بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد بن عبد الله خاتم النبيين والمرسلين ، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين .
أما بعد :
ألفت انتباهكم أيها الأحبة في الله بأنني لما كتبت(الطرق الذهبية في تشخيص الحالة المرضية) وعرضتها على العلماء وأهل العلموالمهتمين بالرقية كان ذلك انطلاقاً من حديث النبي صلى الله عليه وسلم (من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل) وقد جاءت نتيجة خبرة طويلة مع المرضى وقفت فيها على كثير من الحالات التي اكتشفت أنها نوعمن الوهم الذي سيطر على المرضى نتيجة جهل بعض المعالجين في العلاج بالرقية الشرعية .
وأبين لكم أيضا بأن هدف هذه الطرق الثلاث هو بيان حالة المريض وتشخيصها وبيان كونها نفسيه أو عضويه أو روحيه وهو من باب الاختبار في التشخيص.
ولكن ما يحزّْ بالنفس أن بعضهم للأسف لجأ للكذب في عرض سؤاله على العلماء للاستفسار عن هذه الطرق الثلاث فمنهم سامحه الله وهداه من اتهمنا بأننا نقوم بصرف الناس عن الرقية وأننا تأثرنا بالطب النفسي ......إلى آخر ما يتهموننا به ظلماً وبهتاناً وزراً ، فكان حريٌ بهم أن يتقوا الله تعالى في طريقة عرضهم السؤال على العلماء فكما هو معلوم لدى الجميع أن الفتوى بحال المستفتي وكلامه.
وعليه فإنني أعرض عليكم بعض فتاوى وردود للعلماء وطلبة العلم وبعض أهل الاختصاص المعالجين بخصوص
(الطرق الذهبية في تشخيص الحالة المرضية)
وأنبه على أنه كل ما يرد من فتاوى للعلماء وطلبة العلم بأنني كنت قد قابلتهم شخصيا إما في بيوتهم وإما في مكاتبهم وبعضهم كلمته بالهاتف وكنت أكتب عنهم مباشرة من غير زيادة أو نقصان وأنا مسؤول عن ذلك يوم القيامة يوم أن أقف بين يدي رب العالمين يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم والله على ما أقول شهيد والله على ما أقول شهيد .
أولا : فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله المطلق / عضو هيئة كبار العلماء حفظه الله ورعاة حيث كنت قد قابلته في مكتبه وطرحت عليه السؤال وجها لوجه
السؤال :
أنا معالج أعالج بالرقية الشرعية منذ ما يقارب سبعة عشر سنه وتبين لي أن كثيرا من الحالات التي تذهب للمعالجين تعاني من وهم وبعض الأمراض النفسية حيث إنني كنت أستخدم بعض الطرق للفحص والاختبار ولبيان نوع المرض أذكر منها
إنني كنت أقرأ على المريض شيء من الشعر أو أي كلام مباح كمتن من متون العقيدة والفقه أو غيره فما حكم ذلك بارك الله فيكم؟
الجواب :
جزاك الله خير لا بأس بذلك هي لإقناع المريض أن ليس به مس وإنما أوهام نتجة عن مرض نفسي أو عصبي. انتهى كلامه حفظه الله.
ثانيا : فتوى فضيلة الشيخ / عبدالله بن عبد العزيز الجبرين عضو الإفتاء والأستاذ بكلية التربية بجامعة الملك سعود بالرياض حفظه الله ورعاه.
كنت قد جلست مع فضيلة الشيخ في مكتبه الخاص ما يقارب أكثر من ساعة ونصف وعرضت عليه الطرق الثلاث التي أستخدمها في تشخيص بعض الحالات وسألته عن حكم استعمال هذه الطرق ؟
فأجاب حفظه الله تعالى :
لا أرى بأسا بذلك لطالما أن القراءة من الكلام المباح الذي لا يخالف الشرع .انتهى كلامه حفظه الله تعالى
وفي أثناء المجلس قصصت على الشيخ بعض القصص الحقيقية لا الخيالية التي حدثت مع بعض المرضى ممن أوقعهم بعض المعالجين بالوهم وكيف كان خلاصهم بفضل الله أولا ومن ثم بسبب هذه الطرق الثلاث فأعجب الشيخ حفظه الله تعالى بهذا إعجابا شديدا حتى أنه طلب مني أن أحدد جلسة خاصة ليسمع المزيد ووعدني الشيخ بزيارة خاصة علها تكون قريبا بإذن الله تعالى ووعدني أيضا أن يعلق خطيا على كتابي بعد قراءته كاملا بإذن الله تعالى.
ثالثا : فتوى فضيلة الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن الراجحي حفظه الله ورعاة.
السؤال:
ماحكم قراءة مقطوعة من الشعر المباح أو متن من متون الفقه أو أي كلام آخر مباح على المريض كطريقه للفحص والاختبار وبيان نوع المرض لا كرقية بارك الله فيكم؟
الجواب :
الأصل أن الراقي يرقي بكلام الله تعالى والأدعية المباحة وأما إن كان ذلك من أجل أن يعرف به نوع الإصابة فلا بأس به.انتهى كلامه حفظه الله تعالى.
