عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: بم تستمشين؟ قلت: بالشبرم، فقال: (حار جار) فقالت: ثم استمشيت بالسنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لو أن شيئاً كان فيه شفاء من الموت لكان السنا) أخرجه الترمذي وانب ماجه والإمام أحمد والحاكم وقال حديث صحيح الإسناد.
وله شاهد قوي من حديث البصريين ووافقه الذهبي فقال: عن أسماء بنت عميس أن رسول الله دخل عليها ذات يوم وعندهم شبرم تدقه فقال: (ما تصنعين بهذا؟) فقالت: يشربه فلان. فقال: (لو أن شيئاً يدفع الموت أو ينفع من الموت نفع السنا) حديث صحيح.
وفي رواية لرزين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عليكم بالسنا والسنوت فإنه لو كان شيء ينفع من الموت كان السنا).
وعن عبد الله بن حرام قال: سمعت النبي النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (عليكم بالسنا والسنوت فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام. قيل يا رسول الله وما السام؟ قال: (الموت) .
وقد روى أنس رضي الله عنه عن النبي النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاث فيهن شفاء من كل داء إلا السم: السنا والسنوت قالوا هذا السنا عرفناه فما السنوت؟ قال: (لو شاء الله لعرفكموه) قال محمد ونسيت الثالثة ...
قوله: بم تستمشين: أي بم تستطلقين؟ وبأي دواء تستهلين بطنك، فكنى عن ذلك بالمشي لأن الإنسان يحتاج إلى المشي إلى أن يتردد إلى الخلاء مع شرب الدواء. والشبرم حب صغير شبيه بالحمض يتخذ في الأدوية، أما النسيمي فيعرفه بأنه قشور جذور شجيرة مسهلة وقوله حار جار، اتباع له كقوله حار يار وحران يران، وهو الشديد الإسهال.
والسنا Cassia – Senna شجيرة من الفصيلة البقلية يصل طولها من 2-3 متر أوراقها خماسية أو سباعية الأزواج لها أنواع عديدة منها السنامكي والسنا الإسكندري (المصرية) وفي الهند الكاسيا أكوتيفوليا والكاسيا أنجستوفوليا وتستعمل ورياقتها ملينة ومسهلة ولقد ورد في أحد الموقع العلمية المتخصصة في نبات السنا ما نصه :
يستعمل السنا كمسهل قوي في معالجة الإمساك، حيث يقوم بتحفيز العضلات الملساء في المعدة حيث يستعمل بشكل رئيسي للإمساك الحاد كما يستعمل لتنظيف المعدة والأمعاء الدقيقة .
وقد ذكر الدكتور زيتوني أن المادة المؤثرة هي حمض الكريزوفاني وبعض أشباه السكريات الحاوية على أنتراكينون وأمودين أما الباحث H.Carni وأحمد محمد عوض الله فيذكران أن الجوهر المؤثر كمسهل أوملين هو السنوسايد Sinnoside الذي ينشط غدد الأنبوب الهضمي ويحرض عضلاته الملس. وأكثر تأثيره يقع على حركات القولون بمقاديره القليلة أما مقاديره الكبيرة فتحدث مغصاً في عضلات الحوض لذا لا يجوز إعطاؤه للحوامل مطلقاً كما أن الغلي الطويل ينقص تأثير ألأوراق المسهل. كما أن مزجها بالشمرة أو الأنيسون يخفف المغص الذي يمكن أن تحدثه.
موانع استعمال السنا :
يمنع استعمال السنا في حالات التهاب المعدة والأمعاء والتهاب الزائدة والتهاب الكولون التشنجي والتهابات المثانة والرحم، وفي حالة الحمل والإرضاع وذلك لأن عناصرها الفعالة يمكن أن تفرز مع البول والحليب.
وحديثاً فإن العديد من معامل الأدوية الشهيرة في العالم نصنع من السنا أفضل أنواع العقاقير الملينة مثل Pursennidوهي حبوب وشراب تعالج الإمساك أو تدخلها في تركيب تلك العقاقيرمثل Eucarbonو 80 Carbonو Agiolax.
وفي دراسة عشوائية قام بها كارني H.Carniقارن فيها النتائج العلاجية للأجيولاكس (Agiolax)الحاوي على السنا مع ثلاث مستحضرات أخرى لا تحوي عليه فأكد التفوق النوعي للأجيولاكس (Agiolax)وأن هذه النتائج يمكن أن تعزى للتركيبة المتوازية لهذا العقار.
وأن ألياف السنا الداخلة في تركيبه تؤدي بانتباجها إلى زيادة حجم الماء واحتباسه ضمن الكتلة البرازية، كما أنها لا تؤدي إلى أي تخريش في المعدة أو المعي مما يمكن من استعماله الطويل.
