لفتة من عالم ناصح :
" و إني أحثكم أيها الشباب على الحرص التام على تدبر القرآن ومعرفة معانيه ،
لأن القرآن إنما نزل ليدبر الناس آياته وليتذكروا به ، إذ لا فائدة بتلاوة اللفظ دون فهم للمعنى،
وإذا أشكل عليكم شيء فأسألوا عنه " .
[ ابن عثيمين ]
" سورة المؤمنون أولها ** {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ **
وآخرها : ** إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ** "
[ الزمخشري ]
فتأمل - ياعبدالله - في الصفات التي جعلت أولئك المؤمنون يفلحون ،
وتأمل أواخر هذه السورة لتدرك لم لا يفلح الكافرون ؟!
*******
** وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين **القصص/7
ذكر القرطبي - في تفسيره - أن الله تعالى جمع في هذه الآية بين أمرين، ونهيين، وخبرين، وبشارتين،
فتأملها فتح الله على قلبك.
" الحنف " ميل عن الضلال إلى الاستقامة ،
كقوله تعالى عن الخليل عليه السلام: ** قانتا لله حنيفا **النحل/120،
أما " الجنف " فهو ميل عن الاستقامة إلى الضلال ،
كقوله تعالى في شأن الوصية: ** فمن خاف من موص جنفا **البقرة/182.
[الراغب الأصفهاني]
" القرآن كلام الله ، وقد تجلى الله فيه لعباده بصفاته :
فتارة يتجلى في جلباب الهيبة والعظمة والجلال ، فتخضع الأعناق، وتنكسر النفوس،
وتارة يتجلى بصفات الجلال والكمال فيستنفد حبه من قلب العبد قوة الحب كلها ،
بحسب ما عرفه من صفات جماله وكماله ".
[ابن القيم]
قال الإمام أحمد: " عزيز علي أن تذيب الدنيا أكباد رجال وعت صدورهم القرآن "
[ الآداب الشرعية ]
فانظر كيف تحسر هذا الإمام على من هذه حالهم؟!
ولعل الإمام استنبطه من قوله تعالى:
** ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم * لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم **الحجر/ 88 .
" في قول موسى عليه السلام للخضر :** هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً **الكهف/66،
التأدب مع المعلم ، وخطابه بألطف خطاب ، وإقراره بأنه يتعلم منه ،
بخلاف ما عليه أهل الجفاء أو الكبر ، الذي لا يظهر للمعلم افتقاره إلى علمه ،
بل يدعي أنه يتعاون هو وإياه ، بل ربما ظن أنه يعلم معلمه ، وهو جاهل جداً ،
فالذل للمعلم ، وإظهار الحاجة إلى تعليمه ، من أنفع شيء للمتعلم " .
[ ابن سعدي ]
" الله تعالى إذا ذكر ( الفلاح ) في القرآن علقه بفعل المفلح" .
[ ابن القيم ]
وليتضح كلامه - رحمه الله - تأمل أوائل سورة البقرة ،
فإن الله تعالى بين أن سبب فلاح أولئك المتقين هو إيمانهم بالغيب ،
وإقامتهم للصلاة والإنفاق مما رزقهم الله... الخ صفاتهم ،
وعلى هذا فقس ، زادك الله فهما.
علق ابن تيمية على قول الله تعالى:** لا يمسه إلا المطهرون **الواقعة/ 79
بقوله: " كما أن اللوح المحفوظ الذي كتب فيه حروف القرآن لا يمسه إلا بدن طاهر ،
فمعاني القرآن لا يذوقها إلا القلوب الطاهرة، وهى قلوب المتقين" .
[ابن تيمية]
عندما بشر زكريا بالولد ، قال:
** رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا **آل عمران/41 ،
فأمسك عليه لسانه ، فلم يتكلم بشيء من كلام الناس ،
ثم قال له :** واذكر ربك كثيرا **فلو أذن لأحد بترك الذكر لأذن لزكريا عليه السلام .
[ د . محمد الخضيري ]
** وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً **الأنبياء / 90 ،
قال الحسن البصري : دام خوفهم من ربهم فلم يفارق خوفه قلوبهم ،
إن نزلت بهم رغبة خافوا أن يكون ذلك استدراجا من الله لهم ،
و إن نزلت بهم رهبة خافوا أن يكون الله عزوجل قد أمر بأخذهم لبعض ما سلف منهم .
[ الدر المنثور ]
** قل إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به **الرعد/36 ،
سئل سهل التستري: متى يصح للعبد مقام العبودية ؟
قال: إذا ترك تدبيره ورضي بتدبير الله فيه.
