السلام عليكم,
في الحقيقة, لم أكن أريد الكتابة, ولكن,بعد أن قرأت إجابتكم, التي مازلتم تصفونها بالكافية الوافية المستوفية للحجة والبرهان, لم أستطع التوقف عن الكتابة, فالمذكور (مهما كان المقصود بهذا الوصف الذي وصفني به) يقرر ويحكم وكأن ما في العالم كله عالم غيره, وأنا لم ولن أدع العلم, ولكن الحق أحق بأن يتبغ, والمذكور حاد عن الحق كثيراً, وأخذته العزة بعيداً عما يقول بأنه مبدأه, وهنا لن أكتب مقالات وصفحات, ولكني سأستشهد بما قال, وأجعله هو يرد على نفسه:
يقول:
طالب العلم أو الباحث عن الحق ، لا يقرر في مسألة من الناحية الشرعية إلا بعد أن يستوفي البحث والتحقيق الشرعي العلمي التأصيلي ، ومن ذلك الأدلة وأقوال علماء الأمة قديماً وحديثاً ، ليقف على خلاصة بحث المسألة ، أما القذف واتهام الناس في عقائدهم ودينهم فهذا لا يصدر إلا من جاهل متعالم ، لا يفرق بين الركن والواجب
وهذا يجعلني أتساءل, لم لم يقم هو بفعل هذا, ولم اتهمنى بعقيدتي وديني وسفه آرائي مع أنني لم أقل إلا قال الله و قال الرسول,بينما هو أخذ يكتب صفحات عن قول فلان وفلان ممن يصف بأهل السنة والجماعة, وكل ما قاله من آيات وأحاديث هو التالي:
( الَّذِينَ يَأكلونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ) ( سورة البقرة – الآية 275 )
( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) ( متفق عليه )
وقد جاءت أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواها الإمام أحمد والبيهقي ، أنه أتي بصبي مجنون فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول " : اخرج عدو الله ، اخرج عدو الله " ، وفي بعض ألفاظه : " اخرج عدو الله أنا رسول الله " 0 فبرأ الصبي 0
فقد ثبت من حديث أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ، ليجعله في وجهي ، فقلت : أعوذ بالله منك – ثلاث مرات – ثم قلت : ألعنك – أي الابعاد والطرد - بلعنة الله التامة ، فلم يستأخر – ثلاث مرات – ثم أردت أن آخذه ، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة ) ( صحيح الجامع 2108 ) ، وفي رواية : ( فخنقته حتى شعرت ببرد لعابه )
ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) ( متفق عليه )
قوله تعالى: ( لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ )
أما باقي ما جاء به, فهو كله قال فلان و فلان, بينما كل ما جئت به أنا من أدلة من القرآن الكريم والسنة الشريفة,لا تنفي بأي حال من الأحوال وجود الجن, وتأثيرهم في الناس من غير المؤمنين, ولكني أنكر ذلك على المؤمنين المتبعين لتعاليم دينهم, حيث أمرهم الله سبحانه وتعالى أن يستعيذوا من الشيطان.
أرجو من الأستاذ, أن يتحرى الصدق في مقالاته عني, وعما نقلت وقلت في كتاباتي, وأني لم آتي وأنسخ رأي أي عالم ممن ذكرت كما فعل هو في كل إجابته, بل جئت بالآيات التي تنفي قطعاً مس الشيطان وضره للمؤمن, وكل ما جاء به لا يقول بأن الشيطان يؤذي المؤمن بالذات, وهذا مناف لكل ما جاء به وحاول إقناع القراء عن طريق التكرار المستمر لكلمة “كما ذكرت” و”لا مجال للشك” بل إني على يقين مما أقول, والكثير من العلماء الثقات ضد كل ما تقول, وعالم الإنترنت ملئ بهؤلاء فهلا بحثتم؟
لم يشارك أحد من الأعضاء في هذا الموضوع, وإنما الأستاذ وأعوانه, والآن, بخصوص ما جاء به عن أقوالي:
- إنه لعيب كبير على من يدعي معرفته بالله تعالى أن يشكك في عقيدة كل من يخالفه الرأي, وأن يقول عمن هم من العلماء المعروفين الورعين الذين يساهمون في تأسيس أمة قوية أنهم مغمورون, وخصوصاً د. يوسف القرضاوي, فبالله عليك, إن كان د. قرضاوي مغمورا فماذا يكون الأستاذ؟
