الذي يحدث أننا بعد وقوع أي حادثة نفسّر الأمور على انها كانت تدل على الحدث الذي سيقع
مثل من يسمع عن شخص انه توفي ، فيبدأ بتفسير تصرفاته وأقواله قبيل موته ،على انه كان يعرف حقا أنه سيموت، الواقع يقول أن هذا الشخص لو كان فعلا يشعر انه على وشك مفارقة الحياة لقال على الأقل ..أرجوكم انقلوني الى المستشفى،
قد تكون هناك حقا لغة العيون ، ولكن علينا الحذر من الخداع البصري
شكرا جزيلا على الموضوع المهم أختي زهرة الأمل
نعم بعض الناس يفسرون الأمور لاحقا و يربطونها بالحوادث السابقة ..
منهم من يكون على صواب ..و تأجيل ذكره لتفسيره من الصواب أيضا ..فالجزم على الحدث ظنا لا يصح..
و منهم من يتسرع و يخطئ في تسرعه سواء فسر ذلك أثناء الحدث أو بعده ..
الحادث الذي ذكرته يختلف
حيث أن صاحبته قد أحست بما أحست بمجرد نظرة لذلك اللص ..
فصدقت إحساسها بأن إمتنعت من قبول مساعدته ..
و مع ذلك فقد كتمته و فعلت بموجبه ما ينبغي ..
لم يتسبب إحساسها في التعرض و أذية أحد ..غير أنها حمت نفسها ..
أوافقكِ بلغة العيون بل إني أستعملها وأحكم على كثير من الأشخاص بموجبها ..
منذ أن كنت طفلة كانت نظرتي جريئة جداً للعيون خاصة لدرجة إحراج الشخص المقابل صغير أو كبير وطبعاً عندما يكون في حظور أهلي أوبخ منهم و لكن لحاجة في نفس يعقوب كنت أتابع ما أريد أكتشافه في أي علم و أسقبل العقاب ...
كان ما يجذبني في السابق أني كنت مولعة بالرسم وخاصة الوجوه حتى أصبحت رسامة بورتريت...فكنت أريد أن أعرف جميع الملامح للأحوال النفسية المختلفة للفرد كي أجسدها في الرسم ...(الآن لا أرسم)
الآن أصبحت لعبتي في سبر أغوار النفس فمثلاً أولي لقائي مع الأشخاص الذين أعرفهم فإني أنتبه للنظرة الأولى وبعدها لا أهتم له لأن النظرة الأولى وهى قصيرة جداً تعطي الإنطباع الحقيقي تجاهي ممن أقابل أما بعدها فقد تم إستدراكه ...
أيضاً أكتشفت أن الأشرار في عيونهم لمعان خاطف (وكنت أقول لخاصتي هل ترون اللمعان الذي نراه في الرسوم المتحركة لعيون الأشرار هو حقيقي )
عندما نقابل نساء لأول مرة كنت أعطي تقرير مختصر عنها بقولي هى طبعها كذا وكذا ...وفعلاً مع مرور الوقت يثبت ما قلت ( بعض القريبات تمازحني بقولها أنتِ معكِ جن يخبركِ )
نظرة شخص ما عندما يمر به شعور معين ثابته فعندما يكذب مثلاً و قد شهدت له بالكذب في موقف فإن نظرته عندما كان يكذب لا تفارقني فعندما يكذب مرة أخرى أعرف إذا كان يكذب لأن نفس النظرة سوف تتكرر وهكذا لجميع المشاعر ..
لدرجة أن بعض الأشخاص أفهم ما لا يقولون من وراء نظراتهم ...
في رعاية الله وحفظه
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
حياك الله أختي الكريمة
لا أخفي انشدادي لردك الدسم بل لن أبالغ إن قلت لو كان موضوعا طرح لاستلهم الكثير من العقول و الآراء و الردود ..
إذا نتفق على أن ظاهرة أن بعض الملامح أو بعض العيون لا تستطيع اخفاء ما في دواخل أصحابها
فتعلن عن الكاذب و تحذر من السارق و تكشف المخادع ...