رابعا : فضيلة الشيخ/ خالد بن عثمان بن علي السبت حفظه الله ورعاة.
السؤال :
أنا معالج أعالج بالرقية الشرعية منذ ما يقارب سبعة عشر سنه وتبين لي أن كثيرا من الحالات التي تذهب للمعالجين تعاني من وهم وبعض الأمراض النفسية حيث إنني كنت أستخدم بعض الطرق للفحص والاختبار ولبيان نوع المرض أذكر منها
إنني كنت أقرأ على المريض شيء من الشعر أو أي كلام مباح كمتن من متون العقيدة والفقه أو غيره فما حكم ذلك بارك الله فيكم؟
الجواب :
الأصل جواز الرقية بالكلام المباح
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (اعرضوا علي رقاكم لا بأسبالرقى ما لم يكن شرك) .
قد يتأثر الجني من خوفه من الراقي وقد يكون وهما فكونك تعمل هذا من باب التجربة فلا بأس بذلك .
وقد ذكر لي الشيخ حفظه الله تعالى قصة عبد الله بن رواحه حينما قرأ لزوجته شعرا...والقصة معروفه عند الجميع.
خامسا : فضيلة الشيخ / بدر بن سويلم المقاطي حفظه الله تعالى أحد تلاميذ الشيخ عبد العزيز بن باز رحمة الله تعالى ومن طلبة العلم المعروفين بالرياض.
السؤال :
ماحكم قراءة مقطوعة من الشعر المباح أو متن من متون الفقه أو أي كلام آخر مباح على المريض كطريقه للفحص والاختبار وبيان نوع المرض لا كرقية بارك الله فيكم؟
الجواب :
جربتها فوجدتها نافعة ولا تخالف الشرع وهذا أهم ما في الأمر
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : (اعرضوا علي رقاكم لا بأسبالرقى ما لم يكن شرك) حيث فتح الباب أمام الصحابه ومن بعدهم فهذه الطريقة نافعة جدا في التشخيص فلابد للراقي ان يكون عنده علم ويستشير الطب النفسي والعضوي وهذه نصيحة لمن يطعن بهذه الطرق الثلاثة أن يتقوا الله تعالى والحق أحق أن يتبع ولو كان مرا ومخالف لما أنتم عليه.انتهى كلامه حفظه الله تعالى.
سادسا : فضيلة الشيخ / فهد السفياني مفتي بالحرم المكي حفظه الله تعالى.
السؤال :
ماحكم قراءة مقطوعة من الشعر المباح أو متن من متون الفقه أو أي كلام آخر مباح على المريض كطريقه للفحص والاختبار وبيان نوع المرض لا كرقية بارك الله فيكم؟
الجواب :
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (اعرضوا علي رقاكم لا بأسبالرقى ما لم يكن شرك) .
فالرقية من باب الطب لا من باب العبادة والطب مبني على الخبرة التجربة المباحة فأنصحك أن تستمر على ما أنت عليه فأنت في جهاد.انتهى كلامه حفظه الله تعالى.
سابعا : فضيلة الشيخ محمد سحيبان مدرس بالحرم المدني حفظه الله ورعاة.
السؤال :
أعالج الناس منذ فترة طويلة وتبين لي أن اغلب الحالات ليس بها مس من الجن ولا سحر ولكن هي في الغالب الأمراض نفسيه ووهم بسبب كثرة ترددهم على بعض المعالجين حيث أنني استخدم بعض الطرق لفحص وبيان نوع الإصابة هي بسبب الجن أو الوهم ومنها إنني أقرأ شيء من الشعر المباح على المريض أو متن من متون الفقه كطريقه فاحصه لا كرقيه فما حكم ذلك بارك الله فيكم؟
الجواب :
هذا الشيء معروف من زمان أن أكثر الحالات ليس به جن ولا أخفيك أنه لا عناية لي ولا ممارسة ومع ذلك لا أرى مخالفة شرعية في هذا
والأصل في هذا الإباحة فإذا عرف بالتجربة أن هذا ينفع وليس فيه محذور شرعي فلا بأس بذلك.انتهى كلامه حفظه الله تعالى.
ثامنا : فضيلة الشيخ/ مسلم الجهني مفتي الحرم المدني حفظه الله ورعاة .
السؤال :
أنا معالج أعالج بالرقية الشرعية منذ ما يقارب سبعة عشر سنه وتبين لي أن كثيرا من الحالات التي تذهب للمعالجين تعاني من وهم وبعض الأمراض النفسية حيث إنني كنت أستخدم بعض الطرق للفحص والاختبار ولبيان نوع المرض أذكر منها
إنني كنت أقرأ على المريض شيء من الشعر أو أي كلام مباح كمتن من متون العقيدة والفقه أو غيره فما حكم ذلك بارك الله فيكم؟
الجواب :
لا بأس بذلك وليس فيه حراما وإنما هو من باب بيان الحق انتهى كلامه حفظه الله تعالى
تاسعا : الشيخ الدكتور /إبراهيم بن عبد الله الدويش استاذ السنة النبوية بكلية العلوم والآداب جامعة القصيم الامين العام لمركز رؤية للدراسات حفظهالله ورعاة.
