موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > ساحة مواضيع الرقية الشرعية والأمراض الروحية ( للمطالعة فقط ) > عالم السحر والشعوذة والكهانة والعرافة وطرق العلاج

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 19-12-2008, 05:32 PM   #11
معلومات العضو
فاعل99

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
نعم لا استطيع ان اجيبك ابداً على تسائلك لأنه خارج الموضوع فإنه قد يتشعب. رؤيتي واضحه والموضوع ولقد طرحتها.
.. اشكر لك اهتمامك .. وجزاك الله خير على ماتفعلين من خير.
بارك الله فيكم
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 19-12-2008, 06:03 PM   #12
معلومات العضو
الحـياة الطيبة
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية الحـياة الطيبة
 

 

افتراضي

بالعكس أسئلتي تصب في الموضع نفسه, بعد ان تجيب عليها سأوضح لك العلاقة ما بين موضوعك الأصلي وبين أسئلتي....وأظنها بأنك ستستفيد منها بشكل كبير وحتى الأعضاء الكرام.

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 19-12-2008, 08:55 PM   #13
معلومات العضو
فاعل99

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الأعزاء \ أضع بين أيديكم هذا الموضوع وأرجوا من الله ان يتقبله مني خالصاً لوجهه الكريم ولا اريد
الا التفكر فيه ولم اتكلم عنه إلا وفق تجربتي مع السحر ومع فهمي لهذه الآيه والله على مااقول شهيد.
هنالك اختلاف كبير في تفسير هذه الآيه..؟؟
هنا تجدون تحقيق في هذه القصه..
http://www.bayan-alquran.net/forums/...ead.php?t=2603
وهنا تجدون فتوى بهذا الخصوص..
تجدون في آخر سطرين مااشرت له في موضوعي..!
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/S...atwaId&Id=9483
ولو تعودون إلى الآيه الكريمه فإن المقصود في قوله تعالى ( ومايعلمان من احد حتى يقولا... الآيه )
ليس عائداً إلى الملكين كرمهما الله.. ففي السحر يتعلم المشرك مايفرق به بين المرء وزوجه.. وهذا من فعل
الشياطين.. وليس من فعل الملائكة ابداً، فهم مأمورون، ومؤمنون، ولقد انزل عليهما وهم في بابل..!! علم والله اعلم من الحي القيوم لكي يفرق الناس بين السحر وبين معجزة الصالحين الذي كان سائداً والله اعلم في وقت نبينا سليمان عليه السلام.
بارك الله لي ولكم ولا حول ولا قوة إلا بالله.

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 19-12-2008, 09:47 PM   #14
معلومات العضو
الحـياة الطيبة
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية الحـياة الطيبة
 

 

افتراضي

الأخ فاعل جزاك خيرا على ما قدمت, لقد قرأت التحقيق وأضيف عليه هذا
قصة خرافة عن كوكب " الزهرة " ونجم " سهيل "

ورابط الفتوى كنت قد وضعته في مشاركتي الثانية يعني مكرر.

اقتباس:
ولو تعودون إلى الآيه الكريمه فإن المقصود في قوله تعالى ( ومايعلمان من احد حتى يقولا... الآيه )
ليس عائداً إلى الملكين كرمهما الله.

أخي الكريم لم تقرأ الفتوى جيدا, وأحيلك على السطرين وربع الأخيرة فيها
وأما تعليمهما السحر، فإنه كان لغرض صحيح، وهو بيان حقيقة السحر للناس، وأنه من فعل الشياطين، وأنه كفر وحرام، وقال بعض أهل العلم: إنما نزلا لبيان اجتناب السحر لا لبيان فعله
.

في تفسير الجلالين هناك شرح للآية الكريمة:
مَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ" أَيْ أُلْهِمَاهُ مِنْ السِّحْر وَقُرِئَ بِكَسْرِ اللَّام الْكَائِنَيْنِ "بِبَابِل" بَلَد فِي سَوَاد الْعِرَاق "هَارُوت وَمَارُوت" بَدَل أَوْ عَطْف بَيَان لِلْمَلَكَيْنِ قَالَ ابْن عَبَّاس هُمَا سَاحِرَانِ كَانَا يُعَلِّمَانِ السِّحْر وَقِيلَ مَلَكَانِ أُنْزِلَا لِتَعْلِيمِهِ ابْتِلَاء مِنْ اللَّه لِلنَّاسِ "وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ" زَائِدَة "أَحَد حَتَّى يَقُولَا" لَهُ نُصْحًا "إنَّمَا نَحْنُ فِتْنَة" بَلِيَّة مِنْ اللَّه إلَى النَّاس لِيَمْتَحِنهُمْ بِتَعْلِيمِهِ فَمَنْ تَعَلَّمَهُ كَفَرَ وَمَنْ تَرَكَهُ فَهُوَ مُؤْمِن "فَلَا تَكْفُر" بِتَعَلُّمِهِ فَإِنْ أَبَى إلَّا التَّعْلِيم عَلَّمَاهُ

القرطبي رحمه الله يقول في تفسير الآية:
[COLOR="green"]" مَا " نَفْي , وَالْوَاو لِلْعَطْفِ عَلَى قَوْله : " وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَان " وَذَلِكَ أَنَّ الْيَهُود قَالُوا : إِنَّ اللَّه أَنْزَلَ جِبْرِيل وَمِيكَائِيل بِالسِّحْرِ , فَنَفَى اللَّه ذَلِكَ . وَفِي الْكَلَام تَقْدِيم وَتَأْخِير , التَّقْدِير وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَان , وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ , وَلَكِنَّ الشَّيَاطِين كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاس السِّحْر بِبَابِل هَارُوت وَمَارُوت , فَهَارُوت وَمَارُوت بَدَل مِنْ الشَّيَاطِين فِي قَوْله : " وَلَكِنَّ الشَّيَاطِين كَفَرُوا " . هَذَا أَوْلَى مَا حُمِلَتْ عَلَيْهِ الْآيَة مِنْ التَّأْوِيل , وَأَصَحّ مَا قِيلَ فِيهَا وَلَا يُلْتَفَت إِلَى سِوَاهُ , فَالسِّحْر مِنْ اِسْتِخْرَاج الشَّيَاطِين لِلَطَافَةِ جَوْهَرهمْ , وَدِقَّة أَفْهَامهمْ , وَأَكْثَر مَا يَتَعَاطَاهُ مِنْ الْإِنْس النِّسَاء وَخَاصَّة فِي حَال طَمْثهنَّ , قَالَ اللَّه تَعَالَى : " وَمِنْ شَرّ النَّفَّاثَات فِي الْعُقَد " [ الْفَلَق : 4 ] [/COLOR]
يقول الشيخ ابن باز رحمه الله حينما سئل عن قصة هاروت وماروت:
المعروف عند العلماء أنهما ملكان أنزلا يعلمان الناس السحر بعد البيان والإيضاح والتحذير، قال تعالى: وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ (102) سورة البقرة. فهما ملكان هذا المشهور، ويعلمان الناس السحر، لكن ينذرانهم ويخبرانهم أنه لا يجوز هذا التعلم. هذا فيما ذكر جمع من المفسرين

ويقول الشيخ السحيم معلقا على الأحاديث التي نسبت للنبي صلى الله عليه وسلم بأن أغلبها إسرائليات كان يرويها كعب الأحبار...إليكم الفتوى
قصة هاروت ومارت...هل صحيحة؟
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 20-12-2008, 01:00 PM   #15
معلومات العضو
فاعل99

