الهدي العلمي النبوي في العلم والعلماء
للدكتور نظمي خليل ابو العطا
حديثنا اليوم عن الهدي العلمي النبوي في العلم, فالاسلام دين العلم وعلم المسلمون ذلك فاولوا العلم النافع مكانة عالية وقد حضرت العديد من المعارض الدولية للكتاب في البلاد الاسلامية وكنت ارى العجب العجاب, أرى أطنانا من الكتب الاسلامية في كل قسم من اقسام المعرض الفها اجدادنا واسلافنا فقلت فى نفسي أمة بهذا المسلك هي أمة العلم فلولا ان أسلافنا علموا اهمية العلم وحث الاسلام عليه ما راينا هذا الكم الهائل من الكتب التي الفها علماء وباحثون مسلمون وكيف لا يكون هذا حال امة قد حشد قرأنها ما يقرب من خمسين اية في تحريك العقل البشري من وهدة التقليد والتبلد كما حشد عشرات الايات في ايقاظ الحواس من سمع وبصر ولمس, وعشرات اخرى في ايقاظ التفكير والتفقه فضلاعن طلب البرهان بل ان القرأن الكريم اضاف حقيقة فى غاية الاهمية هي انه اطلق كلمة العلم على الدين كانما يمزج بينهما في مرحلة العصر القرأني مزجا لافكاك له ومن ثم يغدو العلم والدين سواء في لغة القرأن حيث يقول الله سبحانه وتعالى مخاطبا النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ((ولئن اتبعت اهوائهم من بعد ما جاءك من العلم انك اذا لمن الظالمين)) البقرة (145)
وقال تعالى ((فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم)) ال عمران 61.
وقال تعالى ((ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون)) الاعراف 52.
فالايات تفيد ان ما انزل على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)من دين انما هو العلم وان القرأن مفصل على علم وحسبنا ان نشير الى ان كلمة علم بتصريفاتها المختلفة قد وردت في القرأن الكريم اكثر من سبعمائة وخمسين اية.
ومن الهدي العلمي النبوي لرسولنا محمد (صلى الله عليه وسلم)ما روي عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله (صلى الله عليه وسلم)قال ((ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة)) رواه مسلم.
فالعلم فى الهدي النبوي طريق رضا الله والجنة والنعيم المقيم وهل غاية المسلم تتعدى ذلك؟
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما قال :
سمعت رسول الله(صلى الله عليه وسلم) يقول (( ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى اذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا)) متفق عليه.
وهذا الهدى العلمي النبوي يوضح اهمية العلماء واهمية العلميين للامة
فالعلماء هم قادة الامة نحو الطريق المستقيم والحكم الحق وان الله لاينتزع العلم ولكن ينتزع العلماء حتى اذا لم يبق عالما افتى الجهلاء فقادوا الناس بغير علم فاضلوا وضلوا واهلكوا وهلكوا.
والعالم اخي المسلم هو الذي يخشى الله بعلمه وفي عمله وقوله مصداقا لقول ربنا سبحانه وتعالى(الم ترى ان الله انزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا الوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف الوانها وغرابيب سود. ومن الناس والدواب والانعام مختلف الوانه كذلك انمايخشى الله من عباده العلماء ان الله عزيز غفور)) فاطر 27-28.
فليس كل متعلم عالما ولكن العالم هو الذي يخشى الله على علم وقد ربطت الاية السابقة بين نزول الماء واخراج الثمار والجبال والناس والدواب والانعام وخشية الله تاكيدا على اهمية علوم المياه والنبات و الارض و الناس و الحيوان وعلم الفيزياء وعلم الكيمياء وهذا رابط علمي عظيم لمن يقسمون العلوم الى علوم دينيه و علوم طبيعية او دنيوية فلا يوجد في لاسلام علم ديني و علم دنيوي ولكن في الاسلام عل نافع وعلم غير نافع واذا فقه المسلمون ذلك لعلموا ان علوم الحياة وعلوم الدين واحد علوم نافعة
واحب في هذا المقام ان انبه اخوتي وزملائي في العلوم اننا نخطئ ونكتب عن الباحثين الكفرة والملحدين علماء فنقول لابنائنا في كتبهم الدراسية العالم ((انشتين والعالم سارتر))وهكذا ولكن الاصح والاجدر ان نقول نقول الباحث انيشتين والباحث لينيس والباحث ليفينهوك وهكذا لان العالم في شرعنا والعالم في لغتنا من اوصله علمه الي خشية الله وطاعته.
وللعلم والعلماء مكانة عالية في الاسلام فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: ((الدنيا ملعونة ملعون ما فيها الا ذكر الله تعالى وما والاه وعالما او متعلما))رواه الترمزيوقال حديث حسن ومعنى الحديث ان الدنيا مذمومة لايحمد مما فيها الا ذكر الله وما يحبه الله من طاعته واتباع امره وتجنب نهيه وعالم ومتعلم والمقصود بالعالم والمتعلم العلماء بالله الجامعون بين العلم النافع والعمل به فيخرج الجهلاء وعالم لم يعمل بعلمه وعالم لم يتق الله بعلمه ومن عمل بالعلم الفاسد المهلك للدين والبيئة والناس والكائنات الحية.
ولو فقهنا هذا الحديث لكان العلم هو سيد حياتنا فهل نحن اخي المسلم نسير على الهدى العلمي النبوي في العلم النافع ام اننا تحولنا الى حملة رخص تسمى بالشهادات العلمية وكثير من حملتها بعيدون عن الله وعن العلمية والعلم وحتى ان معظم جامعاتنا اصبحت تتحدى من يعبدون الله ويلتزمون بشرعه ويعملون بتعاليم الله وسمعنا عن جامعات تتحدى المحجبات وتمنع دخولهن المحاضرات وعن ابعاد المتدينين عن الجامعات والمدارس وكأن العلم في نظر المسؤلين عن هذه التعاليم هو العلم المؤدي الى:- البعد عن الدين والاختلاط والافساد. واذا كان المسلمون في العصر الحديث يقدرون العلم فما بالنا لم نعمل بعلمنا ولم ينفعنا علمنا ماذا صنع العلم في حياتنا ؟
كان الاجدر بنا ونحن نعلم العلوم من مئات السنين ان نكون اول من صنع المفاعلات النووية وتعمقنا في الهندسة الوراثية وطبقنا التقنية الحيوية والهندسة النووية وكان يجب علينا ان سرنا على هدى نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) ان نكون علماء في الصناعة والزراعة والتجارة والاقتصاد والسياسة والادب والدين فهل نحن فعلا كذلك ؟
واذا كنا كذلك فما بالنا لم نصنع دراجة ولا اطار سيارة ولا قلما نكتب له فالقلم الذي اكتب به الان والورق والحبر وكذلك الماكينات التى ستطبع تلك الكلمات لم يصنع المسلمون فيها شيئا وكذلك لم نصنع حاسوبا ولا مصباحا ولا مدفأة ولا مكيفا لتكييف الهواء ولا مقعدا للتلاميذ ولا سبورة ولا كراسة ولا الة طباعة ولا اجهزة تصوير ولا ملابس نلبسها ولا طعاما ناكله..ولا..ولا..ولا..ولا...,
فهل هذه حال اقوام العلم عندهم عبادة وطلب العلم في دينهم فريضة على الذكر والانثى واول كلمة نزلت في قرانهم((اقرأ)) وللعلماء عندهم مكانة سامية.
اين الخلل في تربيتنا الاسلامية؟؟ وتربيتنا العلمية وما مظاهر هذا الخلل وما الاسباب؟ وما المخرج.
احببت نقل هذه المقال للفائده ....