بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله بكم وزادكم علما أساتذتي الأفاضل وبارك الله بعلمك شيخنا الفاضل أبا البراء... ونفع بك وجعلك الله سيفا للحق تنطق فتقطع أوداج الكفر ومذهبه وأنصاره , وتنصت فتقطع آمال أنصار الكفر , وتعمل فتقطع فكر الفلسفة المخالف للأصل ... بارك الله فيك وزادك الله إخلاصا ..
بعد إذن شيخي الفاضل ... وأساتذتي الأفاضل الذين يسبقوني عهدا ويكبرونني سننا ويعلمون أكثر مني بأمر الله تعالى ....
لكن هالني السؤال بصيغته والرد عليه بشكله ...
ضيفنا الفاضل الاسلام إسلام لزم علينا أهل ملة أبينا إبراهيم عليه السلام وأصحاب شرعة سيد الخلق وأتباعه محمدا صلى الله عليه وسلم أن نحسن الظن بالسائل ...
فإن أبى السائل إتباع الحق بعد تبيانه فقد جعل من نفسه موضع تهمة ولا يلومن من يسيء الظن به ..
وبسم الله الرحمن الرحيم نبدأ...
السؤال في الأصل هو سؤال غير صحيح ...؟؟؟؟؟
والظاهر في حالك أنك مولع بعلم المنطق وخاصة علم الكلام والجدل ... وهو مذموم لأنه لا يوصل الانسان الى بر الأمان في الغالب - والله أعلم -.
قولك الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك ...
يعني أنك تخصص الأعمال بفعل الرسول صلى الله عليه وسلم ... وما طرأ بعدها فهو دخيل وبعدها يدخل تحت المحرم ... ..
مثالها : أتستطيع ياضيفنا أن تخرج حديثا نهى به الرسول صلى الله عليه وسلم عن التدخين أو شرب الأرقيلة أو أحلية إستخدام البنج في العمليات أو حتى إباحة إستخدام الأدوية التي تحوى المخدر كمادة أساسية ... نصا صريحا ...
::: لن تجد إطلاقا ::: لن تجد نصا يذكر إسم الدخان صراحة أو الأرقيلة ...!!!
فهل يعني أنها مباحة ....
وأعيد صياغة سؤالك :: هل الرسول صلى الله عليه وسلم إستخدم البنج في مداواة المرضى ؟؟؟
السؤال غريب ... وأرجو أن يفهم السؤال بعيدا عن سياق إستحداث المواد والقول بأن المادة المخدرة حديثة وأن الرقية قديمة ... ولكن أقصد الأصل في الحكم لا نوع العمل بعينه .
ستجد أن السؤال جدا غبي ... أتدري لماذا : لأن القول بلا لا يعني أنها ليست ذات أصل ..
ولكن الكيفية هي المجتهد فيها .. وما بني على أصل سليم فحتما سيعطي قواعد سليمة .
....
مع إحترامي الشديد لك إنك أدخلت نفسك في مصيبة عظيمة ألا وهي القول على الله بغير علم .
لأن الله عزوجل قال في محكم تنزيله ::(**حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ** (3) سورة المائدة
فالدين كامل وأوامر الله تعالى ساطعة وبينه فمن إدعى غير ذلك فقد كذب على الله تعالى ..
لماذا .
هل سمعت ضيفنا بما يسمى بالتعميم والتخصيص في الأحكام ..
فما كان عاما من حكم في القرآن ولم يخصص في القرآن ولا السنة فهو عام ومن خصصه بلا دليل فقد إفترى على الله ... وكذا التخصيص ..
فكما تعلم أن أن هناك أصول وقواعد عامة ... فعلى سبيل المثال الدخان أرجع في حكمه الى الأصل ولم يرد به دليل لعينه بل للأصل ... وهكذا .
.................................................. ......................................
فنرجع هنا الى معرفة حقيقة المس وحاله وشكله ......
فهل لك ياضيفنا أن تنكرها .................................
طبعا ستقول لا ولكن إني أنكر كيفها وحالها ....
أقول الأمر أوضح من نور الشمس في رابعة النهار ...
قال تعالى :
**الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ** (275) سورة البقرة
الآية جدا واضحة في إعطاء أعراض المس وكيفه وحاله ...
___((( يتخبطه )))) ... هل تعلم معنى التخبط أرجو منك الإجابة ؟؟؟؟؟
........
ستقول لي نعم علمنا حقيقة المس وكيفها ولكن بقي كيفية العلاج ... وهنا يكمن سؤالك في البداية
الجواب سهل : يدفع الأمر بما يناسبه ...
وهنا كان تأصيل و تقعيد العلماء رفع الله قدرهم وزادهم الله رفعة ونفع بهم .
فاستندوا الى صريح القرآن من عام وخاص وكذا السنة .
ولا أعتقد أني على درجة من الأمانة والعلم أكثر منهم .
... وما تريد الوصول اليه ياضيفنا التشكيك في المسألة حتى تصل بنا الى النفسية وطبها وفلسفتها .
وإني بإذن الله سأكون لهم وعليهم .. والله الموفق
وأخيرا لا يصل بك الأمر حتى تقول....:
**هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ** (210) سورة البقرة
**هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ** (158) سورة الأنعام
**هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ** (33) سورة النحل
**وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ** (55) سورة البقرة
كلام الله واضح السنة ناصعة وقول العلماء إنما بني على التأصيل فإن إتبعت فقد أفدت نفسك وإن أنكرت فإنكارك على نفسك
واعلم يارعاك الله أن الله لا يختبر بل هو الذي يختبر عباده فأنصحك ألا تخضع قول الله للإختبار .
ستقول هو لم يقل صراحة أقول ما كان من الأصل فهو حكم القول .. لأن الذي قاله هو العليم الخبير هو الخلاق العظيم ... قال تعالى
**أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ** (14) سورة الملك
قال تعالى
**وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاء أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ** (235) سورة البقرة
**قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ** (16) سورة الحجرات
ولا تكن كحال بني إسرائيل عندما أمروا بذبح بقرة - وإعلم أن الأمر كان عام يعني غير مخصص ولكن شددوا فشدد الله عليهم .
والشيخ الفاضل أبو البراء سرد لك التأصيل وقول العلماء فإن أنكرت أقول لك بقول الله تعالى
**وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَرًا رَّسُولاً** (94) سورة الإسراء
**وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا** (55) سورة الكهف
فاحذر أخي وبارك الله لكم
وأعتذر على دخولي - وإن كنت أصبت في أمر فهو فضل الله وخلقه الذي وجب علي شكره وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان وأسأل الله السداد والصواب والصدق والإخلاص..
وجزاكم الله خيرا