[منار السالكين]
" تأمل في قول ذي القرنين :
** أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُّكْراً *
وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً **الكهف /87-88 ،
إذ لما ذكر المشرك بدأ بتعذيبه ثم ثنَّى بتعذيب الله تعالى ،
ولما ذكر المؤمن بدأ بثواب الله أولاً ثم بمعاملته باليسر ،
ثانياً ؛ لأن مقصود المؤمن الوصول إلى الجنة ، بخلاف الكافر فعذاب الدنيا سابق على عذاب الآخرة " .
[ ابن عثيمين ]
قال قتادة في قوله تعالى :
** أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ **الرحمن/8:
" اعدل يا بن آدم كما تحب أن يعدل لك ،
وأوف كما تحب أن يوفى لك ،
فإن العدل يصلح الناس " .
[ الدر المنثور ]
** إنه يعلم الجهر من القول ** الأنبياء/110
" اختص الله تعالى بعلم الجهر من القول من جهة أنه إذا اشتدت الأصوات وتداخلت
فإنها حالة لا يسمع فيها الإنسان, ولا يميز الكلام,
أما الله عز وجل فإنه يسمع كلام كل شخص بعينه، ولا يشغله سمع كلام عن سمع آخر " .
[ الوزير ابن هبيرة ]
** وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ** الكهف / 49
قال عون بن عبدالله : ضج والله القوم من الصغار قبل الكبار .
فتأمل – وفقك الله – هذه اللفتة من هذا الإمام في التحذير من صغار الذنوب التي يحتقرها كثير من الناس ،
مع أنها قد تجتمع على المرء فتهلكه .
أهل العقول الراجحة والقلوب الزاكية :
يحسنون الاستماع لما ينفعهم ، ويميزون بين الحسن والأحسن، ويتبعون الأحسن ،
وهؤلاء هم الذين استحقوا البشرى من ربهم بقوله:
** فَبَشِّرْ عِبَادِ{ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ** الزمر:17/18
فما أعظمه من ثناء! وما أشد غفلة الكثير عن تدبر مثل هذه الآيات! .
[ د.محمد القحطاني]
{حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ **
إذا كانت الإقامة في القبر مجرد زيارة مع أنها قد تمتد آلاف السنين ،
فبم نصف إقامتنا في الدنيا التي لا تتجاوز عدد سنيين؟
تأمل
** قالوا:لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين ** المؤمنون:113
فيا طول حسرة المفرطين!
كلُّ ما ورد في القرآن" زعم "فالمراد به الكذب.
- وكلُّ" ظن "ورد في القرآن في الآخرة أو يوم القيامة فهو يقين.
- كلُّ ما ذكر في القرآن " رزق كريم "فالمقصود به الجنة ونعيمها.
[عن كتاب كليات الألفاظ في التفسير]
** هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ **الجمعة/2
في قوله :" منهم " فائدتان:
الأولى: أنه كأمته الأمية، لم يقرأ كتابا، ولا خطه بيمينه ،
ومع ذلك أتى بهذا القرآن الذي ما سمعوا بمثله ، وهذا برهان صدقه.
والثانية : التنبيه على معرفتهم بنسبه ، وشرفه، وعفته ، وصدقه ،
بل لم يكذب قط، فمن لم يكذب على الناس أفيكذب على الله ؟
[ ابن رجب ]
*******
** مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ **ق/33
" هو الرجل يذكر ذنوبه في الخلاء، فيستغفر الله منها
"
[ الفضيل بن عياض ]
ومما يدخل في هذا المعنى أحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله :
" ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه " أي: من تذكره لعظمة الله ولقائه ،
ونحو ذلك من المعاني التي ترد على القلب - كما أشار إلى ذلك ابن كثير
*******
عن قتادة في قوله تعالى :
** مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى **طه/2
لا والله ، ما جعله الله شقياً ، ولكن جعله الله رحمة ونوراً ودليلاً إلى الجنة .
[ الدر المنثور ]
فتأمل الآية وتعليق هذا الإمام عليها ، ثم لك أن تتعجب أن يتقلب مسلم في الشقاء وكتاب الله بين يديه .
تأمل هذه القاعدة جيدًا:
" كثيرا ما ينفي الله الشيء لانتفاء فائدته وثمرته ، وإن كانت صورته موجودة
، ومثال ذلك: قوله تعالى:** وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا **الأعراف/ 179
فلما لم ينتفعوا بقلوبهم بفقه معاني كلام الله ، وأعينهم بتأمل ملكوت الله ،
لم تتحقق الثمرة منها " .
** فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً**الكهف/1
ذكر الجارحة التي هي الآذان – التي منها يكون السمع – لأنه لا يستحكم نوم إلا مع تعطل السمع
، وفي الحديث( ذلك رجل بال الشيطان في أذنه ) ،
أي استثقل نومه جداً حتى لا يقوم بالليل .
** اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ **البقرة/153
توجيه رباني وجدت بركته أخت لنا فجعت بفقد والديها وأخيها وأختها في حادث قبل أيام ،
إذ لما اشتدت عليها المصيبة تذكرت هذه الآية ففزعت للصلاة ، موقنة بكلام ربها ،
فتقسم أنه نزل على قلبها سكينة عظيمة خففت عليها مصيبتها .
وذلك تأكيد عملي على أثر تدبر القرآن والعمل به في حياة العبد في ظروفه كلها .
** وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ **الأنعام/151
أي : لا تقتلوهم من فقركم الحاصل ،
بينما قال في سورة الإسراء :
** وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ **الإسراء/31 ،
أي : خشية حصول فقر في المستقبل ؛
ولذا قال بعدها :
** نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم **
فبدأ برزقهم للإهتمام بهم ،
أي : لا تخافوا من فقركم بسببهم ، فرزقهم على الله .
[ ابن كثير ]
عن الحسن البصري في قوله تعالى :
** يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ........ الآية **الروم/7
قال : إنه ليبلغ من حذق أحدهم بأمر دنياه أنه يقلب الدرهم على ظفره ، فيخبرك بوزنه ،
وما يحسن يصلي !!! .
قال تعالى عن المنافقين :
** وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ **البقرة/ 14
فتأمل كيف قالوا** إِنَّا مَعَكْمْ **مع أن مقتضى الظاهر أن يكون كلامهم بعكس ذلك؛
لأن المؤمنين يشكون في إيمان المنافقين، وقومهم لا يشكون في بقائهم على دينهم .
[ ابن عاشور ]
*******
** فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ **هود/81
والحكمة من نهيهم عن الالتفات ليجدوا في السير ،
فإن الملتفت للوراء لا يخلو من أدنى وقفة ،
أو لأجل أن لا يروا ما ينزل بقومهم من العذاب فترق قلوبهم لهم .
[ الألوسي ]
وفي ذلك إشارة للمؤمن أن لا يلتفت في عمله للوراء إلا على سبيل تقويم الأخطاء؛
لأن كثرة الالتفات تضيع الوقت، وربما أورثت وهناً .
" من تأمل ذل إخوة يوسف لما قالوا :
** وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا **
عرف شؤم الزلل " .
[ ابن الجوزي في صيد الخاطر ]
*******
** صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً **البقرة/138
فسمي الدين صبغة استعارة ومجازا ،
حيث تظهر أعماله وسمته على المتدين ،
كما يظهر أثر الصبغ في الثوب .
[ القرطبي ]
قوله تعالى َ{ لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً **الكهف/62
يدل على جواز الميل إلى نوع من الشكوى عند إمساس البلوى ،
ونظيره قول يعقوب ** يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ **،وقول أيوب ** أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ ** .
[ ابن عقيل ]
*******
يدل قوله تعالى ** وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً **آل عمران/120
على أن الاستثمار الأساسي في مواجهة عدوان الخارج يجب أن يكون بتحصين الداخل
من خلال الاستقامة على أمر الله ، ومن خلال النجاح في مواكبة معطيات العصر .
[ عبدالله المخلف ]
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
** سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ
وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ **
ولم يقل رجما بالغيب ، بل سكت ، فهذا يدل على أن عددهم سبعة وثامنهم كلبهم؛
لأن الله عندما أبطل القولين الأولين، وسكت عن الثالث، صار الثالث صوابا .
[ ابن عثيمين ]
قال تعالى** ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا
فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ ** فاطر/32
قيل في سبب تقديم الظالم لنفسه على السابق بالخيرات - مع أن السابق أعلى مرتبة منه -
لئلا ييأس الظالم من رحمة الله، وأخر السابق لئلا يعجب بعمله .
قال الشيخ الشنقيطي - رحمه الله - لا يثبت القرآن في الصدر ، ولا يسهل حفظه ،
وييسر فهمه إلا القيام به في جوف الليل
قال الشيخ عطية سالم - وهو ناقل هذه الكلمة -
وقد كان شيخنا لا يترك ورده من الليل صيفا أو شتاء .
يقول أحد الدعاة رأيت مغنيا مشهورا طالما فتن الشباب والفتيات ،
فقررت أن لا أدعه حتى أنصحه، فسلمت عليه ،
وألهمني الله أن ألقي في أذنه قوله تعالى
** إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ **
ثم ذهبت ،
فوالله ما مرت أيام إلا وقرأت خبر توبته في الصحف
فما أجمل الوعظ بالقرآن إذا صادف انتقاء حسنا، وقلبا واعيا!
أهل العقول الراجحة والقلوب الزاكية يحسنون الاستماع لما ينفعهم ،
ويميزون بين الحسن والأحسن، ويتبعون الأحسن،
وهؤلاء هم الذين استحقوا البشرى من ربهم بقوله
** لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ ُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ**الزمر17-18
فما أعظمه من ثناء! وما أشد غفلة الكثير عن تدبر مثل هذه الآيات! .
[ د . محمد القحطاني ]