***********
***********
***********
***********
***********
حكم استخدام الجن من قبل الإنس :
" والمقصود هنا أن الجن مع الأنس على أحوال
فمن كان من الإنس يأمر الجن بما أمر الله به رسوله من
عبادة الله وحده وطاعة نبيه ، ويأمر الإنس بذلك فهذا من أفضل
أولياء الله تعالى وهو في ذلك من خلفاء الرسول ونوابه .
ومن كان يستعمل الجن في أمور مباحة له (1) فهو كمن
ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) فصل الشيخ ابن عثيمين حفظه الله لهذا الإجمال في " مجموع الفتاوى
والرسائل " (2/239ـ 240، 318 ) ، وقد اتخذ بعض الرقاة كلام شيخ
الإسلام رحمه الله متكئاً على مشروعية الاستعانة بالجن المسلم في العلاج بأنه
من الأمور المباحة ، ولا أرى في كلام شيخ الإسلام ما يسوغ لهم هذا ، فإذا
كان من البديهيات المسلم بها أن الجن من عالم الغيب يرانا ولا نراه الغالب
عليه الكذب ، معتد ظلوم غشوم ، لا يعرف العذر بالجهل ، مجهولة عدالته لذا
روايته للحديث ضعيفة ؛ فما هو المقياس الذي نحكم به على أن هذا الجني
مسلم وهذا منافق أو كافر وهذا صالح وذاك طالح ؟!
لذا الاستعانة بالجن المسلم ( كما يدعي البعض في العلاج ) لا تجوز للأسباب
التالية :
أو لا : قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى ورُقي وأمر أصحابه بالرقية ؛ فاجتمع بذلك فعله
وأمره وإقراره صلى الله عليه وسلم، فلو كانت الاستعانة بالجن المسلم كما يدعي البعض فضيلة
ما ادخرها الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ، يوم سحرته يهود ولا عن أصحابه رضي الله
عنهم وهم خير الخلق وأفضلهم بعد أنبيائه ، وفيهم من أصابه الصرع ، وفيهم
من أصابته العين ، وفيهم من تناوشته الأمراض من كل جانب ، فما نقلت لنا
كتب السنة عن رراقٍِ استعان بالجن .
ثانياً : الاستعانة بالجن المسلم كما يدعي البعض ـ تعلق قلب الراقي بهذا =
***********
***********
= الجني ، وهذا ذريعة لتفشي الجن مسلمهم وكافرهم ، ومن ثم يصبح
وسيلة من وسائل الشرك بالله وخرق ثوب التوحيد ، ومن فهم مقاصد
الشريعة تبين له خطورة هذا الأمر؛ فما قاعدة ( سد الذرائع ) إلا من هذا القبيل .
ثالثاً : يجب المفاصلة بين الراقي بالقرآن والساحر عليه ـ لعنة الله ـ ، وهذا
الأمر فيه مشابهة لفعل السحرة ؛ فالساحر يستعين بالجن ويساعدونه ويقضون له
بعض حوائجه ، لذا قد يختلط الأمر على من قل حظه من العلم ، فيساوي بين
الراقي بالقرآن والساحر ، فيروج بذلك سوق السحرة وهذا من المفاسد
العظيمة على العقيدة .
رابعاً : من المعلوم أن الجن خلقته من النار، والنار خاصيتها الإحراق ،
فيغلب على طبعه الظلم والاعتداء وسرعة التقلب والتحول من حال إلى حال ؛
فقد ينقلب من صديق إلى ألد الأعداء ، ويذيق صاحبه سوء العذاب لأنه أصبح
خبيراً بنقاط ضعفه .
احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة
فلربما انقلب الصديق فكان أعلم بالمضرة .
فمن أراد التخلص من هذا الأمر ؛ فليستشعر أن الحق في أتباع النبي صلى الله عليه وسلم
وصحابته رضي الله عنهم أجمعين والتابعين من أمة الهدى والتقى والدين ،
وليترك التعرج على كل ما خالف طريقتهم كائناًً ما كان ؛ فهل بعد سبيل الله
ورسوله صلى الله عليه وسلم إلا سبيل الشيطان ؟ والله أعلم .
