتيت وغير ذلك . ثم يقولون نجح بالتجربة ويخفون تلك الإنتكاسات التي تحصل بعد مدة .
( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقآ ) ( وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءآ غدقآ) ولزيادة التغرير يقرأون عليها بالقرآن بآيات خاصة غير المأثورات مع أنه جائز ولكنهم عدلوا عن الإختيارات النبوية للآيات.
* فنقول إن أي أمر تريد أن تعرف صوابه من خطأه :-
بأن أسأل نفسي أو أسأل غيري هذه الأسئلة :--
١) هل السحر كان موجودآ زمن النبي عليه الصلاة والسلام. الجواب : نعم موجود.
٢) هل كان هناك صحابة مسحورون . الجواب نعم بل النبي عليه الصلاة والسلام تم سحره وتم علاجه بدون ورق سدر وبدون قراءة على الماء وبدون مسك وغيره.بل قالت عائشة لما نزلت المعوذتين ترك عليه الصلاة والسلام ما سواهما.
٣) هل كان هناك عندهم ورق سدر . الجواب : نعم .
٤) وهل بإمكانهم القراءة على الماء .الجواب : نعم
٤) فلماذا لم يدل النبي عليه الصلاةوالسلام الصحابة على ذلك . فديننا دين اتباع.
فالخلاصة أن نقول إما أن النبي عليه الصلاة والسلام علم تلك الأمور وعرفها أو أنه جهلها وحاشاه. فلماذا تركها !!!!
فإن عرف وعلم فلماذا كتم هذا الخير عن أمته؟!! فهل خان أمته وحاشاه .
أو أنه جهله وحاشاه !!! فهل يجهل رسول الله عليه الصلاة والسلام ذلك ثم تأتي أنت بعد ١٤ قرنآ فتعلم شيئآ لم يعلمه رسول الله ؟!!! فأي قباحة هذه !!!!
فهذه كلها استدراكات وتلبيسات من تلبيس الشيطان على الناس وإشغال الأمة وإبعادهم عن هدي السلف. ولذلك كثر هذا الأمر وهو السحر والمس وتلاعب الشيطان حتى وصل معظم بيوت المسلمين .فالسبب الجهل بالدين والسبب الآخر شيوخ ضعفاء غير مؤصلين. فأين طلبة العلم الشرعي ليبصروا الناس . وليبقوهم على الأصل.
فنقول ( وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف) وأستغفر الله.
ولو كان خيرآ ما سبقناهم إليه.
فلا يخدعنكم شياطين الإنس بقراءة القرآن على تلك المواد للتدليل عليها ولشرعنتها ولذر الرماد في عيون المعترضين.
ثم حتى وإن رأينا نتائج باهرة . فهذا من تمريرات الشيطان ومساعدته للشيوخ لعمل دعاية قوية لهدي هو غير هدي محمد عليه السلام ولحرف الناس عن الهدي النبوي القويم وخير الهدي هدي محمد عليه الصلاة والسلام.