هذه المسألة ليست مقررة عند أهل السنة والجماعة, إلا إذا كنت ترى نفسك الوحيد من أهل السنة والجماعة, وتبعد العلماء الذين خالفوك في الرأي عن هذه الملة, فأرجوك, كفاك تكراراً لهذه العبارة
أنا لا أرفض الحق, ولا أرفض ما جاء في كتاب الله جل جلاله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, ولكني أرفض ما جئت به أنت وأمثالك ممن يفترون على علماء هذه الأمة بالأباطيل, فلا تشكك في ديني وعقيدتي, واتقي الله فيما تقوله عني, لأني أنا أيضاً سأطلب حقي أمام الله منك
أنا لم أدعي أنني فقيهة, ولست داعية, ولست من طلاب الشريعة, فأرجوك, توقف عن الاستهزاء بي وتلقيب بالشيخة والباحثة, وتحدث معي وعني وفق آداب الحديث التي علمنا إياها رسولنا الكريم, وكل علماء هذه الأمة يتحدثون بها, فأسلوبك إنما ينفر الإنسان منك ويبعد الإنسان عن الحقيقة إن كنت عليها
أنا لم أقل قال القرضاوي وقال النابلسي و حسان, بل قلت قال الله تعالى وقال الرسول عليه الصلاة والسلام, وذكرت أسماء هؤلاء العلماء, ووضعت وصلات لمحاضراتهم, حتى يتمكن القارئ من الرجوع إلى دروسهم ومحاضراتهم, ولم أقل لأحد أن يشتري كتابي ويقرأه, ولم أنسخ أي فقرة أو قول لأي عالم, كما فعلت أنت. وذكري للأطباء النفسيين لا ينافي بأي حال من الأحوال الكتاب والسنة, وإنما يطابق أول ما جاء في هذا الدين الحنيف, وهو كلمة "اقرأ".
لا يمكنك المقرانة بين قصص القرآن التي هي من عند الله سبحانه وتعالى, والقصص التي توردها, فلله المثل الأعلى, وقد قرأت القصص موضوع الحديث, وأقول لك كقارئة, إن هذه القصص مخيفة لمن لا يعرف ما أخبرنا به الله سبحانه وتعالى عن الجن, وهي تعين الشيطان على الوسوسة للإنسان, فإن كنت أنت تأخذها من باب الاستئناس, فليس كل الناس مثلك
تقول:
وتقولين بعد كل ذلك نخوفهم بتلك القصص ، ومسألة أخرى في غاية الأهمية وهيَّ أن تعلمي أن أغلب من يدخل الموقع ، هو إنسان قد ابتلي بمرض من الأمراض الروحية من صرع أو سحر أو عين ، وهو يبحث عن الحق ، وواجبي وواجب الإخوة أن نظهر لهم هذا العلم كما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، بدل أن يقتحم مواقع السحر والشعوذة والدجل والضلال أو أن يرتاد السحرة والمشعوذين ، وهنا تكون الطامة الكبرى ، والمؤمن الحق لا يحاف لا من الجن ولا من غيرهم فارتباطه بخالقه سبحانه وتعالى
أنت بنفسك قلتها, والمؤمن الحق لا يخاف الجن ولا من غيرهم فارتباطه بخالقه سبحانه وتعالى, ولكن أريد أن أخبرك, بأنني لست مريضة ولست مبتلاة والحمد لله,ولكني دخلت الموقع وتصفحته, وأول ما فعلت بعد ذلك, هو محو الوصلة, كي لا تراها أخواتي لأنني خفت عيهن منها.
وقلت أيضاً :
والجن مسلَّطون على الإنس بالوسوسة والإغواء تارة ، وتارة أخرى يلبسون جسم الإنسان ، فيصاب عن طريقهم بمرض من الأمراض كالصرع والجنون والتشنج ، وقد يضلون الإنسان عن الطريق ، أو يسرقون له بعض الأموال ، أو يعتدون على نساء الإنس ، وغير ذلك ) ( عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة – ص 254 )
فمن منا بالله عليك تناقض نفسه, أنا أم أنت. كيف تقول المؤمن لا يخاف إلا الله, وتخوف الناس بهذه القصص في نفس الوقت وتريدنا أن نصدق بأن الجن يعتدي على الإنسان المؤمن ويضره إن شاء!
لقد مللت من تهكمك وأسلوبك المنفر, ومللت أيضاً ممن يكفرون غيرهم لأنهم يخالفونهم الرأي, فأرجوك, إن كنت تخاف حقاً على أبناء أمتك, وهمك فعلاً هو بيان الحق بعيداً عن التعصب للرأي, فراجع نفسك, وإجاباتك, واكتب لي وعني كما أكتب أنا لك وعنك, بدون تهكم وازدراء, فهذا ليس من صفات العلماء. والحمد لله رب العالمين.
السلام عليكم.
مهى