قال الشاطبي رحمه الله :
وفي قصة أبي حمزة الخُرساني حين وقع في البئر ثم سُدّ رأسُها عليه ولم يستغث .
[ ذكرها القشيري في رسالته ( ص 80 )
فقال : قال أبو حمزة الخُرساني :
قال : حَجَجْتُ في بعض السنين ،
فبينما أنا أمشي في الطريق ،
إذ وقعتُ في بئر ،
فنازعتني نفسي أن أستغيث ؛
– حتى يأتيني أحد فخالفت النفس – ،
فقلت : لا والله لا أستغيث ،
فما اسْتَتْمَمْتُ هذا الخَاطر
حتى مَرَّ برأس البئر رجلان ،
فقال أحدهما للآخر : تعال حتى نسد رأس
هذا البئر لئلا يقع فيها أحدٌ ،
فأتوا بقصب وبارية وطمُّوا رأس البئر ؛
فهممت أن أصيح ،
ثم قلت في نفسي :
أصيح إلى مَن هو أقرب منهما .
وسَكَنتُ .
فبينما أنا بعد ساعة إذا أنا بشيء جاء ،
وكشف عن رأس البئر ،
وأدلى رجله وكأنه يقول لي :
تعلق بي في همهمة له كنت أعرف ذلك منه ،
فتعلقت به فأخرجني ؛
فإذا هو سبع ، فَمَرَّ
وهتف بي هاتف : يا أبا حمزة !
أليس هذا أحسن ؟
نجيناك من التلف بالتلف .
فمشيتُ وأنا أقول : ...
وفي رواية : نجيناك من الهلاك بالهلاك ...
وانظر : نتائج الأفكار السنية
( 1 / 185 - 187 )
وأحكام القرآن لابن العربي
( ص 1112 ) ] .
إلى أن قال رحمه الله :
ومثله قصة أبي حمزة من باب الأخذ بعزائم العلم ؛ فإنّه عقد على نفسه أن لا يعتمد على غير الله ؛ فلم يترخص ،
وهو أصل صحيح ،
ودل على خصوص مسألته قوله تعالى :
** ومَن يتوكّل على الله فهو حسبه **
[ سورة الطلاق : 3 ] .
ووكالة الله أعظم من وكالة غيره ،
وقد قال هود عليه الصلاة والسلام :
** فكيدوني جميعا ثمّ لا تنظرون إنّي توكّلت على الله ربّي وربّكم ** الآية
[ سورة هود : 55 ] ،
ولما عقد أبو حمزة عقدا طلب بالوفاء ،
لقوله تعالى :
** وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتّم **
[ سورة النحل : 91 ] .
وأيضا ؛ فإنّ بعض الأئمة نقل عنه أنه سمع
أنّ أناسا بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا يسألوا أحدا شيئا ،
فكان أحدهم إذا وقع سوطه لا يسأل أحدا
رفعه إليه
[ أخرجه مسلم وغيره ] ،
فقال أبو حمزة : ربِّ !
إنّ هؤلاء عاهدوا نبيك إذْ رأوه ،
وأنا أعاهدك أن لا أسأل أحداً شيئاً أبداً .
قال : فخرج حاجاً من الشام يريد مكة . . .
إلى آخر الحكاية .
وهذا أيضا من قَبيل الأخذ بعزائم العلم ؛
إذ عقد على نفسه مثل ما عقد
مَن هو أفضل منه ،
فليس بجار على غير الأصل الشرعي ،
ولذلك لما حكى ابن العربي
[ أحكام القرآن ( 3 / 1111 - 1112 ]
الحكاية قال : فهذا رجل عاهد الله ،
فوجد الوفاء على التمام والكمال ،
فبه فاقتدوا إن شاء الله تهتدوا .
_ الموافقات ( 2 / 497 - 500 )
طبعة دار ابن عفّان .
الفرق بين كرامات الأولياء ودجل الدجالين
1
للعلاّمة الألباني رحمه الله
https://youtu.be/grSa5Ofo53A
2
https://youtu.be/fN9Njo-mRiI
كرامات الأولياء
العلاّمة ابن عثيمين رحمه الله
https://youtu.be/IWaOcbF6uEE
كرامات الأولياء بين الجنون والخيال
للشيخ عبد الرزاق العباد حفظه الله
https://youtu.be/W9KNgsCaebk
الفرق بين كرامات الأولياء وأعمال الشياطين
للعلاّمة ابن عثيمين رحمه الله
https://youtu.be/6EELPKsOuqg
يتبع —————
أصول أهل السنة والجماعة .
http://www.alawazm.com/vb/showthread.php?t=247817
مناقضات التوحيد
لثلة من العلماء الربانيين الراسخين
https://youtu.be/2WGVeWrV9Hs