افتراضي


جزاك الله خير وبارك الله فيك
انما وضعت ذلك لأن هناك إختلاف في تفسير الآيه
....
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 20-12-2008, 01:09 PM   #16
معلومات العضو
الحـياة الطيبة
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية الحـياة الطيبة
 

 

إحصائية العضو






الحـياة الطيبة غير متواجد حالياً

الجنس: female

اسم الدولة morocco

 

 
آخـر مواضيعي

 

افتراضي

أيها الأخ حاول التركيز أكثر فيما نقلت لك, أنت تقول بأن هناك اختلاف والعلماء يقولون قولا واحدا وهو الملون بالأزرقأغلب القصص التي تحدثت عن قصة هاروت وماروت هي من الإسرائيليات التي رواها كعب الأحبار كما سبق وأن قلت, وقام علماؤنا رحمهم الله ومن بين الشيخ بن باز وقال يقول الشيخ ابن باز رحمه الله حينما سئل عن قصة هاروت وماروت:
المعروف عند العلماء أنهما ملكان أنزلا يعلمان الناس السحر بعد البيان والإيضاح والتحذير، قال تعالى: وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ (102) سورة البقرة. فهما ملكان هذا المشهور، ويعلمان الناس السحر، لكن ينذرانهم ويخبرانهم أنه لا يجوز هذا التعلم. هذا فيما ذكر جمع من المفسرين

حاول أن تفهم أيها الكريم بأنه لا اختلاف...أكرهها لك لا يوجد اختلاف في تفسير الآية بعد التوضيح والبيان.

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 20-12-2008, 02:16 PM   #17
معلومات العضو
فاعل99

افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم
كما أريد اختي ان يكون نقاشنا من الكتاب والسنه..
ولنبتعد عن الروايات التي تتوارث والأولى عدم الإجابه عليها إلا بعلم مأخوذ وكما اني قد وضعت البحث السابق
الذي يوضح هذا الإختلاف .. أرجوا أن تعودي إليه، لكي تحددي الإختلاف في الروايه.
ولنتكلم بالقرآن الكريم والسنه.. وماعندي الآن هوا موضوع مختار من موقع صيد الفوائد، ارجوا ان تتفهمي قصدي منه
فنحن نتكلم عن الملائكة الكرام.. وهم رسل رب العالمين إلى عباده الصالحين.. والله سبحانه هوا اللطيف الخبير.
هنا موضوع عن الملائكة كرمهم الله وجزاهم كل خير.
http://www.saaid.net/Doat/shiddy/7.htm
اريد ان أضيف أيضاً اني لا اعارض ابداً العلماء جزاهم الله خير.
وكما أشرت فإن الآيه صريحه ولا يجوز لنا ان نروي روايات لا صحة لها.
في قوله تعالي ( وماكفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر...
إذا الشياطين هم الذين يعلمون الناس السحر
وفي قوله تعالى ( وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت..
هنا فرق الله سبحانه بين السحر وبين ماأنزل على ملائكتة الكرام وهم في بابل.. لأن قوله أنزل .. أي اتى بأمره سبحانه
إلى هاروت وماروت اللذان كانا في بابل..

....
هذا مااريد ان اقول وأسأل الله لي ولكم العلم والنافع والرزق الطيب والعمل المتقبل
واستغفر الله الذي لا إله إلا هو واتوب إليه.
من الكتاب والسنه جزاكي الله خيرا.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 20-12-2008, 04:18 PM   #18
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي


،،،،،،

بارك الله فيكم أخي الحبيب ( فاعل ) ، أما التفسير العلمي الذي بينه علماء الأمة الأجلاء في الآية الكريمة فهو على النحو التالي :

قال الله تعالى فثي محكم التنزيل :

( وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ )


( سورة البقرة - الآية 102 )


أختلف المفسرين في تفسير هذه الآية اختلافاً كبيرا وهذا الأختلاف كان على حسب ما فسروا به ( ما ) ، هل هي نافية ، أم هي موصولة ؟؟؟

قال تقي الدين الهلالي - رحمه الله - : ( لا أعلم أية في كتاب الله تعالى تحيرت في تفسيرها كما تحيرت في تفسير هذه الآية ؛ لأن الناس من زمان الصحابة إلى يومنا هذا اختلفوا في تفسيرها ، وأنا أستعين بالله وأختار القول الذي أراه صحيحا مطابقاً للأصول ، وما أبريء نفسي من الخطأ ، فأقول وبالله التوفيق :

أكثر المفسرين على أن ( ما ) ، موصولة ، فمعناها أن الشياطين كانوا يعلمون الناس السحر ويعلمونهم ما أنزل على الملكين اللذين أنزلهما الله في بابل بأرض العراق يعلمان الناس السحرفتنة لهم ، للتمييز بين من يؤمن بالله ويطيع الله ويلتزم حدوده ، وبين من اتبع هواه وكفر بالله وعصى أمره ، وكانا لا يعلمان أحداً حتى ينصحاه ويخبراه بالعاقبة الوخيمة لمن يتعلم السحر المشتمل على الكفر ، فإذا أبى إلا التعلم والعمل به علماه ، قالوا :

ولا مانع أن يبتلي الله عباده بمثل هذا .

وقال آخرون - منهم ابن جرير الطبري سيد المفسرين في زمانه - :

أن ( ما ) ، نافية ؛ أي : لم ينزل الله السحر على الملكين ، وهما جبريل وميكائيل ، أو هما ملكان آخران ؛ لأن الله حرم السحر وجعله كفراً وشراً وفساداً ، فكيف ينزله على الملكين ليعلماه الناس ، وقد أخبر أن الشياطين هم الذين كفروا ، وهم الذين يعلمون الناس السحر ، فكيف يفعل الملكان ما تفعله الشياطين ، والله لطيف بعباده )

وهذا القول هو الذي انشرحت له نفسي ، واطمأن إليه قلبي ، أما هاروت وماروت ، فعلى القول الأول ، هما اسمان للملكين ، وعلى القول الذي اخترته وتبعت فيه ابن جرير ، هما اسمان لرجلين من أهل بابل كانا يفعلان ذلك وكانا مع ذلك ينصحان الناس بعدم التعلم،فمن أبى علماه وأدليا حبله على غاربه وحملاه إثم ذلك ) ( سبيل الرشاد - للعلامة الهلالي - 1 \ 164 - 166 ) 0


الشيخ : ( عبد العزيز بن عبد الله الراجحي ) وتفسير قوله تعالى : ( ... وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت ... ) جزء من محاضرة : ( تفسير سورة البقرة [102-103] ) :

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ وقوله تعالى: وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ [البقرة:102]، اختلف الناس في هذا المقام: فذهب بعضهم إلى أن (ما) نافية، أعني التي في قوله: وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ [البقرة:102] قال القرطبي : ما نافية ومعطوف على قوله: وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ [البقرة:102] ]. يعني أن فيها أقوالاً: القول الأول: أن (ما) نافية، فقوله تعالى: وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ [البقرة:102] يعني: وما أنزل الله على الملكين شيئاً، ولم ينزل الله على الملكين السحر. والقول الثاني -كما سيأتي- أن (ما) موصولة بمعنى الذي، والتقدير: واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان والذي أنزل على الملكين. فعلى القول الأول يكون المعنى: أن الله نفى أنه أنزل على الملكين السحر، وأما على القول الثاني فتكون (ما) موصولة، وتكون تابعة، فيكون المعنى: اتبع الناس ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان واتبعوا ما أنزل على الملكين. قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ ثم قال: وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ [البقرة:102]، وذلك أن اليهود كانوا يزعمون أنه نزل به جبريل وميكائيل، فأكذبهم الله وجعل قوله: هَارُوتَ وَمَارُوتَ [البقرة:102] بدلاً من الشياطين. قال: وصح ذلك إما لأن الجمع يطلق على الاثنين، كما في قوله تعالى: فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ [النساء:11]، أو لكونهما لهما أتباع، أو ذكرا من بينهم لتمردهما، فتقدير الكلام عنده: يعلمون الناس السحر ببابل هاروت وماروت، ثم قال: وهذا أولى ما حملت عليه الآية وأصح، ولا يلتفت إلى ما سواه ]. هذا قول القرطبي ، وهذا قول ضعيف، والصواب هو القول الثاني، وهو أن (ما) موصولة، وهو قول أكثر المفسرين، فالآية فيها قولان مشهوران: أحدهما: أن (ما) نافية، والثاني: أن (ما) موصولة. قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ وروى ابن جرير بإسناده من طريق العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ.. الآية، يقول: لم ينزل الله السحر. وبإسناده عن الربيع بن أنس في قوله: وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ قال: ما أنزل الله عليهما السحر. قال ابن جرير : فتأويل الآية على هذا: وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ من السحر، وما كفر سليمان ولا أنزل الله السحر على الملكين، ولكن الشياطين كفروا؛ يعلمون الناس السحر ببابل هاروت وماروت ]. يعني أن الله نفى أنه أنزل على الملكين السحر على هذا القول، فقوله: وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ [البقرة:102] أي: وما كفر سليمان وما أنزل الله على الملكين السحر. قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ فيكون قوله: (ببابل هاروت وماروت) من المؤخر الذي معناه المقدم. قال: فإن قال لنا قائل: كيف وجه تقديم ذلك؟ قيل: وجه تقديمه أن يقال: وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ [البقرة:102] من السحر، وما كفر سليمان، وما أنزل الله السحر على الملكين، ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ببابل هاروت وماروت، فيكون معنياً بالملكين جبريل وميكائيل عليهما السلام؛ لأن سحرة اليهود -فيما ذكر- كانت تزعم أن الله أنزل السحر على لسان جبريل وميكائيل إلى سليمان بن داود، فأكذبهم الله بذلك، وأخبر نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن جبريل وميكائيل لم ينزلا بسحر، وبرأ سليمان عليه السلام مما نحلوه من السحر، وأخبرهم أن السحر من عمل الشياطين، وأنها تعلم الناس ذلك ببابل، وأن الذين يعلمونهم ذلك رجلان اسم أحدهما: هاروت، واسم الآخر: ماروت، فيكون (هاروت وماروت) على هذا التأويل ترجمة عن الناس ورداً عليهم. هذا لفظة بحروفه ]. يعني أن المراد بالناس هاروت وماروت، والمراد بالملكين جبريل وميكائيل، وتكون الآية نافية، والمعنى: وما كفر سليمان وما أنزل الله على الملكين -يعني: جبريل وميكائيل- السحر. قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ وقد قال ابن أبي حاتم : حدثت عن عبيد الله بن موسى أخبرنا فضيل بن مرزوق عن عطية : وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ [البقرة:102] قال: ما أنزل الله على جبريل وميكائيل السحر ]. وهذا ضعيف منقطع؛ لأن ابن أبي حاتم قال: (حدثت)، وفضيل بن مرزوق ضعيف، وعطية العوفي أيضاً شيعي مدلس. قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ قال ابن أبي حاتم : وأخبرنا الفضل بن شاذان أخبرنا محمد بن عيسى أخبرنا يعلى -يعني ابن أسد - أخبرنا بكر -يعني: ابن مصعب - أخبرنا الحسن بن أبي جعفر أن عبد الرحمن بن أبزي كان يقرؤها: (وما أنزل على المَلِكَين داود وسليمان)، وقال أبو العالية : لم ينزل عليهما السحر، يقول: علما بالإيمان والكفر، فالسحر من الكفر، فهما ينهيان عنه أشد النهي. رواه ابن أبي حاتم . ثم شرع ابن جرير في رد هذا القول، وأن (ما) بمعنى الذي، وأطال القول في ذلك، وادعى أن هاروت وماروت ملكان أنزلهما الله إلى الأرض وأذن لهما في تعليم السحر اختباراً لعباده وامتحاناً بعد أن بين لعباده أن ذلك مما ينهى عنه على ألسنة الرسل، وادعى أن هاروت وماروت مطيعان في تعليم ذلك؛ لأنهما امتثلا ما أمرا به، وهذا الذي سلكه غريب جداً ]. ولا شك في أن هذا غريب جداً؛ لأن فيه أن الله أذن لهما أن يعلما الناس السحر، وهذا لا يليق. قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ وأغرب منه قول من زعم أن هاروت وماروت قبيلان من الجن، كما زعمه ابن حزم . وروى ابن أبي حاتم بإسناده عن الضحاك بن مزاحم أنه كان يقرؤها: (وما أنزل على الملكين) ويقول: هما علجان من أهل بابل. ووجّه أصحاب هذا القول الإنزال بمعنى الخلق لا بمعنى الإيحاء في قوله تعالى وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ [البقرة:102]، كما قال تعالى: وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ [الزمر:6]، وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ [الحديد:25]، وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا [غافر:13]، وفي الحديث: (ما أنزل الله داءً إلا أنزل له دواءً) وكما يقال: أنزل الله الخير والشر. وحكى القرطبي عن ابن عباس وابن أبزى والحسن البصري أنهم قرءوا: (وما أنزل على الملِكين) بكسر اللام، قال ابن أبزى: وهما: داود وسليمان. قال القرطبي : فعلى هذا تكون (ما) نافية أيضاً، وذهب آخرون إلى الوقف على قوله: يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ [البقرة:102]، و(ما) نافية. قال ابن جرير: حدثني يونس أخبرنا ابن وهب أخبرنا الليث عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد وسأله رجل عن قول الله: يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ [البقرة:102]، فقال : الرجلان يعلمان الناس ما أنزل عليهما؟ ويعلمان الناس ما لم ينزل عليهما. فقال القاسم : ما أبالي أيتهما كانت. ثم روى عن يونس عن أنس بن عياض عن بعض أصحابه أن القاسم قال في هذه القصة: لا أبالي أي ذلك كان؛ إني آمنت به. وذهب كثير من السلف إلى أنهما كانا ملكين من السماء، وأنهما أُنزلا إلى الأرض فكان من أمرهما ما كان. وقد ورد في ذلك حديث مرفوع رواه الإمام أحمد في مسنده رحمه الله كما سنورده إن شاء الله، وعلى هذا فيكون الجمع بين هذا وبين ما ورد من الدلائل على عصمة الملائكة أن هذين سبق في علم الله لهما هذا، فيكون تخصيصاً لهما، فلا تعارض حينئذٍ كما سبق في علمه من أمر إبليس ما سبق. وفي قول: إنه كان من الملائكة، لقوله تعالى وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى [البقرة:34]، إلى غير ذلك من الآيات الدالة على ذلك، مع أن شأن هاروت وماروت على ما ذكر أخف مما وقع من إبليس لعنه الله تعالى، وقد حكاه القرطبي عن علي و ابن مسعود وابن عباس و ابن عمر و كعب الأحبار و السدي و الكلبي ] ) انتهى قول الشيخ العلامة عبدالعزيز الراجحي .

يقول الشيخ عبد الرحمن السحيم - حفظه الله - : ( روى شيخ المفسِّرِين ابن جرير - بإسْناده – إلى ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : (وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ) . قال : لم يُنْـزِل الله السِّحْر .

وروى أيضا عن الربيع بن أنس (وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ) قال : ما أنْزَل الله عليهما السِّحْر .

ثم قال ابن جرير : فَتَأويل الآيَة عَلى هَذا الْمَعْنَى الذي ذَكَرْنَاه عن ابن عباس والرَّبِيع مِن تَوجِيهِهما مَعْنَى قَوله : ( وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ ) إلى : " ولم يُنْـزِل على الْمَلَكَين " واتَّبَعُوا الذي تَتُلُوا الشَّياطِين عَلى مُلْك سُلَيمَان مِن السِّحْر ، وما كَفَر سُلَيمَان ولا أَنْزَل الله السِّحْر على الْمَلَكَين ، ولكِنَّ الشَّيَاطِين كَفَرُوا يُعَلِّمُون النَّاس السِّحْر بِبَابِل هَارُوت ومَارُوت ، فَيَكُون حِينئذ قوله : ( بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ) مِن الْمُؤخَّر الذي مَعْنَاه التَّقْدِيم . اهـ .

وقال القرطبي : قوله تعالى : ( وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ ) " مَا " نَفِي ، والوَاو للعَطْف على قَولِه : (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ) ، وذلك أنَّ اليَهُود قَالُوا : إنَّ الله أنْزَل جِبْرِيل ومِيكَائيل بالسِّحْر ؛ فَنَفَى الله ذلك ، وفي الكَلام تَقْدِيم وتَأخِير ، التَّقْدِير : ومَا كَفَر سُلَيمَان ومَا أُنْزِل على الْمَلَكَين ، ولكِنَّ الشَّياطِين كَفَرُوا يُعَلِّمون النَّاس السِّحْر بِبَابِل هَارُوت ومَارُوت ؛ فَهَارُوت ومَارُوت بَدَل مِن الشَّياطِين في قَوله : ( وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا ) . هذا أوْلَى ما حُمِلَتْ عليه الآية مِن التَّأويل ، وأصَحّ ما قِيل فِيها ، ولا يُلْتفَت إلى سِواه ؛ فالسِّحْر مِن اسْتِخْرَاج الشَّياطِين لِلَطَافَة جَوْهَرِهم ودِقّـة أفْهَامِهم . اهـ .

ورجّح القاسمي كون " ما " نافية ، وأنَّ هَارُوت ومَارُوت كَانا رَجُلَين مُتَظَاهِرَين بالصَّلاح . فقال : اعْلَم أنَّ للعُلَمَاء في هذه الآية وُجُوهًا كَثيرة ، وأقْوالاً عَديدة ؛ فمنهم مَن ذَهَب فيها مَذْهب الأخْبَارِيين نَقَلة الغّثّ والسَّمِين ، ومِنهم مَن وَقَفَ مَع ظَاهِرِها البَحْت وتَمَحَّل لِمَا اعْتَرَضَه بِمَا الْمَعْنَى الصَّحِيح في غِنى عَنه ، ومِنهم مَن ادَّعَى فِيها التَّقْدِيم والتَّأخِير ، ورَدّ آخِرَها على أوّلها ، بِمَا جَعَلها أشبَه بالألْغَاز والْمُعَمَّيَات ، التي يَتَنَزَّه عنها بَيان أبْلَغ كَلامِهم ، إلى غير ذلك مما يَرَاه الْمُتَتَبِّع لِمَا كُتِب فيها .

والذي ذَهَب إليه الْمُحَقِّقُون أنَّ هَارُوت ومَارُوت كَانا رَجُلَين مُتَظَاهِرَين بالصَّلاح والتَّقْوى في بَابِل ... وكانا يُعلِّمَان النَّاس السِّحْر . وَبَلَغ حُسْن اعْتِقَاد النَّاس بِهِما أنْ ظَنُّوا أنَهما مَلَكَان مِن السَّمَاء ، وما يُعلِّمَانِه للنَّاس هو بِوحْي مِن الله ، وبَلَغ مَكْر هَذَين الرَّجُلَين ومُحَافَظتهما على اعْتِقَاد النَّاس الْحَسَن فِيهما أنهما صَارَا يَقُولان لِكُلّ مَن أرَاد أن يَتَعَلَّم مِنهما : (إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ) ، أي : إنما نَحْن أوُلو فِتْنَة نَبْلُوك ونَخْتَبِرُك ، أتَشْكُر أمْ تَكْفُر ، ونَنْصَح لَك ألاَّ تَكْفُر . يقولان ذلك لِيُوهِما النَّاس أنَّ عُلومَهما إلَهِيَّة ، وصِنَاعَتهما رَوْحَانِيَّة ، وأنهما لا يَقْصِدَان إلاَّ الْخَير ...

فـ " ما " هنا نافية على أصَحَّ الأقْوال ، ولفظ (الْمَلَكَيْنِ) هنا وارِد حَسب العُرْف الْجَارِي بَيْن النَّاس في ذلك الوَقْت .

ثم خَلَص القاسمي إلى : " أنَّ مَعْنى الآية مِن أوَّلها إلى آخِرها هكذا :

أن اليَهود كَذَّبُوا القُرآن ونَبَذُوه وَرَاء ظُهورِهم ، واعْتَاضُوا عَنه بالأقَاصِيص والْخُرَافَات التي يَسْمَعُونَها مِن خُبَثَائهم عن سُلَيمَان ومُلْكِه ، وزَعُمُوا أنه كَفَر ، وهَو لَمْ يَكْفُر ، ولكن شَياطِينهم هُم الذين كَفَرُوا ، وصَارُوا يُعلِّمُون النَّاس السِّحْر ، ويَدّعُون أنه أُنْزِل على هَارُوت ومَارُوت ، اللذين سَمَّوهما مَلَكَين ، ولم يَنْزِل عَليهما شَيء ... فأنْتَ تَرَى أنَّ هَذا المقَام كُله ذََمّ ، فلا يَصِحّ أن يَرِد فيه مَدْح هَارُوت ومَارُوت .

والذي يَدُلّ على صِحَّة مَا قُلْنَاه فِيهما أنَّ القُرآن أنكَر نُزُول أيّ مَلَك إلى الأرْض لِيُعَلِّم النَّاس شَيئا مِن عِند الله ، غَير الوَحْي إلى الأنْبِيَاء ، ونَصَّ نَصًّا صَرِيحًا أنّ الله لَم يُرْسِل إلاَّ الإنْس لِتَعْلِيم بَنِي نَوْعِهم ، فقال : ( وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )[ الأنبياء : 7 ] ، وقال مُنكِراً طَلَب إنْزَال الْمَلَك : ( وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ ) [ الأنعام : 8 ] ، وقال في سورة الفرقان : ( وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا ) إلى قَولِه : ( فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً ) [ الآيات : 7 - 9] . اهـ .

وقد رُويت أخبار في قصة الْمَلَكين ، وهي أخبار لا تَصِحّ .

قال ابن عطية بعد سياق الروايات : وهذا كُلّه ضَعيف .

وقال القرطبي : لا يَصِحّ منه شيء ، فإنه قَول تَدْفَعه الأصُول في الملائكة الذين هُم أمَناء الله على وَحْيِه ، وسُفَرَاؤه إلى رُسُله .

وقال ابن كثير : وقد رُويَ في قِصة هارُوت ومَاروت عن جماعة من التابعين ... وحَاصِلها رَاجِع في تَفْصِيلها إلى أخْبَار بني إسْرائيل ، إذْ ليس فيها حَديث مَرفوع صَحيح مُتَّصِل الإسْناد إلى الصَّادِق المصدوق المعصوم الذي لا يَنطق عن الهوى ، وظاهِر سياق القرآن إجمال القِصَّة مِن غير بَسْط ولا إطْناب ، فنحن نُؤمن بما وَرَد في القُرآن على ما أرَادَه الله تعالى ، والله أعلم بِحَقِيقَة الْحَال .

وقال القاسمي : وللقُصّاص في " هَارُوت ومَارُوت " أحَاديث عَجيبة ! ثم ذَكَرَ أنَّ هذا في " التلمود " ثم قال : وجَارَاه جَهَلَة القُصَّاص مِن المسلمين ، فأخَذُوها منه . ثم نَقَلَ عن الرازي وجوه بُطلان تلك القصة .

والله تعالى أعلم ) ( انتهى قول الشيخ عبدالرحمن السحيم ) .


وقد وقع تحت ناظري بحث بعنوان ( التحقيق في قصة هاروت وماروت المذكورة في سورة البقرة ) اعداد الشيخ الفاضل أحمد بن عبد العزيز القصير ) فألفيته نافعاً حتى أقدمه للبحث والدراسة مع أنني قد لا أوافق الشيخ في ترجيحه :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذا بحث في تحقيق المروي في قصة « هاروت وماروت » المذكورة في سورة البقرة ، وذكر أقوال المفسرين فيها .

قال الله تعالى : ** وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ** . [ البقرة : 103 ]

اختلف المفسرون في قصة « هاروت وماروت » المذكورين في الآية على أقوال :

الأول : أنهما ملكان نزلا من السماء ، وقد اختلف هؤلاء في قصة نزولهما، والذي أنزل عليهما :

1- أن الله تعالى لما أطلع الملائكة على معاصي بني آدم ، عجبوا من معصيتهم له مع كثرة أنعمه عليهم ، فقال الله تعالى لهم : أما إنكم لو كنتم مكانهم لعملتم مثل أعمالهم ، فاختاروا هاروت وماروت ، فأهبطا إلى الأرض ، وأحل لهما كل شيء ، على ألا يشركا بالله شيئاً، ولا يسرقا ، ولا يزنيا ، ولا يشربا الخمر ، ولا يقتلا النفس التي حرم الله إلا بالحق ، فعرضت لهما امرأة –وكان يحكمان بين الناس– تخاصم زوجها واسمها بالعربية : الزهرة ، وبالفارسية : فندرخت ، فوقعت في أنفسهما ، فطلباها ، فامتنعت عليهما إلا أن يعبدا صنماً ، ويشربا الخمر ، فشربا الخمر ، وعبدا الصنم، وواقعاها، وقتلا سائباً ( 1 ) مر بهما خافا أن يشهر أمرهما ، وعلماها الكلام الذي إذا تكلم به المتكلم عرج به إلى السماء ، فتكلمت وعرجت ، ثم نسيت ما إذا تكلمت به نزلت فمسخت كوكباً ، قال كعب : فوالله ما أمسيا من يومهما الذي هبطا فيه ،

-----------------------------------------------------------------------------------------------------
( 1 ) السائب : مأخوذ من ساب يسوب ، إذا مشى مسرعاً . انظر : لسان العرب ( 6 / 450-451 ) .
__________________________________________________ ________

حتى استكملا جميع ما نهيا عنه ، فتعجبت الملائكة من ذلك ، ثم لم يقدر هاروت وماروت على الصعود إلى السماء ، فكانا يعلمان السحر .

رويت هذه القصة عن : عبد الله بن مسعود ( 2 ) ، وكعب الأحبار ( 3 ) ،وعلي بن أبي طالب ( 4 ) ، وابن عباس ( 5 ) ، وعبيد الله بن عتبة ( 6 ) ، ومجاهد ( 7 )، وعطاء ( 8 )، وقتادة ( 9 )، والسدي ( 10 )، والربيع بن أنس ( 11 )، والكلبي ( 12 ) .

---------------------------------------------------------------------------------------------------

( 2 ) أخرجه ابن جرير في تفسيره (1/501) .
( 3 ) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (1/53) ، وابن أبي شيبة في المصنف( 8 / 108 ) ، وابن جرير في تفسيره
(1/502) ، وابن أبي حاتم في تفسيره (1/306) تحقيق د/ أحمد الزهراني ، والبيهقي في شعب الإيمان (1 / 181) جميعهم من طريق موسى بن عقبة ، عن سالم ، عن ابن عمر ، عن كعب به .
( 4 ) أخرجه ابن جرير في تفسيره – واللفظ له – (1/502) ، من طريق حماد بن زيد ، عن خالد الحذاء ، عن عمير به .
وأخرجه عبد بن حميد [ كما في العجاب 1/322 ] والحاكم في المستدرك وصححه (2/291) ، من طريق إسماعيل بن أبي خالد ، عن عمير به . وفي سياقه بعض الاختلاف .
وأخرجه أبو الشيخ في العظمة ( 4 / 1223) ، من طريق إسماعيل بن خالد ، عن عمير ، به.
وذكره السيوطي في الدر (1/186) وزاد في نسبته لإسحاق بن راهويه ، وابن أبي الدنيا في العقوبات .
قال ابن كثير في تفسيره (1/143) : « رجال إسناده ثقات وهو غريب جداً ».
وقال الحافظ ابن حجر في ( العجاب 1/322 ) :« هذا سند صحيح ، وحكمه أن يكون مرفوعاً ؛ لأنه لا مجال للرأي فيه ، وما كان علي يأخذ عن أهل الكتاب » . ا.هـ
وروي عن علي مرفوعاً بلفظ :« لعن الله الزهرة ، فإنها هي التي فتنت الملكين هاروت وماروت » .
رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة [ كما في سلسلة الأحاديث الضعيفة ، للألباني ( 2 / 315 ) ]، وابن مردويه في تفسيره [ كما في تفسير ابن كثير 1/143 ] .
وذكره السيوطي في الدر (1/186) ونسبه لإسحاق بن راهويه ، وابن المنذر .
قال عنه ابن كثير في تفسيره (1/143) : « لا يصح وهو منكر جداً » . وحكم عليه بالوضع الألباني ، في سلسلة الأحاديث الضعيفة (2/315) .
( 5 ) أخرجه ابن جرير في تفسيره (1/501) ، و ابن أبي حاتم في تفسيره (1/305) تحقيق د/ أحمد الزهراني ، والحاكم في المستدرك (2/480) .
( 6 ) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (1/53)، وابن جرير في تفسيره (1/498) .
تنبيه : وقع في تفسير ابن جرير (1/498) عن عبد الله مكبراً ، وفي تفسير عبد الرزاق (1/53) ، وزاد المسير لابن الجوزي (1/108) ، وتفسير ابن كثير (1/145)، والدر (1/189) عبيد الله بن عبد الله) منسوباً مصغراً وهو الصواب .
( 7 ) أخرجه ابن جرير (1/504) ، وابن أبي حاتم في تفسيره (1/309) تحقيق د/ أحمد الزهراني .
( 8 ) الوسيط (1/183) .
( 9 ) تفسير البغوي (1/100) .
( 10 ) أخرجه ابن جرير (1/502) .
( 11 ) أخرجه ابن جرير (1/503) .
( 12 ) تفسير البغوي (1/100،101) ، تفسير القرطبي (2/36) .


__________________________________________________ _____

وقد رويت هذه القصة عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه من عدة طرق بعضها موقوفاً عليه، وبعضها مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وبعضها عن ابن عمر ،عن كعب الأحبار ، وقد رويت بألفاظ متقاربة مع اتحاد أصل القصة ، وفيما يلي تفصيل هذه الطرق وذكر أقوال النقاد فيها :

الأول : طريق مجاهد ، عن ابن عمر ، موقوفاً ، وقد رُوي عنه من ثلاثة طرق :

1- طريق العوام بن حوشب ، عن مجاهد ، به . أخرجه سعيد بن منصور في سننه (2/583) .

2- طريق ا المنهال بن عمرو ، ويونس بن خباب ، كلاهما عن مجاهد ، به . أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (1/306) تحقيق د/ أحمد الزهراني .

قال ابن كثير في تفسيره (1/144) :« وهذا إسناد جيد إلى عبد الله بن عمر » ثم ذكر أنه روي مرفوعاً وقال : « وهذا – يعني طريق مجاهد – أثبت وأصح إسناداً ».

الثاني : طريق سعيد بن جبير ، عن ابن عمر ، موقوفاً . أخرجه الحاكم في المستدرك (4/650) وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه .

الثالث : طريق سالم بن عبد الله بن عمر ، عن أبيه ، عن كعب ، به . أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (1/53) ، وابن أبي شيبة في المصنف( 8 / 108 ) ، وابن جرير في تفسيره (1/502) ، وابن أبي حاتم في تفسيره (1/306) تحقيق د/ أحمد الزهراني ، والبيهقي في شعب الإيمان ( 1 / 181 ) جميعهم من طريق موسى بن عقبة ، عن سالم ، عن ابن عمر ، عن كعب به .قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (1/143) – بعد أن ذكر الحديث من رواية موسى بن جبير ، ومعاوية بن صالح ، كلاهما عن نافع عن ابن عمر به مرفوعاً – قال : « فهذا – يعني طريق سالم – أصح وأثبت إلى عبد الله بن عمر من الإسنادين المتقدمين ، وسالم أثبت في أبيه من مولاه نافع ، فدار الحديث ورجع إلى نقل كعب الأحبار عن كتب بني إسرائيل والله أعلم ».

الرابع : طريق نافع عن ابن عمر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « إن آدم عليه السلام لما أهبطه الله تعالى إلى الأرض قالت الملائكة أي رب ** أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ** قالوا ربنا نحن أطوع لك من بني آدم قال الله تعالى للملائكة هلموا ملكين من الملائكة حتى يهبط بهما إلى الأرض فننظر كيف يعملان قالوا ربنا هاروت وماروت فأهبطا إلى الأرض ومثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر فجاءتهما فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى تكلما بهذه الكلمة من الإشراك فقالا والله لا نشرك بالله أبدا فذهبت عنهما ثم رجعت بصبي تحمله فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى تقتلا هذا الصبي فقالا والله لا نقتله أبدا فذهبت ثم رجعت بقدح خمر تحمله فسألاها نفسها قالت لا والله حتى تشربا هذا الخمر فشربا فسكرا فوقعا عليها وقتلا الصبي فلما أفاقا قالت المرأة والله ما تركتما شيئا مما أبيتماه علي إلا قد فعلتما حين سكرتما فخيرا بين عذاب الدنيا والآخرة فاختارا عذاب الدنيا ».
أخرجه الإمام أحمد - واللفظ له - في مسنده (2/179) حديث (6172) . وعبد بن حميد في المنتخب (251) . وابن أبى حاتم في العلل ( 2 / 69) . وابن حبان في صحيحه (14/63) . والبيهقي في السنن الكبرى (10/40). وفي شعب الإيمان ( 1 / 180 ) جميعهم من طريق زهير بن محمد ، عن موسى بن جبير ، عن نافع ، به .

ونقل ابن أبي حاتم في العلل ( 2 / 69-70) عن أبيه أنه قال : « هذا حديث منكر » وقال ابن كثير في تفسيره (1/143) – بعد سياقه للحديث - : « هذا حديث غريب من هذه الوجه ورجاله كلهم ثقات من رجال الصحيحين إلا موسى بن جبير ، هذا وهو الأنصاري السلمي مولاهم المدني الحذاء، روى عن ابن عباس ، وأبي أمامة سهل بن حنيف ، ونافع ، وعبد الله بن كعب بن مالك ، وروى عنه ابنه عبد السلام وبكر بن مضر ، وزهير بن محمد ، وسعيد بن سلمة وعبد الله بن لهيعة ، وعمرو بن الحارث ، ويحيى بن أيوب ، وروى له أبو داود ، وابن ماجه ، وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/139) ولم يحكِ فيه شيئاً من هذا ولا هذا ، فهو مستور الحال ، وقد تفرد به عن نافع مولى ابن عمر ، عن ابن عمر رضي الله عنهما ،عن النبي صلى الله عليه وسلم » ا.هـ .

وللحديث طرق أخرى عن نافع ولكنها ضعيفة لا تصلح للمتابعة .

الطريق الأول : أخرجه ابن مردويه في تفسيره [ كما في تفسير ابن كثير 1/143] قال: حدثنا دعلج بن أحمد، حدثنا هشام بن علي بن هشام، حدثنا عبد الله بن رجاء، حدثنا سعيد ابن سلمة، حدثنا موسى بن سرجس، عن نافع، عن ابن عمر، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : … فذكره بطوله .

وفي سنده موسى بن سرجس ذكره ابن حجر في التقريب (2/288) وقال : « مدني مستور ».

وقد خُولف هشام بن علي في روايته هذه عن عبد الله بن رجاء .

فأخرج البيهقي في شعب الإيمان ( 1 / 180 ) من طريق محمد بن يونس بن موسى ، حدثنا عبد الله بن رجاء ، حدثنا سعيد بن سلمة ، عن موسى بن جبير ، عن موسى بن عقبة ، عن سالم عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم … فذكره بطوله .

وفي سنده محمد بن يونس بن موسى الكديمي ، متهم بوضع الحديث . قال ابن حبان :« كان يضع الحديث ، ولعله قد وضع على الثقات أكثر من ألف حديث » . وقال ابن عدي : « اتهم بوضع الحديث وبسرقته ، وادعى رؤية قوم لم يرهم ، ورواية عن قوم لا يعرفون وترك عامة مشايخنا الرواية عنه ، ومن حدث عنه نسبه إلى جده موسى بأن لا يعرف ». وقال الدارقطني : « كان الكديمي يتهم بوضع الحديث ، وما أحسن القول فيه إلا من لم يخبر حاله » . وقال الذهبي : « هالك ، قال ابن حبان وغيره : كان يضع الحديث على الثقات » .

انظر : الكامل لابن عدي (6/292) ، وميزان الاعتدال ( 6 / 378-380 ) ، والتهذيب (9/475) ، والمجروحين لابن حبان (2/312) .

قال البيهقي بعد سياقه للحديث في الموضع السابق : « ورويناه من وجه آخر عن مجاهد ، عن ابن عمر موقوفاً عليه ، وهو أصح فإن ابن عمر إنما أخذه عن كعب » .

الطريق الثاني : يرويه الحسين - وهو سنيد بن داود صاحب التفسير - عن فرج بن فضالة ، عن معاوية بن صالح ، عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعاً . أخرجه : الخطيب البغدادي في تاريخه (8/42) . وابن جرير في تفسيره (1/504) .

قال ابن الجوزي في الموضوعات (1 / 186): « هذا حديث لا يصح، والفرج بن فضالة قد ضعفه يحيى، وقال ابن حبان: يقلب الأسانيد ، ويلزق المتون الواهية بالأحاديث الصحيحة ، لا يحل الاحتجاج به ، وأما سنيد فقد ضعفه أبو داود ، وقال النسائي ليس بثقة » ا.هـ .

وقال ابن كثير في تفسيره (1/143) – بعد سياقه للطريقين : « وهذان أيضاً غريبان جداً ، وأقرب ما يكون في هذا أنه من رواية عبد الله بن عمر عن كعب الأحبار لا عن النبي صلى الله عليه وسلم » ا.هـ .

وقد اختلف العلماء في حديث ابن عمر :

فرجح جماعة وقفه على ابن عمر ، منهم : ابن أبي حاتم في العلل ( 2 / 69) ، والبيهقي في شعب الإيمان (1 / 181) ، وابن الجوزي في الموضوعات ( 1 / 186) ، وابن كثير في تفسيره (1/143) ، والألباني في الضعيفة (1/204-207) .

وصححه مرفوعاً : ابن حبان في صحيحه (14/63) ، والهيثمي في مجمع الزوائد ( 5 / 68) ، وابن حجر في العجاب (1/317،327،343) ، وفتح الباري (10/235) . قال ابن حجر :« له طرق كثيرة جمعتها في جزء يكاد الواقف عليه يقطع بوقوع هذه القصة لكثرة طرقه الواردة فيها ، وقوة مخارج أكثرها ، والله أعلم » .أ.هـ ، من القول المسدد ، ص ( 48 ) .

والصواب وقفه على ابن عمر ، وهو مما تلقاه عن كعب الأحبار .

وانظر : سنن سعيد بن منصور ( 2 / 584 – 594 ) بتحقيق الدكتور : سعد آل حميد ، وقد أفدت من تحقيقه في تخريج هذا الحديث .

وقد أنكر جماعة من المفسرين هذه القصة وعدها من الإسرائيليات المتلقفة عن مَسْلَمةِ أهل الكتاب ، منهم :

الماوردي ، وابن حزم ، والقاضي عياض ، وابن العربي ، وابن عطية ، وابن الجوزي ، والرازي ، والقرطبي ، والخازن ، وأبو حيان ، وابن كثير ، والبيضاوي ، والألوسي ، والقاسمي ، وسيد قطب ، والألباني . ( 13 )

قال الحافظ ابن كثير :« وقد روي في قصة هاروت وماروت عن جماعة من التابعين كمجاهد ، والسدي ، والحسن البصري ، وقتادة ، وأبي العالية ، والزهري ، والربيع بن أنس ، ومقاتل بن حيان ، وغيرهم ، وقصها خلق من المفسرين من المتقدمين والمتأخرين ، وحاصلها راجع في

-----------------------------------------------------------------------------------

( 13 ) حاشية تفسير العز بن عبد السلام (1/148) ، والفصل في الملل والأهواء والنحل ، لابن حزم (2/297-281) ،(2/324-325) ، والشفا للقاضي عياض (2 / 182 ) ، وأحكام القرآن لابن العربي (1/46) ، والمحرر الوجيز (1/187) ، وزاد المسير (1/108) ، مفاتيح الغيب (3/199) ، وتفسير القرطبي (2/36) ، تفسير الخازن (1/66) ، البحر المحيط (1/499) ، تفسير ابن كثير (1/146) ، تفسير البيضاوي (1/79) ، روح المعاني (1 / 342 ) ، محاسن التأويل ( 1 / 340-341) ، وفي ظلال القرآن (1/97) ، سلسلة الأحاديث الضعيفة (1/204) (2/313) .
__________________________________________________ ____

تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل ، إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الصادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى ، وظاهر سياق القرآن إجمال القصة ، من غير بسط ولا إطناب فيها ، فنحن نؤمن بما ورد في القرآن ، على ما أراده الله تعالى ، والله أعلم بحقيقة الحال » ( 14 )

2- وقيل : إنهما نزلا بتعليم السحر للناس . روي ذلك عن : عبد الله بن مسعود ( 15 ) وابن عباس ( 16 )، والحسن البصري ( 17 ) ، وقتادة ( 18 ) ، وابن زيد ( 19 ) ، ورجحه الطبري ، والزجاج ، والجصاص ، والبغوي ، والزمخشري ، والرازي ، والنسفي ، والخازن ، والبيضاوي ، والشوكاني ، والسعدي ، وابن عثيمين . ( 20 )

3- وقيل : إنهما نزلا بتعليم التفرقة بين المرء وزوجه ، لا السحر : روي ذلك عن : ابن عباس ( 21 ) ، ومجاهد ( 22 ) ، وقتادة ( 23 ) ، والكلبي ( 24 ) :

القول الثاني : أن المراد بهاروت وماروت، جبريل وميكائيل -عليهما السلام- ، وأن الله تعالى لم ينزل عليهما السحر ، خلافاً لما زعمته اليهود ، وأن « ما » في قوله تعالى : ** وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ ** للنفي .
روي ذلك عن :

------------------------------------------------------------------------------

( 14 ) تفسير ابن كثير (1/146) .
( 15 ) ( 16 ) زاد المسير (1/108) .
( 17 ) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (1/310) تحقيق د/ أحمد الزهراني .
( 18 ) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (1/53) ، وابن جرير (1/498،507) .
( 19 ) أخرجه ابن جرير (1/498) .
( 20 ) انظر : جامع البيان للطبري (1/500) ، معاني القرآن للزجاج (1/183) ، أحكام القرآن للجصاص (1/68) ، تفسير البغوي (1/100) ، الكشاف (1/172) ، مفاتيح الغيب (3/198) ، تفسير النسفي (1/114) ، تفسير الخازن (1/64) ، تفسير البيضاوي (1/79) ، فتح القدير (1/187-188) ، تيسير الكريم الرحمن (72) ، أحكام من القرآن الكريم (369) .
( 21 ) أخرجه ابن أبي جرير (1/498) ، و ابن أبي حاتم في تفسيره (1/310) تحقيق د/ أحمد الزهراني .
( 22 ) أخرجه ابن أبي جرير (1/499) .
( 23 ) زاد المسير (1/108) .
( 24 ) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (1/53) .

_________________________________________________

ابن عباس ( 25 )، وأبي العالية ( 26 )، وعطية العوفي ( 27 )، وخالد بن أبي عمران ( 28 )، والربيع بن أنس ( 29 ).
القول الثالث : أن المراد بهما : داود وسليمان عليهما السلام ، وأن « ما » أيضاً نافية ،
والمعنى : أن الله تعالى لم ينزل السحر على داود ، وسليمان .
روي ذلك عن : عبد الرحمن بن أبزى ، وكان يقرأ الآية : ** وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلِكَيْنِ ** بكسر اللام . ( 30 ) ( 31 )
القول الرابع : أن المراد بهما علجان ( 32 ) ، كانا ببابل ملكين .
روي ذلك عن : الضحاك ( 33 ) ، والحسن البصري ( 34 )، وأبي الأسود الدؤلي ( 35 ) .
القول الخامس : أن المراد بهما رجلان ساحران كانا ببابل .
روي ذلك عن ابن عباس ( 36 ) .

-------------------------------------------------------------------------

( 25 ) أخرجه ابن جرير (1/497) ، و ابن أبي حاتم في تفسيره (1/302) تحقيق د/ أحمد الزهراني .
( 26 ) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (1/302) تحقيق د/ أحمد الزهراني .
( 27 ) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (1/302) تحقيق د/ أحمد الزهراني .
( 28 ) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره معلقاً (1/302) تحقيق د/ أحمد الزهراني.
( 29 ) أخرجه ابن جرير (1/497) ، و ابن أبي حاتم في تفسيره معلقاً (1/302) تحقيق د/ أحمد الزهراني .
( 30 ) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (1/303) تحقيق د/ أحمد الزهراني ، و انظر : المحرر الوجيز (1/186) ، تفسير القرطبي (2/37) ، و البحر المحيط (1/497) ، تفسير ابن كثير (1/142) .
( 31 ) قراءة الجمهور بفتح اللام (( الملَكين )) ورويت قراءة الكسر (( الملِكين )) عن ابن عباس ، وابن أبزى ، وسعيد بن جبير ، والضحاك ، والحسن البصري ، والزهري ، وأبي الأسود الدؤلي ، وهي قراءة شاذة .
انظر : جامع البيان للطبري (1/504) ، تفسير ابن أبي حاتم (1/303) تحقيق د/ أحمد الزهراني ، تفسير السمرقندي (1/144) ، تفسير الماوردي (1/165) ، تفسير البغوي (1/99) ، الكشاف (1/172) ، أحكام القرآن لابن العربي (1/45) ، المحرر الوجيز (1/186) ، زاد المسير (1/107) ، تفسير القرطبي (2/37) ، البحر المحيط (1/497) .
( 32 ) العلج : هو الرجل الشديد الغليظ . والعلج هو الرجل من كفار العجم .ويقال للرجل القوي الضخم من الكفار : علج . النهاية في غريب الحديث والأثر (3/259) ، لسان العرب (9/349) .
( 33 ) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (1/303) تحقيق د/ أحمد الزهراني .
( 34 ) تفسير البغوي (1/99) ، أحكام القرآن لابن العربي (1/45) ، المحرر الوجيز (1/186) ، مفاتيح الغيب (3/198) ، تفسير القرطبي (2/37) ، البحر المحيط (1/497) .
( 35 ) تفسير الماوردي (1/165) ، البحر المحيط (497) .
( 36 ) تفسير البغوي (1/99) ، البحر المحيط (497) .

________________________________________________

الترجيح :

الذي يظهر – والله أعلم – أن هاروت وماروت كانا ملكين من ملائكة السماء أنزلهما الله – عز وجل – إلى الأرض فتنة للناس وامتحاناً ، وأنهما كانا يعلمان الناس السحر بأمر الله – عز وجل - لهما .

ولله تعالى أن يمتحن عباده بما شاء كما امتحن جنود طالوت بعدم الشرب من النهر في قوله تعالى : ** فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (259) ** ( 37 ) وكما امتحن عباده بخلق إبليس وهو أصل الشر ، ونهى عباده عن متابعته وحذر منه . ( 38 )

برهان ذلك :

1- قوله تعالى في الآية : ** وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ **
فالضمير في قوله : ** يُعَلِّمَانِ ** وقوله : ** مِنْهُمَا ** عائد على الملكين ؛ لأنهما أقرب مذكور ، ولأنه ورد بصيغة التثنية فهو مبدل منهما .
وفي قولهما : ** إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ** دليل واضح على أنهما كانا يعلمان السحر ، وإلا فما فائدة تحذيرهما من ذلك ؟! ( 39 )
وهذا الذي قلنا هو الظاهر المتبادر من السياق ، وهو أولى ما حملت عليه الآية . ( 40 )

2- أن المروي –عن الصحابة والتابعين– في قصة هاروت وماروت، حاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل، ولا يصح فيها حديث مرفوع ( 41 ) ، والأصل أنه لا يصح حمل الآية على تفسيرات وتفصيلات لأمور مغيبة لا دليل عليها من القرآن والسنة . ( 42 )

----------------------------------------------------------------------------

( 37 ) البقرة : 259 .
( 38 ) انظر : الوسيط (1/185) ، أحكام من القرآن الكريم (368-369) ، عالم السحر (254) .
( 39 ) انظر : جامع البيان للطبري (1/499-500) ، والشفا ( 2 / 181) .
( 40 ) انظر : قواعد الترجيح (1/137) .
( 41 ) تفسير ابن كثير (1/146) .
( 42 ) انظر : قواعد الترجيح (1/225) .

______________________________________________

3- أن ما نسب إلى الملكين – بأنهما شربا الخمر ، وقتلا، نفساً وزنيا– غير جائز في حقهما لما تقرر من عصمة الملائكة - عليهم السلام - من ذلك . ( 43 )

فإن قيل : إن تعليم الملكين للسحر كفر ، لقوله تعالى : ** وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ** ( 44 ) وهذا فيه قدح بعصمتهم لأنه لا يجوز عليهم تعليم السحر؟

فجوابه :

أنه ليس في تعليم الملكين للسحر كفر، ولا يأثمان بذلك؛ لأنه كان بإذن الله لهما ، وهما مطيعان فيه ، وإنما الإثم على من تعلمه من الناس ، وقد أخبر سبحانه بأن الملكان كانا ينهيان عن تعلمه أشد النهي ، حيث قال : ** وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ** ( 45 ) .

وقد بينا من قبل ، أن لله سبحانه أن يبتلي عباده بما شاء ، ومن ذلك ابتلائهم بملكين يعلمانهم السحر ، والله تعالى أعلم . ( 46 )

----------------------------------------------------------------------

( 43 ) أجمع المسلمون على أن الملائكة مؤمنون مكرمون ، واتفق أئمة المسلمين على أن حكم المرسلين منهم حكم النبيين في العصمة والتبليغ ، واختلفوا في غير المرسلين منهم ، والصواب عصمة جميعهم ، وتنزيه مقامهم الرفيع عن جميع ما يحط من رتبتهم ومنزلتهم . انظر : الشفا للقاضي عياض ( 2 / 181 ) ، ومفاتيح الغيب ( 2 / 152) وتفسير القرطبي ( 2 / 36) ، وتفسبر الخازن ( 1 / 66 ) ، وتفسير البحر المحيط ( 1 / 292 ، 498 ) .
( 44 ) البقرة : 102 .
( 45 ) البقرة : 102 .
( 46 ) انظر: جامع البيان للطبري (1/499)، معاني القرآن للزجاج (1/184)، الوسيط (1/185)، مفاتيح الغيب (3/196،198،199)، فتح القدير (1/188) .

__________________________________________________ _____


والترجيح بالنسبية لي ما ذكره العلامة ( الهلالي ) في ( سبيل الرشاد ) حيث قال :

( أن " ما " ، نافية ؛ أي : لم ينزل الله السحر على الملكين ، وهما جبريل وميكائيل ، أو هما ملكان آخران ؛ لأن الله حرم السحر وجعله كفراً وشراً وفساداً ، فكيف ينزله على الملكين ليعلماه الناس ، وقد أخبر أن الشياطين هم الذين كفروا ، وهم الذين يعلمون الناس السحر ، فكيف يفعل الملكان ما تفعله الشياطين ، والله لطيف بعباده )


أما استنباطاتنا فلا قيمة لها مطلقاً مع أقوال علماء الأمة الأجلاء 0

زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
 

 

 

 


 

توقيع  أبو البراء
 
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 20-12-2008, 05:10 PM   #19
معلومات العضو
الحـياة الطيبة
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية الحـياة الطيبة
 

 

افتراضي

حفظكم الله بحفظه شيخنا أبو البراء على هذا التوضيح, أسأله تعالى أن بفقهنا في ديننا وأن يعيننا على إجلال العلماء ورثة الأنبياء.

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 20-12-2008, 05:26 PM   #20
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي


،،،،،،

بارك الله فيكم أخيتي الفاضلة ومشرفتنا القديرة ( أم جعفر ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
 

 

 

 


 

توقيع  أبو البراء
 
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 10:00 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com