تلك ظاهرة معروفة و لا غرابة في تواجدها
كما أن للعيون لغة كما تعنية اللغة
فهناك من يكون صاحبها و هناك الدخيل عليها و هناك الدخيلة عليه
و هناك من يولد فتولد معه و لا يظهر لها أثر إلا بعد سن معين
و هناك من تستهويه فيتعلمها
و من هؤلاء من يجيدها و منهم من لا يستطيعها
و منهم المقلد و منهم المجدد
و منهم المتكلف و منهم الصادق....
أمر آخر له ارتباط قوي طرح في موضوعنا
هو ما يقابل لغة العيون من فراسة
و الحقيقة لو تكلمنا عن موضوع الفراسة بنوعيها ببعض التفصيل فإن الأمر بنا سيطول و يتشعب
و لذلك فإنني أركز على ما جاء به الموضوع من
فراسة يلقيها الله في قلب المؤمن فيعرف به
دون أن نهمل فراسة قد يعتقد المرء أنه أوتيها أو تعلمها و اكتسبها ..
هنا السؤال الوجيه
هل نستطيع الحكم على الأشخاص بمجرد الإحساس؟
(باعتبار الفراسة إحساس قوي يداعب الفكر و يلقى في قلب المرء و قد يكون مجرد من كل القرائن)
و السؤال الأكثر أهمية
هو هل يحق لنا العمل بموجب ذلك الحكم ؟
سأعود قريبا بإذن الله لبعض التفصيل
و هذه المرة لن أطيل بإذن الله
( فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت)
وقال الشاعر:
إن العيون لتبدي في نواظرها.............. ما في القلوب من البغضاء والإحن
وقال الآخر:
العين تبدي الذي في قلب صاحبها ............من الشناءة أو حب إذا كانا إن البغيض له عين يصـــدقها ..........لا يستطيع لما في القلب كتمانا فالعين تنطق والأفواه صـــامتة ....... حتى ترى من صميم القلب تبيانا
نعم إن العيون ليست وسيلة فقط لرؤية الخارج بل هي وسيلة بليغة للتعبير عما في الداخل أي ما في النفوس والقلوب ونقله للخارج .
فهناك النظرات القلقة المضطربة وغيرها المستغيثة المهزومة المستسلمة ، وأخرى حاقدة ثائرة ، وأخرى ساخرة ، وأخرى مصممة ، وأخرى سارحة لا مبالية ، وأخرى مستفهمة وأخرى محبة ، وهكذا تتعدد النظرات المعبرة وقد سمى القرآن بعض النظرات ( خائنة الأعين ) .
والإنسان في تعامله مع لغة العيون يتعامل معها كوسيلة تعبير عما في نفسه للآخرين ، وكذا يتعامل معها كوسيلة لفهم ما في نفوس الآخرين .
التعبير الأمثل بالعيون :
إذا أردت إيصال مرادك بعينيك فاحرص على الأمور الآتية :
أن تكون عيناك مرتاحتين أثناء الكلام مما يشعر الآخر بالاطمئنان إليك والثقة في سلامة موقفك وصحة أفكارك .
تحدث إليه ورأسك مرتفع إلى الأعلى ، لأن طأطأة الرأس أثناء الحديث ، يشعر بالهزيمة والضعف والخور .
لا تنظر بعيداً عن المتحدث أو تثبت نظرك في السماء أو الأرض أثناء الحديث ، لأن ذلك يشعر باللامبالاة بمن تتحدث معه أو بعدم الاهتمام بالموضوع الذي تتحدث فيه .
لا تطيل التحديق بشكل محرج فيمن تتحدث معه .
أحذر من كثرة الرمش بعينيك أثناء الحديث ، لأن هذا يشعر بالقلق واضطراب .
ابتعد عن لبس النظارات القاتمة أثناء الحديث مع غيرك ، لأن ذلك يعيق بناء الثقة بينك وبينه .
أحذر من النظرات الساخرة الباهتة إلى من يتحدث إليك أو تتحدث معه ، لأن ذلك ينسف جسور التفاهم والثقة بينك وبينه ، ولا يشجعه على الاستمرار في التواصل معك ورب نظرة أورثت حسرة .
كيف تفهم ما في نفوس الآخرين من خلال نظرات عيونهم ؟.
لقد قام علماء النفس بالكثير من التجارب للوصول إلى معرفة دلالات حركات العيون عما في النفوس ، ورحم الله ابن القيم الذي قال : إن العيون مغاريف القلوب بها يعرف ما في القلوب وإن لم يتكلم صاحبها .