وقد سئل الشيخ عبدالله بن جبرين ـ كما في " الفتاوى الذهبية " ، ( ص198) ـ :
" هل للمعالج أن يستخدم جنياً مسلماً في معرفة إذا ما كان الشخص به مس أو
غير ذلك ؟"
فأجاب بقوله : " الجواب : لا أرى ذلك ؛ فإن المعتاد أن الجن تخدم الإنس إذا
أطاعوها ، ولا بد أن تكون الطاعة مشتملة على فعل محرم أو اقتراف ذنب ؛ فإن
الجن غالبا لا يتعرضون للإنس إلا إذا تعرضوا لهم أو كانوا من الشياطين ، ثم
***********
***********
استعمل الانس فى أمور مباحة له وهذا كأن يأمرهم بما يجب عليهم
وينهاهم عما حرم عليهم ويستعملهم فى مباحات له ؛ فيكون بمنزلة الملوك
الذين يفعلون مثل ذلك ، وهذا إذا قدر انه من أولياء الله تعالى ؛
فغايته أن يكون في عموم أولياء الله مثل النبي الملك مع العبد
الرسول ؛ كسليمان ويوسف مع إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد
صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .
* استعمال الجن في الإثم والعدوان :
ـــ ومن كان يستعمل الجن فيما ينهى الله عنه ورسوله : إما في
الشرك ، وإما في قتل معصوم الدم ، أو في العدوان عليهم بغير القتل ؛
كتمريضه ونسائه العلم (1) ... وغير ذلك من الظلم وإما في فاحشة ؛
كجلب من يطلب منه الفاحشة ؛ فهذا قد استعان بهم على الإثم
والعدوان، ثم إن استعان بهم على الكفر ؛ فهو كافر ، وان استعان بهم
على المعاصي ؛ فهو عاص، : إما فاسق ، وإما مذنب غير فاسق ، وان لم
يكن تام العلم بالشريعة ، فاستعان بهم فيما يظن انه من الكرامات ، مثل
ـــــــــــــــــــــــــــ
= إن بعض الإخوان الصالحين ذكروا أن الجن المسلمين قد يخاطبونهم ويجيبون
على أسئلة يلقونها ولا نفهم بعض أولئك الإخوان بأنهم يعملون شركاً أو
سحراً ، فإذا ثبت هذا ؛ فلا ما تع من سؤالهم ، ولا يلزم تصديقهم في كل ما
يقولون ، والله أعلم . "
وأنظر " الرقية والرقاة بين المشروع والممنوع " ( ص 70 وما بعدها )
(1) أنظر: " فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء " ( 1 / 96 ـ قسم
العقيدة ) .
***********
***********
المصدر :
[ فتح المنان في جمع كلام شيخ الإسلام عن الجان صفحة 213 – 214 – 215 ـ ( الدار الأثرية ) ]
بقلم أبي عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان
انتهى ماجاء في كتاب فتح المنان ...
***********
***********
***********
***********
***********
318 سئل الشيخ : ما حكم خدمة الجن للإنس ؟:
فأجاب بقوله :
ذكر شيخ الإسلام رحمه الله في المجلد الحادي عشر
من مجموع الفتاوى ما مقتضاه أن استخدام الإنس للجن
له ثلاث حالات :
الأولى : أن يستخدمه في طاعة الله كأن يكون نائبا عنه في تبليغ
الشرع ، فمثلا إذا كان له صاحب من الجن مؤمن يأخذ عنه
العلم فيستخدمه في تبليغ الشرع لنظرائه من الجن ، أوفي
المعونة على أمور مطلوبة شرعا فإنه يكون أمرا محمودا أو مطلوبا
وهو من الدعوة إلى الله عز وجل . والجن حضروا للنبي ، صلى
الله عليه وسلم ، وقرأ عليهم القرآن وولوا إلى قومهم منذرين ،
***********
***********
والجن فيهم الصلحاء والعباد والزهاد والعلماء لأن المنذر لا بد
أن يكون عالما بما ينذر عابدا.
الثانية : أن يستخدمهم في أمور مباحة فهذا جائز بشرط أن
تكون الوسيلة مباحة فإن كانت محرمة فهو محرم مثل أن لا يخدمه
الجني إلا أن يشرك بالله كأن يذبح للجني أو يركع له أو يسجد
ونحو ذلك .
الثالثة : أن يستخدمهم في أمور محرمة كنهب أموال الناس
وترويعهم وما أشبه ذلك ، فهذا محرم لما فيه من العدوان
والظلم ، ثم إن كانت الوسيلة محرمة أو شركا كان أعظم وأشد .]
المصدر : مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الجزء الثاني جمع وترتيب فهد بن ناصر السليمان ( دار الوطن للنشر) شوال 1411هـ
رقم الفتوى : [ (318 ) صفحة رقم (239 ، 240) ] .
