إعادة نظر من جديد...
إن فهم الإنسان لهذه الحياة فهما دقيقا وشاملا لا يمكن أن يحدث إلا إذا كان الإنسان
يقف علي أرضية صلبه من المعرفة الواضحة والدقيقة والشاملة
والمعرفة المتاحة للإنسان في هذه الحياة إما أن تكون معرفة إنسانية أو أن تكون
معرفة إلهية.....والمعرفة الإنسانية معرفة ظنية تقوم دائما علي التجربة وعلي
التحليل والملاحظة والاستنتاج وغير ذلك حتى يتأكد الإنسان في النهاية
من صحة هذه المعرفة ومن آثارها المرجوة في الحياة ...وهي حكر علي أصحابها.....
أما المعرفة الإلهية.. فهي معرفة يقينية وشاملة وصالحة للحياة في كل زمان ومكان
وما علي الإنسان فقط إلا التطبيق والتنفيذ لها وهو مؤمن بنجاحها
وهذه ليست حكرا علي أحد...وكلا المعرفتين الإلهية ..والإنسانية ..
لا بد أن تكون مقبولة ومعقولة وتحقق التقدم الدائم للإنسان وأما
إن كانت عير ذلك فهي مردودة وغير مقبولة وفي حاجة إلي إعادة نظر من جديد
بمعني أن ينظر العلماء والمفكرين في هذه المعرفة مرة أخري وذلك من حيث
الهدف والمضمون والغاية التي تحقق النفع للمجتمع في إطار لا ضرر ولا ضرار
ومن أهم هذه القضايا التي يجب إعادة النظر فيها من جديد...
هي علاقة الإنس بالجن ..مع أن الأصل الذي تقوم عليه كل الكائنات في الحياة ...
هو الإيمان والحب والسلام
وأي علاقة أيا كان نوعها ... تقوم علي الإيمان والحب والسلام ولا تفصل
صاحبها عن الله ولا تشوه علاقة الإنسان بالله ولا تحقق أي ضررا ولا أي فتنة للناس
فهي ..علاقة مقبولة ومعقولة أيا كانت هذه العلاقة
ولو تتبعنا في عجالة سريعة وفي إنصاف الآيات القرآنية التي تتحدث عن الجن
لوجدنا...أن الجن كان يعمل لسليمان عليه السلام كل ما كان يأمره به ومع هذا
قال الله تعالي [ وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا ...]
ما دامت العلاقة القائمة بين الإنسان وأخيه الإنسان أيا كان هذا الإنسان
مسلما كان أو غيره ومادامت العلاقة القائمة بين الإنس والجان أيا كان مفهوم
هذه العلاقة... ما دامت قائمة علي الإيمان والحب والانتفاع الذي لا ضرر فيه
ولا شرك ولا فتنة .... فلماذا لا تقبل .....؟