وكان مما وصلوا إليه كما ذكر الدكتور محمد التكريتي في كتابه ( آفاق بلا حدود ) :
النظر أثناء الكلام إلى جهة الأعلى لليسار: يعني أن الإنسان يعبر عن صور داخلية في الذاكرة ، وإن كان يتكلم وعيناه تزيغان لجهة اليمين للأعلى فهو ينشئ صوراً داخلية ويركبها ولم يسبق له أن رآها أما إن كانت عيناه تتجهان لجهة اليسار مباشرة فهو ينشي كلاماً لم يسبق أن سمعه ، وإن نظر لجهة اليمين للأسفل فهو يتحدث عن إحساس داخلي ومشاعر داخلية وإن نظر لجهة اليسار من الأسفل فهو يستمتع إلى نفسه ويحدثها في داخله كمن يقرأ مع نفسه مثلاً .
هذا في حالة الإنسان العادي ، أما الإنسان الأعسر فهو عكس ما ذكرنا تماماً .
وبناء على هذه المعلومات يمكنك أن تحدد كمن أي الأنماط يتحدث الإنسان وهو يتحدث معك بل ويُمكنك عند قراءة قصيدة أو قطعة نثرية أن تحدد النمط الذي كان يعيشه صاحبها عند إعداده لها هل هو النمط السمعي أو الصوري من الذاكرة أو مما ينشئه أو من الأحاسيس الداخلية ، وذلك من خلال تأمل كلامه وتصنيفه في أحد الأصناف السابقة .
قبل الرد على ما تفضل به الكرام مشكورين
أستسمحهم عذار أن أجيب على ما طرحته
هنا السؤال الوجيه
هل نستطيع الحكم على الأشخاص بمجرد الإحساس؟
إذا كان الحكم مجرد لا يترتب عنه تبعات تلحق بالمحكوم عليه فهنا لا بأس كما في مثل حالة صاحبة القصة
فهي لم تعلن ما أحست به و لم تظهر الأمر بل احتفظت به لنفسها
و هنا يأتي السؤال الثاني
و هو هل يحق لنا العمل بموجب ذلك الحكم؟
و الشاهد في القصة المذكورة أن كل ما فعلته تلك المرأة أن احتاطت لنفسها فرفضت مساعدة السارق ..
أما أن يلحق المرء ذلك الحكم بتبعات كالتصريح مثلا أو اخراج الحكم للعلن أو اتهام الناس جهارا دون أدلة أو قرائن ثابتة
فهنا لا يحق لأحد فعل ذلك
بل إن ذلك يدخل أولا في باب الظن ثم الحكم على الناس بالظن
و من هنا فلا يجوز لنا العمل بموجب ما وقع في القلوب من احساس بدون بينات أوضح من وضح الشمس في النهار
إلا ما يمكننا من الإحتراز لأنفسنا و أخذ الحيطة
كما أن إحساس المرء بأن له فراسة إن لم يقيد بقيد الشرع فسيفتح له بابا واسعا لاتهام الناس و ظلمهم و أذيتهم و الإعتداء عليهم ..
مازلت مع الرد على ما تفضلت و جادت به علينا
أختنا الكريمة أمة الرحمن
و هو العيون و نظراتها و دورها في التصدي لبعض الذين هتكت أستار أحوالهم عيونهم
فليس غريبا أن نظرة بعض الناس لبعض المعتدين أو من يفكرون في الإعتداء تكون كافية و كفيلة في الكثير من الأحيان لصدهم عن تحقيق مئاربهم
فالسارق مثلا
لن يتجرأ لو علم أن من أراد اصطياده مثلا قد تنبأ لأمره فألقى عليه سهم نظرة إعلام لاكتشافه تشع بالتخذير و التخويف ..
و كذلك الحال
عند الكثير من الذين يمتهنون الكذب و الغش و الخداع فيسهل للمتفرس اكتشاف أحوالهم ..
أما العيون و عالم الأطفال
ففتح بابه واسع و التشعب سيحاصر داخلة فلا يخرج دون إطالة و توسع و تعمق لن تكفيه لذلك صفحات و صفحات