فإن أصبت فمن الله وحده وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
وللعلم الكافور والسدر لتغسيل الموتى. وإن ورد عن بعض السلف استخدام تلك الطرق فهدي رسول الله أولى من هديهم. والله أعلى وأعلم.0
ثم يسأل الشيخ ( خلدون العجارمه ) – حفظه الله _ السؤال التالي :
ما رأي شيوخنا الأكارم نرجو توجيهنا وتسديدنا ولكم الشكر ) 0
قلت وبالله التوفيق : بارك الله فيكم أخي الكريم ... ما تفضلتم به صحيح في جانب ومجانب للصواب في الجانب الاخر ، وأجيب على ما تفضلتم به نفلا عن أحد الاخوة - وفقه الله لك خير – وأبين وبناقط يسيرة ردا مجملا الخصه بالتالي :
أولا : قول الأخ الكريم ( أنهم يأتون بأشياء علاجية من إيحاءات الشيطان وينسبونها للشرع ) 0
قلت وبالله التوفيق : لا بد من تحري الدقة فيما نطلقه من كلام ، فبعض ما نقل ليس من ايحاءات الشياطين بل ورد فيها آثار كما سوف يتضح لاحقا 0
ثانيا : أما قولكم – يا رعاكم الله - : ( من تلبيسات شياطين الإنس والجن على المسلمين لحرفهم وإبعادهم عن هدي نبيهم عليه الصلاة والسلام في كيفية علاج السحر والمس والحسد . أنهم يأتون بأشياء علاجية من إيحاءات الشيطان وينسبونها للشرع زورآ وبهتانآ . مثل ٧ ورقات سدر ) 0
قلت وبالله التوفيق : هذه تلبيسات الشياطين لمن لم يفهم هذا الدين ومن لم يتعض بأقوال علماء الأمة العاملين العابدين ، ولذك أقول :
1)- هل نحن أفهم بهذا الدين وأحكامه الشرعية من علماء الأمة العاملين العابدين وهم ورثة الأنبياء وأعرف بالحلال والحرام والسنة والبدعة وما يجوز وما لا يجوز 0
يقول تعالى في محكم التنزيل :
( فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ )
( سورة النحل - الآية 43 )
يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي - رحمه الله - في تفسير قوله تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ * بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) :
"يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالا ، أي: لست ببدع من الرسل، فلم نرسل قبلك ملائكة ، بل رجالا كاملين ، لا نساء . نُوحِي إِلَيْهِمْ من الشرائع والأحكام ما هو من فضله وإحسانه على العبيد ، من غير أن يأتوا بشيء من قبل أنفسهم، (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ) أي : الكتب السابقة (إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) نبأ الأولين ، وشككتم : هل بعث الله رجالا ؟ فاسألوا أهل العلم بذلك ، الذين نزلت عليهم الزبر والبينات ، فعلموها وفهموها، فإنهم كلهم قد تقرر عندهم أن الله ما بعث إلا رجالا يوحي إليهم من أهل القرى .
وعموم هذه الآية فيها مدح أهل العلم، وأن أعلى أنواعه العلم بكتاب الله المنزل. فإن الله أمر من لا يعلم بالرجوع إليهم في جميع الحوادث ، وفي ضمنه تعديل لأهل العلم وتزكية لهم ، حيث أمر بسؤالهم، وأن بذلك يخرج الجاهل من التبعة، فدل على أن الله ائتمنهم على وحيه وتنزيله، وأنهم مأمورون بتزكية أنفسهم، والاتصاف بصفات الكمال 0
وأفضل أهل الذكر أهل هذا القرآن العظيم، فإنهم أهل الذكر على الحقيقة، وأولى من غيرهم بهذا الاسم، ولهذا قال تعالى: وَأَنزلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ أي: القرآن الذي فيه ذكر ما يحتاج إليه العباد من أمور دينهم ودنياهم الظاهرة والباطنة ، لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نزلَ إِلَيْهِمْ ، وهذا شامل لتبيين ألفاظه وتبيين معانيه، وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ فيه ، فيستخرجون من كنوزه وعلومه بحسب استعدادهم وإقبالهم عليه )( تفسير السعدي - 1 / 441 ) 0
وقد ثبت من حديث أبو الدرداء - رضي الله عنه - انه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من سلك طريقًا يطلبُ فيه علمًا ، سلك اللهُ به طريقًا من طرقِ الجنةِ ، وإنَّ الملائكةَ لتضعُ أجنحتَها رضًا لطالبِ العِلمِ ، وإنَّ العالِمَ ليستغفرُ له من في السماواتِ ومن في الأرضِ ، والحيتانُ في جوفِ الماءِ ، وإنَّ فضلَ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ ، وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ ، وإنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثُوا دينارًا ولا درهمًا ، ورَّثُوا العِلمَ فمن أخذَه أخذ بحظٍّ وافرٍ )
( وقال الألباني " حديث صحيح " - أنظر " صحيح صحيح أبي داود - برقم ( 3841 ) ، والحديث أخرجه أبو داود غي سننه - برقم ( 3641 ) واللفظ له ، والترمذي غي سننه - برقم ( 2682 ) ، وابن ماجه في سننه - برقم ( 223 ) ، والامام وأحمد في مسنده - برقم 21715 )
2)- حتى تفهم المسألة من الناحية الشرعية وحتى نعلم أن ذلك ليس من تلبيس ابليس على المعالجين اللذين يفعلون ذلك نعود لأقوال علماء الأمة في ذلك :
قال اللالكائي : ( حدثنا محمد بن عثمان قال : حدثنا سعيد بن محمد الحناط قال : حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل قال : سمعت سفيان يذكر عن سليمان بن أمية - شيخ من ثقيف من ولد عروة بن مسعود - دخل على عائشة سمع أمه وجدته :سمع امرأة تسأل عائشة هل علي جناح أن أزم جملي ؟ قالت : لا 0 قالت : يا أم المؤمنين إنها تعني زوجها قالت : ردوها علي فقالت : ملحة ملحة في النار اغسلوا على أثرها بالماء والسدر )( شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة – 7 / 1288 – والأثر برقم ( 2278 ) ، وورد نحو ذلك الأثر عن الإمام البغوي في " شرح السنة " دون الاشارة الى " اغسلوا على أثرها بالماء والسدر – 12 / 189 – 190 ) 0
* قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( وذكر ابن بطال أن في كتب وهب بن منبه أن يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر ، فيدقه بين حجرين ، ثم يضربه بالماء ، ويقرأ آية الكرسي والقواقل ، ثم يحسو منه ثلاث حسيات ، ثم يغتسل به ، فإنه يذهب عنه كل ما به ، وهو جيد للرجل إذا حبس عن أهله ) ( فتح الباري - 10 / 233 ، أنظر " مصنف عبدالرزاق – 11 / 13 – برقم 19763 ) 0
القواقل : ( السور التي تبدأ بـ ( قل ) وهي : الجن ، الكافرون ، والإخلاص ، الفلق ، والناس ) 0
* قال الشيخ سليم الهلالي : ( والقلاقل : هي التي أوائلها " قل " وهي خمس : أولها : سورة الجن ، ولكن المشهور هي أربعة : الكافرون ، والإخلاص ، والمعوذتان ) ( سلسلة الأحاديث التي لا أصل لها – ص 111 ) 0
* ذكر سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله تعالى - أن علاج السحر بعد وقوعه وهو علاج نافع - بإذن الله - للرجل إذا حبس عن جماع أهله أن يأخذ سبع ورقات من السدر الأخضر فيدقها بحجر أو نحوه ويجعلها في إناء ويصب عليه من الماء ما يكفيه للغسل ويقرأ فيها آية الكرسي و ( قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) و ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) وآيات السحر في سورة الأعراف وهي قوله تعالى : ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِىَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ ) ( سورة الأعراف – الآية 117 – 119 ) والآيات في سورة يونس وهي قوله سبحانه : ( وَقالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِى بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ * فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ) ( سورة يونس – الآية 79 – 82 ) والآيات في سورة طه : ( قَالُوا يَامُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِىَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى * فَأَوْجَسَ فِى نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى * قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأعْلَى*وَأَلْقِ مَا فِى يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ) ( سورة طه – الآية 65 – 69 ) وبعد قراءة ما ذكر في الماء يشرب منه ثلاث مرات ويغتسل بالباقي وبذلك يزول الداء إن شاء الله وإن دعت الحاجة لاستعماله مرتين أو أكثر فلا بأس حتى يزول الداء ) ( مجموع فتاوى الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – 3 / 279 ، 280 ) 0
