،،،،،،
بارك الله فيكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( بو راشد ) ، حتى تتضح الأمور ويفهم الأمر كما يجب أن يكون ، ونفرق بين تعاون عارض وبين الاستعانة التي حرمها السواد الأعظم من علماء الأمة بناء على القاعدة الفقهية :
[align=center]( قاعدة سد الذرائع )[/align]
يقول الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه :
[align=center]( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ 000 الآية )[/align]
[align=center]( سورة الفتح - الآية 29 )[/align]
يقول صاحب تفسير الجلالين : ( "محمد" مبتدأ "رسول الله" خبره "والذين معه" أصحابه من المؤمنين مبتدأ خبره "أشداء" غلاظ "على الكفار" لا يرحمونهم "رحماء بينهم" خبر ثان أي متعاطفون متوادون كالوالد مع الولد ) 0
وقد ثبت من حديث النعمان بن بشير – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله :
[align=center]( مثل المؤمنين في توادهم ، وتراحمهم ، وتعاطفهم 0 مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )[/align]
[align=center]( متفق عليه ) [/align]
قال المناوي في شرحه لهذا الحديث :
( " مثل المؤمنين " الكاملين في الإيمان " في توادهم " مصدر تواد أي تحاب " وتراحمهم " أي تلاطفهم " وتعاطفهم " قال ابن أبي جمرة : الثلاثة وإن تفاوت معناها بينها فرق لطيف ؛ فالمراد بالتراحم أن يرحم بعضهم بعضا لإخوة الإيمان لا لشيء آخر ، وبالتواد والتواصل الجالب للمحبة كالتهادي ، وبالتعاطف إعانة بعضهم بعضا " مثل الجسد الواحد " بالنسبة لجميع أعضائه 0 وجه الشبه فيه التوافق في التعب والراحة " إذا اشتكى " أي مرض" منه عضو تداعى " من الدعوة " له سائر الجسد " يعني دعاء بعضهم بعضا إلى المشاركة في الألم ، ومنه تداعت الحيطان أي تساقطت أو كادت " بالسهر " ترك النوم لأن الألم يمنع النوم " والحمى " لأن فقد النوم يثيرها والحمى حرارة غريبة تشتعل في القلب فتنبث به في جميع البدن ، ومعناه أي كما أن الرجل إذا تألم بعض جسده سرى ذلك الألم إلى جميع جسده ؛ فكذا المؤمنون ليكونوا كنفس واحدة إذا أصاب أحدهم مصيبة ؛ يغتم جميعهم ويقصدوا إزالتها ، وفي هذا التشبيه تقريب للفهم وإظهار المعاني في الصور المرئية ) ( فيض القدير - 5 / 514 - 515 ) 0
ومن باب قوله تعالى :
[align=center]( 000 وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )[/align]
[align=center]( سورة المائدة – الآية 2 )[/align]
يقول صاحب التفسير الميسر : ( وتعاونوا -أيها المؤمنون فيما بينكم- على فِعْل الخير, وتقوى الله, ولا تعاونوا على ما فيه إثم ومعصية وتجاوز لحدود الله, واحذروا مخالفة أمر الله فإنه شديد العقاب ) 0
فتعاون المؤمنون أمر مطلوب ، وليس هناك فرق بين الانس والجن إلا أن يؤدي ذلك لمفاسد شرعية ، ومن هنا بينا أن علماء الأمة قد بينوا بأن الاستعانة بالجن لا تجوز بناء على القاعدة الفقهية :
[align=center]( المصالح والمفاسد )[/align]
وقد تأكد بأن مثل هذا النوع من التعاون في الغالب يؤدي إلى مفاسد شرعية عظيمة 0
أما ما نتحدث عنه فهو بخلاف مسألة الاستعانة وهو من باب التعاون دون استحضار أو طلب وهذا أيضاً له ضوابط معينة لا بد أن يفقهها الجميع ، وأود أن أبين النقاط الهامة التالية :
[align=center]أولاً : هذه ليست استعانة كما تم ايضاح ذلك وهوتعاون عارض ينتهي بانتهاء ضرورته فقط ، فلم يطلب من الجن ذلك على الاطلاق ولم يستحضر بالطرق المعروفة عند المستعينين 0
ثانياً : ليس من نتائج ذلك التعاون العارض أية مفاسد شرعية قد تعود على المعالج والمريض والجمهور 0
ثالثاً : هي ليست فتوى مقدمة للأخ الحبيب والمعالج القدير ( الخزيمة ) ، فأنا لست من أهل الفتوى والقياس والاجتهاد والاستنباط ، بقدر ما هو اجتهاد وتقدير بناء على القاعدة الفقهية :
( المصالح والمفاسد )
وبخاصة أنني كنت ذات يوم في مجلس للشيخ ( محمد بن صالح المنجد ) وبين أن الجن لو قدم طعاما للإنسان فلا حرج من أن يأكل منه ، وهناك فرق شاسع بين مثل هذه الحالة والتي قد تحصل عرضاً ونادرة ، وبين الاستعانة المستمرة والعلاقة التي قد تؤدي للمفاسد التي ذكرها العلماء 0
رابعاً : من أهم الضوابط التي تتعلق بمثل تلك الحالات معرفة الشخص المعالج الذي تقدم له جواز في هذه المسألة ، أما طالب العلم المعروف بمنهجه وعقيدته فنعم ، وأما دون ذلك فلا خوفاً من الوقوع فيما هو شر منه ، فلو سئلت من غير ( الخزيمة ) وأنا أعلم يقيناً أنه جاهل بالأصول ناهيك عن الفروع لاختلف قولي تماماً 0
رابعاً :
( الحكم على الشيء فرع من تصوره )
فقد أشارت كثير من القرائن المتاحة وعلم ذلك عند الله على أنه من الجن المسلم ، بدليل أن الحالة قد منَّ الله عليها بالشفاء التام بفضله ومنه وكرمه ، مع صعوبة الحالة وتأذيها 0
خامساً : من خلال تعامل الأخ الحبيب ( الخزيمة ) مع هذا الجني أحسبه على خير وصلاح والله حسيبه لم يذكر حرفاً واحداً يخالف الكتاب والسنة ، أو أن يكون فيه حرج شرعي أو خروج عن طريق جادة الحق والصواب 0
رابعاً : رفض الأخ الحبيب ( الخزيمة ) الأمر أولاً ثم بعد استشارتي توكل على الله وكان ذلك سبب بفضل الله عز وجل في شفاء الحالة المرضية ، وهنا تحققت مصلحة شرعية عظيمة في حق هذه الفتاة التي ابتليت بمرض روحي 0
خامساً : انتهى الأمر بعد شفاء الحالة ولم يتم أي تواصل مع هذا الأخ المسلم من الجن نحسبه كذلك والله حسيبه ، ونسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويعطيه على قدر نيته 0[/align]
بارك الله في الجميع ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0