وفي دراسة قام بها باس P.Bassأكد التفوق النوعي للأجيولاكس (Agiolax)كعقار ملين مضاد للإمساك المزمن باحتوائه على السنا كمادة متميزة.
أما المقدار المسهل فهو 10-15 وريقة تسحق وترفع أعوادها وتمزج مع 2غ من الشمرة بعد سحقها أو اليانسون، تسف ويشرب فوقها ماء، أو تعجن مع 100 غ من العسل و 100 غ من الماء وتؤخذ على الريق. أو تنقع في 200-300غ من الماء النغلي وتشرب بعد ذلك على الريق، أما المقدار الملين فهو 3/1ـ 2/1 المقدار المسهل كما أن المنقوع بنفسه يكن أن يستعمل رخصة (حقنة شرجية) لوحده أو بعد مزجه مع مغلي الخطمي (الختمية).
وفي الهند دراسات واسعة يقوم بها الباحثان أرون ميصرا وراكليومارسينها حول التأثير الدوائي لفصائل مختلفة من السنا أو الكاسيا Cassiaتنبت في الهند فقد استعملت الأزهار واللب لفصيلة Cassia fistola كمسهل، واستعمل اللب مضاداً للديدان، وفي التهاب الحلق تستعمل البذور واللب على شكل غرغرة واستعملوا Cassia suforaلعلاج لدغة الثعبان، واستعملوا أوراق Cassia Turaلتنقية الدم واستعملت بذورها لمعالجة الربو.
كما قام الباحثان المذكوران بدراسة مخبرية حول تأثير خلاصات السنا على معلق يحوي على الفيروس الذي يصيب أوراق التبغ ويدهن بالمزيج أوراق التبغ وأكدت النتائج أن فصلية Cassia Siam أوقفت تماماً نمو الفيروس أما فصائل C.oxyde Yant, C. Distolaو C.Eltora فكانت نتائجها المضادة للفيروس أضعف كما تبين لهما أن خلاصة الأوراق في البنزول والخلاصة المائية لهما نفس النتائج أما الراسب البروتيني والبروتين الذي استخلص من C.Siamواستعمل في اختبار حيوي لوقف نمو الفيروس فقد أعطى نتائج عالية وصلت إلى 100% في بعض الأحيان.
كما أورد الباحثان عدداً من التقارير عن فاعلية بعض المواد الكيماوية ضد الجراثيم تم استخلاصها من نبتة السنا، ومنها مواد تستعمل ضد الفطريات استخلصت من C.Fistola Dekoreتبين أنها غليكوسية ـ فلافونية وحامض كريزوفونيك ـ9 أنتراسين.
وصفوة القول في الوقت الحاضر أن نبتة السنا وخاصة من فصيلة C.Siamتحتوي على مادة قاتلة للفيروسات لها صفات بروتينية ولا بد من متابعة الأبحاث لمعرفة تأثيرها على الأمراض الفيروسية المختلفة سريرياً على البشر وحتى تصدق نبوءة النبي العظيم حين قال: (لو أن شيئاً كان فيه شفاء من الموت لكان السنا) ومن المعروف أن غياب دواء قاتل للفيروسيات يفتح باب الأمل في معالجة الأمراض الفيروسية.
واختلف في تعريف السنوت على ثمانية أقوال ذكرها الكحال بن طرخان أحدها أنه العسل والثاني أنه رب عكة السمن، والثالث حب يشبه الكمون، الرابع أنه الكمون الكرماني، الخامس أنه الرازيانج، السادس الشبت، والسابع التمر والثامن: أنه العسل الذي في زقاق السمن. حكاه البغدادي وقال بانه الأجدر بالمعنى وأقرب للصواب، أي يخلط السنا مدقوقاً مع العسل المخالط للسمن ويلعق فيكون أصلح من استعماله مفرداً لما فيهما من إصلاحه وإعانته على الإسهال.
ويؤكد الدكتور النسيمي تفسير السنوت بالعسل الذي يكون في زقاق السمن أي الذي يخالطه شيء زهيد من السمن، خاصة إذا أردنا زيادة التأثير المسهل أو تحسين طعم الدواء وذلك بأن يحل العسل مكان جزء من الدواء (السنا) الذي يوصف عادة.
أما دواد الأنطاكي فيرى أن السنوت هو الكمون وهو أٍسود وأصفر وأبيض. أما الرازيانج فهو الأنيسون ويسمى بالشمار أو الشمرة والشبت نبت كالرازيانج إلا أن بزره أدق وأشد حدة ...