نقل فتوى عن الخنق . سئل الشيخ بن باز رحمه الله عن حكم استعمال الخنق والضرب لمن يعتقد أن فيه جنا ؟.وأجاب :" هذا يفعله بعض الناس , وينبغي تركه لأنه قد يتعدى عليه ويضره على غير بصيرة . ولقد ورد عن بعض الأئمة فعل ذلك مثل الضرب , وهذا يحتاج إلى نظر , فإن الضرب أو الخنق قد يترتب عليه هلاك المريض , والمشروع والمعروف هو القراءة فقط بالآيات والدعوات الطيبة . وهذ هو الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم , ولا نعرف منهم أنهم كانوا يضربون . أما فعل بعض العلماء فليس بحجة لأن هذا فيه نظر , فقد يأتي إنسان يدعي الرقية والطب ويؤذي الناس بالضرب والخنق , وربما قتله وهو يريد نفعه , فالواجب عدم فعل ذلك وعدم التعرض لهذا الخطر العظيم . ولو كان خيرا لبينه النبي صلى الله عليه وسلم وبينه الصحابة رضي الله عنهم . ثم هذا في الغالب تخرصات , فقد تفضي إلى هلاك المريض ". انتهى كلام بن باز رحمه الله .
والخنق مرفوض شرعا لأسباب عدة منها :
الأول : أنه لم يثبت ذلك في الكتاب أو السنة . ولو كان الخنق هو الحل من أجل التخلص من الجن الماس لأرشدنا إليه رسول الله , لكن الذي ورد عنه هو فقط القراءة والزجر والأمر للجن المعتدي بالخروج . الثاني : من أين لنا الجزم بأن هناك جنيا في بدن المريض ؟, وكيف نعرف إذا كان الخنق يقع عليه أم على المريض؟.
والمعروف أن الجن يفر عند استخدام الضرب , فما الذي يمنع فرار الجني أثناء حدوث عملية الخنق ؟ .
الثالث: في استخدام الخنق ضرر أعظم من ضرر بقاء الجن في بدن المريض , والمعلوم أنه إذا كان في إزالة المنكر منكرٌ أعظم منه يعقبه , فلا يجوز إزالته .
هذا ويلاحظ أن إغلاق مجاري الهواء العليا عن طريق الضغط على الحنجرة , يؤدي إلى ... ثم إلى الموت خنقا . كما أن إغلاق الشرايين التي تحمل الدم إلى الدماغ يؤدي إلى ما يسمى بالموت الدماغي ... وفي بعض الأحيان وبسبب الخنق قد تحدث جلطة في المخ تؤدي إلى شلل نصفي كامل .
والله أعلم بالصواب .