* وقد اعترض الشيخ محمد حامد الفقي - رحمه الله - على استخدام السدر بهذه الكيفية فقال : ( مثل هذا لا يعمل به برأي ليث بن أبي سليم ، ولا برأي ابن القيم ، ولا غيرهما ، وإنما يعمل بالسنة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يجيء عنه صلى الله عليه وسلم شيء مما يقول ابن أبي سليم ، ولا ابن القيم ، وما ينقل عن وهب بن منبه ، فعلى سنة الإسرائيليين لا على هدي خير المرسلين ، ومن باب هذا التساهل دخلت البدع ثم الشرك الأكبر 0 وعلى المؤمن الناصح لنفسه أن يعض بالنواجد على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين -رضي الله عنهم- ويتجنب المحدثات ، وإن كانت عمن يكون ، فكل أحد يؤخذ من قوله ويرد عليه ، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم 0
* وأجاب على اعتراضه فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز- رحمه الله - فقال : ( وبين أنه لم ترد أي مخالفة شرعية فيما قاله ابن أبي سليم ، وأن كلامه داخل تحت الأصول العامة ، فقال : " أقول : اعتراض الشيخ حامد على ما ذكره الشارح عن أبي سليم ووهب بن منبه وابن القيم ليس في محله ، بل هو غلط من الشيخ حامد ، لأن التداوي بالقرآن الكريم ، والسدر ، ونحوه من الأدوية المباحة ، ليس من باب البدع ، بل هو من باب التداوي0وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( عباد الله ! تداووا ولا تتداوا بحرام ) " جزء من حديث أخرجه الدولابي - 2 / 38 ، والحديث ذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد " - 5 / 86 -من رواية الطبراني وقال : ( ورجاله ثقات ) - وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الجامع 1762 - السلسلة الصحيحة 1633 " ) ( فتح المجيد – ص 316 ) 0
* يقول فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين –حفظه الله- : ( وكذا رقيت على بعض الأقارب أو الأحباب الذين حبسوا عن نسائهم ، بما ذكره ابن كثير من ورقات السدر ، وقراءة الآيات التي ذكرها ، فوقع الشفاء بإذن الله ) ( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة ) 0
* قال الأستاذ عبدالعزيز القحطاني : ( وهذا العلاج –يعني استخدام السدر– أفاد أكثر من مائة حالة كانوا لا يصلون إلى جماع أزواجهم 0 ثم بعضهم كان مسحوراً فانفك عنه ، وبعضهم يخرج منه الدود ، ويكره بعضهم الزواج وكلّما تم عقد القران بطل هذا العقد بدون أسباب ، أو لا يتم التوفيق للآخرين بزواجهم وهكذا من أنواع السحر الذي يعمل ويدس ويسقى لهم دون أن يعلموا ) ( طريق الهداية في درء مخاطر الجن والشياطين )( ص 119 ، 120 ) 0
قلت وبالله التوفيق : ( وكما سوف أشير لاحقا فالخبرة والدراية أكدت بما لا يدع مجالاً للشك خاصية استخدام السدر ومنفعته في علاج المربوط عن أهله ، وكذلك منفعته في علاج الأمراض الروحية بشكل عام ، والله تعالى أعلم وأحكم ) 0
ثالثا : أما قولكم – يا رعاكم الله - : ( من تلبيسات شياطين الإنس والجن على المسلمين لحرفهم وإبعادهم عن هدي نبيهم عليه الصلاة والسلام في كيفية علاج السحر والمس والحسد . أنهم يأتون بأشياء علاجية من إيحاءات الشيطان وينسبونها للشرع زورآ وبهتانآ . مثل الملح ) 0
قلت وبالله التوفيق : قد تم مناقشة هذه المسألة مع أحد طلبة العلم في المملكة العربية السعودية على النحو التالي :
( && تعقيب وتعليق حول مسألة حكم رش البيوت من الداخل بالماء والملح && ) !!!
رابعا : أما قولكم – يا رعاكم الله - : ( من تلبيسات شياطين الإنس والجن على المسلمين لحرفهم وإبعادهم عن هدي نبيهم عليه الصلاة والسلام في كيفية علاج السحر والمس والحسد . أنهم يأتون بأشياء علاجية من إيحاءات الشيطان وينسبونها للشرع زورآ وبهتانآ . مثل البخور ) 0
قلت وبالله التوفيق : أيضا سئلت في هذه المسألة فكان جوابي على النحو التالي :
( && ما حكم استخدام البخور ، وهل هو من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ؟؟؟ && ) !!!
وخلاصة الكلام في المسـألة أن استخدام الروائح الطيبة أمر طيب لأن الشياطين تنفر من تلك الراوائح ، أو ما صدر به فتوى من عالم معتبر بالجواز مثل التبخر بالحية السوداء أو الخيلة ونحو ذلك كما أجاز استخدام ذلك العلامة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – رحمه الله - ، والله تعالى أعلم 0
خامسا : أما قولكم – يا رعاكم الله - : ( من تلبيسات شياطين الإنس والجن على المسلمين لحرفهم وإبعادهم عن هدي نبيهم عليه الصلاة والسلام في كيفية علاج السحر والمس والحسد . أنهم يأتون بأشياء علاجية من إيحاءات الشيطان وينسبونها للشرع زورآ وبهتانآ . مثل المسك الأسود أو الأبيض ) 0
قلت وبالله التوفيق : هذا تعقيبي حول استخدام المسك الأبيض والمسك الأسود في العلاج والاستشقاء :
( && سؤال وجواب حول ( وضع المسك ) - لفضيلة الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله- ؟؟؟ && ) !!!
سادسا : أما قولكم – يا رعاكم الله - : ( من تلبيسات شياطين الإنس والجن على المسلمين لحرفهم وإبعادهم عن هدي نبيهم عليه الصلاة والسلام في كيفية علاج السحر والمس والحسد . أنهم يأتون بأشياء علاجية من إيحاءات الشيطان وينسبونها للشرع زورآ وبهتانآ . مثل قرن الخلتيت ) 0
قلت في ردي على سؤال بخصوص هذا الموضوع في المندى الخاص بي :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،
بخصوص السؤال حول استخدام بعض المعالجين قرن حيوان ( وحيد القرن ) بعد تحميصه وطحنه وشرب المزيج ، فاعلم يا رعاك الله أن هذا العمل لا يجوز ، حيث أن الفقهاء قرروا فقالوا : ( ما أُبينَ من حيِّ فهو كميتته في النجاسة ، فهو نجس ) 0
فهذا حكمه نجس ولا يجوز استخدامه على النحو الذي ذكرت ، والحجة أخي الحبيب بيننا وبين من يدعي غير ذلك هو الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة – حفظهم الله - ، وليس قول فلان أو علان ، حتى لو تمسح برداء الدين ، وحتى لو تكلم في منتدى ونحوه ، واحرص بارك الله فيك من التثبت والتأكد من المنتديات الخاصة بالرقية الشرعية ، فكثير منها غلب غثه على سمينه ، واتسع فيه الخرق على الراقع 0
والدين أخي الحبيب حجة على الناس ، وليس الناس حجة على الدين ، والرجال يعرفون بالحق ، وليس الحق يعرف بالرجال ، سائلاً المولى عز وجل أن يوفقك لما يحب ويرضى 0
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
سابعا : قول الأخ الكريم : ( ثم يقولون نجح بالتجربة ويخفون تلك الإنتكاسات التي تحصل بعد مدة ) 0
قلت وبالله التوفيق : لا يجوز أن نلغي موضوع التجربة في بعض المسائل الحسية ، ولا بد أن نعلم يقينا أن هناك أسباب حسية ثبت نفعها عند أثبات المعالجين في العالم الإسلامي ، وأنصح بمراجعة الرابط الهام التالي :
( && الضوابط المتعلقة بالاستخدامات الحسية المباحة في العلاج والاستشفاء && ) !!!
ثامنا : قول الأخ الكريم : ( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقآ) ( وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءآ غدقآ ) 0
قلت وبالله التوفيق : ما مناسبة ايراد هذه الآيات والاستشهاد بها في الموضوع 0
تاسعا : قول الأخ الكريم : ( فنقول إن أي أمر تريد أن تعرف صوابه من خطأه :-
بأن أسأل نفسي أو أسأل غيري هذه الأسئلة :--
١) هل السحر كان موجودآ زمن النبي عليه الصلاة والسلام. الجواب : نعم موجود.