السؤال :
ما حكم قراءة مقطوعة من الشعر المباح أو أي كلام آخرعلى المريض كطريقه فاحصة فإن هناك من ينكر هذه الطريقه ويقول انها كذب على المريض؟
الجواب :
يجوز فعل ذلك ولا ارى بها بأسا لطالما ان هذا من الشعر المباح وهذا يعد من باب اختبار وتمييز نوع المرض.
عاشرا : فضيلة الشيخ تركي بن عبد العزيز العقيل وهو من تلاميذ الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى ومن طلبة العلم المعروفين في مدينة الرياض.
السؤال :
ماحكم قراءة مقطوعة من الشعر المباح أو أي كلام آخرعلى المريض كطريقه للفحص والاختبار لا للرقية .
الجواب :
يجوز فعل ذلك لطالما انه من الشعر المباح.
الحادي عشر : فضيلة علي بن حسن الحلبي الأثري حفظه الله ورعاة
وهو من كبار طلبة العلم السلفيين في الأردن.
السؤال :
ماحكم قراءة مقطوعة من الشعر المباح أو أي كلام آخرعلى المريض كطريقه فاحصة ؟
الجواب :
يجوز فعل ذلك حتى أنه أضاف لأحد الأخوه من طلبة العلم قائلا :
كنا ننصح بتحريك الفم من غير قراءة مما يوهم المريض بالقراءة للإختبار.
الثاني عشر : فضيلة الشيخ / إحسان بن محمد بن عايش العتيبي حفظه الله ورعاهوهو من كبار طلبة العلم السلفيين المشهورين في الأردن.
السؤال :
ماحكم استخدام هذه الطرق الثلاث عند بعض المعالجين كطريقه فاحصه لبيان لنوع الإصابة عند المريض ؟
1- الطريقة الأولى :
أن يقرأ المعالج مقطوعة شعرية على المريض أو أي كلام آخر، ومن ثم ملاحظة الأعراض التي تظهر على المريض بعد ذلك فتجد بعضهم في الغالب يرتجف أو ينتفض ، وحتى إن بعضهم يصرع . والسؤال أما يحتاج المعالج الحاذق لوقفة هنا ويسأل نفسه ؟ لم هذه الأعراض التي ظهرت عند سماع ما تيسر من الشعر ؟ وهل الشعر يؤثر على الأمراض الروحية أم أن ما حصل مع المريض من أعراض سببه غير ذلك ؟ هل من الممكن أن يكون بسبب الإيحاء ؟ وهل من الممكن أيضاً أن يكون سببه أموراً نفسيةً أو عضوية؟ .
2- الطريقة الثانية :
وهي أن يضع الراقي يده على رأس المريض ، ويوهمه بأنه يقرأ عليه الرقية بقراءة صامتة وبعد ذلك يلاحظ المعالج الأعراض التي ستحدث مع المريض . وفي الغالب ستجده يرتجف ويتألم ويصرخ وستظهر عليه ما يسمى بأعراض المس والسحر ، فعندها يسأل المعالج نفسه أنا لم أقرأ شيئاً من كتاب الله فلم تحدث هذه الأعراض !!!!
ولهذا فإنني دائماً أنصح الأخوة المعالجين بأن يكون عندهم شيء من الإطلاع على الطب النفسي والعضوي ووظائف بعض أعضاء جسم الإنسان ولو الشيء اليسير .
3- الطريقة الثالثة :
وهذه الطريقة تعتبر الفيصل في الموضوع ، وهي أن نأتي بشخص من الحضور كوالد المصاب أو أخيه ، ونقول للمريض : سوف نقرأ على والدك أو أخيك ثم بعد ذلك نعود ونقرأ عليك مرة أخرى . وعندئذ يقوم المعالج بقراءة الرقية على والد أو أخ المريض فإننا سنجد الشخص المريض الذي يجلس بجوار والده أو أخيه ويستمع ويراقب بشغف ماذا سيحدث . سنجد أنه بعد انتهاء الرقية أن المريض لم يتأثر بشيء أبداً لماذا ؟
الجواب :
لا بأس بذلك لطالما انه شعر مباح وبعلم اهل المريض.
وختاما :
أقدم كل الشكر والإحترام والتقدير لشيخنا الفاضل أبو البراء حفظه الله تعالى على سعة صدره وتقبله الرأي والرأي الإخر وهذا ليس بغريب عن من هو مثله أبدا وهذا هو حال العلماء الأجلاء وأشكره على تواضعه معنا في الحوار واحترامه لأراء العلماء وأشكره أيضا على قبوله بفتح هذا الموضوع على القسم العام ليتسنى للجميع مشاهدته والإستفاده منه كما إنني
أسأل الله تعالى أن يجعلنا دعاة للحق وأنصاره وأن يرينا الحق حقًا ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه إنه على كل شيء قدير.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.