ملحوظة
لما لجأت جرهم إلى الجلاء سدوا بئر زمزم، ودرسوا موضعها، ودفنوا فيها عدة أشياء"غزالين من الذهب وجواهر وسيوف وذهب كثير .
قال ابن إسحاق:فخرج عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمى بغزالى الكعبة " غزالين من الذهب ساسان بن بابك الى الجراهمه" وبحجر الركن الأسود فدفنهما في بئر زمزم، وانطلق هو ومن معه من جرهم إلى اليمن.
بغزالى الكعبة هما غزالين من الذهب اهداهم ساسان بن بابك الى الجراهمه "
واستبدت خزاعة بأمر مكة دون بنى بكر، إلا أنه كان إلى قبائل مضر "العدنانين" ثلاث خلال:
الأولى:الدفع بالناس من عرفة إلى المزدلفة، والإجازة بهم يوم النفر من منى.
ومعنى هذه الإجازة أن الناس كانوا لا يرمون يوم النفر"ثالث أيام العيد" حتى يرمى رجل من "صوفة” هم بنو بنو الغَوْث بن مرة من بطون إلياس بن مضر"، ثم إذا فرغ الناس من الرمى وأرادوا النفر من منى الى مكة أخذت صوفة بجانبى العقبة، فلم يجز أحد حتى يمروا، ثم يخلون سبيل الناس، فلما انقرضتصوفةورثهمبنو سعد بن زيد مناة من تميم.
الثانية:الإفاضة من جمع"المزدلفة" غداة النحر إلى منى، وكان ذلك في بنىعدوان.
الثالثة:إنساء "تأخير" الأشهر الحرم، وكان ذلك إلىبنى فُقَيْم بن عدى من بنى كنانة.
واستمرت ولاية خزاعة على مكة ثلاثمائة سنة. وفي وقت حكمهم انتشر العدنانيون في نجد وأطراف العراق والبحرين، وبقى بأطراق مكة بطون من قريش ليس لهم من أمر مكة ولا البيت الحرام شيء حتى جاء قصى بن كلاب.
قصى بن كلاب وعودة سيادة مكة الى قريش :
§ ويذكر من أمر قصى: أن أباه مات وهو في حضن أمه، ونكح أمه رجل فاحتملها إلىبلاده بأطراف الشام، فلما شب قصى رجع إلى مكة، وكان واليها إذ ذاكحُلَيْل بن حَبْشِيَّة من خزاعة، فخطب قصى إلى حليلا بنته حُبَّى، فرغب فيه حليل وزوجه إياها.
§ فلما مات حليل وفعلت صوفة ما كانت تفعل أتاهم قصى بمن معه من قريش وكنانة عند العقبة، فقال: نحن أولى بهذا منكم، فقاتلوه فغلبهم قصى ثم انحازت عند ذلك خزاعة وبنو بكر عن قصى، فأجمع قصى لحربهم، فالتقوا واقتتلوا قتالًا شديدًا حتى كثرت القتلى في الفريقين جميعا، ثم تداعوا إلى الصلح فحكَّموا يَعْمُر بن عوف أحد بنى بكر، فقضى بأن قصيًا أولى بالكعبة وبأمر مكة من خزاعة، وكل دم أصابه قصى منهم موضوع يشدخه تحت قدميه، وما أصابت خزاعة وبنو بكر ففيه الدية، وأن يخلى بين قصى وبين الكعبة، فسمى يعمر يومئذ: الشداخ.
§ وبهذا صارت لقصى ثم لقريش السيادة التامة في مكة،.
· مما فعله قصى بمكة أنه جمع قومه من منازلهم إلى مكة.
ومن مآثر قصى:
ü أنه أسس دار الندوة بالجانب الشمالى من مسجد الكعبة، وجعل بابها إلى المسجد، وكانت مجمع قريش، وفيها تفصيل مهام أمورها، ولهذه الدار فضل على قريش؛ لأنها ضمنت اجتماع الكلمة وفض المشاكل بالحسنى.
وكان لقصى من مظاهر الرياسة والتشريف التالى :
· كان كل ما سبق لقصى، وكان ابنه عبد مناف قد شرف وساد في حياته.
· وكان عبد الداربكره. فقال له قصى فيما يقال:لألحقنك بالقوم وإن شرفوا عليك، فأوصى له بما كان يليه من مصالح قريش، فأعطاه دار الندوة واللواء والقيادة والحجابة والسقاية والرفادة فلما هلك أقام بنوه أمره لا نزاع بينهم.
· و لما هلك عبد مناف نافس أبناؤه بنى عمهم عبد الدار في هذه المناصب، وافترقت قريش فرقتين، وكاد يكون بينهم قتال، إلا أنهم تداعوا إلى الصلح، واقتسموا هذه المناصب
فصارت السقاية والرفادة والقيادة إلى بنى عبد مناف.
وبقيت دارالندوة واللواء والحجابة بيد بنى عبد الدار .
وقيل: كانت دار الندوة بالاشتراك بين الفريقين
ثم بين ابناء عبد مناف
§ فصارت السقاية والرفادة لهاشم طول حياته.
§ القيادة لعبد شمس
فلما مات هاشم
§ خلفه أخوه المطلب بن عبد مناف .
وبعد المطلب ولى عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف جد رسول الله
وبعـده أبنـاؤه حتى جـاء الإسلام والولاية إلى العبـاس
ويقـال: إن قصيًا هـو الذي قسم المناصب على أولاده، ثـم توارثـها أبناؤهـم حسـب التفصيل المذكور، والله أعلم.
كانت قريش شبه دويلة ديمقراطية بها مناصب أخرى و لهم من التشكيلات الحكومية مـا يشبه في عصرنـا هـذا دوائـر البرلمـان ومجالسها، وهاك لوحة من تلك المناصب:
تم الدرس الثانى بحمد الله وفضله ومنته
وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم