بسم الله الرحمن الرحيم
لقد كتب الله علينا الابتلاء فقال ** ونبولكم بالشر والخير فتنة** وقوله عز من قائل ** أحسب الناس أن يُتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يُفتنون** ، والفتنة تكون في الصحة أو المال أو الولد وكل هذا هين مقارنة مع الابتلاء الذي يكون في الدين أو العقيدة ، فنحن دائما ندعو الله أن لا تكون مصيبتنا في ديننا، وكل المصائب دونها تهون.
كما أنه ينبغي علينا أن نرضى بابتلاء الله وقدره علينا، وعلينا أن ندرك ونؤمن بأن ما كتب الله علينا هو خير لنا حتى وإن كان في ظاهره شر ** وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ** ، ** وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيراً كثيراً** .
فكل ما يصيب المؤمن في هذه الدنيا خير في جوهره وفي باطنه، لأنه يغفر به الله ذنوبنا أو يمحصنا لكي يؤهلنا للدور العظيم الذي ينتظرنا وهو حمل أمانة الدعوة إلى الله، ونشر رسالة الاسلام بين الناس، وهذا لا يمكن أن يقوم به الضعفاء الذين لم يجربوا المحن والحرمان، بل يقوم به الذين امتحنوا فصبروا، وأوذوا فتحملوا، وابتلوا فرضوا.
أما فيما يخص مسألة تعطيل الزواج فإنها لا تختلف كثيراً عما قلته في المقدمة، إنه نوع من أنواع الابتلاء، لينظر الله تعالى أنصبر أم نضجر؟ أنرضى أم نسخط ؟
هذا بالإضافة إلى أنه قد يكون في ذلك خيراً كثيراً لا نراه ولا نعلمه ولا ندركه بعقولنا الصغيرة، فالحكمة لابد كائنة ولكننا لا ندركها.
فالله تعالى يبتلي عياده المتزوجين بالعقم ، ويبتلي آخرين بكثرة الأولاد غير صالحين، وكلا الحالتين ابتلاء، قد لا يرضى أي طرف بما قسمه الله له، فالقسم الأول يتمنى لو رزقه الله الأولاد والذرية، بينما القسم الثاني يشكو كثرة الأولاد ويتمنى لو لم يرزقه الله شيئاً.
ولكن حكمة الله هكذا ، لا تتبدل ولا تتغير {يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور ويجعل من يشاء عقيماً**.
أما إذا كان تعطيل الزواج بسبب تأثير الشيطان عن طريق السحر أو المس فهذا كلام آخر سأتطرق إليه بشيء من التفصيل فيما يلي .
يتبع بحول الله.