قال صلى الله عليه وسلم لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. أخرجه أحمد (1/131) من حديث علي، وأخرجه أحمد (1/409)، وعبد الرزاق (2/383) من حديث عبد الله بن مسعود، وأخرجه الحارث في مسنده
أنا سيدة منتقبة وحامل وأحس بضيق شديد في التنفس من النقاب ونصحتني طبيبة مسلمة منتقبة بأن أخلع النقاب خوفاً على صحتي وصحة الجنين ، فماذا أفعل أفادكم الله ؟.
الحمد لله
لا يأمر الله تعالى بما فيه ضرر على عباده ، وشريعة الله تعالى حكيمة وأحكامه غاية في اليسر والحكمة ، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها ، ومن شقَّ عليه أمرٌ من الشريعة فإن المشقة تجلب التيسير كما هي قواعد الشرع ، فمن عجر عن الصلاة قائما فإنه يصلي قاعداً ، ومن عجز عن الصوم – لكبر سنه أو لمرضه المزمن - فإنه يفطر ويطعم ، وهكذا .
ولا زالت النساء تلبس النقاب والخمار ولم نر منهن شكاوى أو ضجراً منه ، فلعلَّ ما حصل مع الأخت السائلة – أو مع غيرها – إنما هو بسبب صفة نقابها أو خمارها ، أو بسبب طريقة لبسه ، فمن كان نقابها سميكاً فإنه يمكن أن يضايقها في التنفس والرؤية ، فالحل في مثل هذا أن تخفف من سماكته .
وبعض النساء تشد النقاب حول وجهها بعنف وشدة وهو ما يسبب لها ضيقاً في التنفس ، والحل في مثل هذا أن تخفف من شد نقابها حتى يسهل عليها التنفس براحة ويسر .
ويحسن بك أن تراجعي من هو أكثر خبرة في الطب من الطبيبة التي تراجعين عندها فلعلهم يتوصلون إلى ما لم تصل إليه من وسائل تلافي ضيق التنفس ، فإن تعذر التلافي بكل الوسائل – وهذا بعيد إن شاء الله ، فإن دفع الضرر في هذه الحالة يقدر بقدره فلا يكشف كل الوجه من أجل التنفس ، بل يمكن جعل جزء النقاب المغطي لفتحة الأنف خفيفاً بقدر ما يسمح بسهولة التنفس – ولو احتاج إلى أن يكون أخف مما يجب في الأحوال المعتادة .
نسأل الله أن يحفظك من كل سوء وأن يرزقك الذرية الصالحة . آمين