٢) هل كان هناك صحابة مسحورون . الجواب نعم بل النبي عليه الصلاة والسلام تم سحره وتم علاجه بدون ورق سدر وبدون قراءة على الماء وبدون مسك وغيره.بل قالت عائشة لما نزلت المعوذتين ترك عليه الصلاة والسلام ما سواهما.
٣) هل كان هناك عندهم ورق سدر . الجواب : نعم .
٤) وهل بإمكانهم القراءة على الماء .الجواب : نعم
٤) فلماذا لم يدل النبي عليه الصلاةوالسلام الصحابة على ذلك . فديننا دين اتباع.
فالخلاصة أن نقول إما أن النبي عليه الصلاة والسلام علم تلك الأمور وعرفها أو أنه جهلها وحاشاه. فلماذا تركها !!!!
فإن عرف وعلم فلماذا كتم هذا الخير عن أمته؟!! فهل خان أمته وحاشاه .
أو أنه جهله وحاشاه !!! فهل يجهل رسول الله عليه الصلاة والسلام ذلك ثم تأتي أنت بعد ١٤ قرنآ فتعلم شيئآ لم يعلمه رسول الله ؟!!! فأي قباحة هذه !!!! ) 0
تحت هذا العنوان لا بد من إيضاح الأمور الهامة التالية :
1)- قول الأخ الكريم : ( فنقول إن أي أمر تريد أن تعرف صوابه من خطأه :-
بأن أسأل نفسي أو أسأل غيري هذه الأسئلة ) 0
قلت وبالله التوفيق : هذا الكلام ليس صحيحا على الاطلاق المفروض سؤال العلماء العاملين العابدين وطلبة العلم ولا يجوز أن نجعل من انفسنا او من غيرنا وهم ليسوا مؤهلين للحديث في الأمور الشرعية 0
2)- الذي يظهر للعيان أن الأخ الكربم لا يفرق بين الأسباب الشرعية في العلاج والاستشفاء وبين الأسباب الحسية ، وفي معرض اجابتي سابقا بينت ذلك بالتفصيل حتى تتضح الصورة للجميع 0
3)- المسألة التي في غاية الأهمية لا بد أن نوضح بأن علماء الأمة العاملين العابدين قد أوضحوا كثير من المسائل التي لم يبينها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينوا الحكم الشرعي في استخدامها ، بقي ان نقول أن هناك بعض المسائل الخلافية بين العلماء ليست في الأصول بل في الفروع وموقفنا في ذلك بين واضح فنقول :
( ما اتفقنا فيه فالنعمل سويا عليه ، وما اختلفنا فيه في الأمور الاجتهادية فليعذر بعضنا بعضا )
وأعني هنا المسائل الاجتهادية بين العلماء في مسائل الرقية الشرعية ، ويمكن للمعالج أن يأخذ برأي عالم معتبر في المسألة دون أن ينكر على الطرف الأخر ، وهكذا يستقيم الأمر وتنجلي الأمور 0
وأقول أخيرا :
ما ثبت عنْ أَبي سَلَمَةَ بنِ عبدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، قالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ أُمَّ المُؤْمِنِينَ: بأَيِّ شَيءٍ كانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَفْتَتِحُ صَلَاتَهُ إذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ؟ قالَتْ: كانَ إذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلَاتَهُ :
( اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وإسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ، عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بيْنَ عِبَادِكَ فِيما كَانُوا فيه يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِما اخْتُلِفَ فيه مِنَ الحَقِّ بإذْنِكَ؛ إنَّكَ تَهْدِي مَن تَشَاءُ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )
( صحيح مسلم – حديث صحيح - برقم 770 )
هذا ما تيسر لي بخصوص ما طرحه هذا الأخ الكريم ، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0
الفقير الى عفو رب القدير
أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني
مؤلف الكتاب الموسوم ( نحو موسوعة شرعية في علم الرقى – تأصيل وتقعيد في ضوء الكتاب والسنة والأثر )
حرره بتاريخ : 18 / 11 / 1444 هـ
الموافق : 07 / 06 / 2023 م