روي ان سيدنا ابا طلحة الانصاري رضي الله عنه كان يصلي في بستانه ذات يوم, وراى طيرا يخرج من بين الشجر فتعلقت عيناه بالطائر حتى نسي كم صلى, فذهب الى النبي صلى الله عليه وسلم يبكي ويقول: يا رسول الله اني انشغلت بالطائر في البستان حتى نسيت كم صليت فاني اجعل هذا البستان صدقة في سبيل الله فضعه يا رسول الله حين شئت لعل الله يغفر لي
هل نحاسب انفسنا هذه المحاسبة نتابع ما يجري من احاديث ننشغل بحساباتنا , اهذه حال صلواتنا هذه الايام
فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات( مريم ٥٩
وقد اجمع العلماء على ان اضاعة الصلاة لا يعني تركها, ولكن يعني تفريغها من مضمونها
وكان الصحابة الكرام يخافون من الشرود في صلاتهم, ويعدونه ذنبا كبيرا بل ان احدهم يرى الشرود في الصلاة كانه جبل يخاف ان يقع عليه بينما يراه المنافق كذبابة وقعت على وجهه فاطارها بكل سهولة
ويقول ابو هريره رضي الله عنه: ان الرجل ليصلي ستين سنة ولا تقبل منه صلاة , فقيل له: وكيف ذلك؟ فقال: لا يتم ركوعها,ولا سجودها, ولا قيامها ولا خشوعها.
ويقول الامام احمد رحمه الله تعالى: ياتي على الناس زمان يصلون وهم لا يصلون.
وعن عبد الله بن ابي قتادة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسوا الناس سرقة الذي يسرق من صلاته, قالوا: يا رسول الله ! قال: لا يتم ركوعها ولا سجودها
وعن ابي ذر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزال الله عز وجل مقبلا على العبد في صلاته ما لم يلتفت , فاذا صرف وجهه انصرف عنه ( رواه الامام احمد)
عن ابي هريره رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ينظر الله الى صلاة رجل لا يقيم صلبه بين ركوعه وسجوده ( رواه احمد)
ومناط القبول في الصلاة حضور القلب, وفهم العقل, ولذلك ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام ان(( ليس للمرء من صلاته الا ما عقل منها)) ورد في الاثر
اما هذا الذي يقول : سقط الوجوب وان لم يحصل االمطلوب فهذا لم يفقه حقيقة الصلاة وعن عمار رضي الله عنه قال: اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(( ان الرجل ليصلي ولعله ان لا يكون له من صلاته الا عشرها او تسعها او ثمنها او سبعها حتى انتهى الى اخر العدد))
وعن ايوب قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله علمني واوجز قال: اذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع
ويقول الامام الغزالي رحمه الله : استجمع قلبك في ثلاثة مواضع عند قراءة القران وعند الصلاة وعند ذكر الموت فان لم تجدها في هذه المواضع فاسال الله ان يمن عليك بقلب فانه لا قلب لك
منقول عن مجلة مسجد النور