،،،،،،
كنت ذات يوم في زيارة أحد رجال الأعمال السعوديين في المنطقة الشرقية ، وقد قام هذا الرجل بإنشاء مستشفى تخصصي كبير ، وقد عرض عليّ أن أشرف على قسم مستحدث جديد في المستشفى ، وقد أطلق عليه ( قسم التوعية الدينية ) ، ويقوم هذا القسم على توجيه وتوعية المرضى من الناحية العقدية والدينية ، وكيفية التعامل معهم وتعليمهم شؤون دينهم خاصة ما يتعلق بكثير من أحكام المرض ، وقد بين لي الأسباب الرئيسية للتفكير في إنشاء مثل هذا القسم حيث قال :
( كنت ذات يوم في زيارة للولايات المتحدة الأمريكية ، وكان سبب زيارتي عيادة حماتي( أم الزوجة ) التي كانت تعاني من مرض عضال ، وأثناء تواجدي معها قدر الله سبحانه وتعالى أن دخلت في مرحلة الاحتضار ، وإذا بأحد القساوسة يدخل علينا ، وطلب منا وبأسلوب مؤدب أن يصلي لها من الانجيل ، فاعتذرنا منه، وبيّنا له أننا مسلمون ولنا ديننا الذي نعتز به، وأننا نملك المعتقدات الدينية الخاصة بنا ، فانصرف بنفس الأسلوب المؤدب الذي دخل به ، يقول هذا الرجل ومن فوري فكرت بتطبيق هذه الفكرة في المستشفى الذي أقوم على انشاءه ، وتفكرت ملياً كيف أن هؤلاء النصارى بما يحملونه من فكر منحرف وعقيدة باطله يفكرون بمثل ذلك التفكير ، مع أن الأولى أن نفكر نحن المسلمون بمثل ذلك ، خاصة أننا أصحاب عقيدة صحيحة ومنهج صحيح مستقيم ) 0
وفكرة إقامة مثل تلك الأقسام التوعوية فكرة جيدة في محتواها ومضمونها ، بل إن ذلك مشاهد في كثير من المستشفيات الحكومية في المملكة العربية السعودية وكذلك في مستشفيات القطاعات العسكرية ، وتلك من الخطوات التي تكتب لولاة الأمر في هذا البلد الطيب بمداد من ذهب فنسأل الله سبحانه وتعالى لهم التوفيق والسداد ، وأن يكونوا سّباقين في خدمة الإسلام والمسلمين 0
ونحن تواقون لرؤية مثل ذلك العمل في المستشفيات والعيادات الخاصة مع أن بعض البوادر بدأت تظهر في الأفق بفضل الله سبحانه وتعالى 0
ويا حبذا لو أن الأمر يتطور لتفعيل دور الرقية الشرعية وفق القواعد والأصول والأحكام المقررة في المصحات والمستسشفيات العضوية منها والنفسية بعد إعداد الدراسات والأبحاث الموضوعية ، وأنا على يقين تام بأن النتائج المرجوة من تطبيق ذلك سوف تفوق الوصف والتصور بإذن الله تعالى 0
تاريخ الاضافة : 16 / 2 / 2004 م