***********
***********
***********
***********
***********
***********
***********
***********
***********
***********
***********
***********
ومن كل ما سبق يتضح أن تلك الأقوال لم تثبت عن
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ـ يرحمه الله ـ
ولا أساس لها من الصحة في نسبتها له ومن زعم أن الشيخ بن عثيمين قال بها فقد جانب الصواب ...
ولم يقل صاحب كتاب فتح المنان في جمع كلام شيخ الإسلام ابن تيمية عن الجان
الشيخ أبي عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان أن الشيخ ابن عثيمين قال بذلك
ويتضح بالرجوع للمصادر أن الشيخ أبي عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان
أحال إلى كتاب الرقية والرقاة بين المشروع والممنوع .
حيث أن صاحب تلك الأقوال هو الشيخ أبي المنذر خليل بن إبراهيم أمين .
ولم يقل أيضا صاحب كتاب الرقية والرقاة بين المشروع والممنوع
الشيخ أبي المنذر خليل بن إبراهيم ... أن الشيخ ابن عثيمين قال بذلك .
حيث أن من قال :
[ وقد اتخذ بعض الرقاة كلام شيخ
الإسلام رحمه الله متكئاً على مشروعية الاستعانة بالجن المسلم في العلاج بأنه
من الأمور المباحة ، ولا أرى في كلام شيخ الإسلام ما يسوغ لهم هذا ، فإذا
كان من البديهيات المسلم بها أن الجن من عالم الغيب يرانا ولا نراه الغالب
عليه الكذب ، معتد ظلوم غشوم ، لا يعرف العذر بالجهل ، مجهولة عدالته لذا
روايته للحديث ضعيفة ؛ فما هو المقياس الذي نحكم به على أن هذا الجني
مسلم وهذا منافق أو كافر وهذا صالح وذاك طالح ؟!
لذا الاستعانة بالجن المسلم ( كما يدعي البعض في العلاج ) لا تجوز للأسباب
التالية :
أو لا : قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى ورُقي وأمر أصحابه بالرقية ؛ فاجتمع بذلك فعله
وأمره وإقراره صلى الله عليه وسلم، فلو كانت الاستعانة بالجن المسلم كما يدعي البعض فضيلة
ما ادخرها الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ، يوم سحرته يهود ولا عن أصحابه رضي الله
عنهم وهم خير الخلق وأفضلهم بعد أنبيائه ، وفيهم من أصابه الصرع ، وفيهم
من أصابته العين ، وفيهم من تناوشته الأمراض من كل جانب ، فما نقلت لنا
كتب السنة عن رراقٍِ استعان بالجن .
ثانياً : الاستعانة بالجن المسلم كما يدعي البعض ـ تعلق قلب الراقي بهذا
الجني ، وهذا ذريعة لتفشي الجن مسلمهم وكافرهم ، ومن ثم يصبح
وسيلة من وسائل الشرك بالله وخرق ثوب التوحيد ، ومن فهم مقاصد
الشريعة تبين له خطورة هذا الأمر؛ فما قاعدة ( سد الذرائع ) إلا من هذا القبيل .
ثالثاً : يجب المفاصلة بين الراقي بالقرآن والساحر عليه ـ لعنة الله ـ ، وهذا
الأمر فيه مشابهة لفعل السحرة ؛ فالساحر يستعين بالجن ويساعدونه ويقضون له
بعض حوائجه ، لذا قد يختلط الأمر على من قل حظه من العلم ، فيساوي بين
الراقي بالقرآن والساحر ، فيروج بذلك سوق السحرة وهذا من المفاسد
العظيمة على العقيدة .
رابعاً : من المعلوم أن الجن خلقته من النار، والنار خاصيتها الإحراق ،
فيغلب على طبعه الظلم والاعتداء وسرعة التقلب والتحول من حال إلى حال ؛
فقد ينقلب من صديق إلى ألد الأعداء ، ويذيق صاحبه سوء العذاب لأنه أصبح
خبيراً بنقاط ضعفه .
احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة
فلربما انقلب الصديق فكان أعلم بالمضرة .
فمن أراد التخلص من هذا الأمر ؛ فليستشعر أن الحق في أتباع النبي صلى الله عليه وسلم
وصحابته رضي الله عنهم أجمعين والتابعين من أمة الهدى والتقى والدين ،
وليترك التعرج على كل ما خالف طريقتهم كائناًً ما كان ؛ فهل بعد سبيل الله
ورسوله صلى الله عليه وسلم إلا سبيل الشيطان ؟ والله أعلم .]
هو الشيخ أبي المنذر خليل بن إبراهيم أمين لأنه لم يُشر لأي مصدر .
ولم ينسبها للشيخ محمد بن صالح العثيمين .
والله الموفق ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .