السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم جميعا وجزاكم الله خير ووفقكم الله لما يحب ويرضى وحفظكم من كل مكروه ( اللَّهم آمين ) .
قبل أن أبدأ أو أضيف شيئا في هذا الموضوع رأيت إنه من الواجب أن أنبه إلى بعض الأمور الهامة : ـ
وهي عبارة عن اعتقادات و أخطاء يقع فيها كثير من الناس ، وخاصة في مجال العلاج بالحجامة ، وما يحدث فيها من أمور طبيعية و غير طبيعية للمعالجين من المرضى بسبب علة أو عارض ألم بهم ، أو الأصحاء الذين يقبلون على العلاج لغرض الوقاية فقط .
والظاهر إن أغلب هؤلاء المرضى يتعالجون لدى أشخاص مبتدئين تنقصهم الخبرة الكافية وغير مؤهلين بأن يكونوا معالجين بالحجامة ، وذلك بسبب جهلهم في علم التشريح وعلم الأمراض ، معتمدين فقط على بعض مواضع الحجامة على الجسم من دون علم ويجهلون أغلب المواضع الهامة ، والتي تلعب دورا رئيسيا في عملية العلاج والشفاء بإذن الله .
وفوق كل ذلك فهم يوهمون المرضى بخرافات واعتقادات وأوهام وخزعبلات يزيدون بها المرضى تدهورا ، ويمرضون بها الأصحاء .
وسنضرب هنا أمثلة على ذلك : ـ
· يزعم بعض هؤلاء أن سبب البخار الناتج في كأس الحجامة هو بسبب مس أو جن .
· يزعم بعض هؤلاء أن سبب العرق أثناء الحجامة يكون بسبب حسد أو عين ( دون النظر إلى النواحي النفسية ) .
· يزعم بعض هؤلاء أن سبب تجلط الدم يكون غالبا بسبب السحر أو المس .
· يزعم بعض هؤلاء أن سبب الإغماء أثناء الحجامة غالبا مايكون بسبب مس أو جن أو نحوه .
· يزعم بعض هؤلاء أن سبب عدم خروج الدم أو قلته يكون ذلك بسبب مرض روحي .
وغيره كثير وكثير ، يوهمون المرضى والأصحاء بكلام غير صحيح ومن دون علم أو خبرة ، ويتركون أثرا سلبيا سيئا في نفوسهم ، فيصبحون في النهاية ضحايا للوساوس والأوهام ، مما يعرضهم لأمراض وعاهات هم في غنى عنها .
وهذا الأمر غير مرغوب فيه أبدا ، وهو ينافي أيضا القيم والمبادئ والأخلاق الإسلامية ، فعلى المعالج أن يكون أمينا في عمله و أن يزرع الأمل والثقة في نفوس مرضاه ، وأن يحافظ على حياتهم ، ويراعي ويخاف الله فيهم ، وهذه والله من سمات وخصال وأخلاق المعالج المؤمن الصالح الناجح بإذن الله .
وإن كان يجهل أمرا فيجب عليه أن يسأل أولي العلم أو الاختصاص ولا يفتي بما لا يعلم ويؤذي عباد الله فإن نجي من الحساب والعقاب في الدنيا فلن ينجو من عذاب الله في الآخرة .
وكما هو معلوم لدنيا فليس شرطا أن يكون البخار الناتج في كأس الحجامة بسبب مس أو جن ، وهو أمر طبيعي جدا ، والمسألة وما فيها هو أن الدم عندما يخرج إلى كأس الحجامة يكون حارا أو دافئا ، فينتج منه بخارا فيظهر ذلك واضحا في الكأس ، وكما أن الجو الخارجي المحيط بكأس الحجامة يكون عادة باردا أو رطبا مما يزيد ذلك من عملية كثافة البخار في الكأس ، محدثا بعض الرطوبة بداخله بسبب هذا التفاعل الطبيعي ، فيتوهم هؤلاء المعالجين الجهلة بأن هذا سببه مس أو جن .
وكذلك هو الحال بخصوص التعرق ، فقد يكون بسبب عوامل نفسية مثل الخوف ، أو عضوية كــ ( فرط التعرق ) مثلا ، أو طبيعية بفعل الطقس ، وبسبب مرض آخر .
وكذلك الحال بخصوص تجلط الدم ، فهناك بعض الأشخاص يعانون من زيادة (فرط) تخثر الدم ، دون إهمال بعض الجوانب الهامة والتي لها علاقة في ذلك وهي مثل :
أ. الأسباب المكتسبه:
هناك عدة أحوال قد تعرض الشخص للإصابة بالجلطات الوريدية، وتزيد خطورة ونسبة التعرض بوجود سبب موروث لفرط تخثر الدم. وأهم هذه الأحوال:
1. العمليات الجراحية وخاصة في الركبه، والورك، وتجويف الحوظ، والبطن، أو أية عملية جراحية تحتاج لتخدير عام تطول مدته عن النصف ساعة.
2. السمنة.
3. الإصابة ببعض الأمراض كالسرطان وبعض الأمراض الخمجية، وبعض أمراض الدم وأمراض الأوعية الدموية والأمراض الإلتهابية.
4. السفر أو الجلوس لفترات طويلة دون تحريك الأرج
5. تعاطي بعض الأدوية وخاصة عند الأشخاص الذين لديهم إستعداد وراثي للإصابة بالجلطات الوريدية, ومن أهم هذه الأدوية هي الأدوية المانعة للحمل.
6. الحمل.
وهناك عوامل فسيولوجية كثيرة تلعب دورا رئيسيا في هذا الأمر وقد يطول شرحها ولا مجال لذكرها الآن .
وكذلك ترك كاس الحجامة لفترة طويلة على الجسم قد يؤدي ذلك لعملية تجلط الدم .
أما سبب الإغماء فقد يكون بسبب فقر الدم ( الأنيميا ) ويكون بسبب انخفاض أو نقص في نسبة الهموغلوبين في كرات الدم الحمراء لنقل الأكسجين بكفاءة عالية لجميع خلايا الجسم ، ونقص وصول الأكسجين يؤدي إلى أعراض كثيرة منها :
سرعة التعب
الإعياء
الإغماء
سرعة الإرهاق
وقلة التركيز وضعف في الذاكرة
صداع وضيق في النفس
شحوب في الوجه وإحساس غير طبيعي بالبرودة
وقد يصاحبه اكتئاب نفسي ، وزيادة في سرعة ضربات القلب مما يؤدي لهبوط في القلب .
ولقد ذكرنا هذه الأعراض دون أن نغفل عن بعض الجوانب النفسية والتي تلعب دوار هامة في عملية الإغماء وخاصة الخوف ، وأمور طبيعية أيضا كالجوع والإرهاق وهبوط السكر أو زيادته وبعض الحالات المرضية الأخرى ، ولا نستبعد هنا كذلك الأمراض الروحية مثل قضية ( المس والصرع والسحر ) ولكن يجب أن لا نشمل جميع الحالات بهذه القضية ، ونهمل العوامل الرئيسية دون خبرة أو علم أو دراية ونفتي بما لا نعلم لمجرد الظن أو التخمين فقط .
أما قضية عدم خروج الدم أو قلته :
هناك عدة أسباب تؤدي إلى عدم خروج الدم كما ينبغي ، منها :
فقر الدم .. الأنيميا .. هبوط السكر ، ونفسية مثل ( الخوف الفطري ) والجوع كذلك قد يلعب دورا في هذه المسألة ، وبعض الأمراض العضوية الأخرى .
وأمور فنية مثل : عدم التشريط المناسب على المواضع ، مما يعرقل حركة خروج الدم بكفاءة وكما ينبغي ، قوة السحب على الكأس و طول مكثها على الجلد بحيث يكون موضع الكأس كأنه كدمة أو ضربةتحقن الدم فيها ، وكذلك عمل الحجامة في أول الشهر العربي أو آخره ، كل هذه العوامل تلعب دورا أساسياوهاما في هذه المسألة ، وقلة الدم أو عدم خروجه لا يعني بأن صاحبه يعاني من مس أو سحر أو عين أو جن .
وأخيرا : فإني أقول لهؤلاء اتقوا الله في أنفسكم ولا تفتوا بما ليس لديكم به علم ، وكفوا أيديكم عن الناس ولا تؤذوهم فإن نجيتم من محاسبة القانون والمسؤولية في الدنيا فلن تنجون من عذاب الله يوم القيامة ، وغدا أنتم ميتون وعلى أعمالكم محاسبون ، وعلى أفعالكم ستسألون .
وكما إني أناشد جميع المرضى والأصحاء على حد سواء ، بأن لا يلجئون إلا لمن عرف عنه تقواه وورعه وعلمه وخبرته وثقته ، ولا يسلم نفسه إلى الجهلاء واللاهثين خلف المال ، فيضيع نفسه ويخسر صحته وماله ويصبح ضحية للوساوس والأوهام .
أما بخصوص سؤالك أخي الحبيب ومشرفنا القدير بوراشد حفظك الله :
ما هي أغــرب الحــالات التيمرت بكم أثناء إجراء الحجامة :1- للمرضى بالأمراض الروحية كالمس والعين والسحر؟2- للمرضى بالأمراض العضوية؟وكيف تعاملتم مع هذهالحالات ؟ ....بارك الله فيكمونفعنا بما تقدمون من علم نافع ،،،
أخي الحبيب : لقد صادفتنا أمور كثيرة منها روحية ، ومنها عضوية ، أما الروحية مثل المس والصرح ، وأشد ما لا قيت هو في شخص من إحدى الدول العربية وكان ذلك قبل سنة تقريبا ، حدث وأن حجمته في غرفة إمام بإحدى المساجد بعد صلاة الفجر مباشرة ، وكان يعاني من ألم شديد في رأسه وجسده ، وقد لجأ للطب والمستشفيات ولكن من دون جدوى ، فعرض علي حالته ، فقررت أن أعمل له الحجامة فجر صباح يوم الخميس ، كان يجلس على الكرسي بشكل طبيعي ، فعقمت له مواضع الحجامة ووضعت الكاسات على رأسه وبعض المواضع على جسده ، ثم قمت بالتشريط ، فما مضت سوى ثلاثة دقائق على ما أعتقد والله أعلم ، وقع مغشيا على ظهره وازرق لونه فصدر منه خوارا كخوار البقر ، وأزبد وانتفض ، فمسكنا به وكنا خمس أشخاص ، فرفع يده محاولا أن يخنقني ، فأمسكنا بيده فلم نستطع أن ننزلها مع إننا كنا خمس أشخاص ، فأخذت أقرأ عليه وأتلو بعض الآيات ، وهو ينظر إلي بعينان حمراوين يملئهما الحقد والغضب ، فلم استسلم فقمت بتثبيت كاسات الحجامة على رأسه ، فخرج منه دم أسود شديد السواد متجلط وبه دوائر صغيرة على هيئة أو شكل حبيبات ، لم أرى مثلها قط في حياتي ، فاكتشفت بعدها ومن خلال خبرتي بأن الشخص ممسوس ، فطلبت منه أن ينطق على لسانه ولا يؤذيه بعد أن استحلفته بالله ، فلم ينطق ، فكررت الحجامة على نفس المواضع مرة أخرى وأخذت أقرأ عليه ، حتى فاق الشخص وفتح عيناه بشكل طبيعي جدا ، وعاد إليه لونه الطبيعي ، فكرر الحجامة حتى خرج منه الدم الأحمر النقي بعد أن خرج منه الملعون وخرجت تلك الأخلاط السوداوية الفاسدة الرديئة .
وزالت منه كل الآلام والأعراض بنفس الوقت ولله الحمد ، فالتقيت به بعد ثلاثة أيام وأخبرني بأن صحته عال العال ولا يشكو من أي شيء ولله الحمد .
وشخص آخر عملت له الحجامة على فم المعدة لألم شديد كان يشكو منه ، فخرج منه الدم على شكل خيط وبه عقد ، وكانت زوجته حاضرة ، فسألتها مما يعاني زوجك ؟ فقالت : طليقته عملت له سحر مأكول .
واستدعاني أحد الأشخاص في بعض الأيام وطلب مني أن أحضر جلسة رقية لبعض الأشخاص عند بعض المشايخ ، وكان الشخص ممسوسا ، فنطق الجني على لسانه ، فسأله الشيخ باللهجة العامية ( ليش دخلت فيه يالخبيث ) ؟ فقال ( كنت نايم في الحمام ( أعزكم الله ) دخل وداسني على راسي ( أي وطأني بقدمه ) عورني غضبت عليه ولبسته ، فقال له الشيخ : زين الحين انا اطلب منك انك تطلع منه ، قال : لا مب طالع وسو الي بتسويه ، رد عليه الشيخ : انزين ، فاخذ يقرأ ويقرأ عليه حتى صرخ وقال : بس بس الله يلعنك ، فرد عليه الشيخ ( وتلعن بعد يالخبيث ) والله بقتلك الحين ، فرد عليه ( ما تقدر حاول ) فقرأ الشيخ مرة أخرى حتى صرخ وقال بس بس من وين طلعتلي انت ، وهنا تدخلت فقلت للشيخ دعني أعمل له الحجامة فالمعدات في سيارتي ، فصرخ فقال لا لا لا والله بطلع خلاص ناقصني حجام بعد ، فسأله الشيخ ( ليش انت تخاف من الحجامة ) فقال : والله هذا اقوى علي من ألف واحد مثلك ، فطلب ان يخرج فعرض الشيخ عليه الإسلام فأبى ، ولكنه عاهده واقسم أن لا يعود إليه مرة ثانية .
أما بخصوص الأمراض العضوية فمنها كثير وكثير ولله الحمد ( حالات كثيرة شفيت بفضل الله ومنه وكرمه مثل الشقيقة والشلل النصفي والصرع النفسي والروحي ، والكبد الوبائي والسرطان ) .
ومن الحالات الطريفة : رجل في السبعينات ، عالجه الأخ المشرف السابق بن بشر ، كان هذا الرجل يعاني في الابصار ولايرى شيئا امامه ، سوى اشخاص على شكل او هيئة أشباح ، فعمل له الحجامة على المواضع المعروفة لهذا الغرض ، فبمجرد ان خرج الدم فقال انا ارى الحديد المسلح في الشباك اراكم كلكم فكبر كل من كان جالسا في ذاك المجلس ولله الحمد .
وحالة أخرى عالجتها قبل سنوات ، وكان رجلا من الجنسية الآسيوية ، جائني يبكي ويتألم من وجع الم به في يديه ، فلا يستطيع على حراكها ، فوضعت له كاسات الحجامة على الأعصاب الرئيسية وبعض المواضع على ذراعه ويده ، وبعد أن امتلأت الكاسات بالدم ، فتحتها عنه أنضفها من الدم لأعيدها مرة أخرى على نفس المواضع ، وإلا به يحرك يده وهو لا يصدق من الفرحة ويقول زال الألم والله .
هذه بعض الأمور الغريبة والطريفة التي حدثت معنا أثناء العلاج بالحجامة ، غير الأمراض المستعصية والتي شفاها الله بفضل سنة وهدي الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .
جزاكم الله خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .