السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تتمة المقال السابق
الملاحظة الثالثة والرابعة:
قبل أن أفصل الرد في هاتين الملاحظتين، أريد أن أنوه إلى أمر هام أولا، أن الجن لهم القدرة على التحكم في المخ، أي التحكم في وظائف المخ العضوية، ولا يستطيعون بحال أن يتحكموا في قدرة العقل على الفهم والتفكير، قال تعالى: (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين)، إذا هناك استثناء من عدم التسلط على عباد الله، وهو التبعية للشيطان، والغواية، أي أن هذا التسلط يتم بحر إرادة العبد لا إكراها، مما يجزم بأنه تسلط على المضغة وهي المخ لا العقل المفكر المدبر، وذلك من خلال السيطرة على المخ والتحكم في وظائفه العضوية، فمن الممكن أن يؤثروا تأثيرا غير مباشر في عملية التفكير، فيصاب الإنسان باضراب في التفكير ونسيان وتذكر ما لم يكن يذكره، قال تعالى: (وما أنسنيه إلا الشيطان أن أذكره)، وقال تعالى: (فأنساه الشيطان ذكر ربه)، أي أن تسلط الشيطان على الإنسان بوجه عام هو قدر كوني، أما تسلطه على أجهزة المخ والأعصاب والجسم فتحكمه نواميس الجن وطبيعتهم، وهنا يأتي دورنا كمعالجين في تقويض هذه السيطرة بنواميس مضادة لنواميس الجن، ونحن لن نصل بحال إلى هذه المضادات إلا بالتعرف على خصائص قدرات الجن وطبيعتهم.
فالبشر جميعا مرسلين وغير مرسلين يستوون في تسلط الجن على أجسادهم وأجهزتها العضوية، تماما كما تسلط على مخ آدم عليه السلام وزوجه بالوسوسة، قال تعالى: (فوسوس لهما الشيطان)، والوسوسة كلام يصل إلى العقل عن طريق وظائف المخ، وكذلك تسلط على جسد أيوب عليه السلام، قال تعالى: (ربي إني مسني الشيطان بنصب وعذاب)، لكن من المستحيل أن يتسلط الشيطان على عقولهم المفكرة لقوله تعالى: (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين)، فذاك شاهد على إمكان تسلطه على الأبدان والوظائف العضوية، وهذا شاهد على استحالة تسلطه على العقول ووظائفها الفكرية والاعتقادية، ونحن إذ نؤصل هنا لقاعدة هامة جدا، فهذا فيه رد على من أنكر إصابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسحر، ورد على من تشكك في أن السحر أثر في وظائف عقله وتفكيره فيما يتلقاه من وحي منزل، فالفارق بين العقل والمخ لم أدرجه هنا اعتباطا، على الإطلاق، فأنا اعي تماما مقصدي من هذا تمام العلم، واسعى بهذا لنفي الشبهة برمتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الوحي المنزل عليه من ربه تبارك وتعالى، فهذه مسالة فيها حجة قوية تستحق الاهتمام والرعاية.
ونحن إذ نتكلم عن خصائص قدرات الجن، فنحن نتكلم عن علم غيبي من الممكن أن نلمسه بالتجربة، ولكن من المستحيل أن ندركه بالكيفية ، فعلينا أن نتعرف على وجود هذه الخواص، وليس علينا أن ندرك كيفيتها، فعقولنا لن تتجاوز قدرها إلى إدراك كيفية الغيبيات، ونحن إذ نقرن نتائج التجربة بالدليل الشرعي، فنحن بذلك نحصل على مسوغ شرعي بسلامة النتائج، ولأن كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لم يأتيا كمرجع شامل عن خصائص الجن وقدراتهم صغيرها وكبيرها، إلا أنهما اشارا إلى وجود بعض خصائص لهم، فهذا يؤكد على وجود خصائص أخرى لم تذكر في مصدري التشريع، ولأننا في مواجهة فعلية مادية ضد الشيطان، فمن الواجب علينا التعرف على هذه الخصائص، وتفصيل ما وصل إلينا من الشرع الحنيف، لكي نستكمل قدرتنا في هذه المواجهة..
لاحظ معي أن السحرة يعلمون كل هذه الخصائص والقدرات التي خفيت علينا، خاصة ما لم يرد ذكره في الكتاب والسنة، وبهذا يستطيعون التعامل مع الجن وتنفيذ الأسحار بتداخل خصائص الجن وقدراتهم الافئقة في خصائص قدرات عالم الإنس المحدودة بتعاطي الكفريات، إذا نخلص من هذا إلى أن خصائص قدرات عالم الجن التي عرفها السحرة لم تعد غيبا عن عالم الإنس، بل صارت مشاهدة معروفة لدى الجميع، صحيح ليس عليها دليل شرعي، لكنها واقع ملموس نراه بأعيننا ونسمعه ونلمسه، إذا فما هو المسوغ الشرعي الذي يمنعنا من التعرف على هذه الغيبيات وإثبات وجودها بالتجربة العملية؟!!!!!!!
هناك معلومات اكتشفتها عن القرائن، خطيرة جدا جدا جدا، دفعت ثمنها غال جدا، وبدونها لن يستطيع الساحر أن ينفذ سحرا، وبالتالي لن ينجح المعالج في مواجهة السحرة وجها لوجه، وللأسف أقول: (ليس لدي دليل من مصدري التشريع لإثبات وجودها)، فماذا أفعل؟ هل أتوقف عن المواجهة وأصم أذني عن أمر عرفته؟ فالشفاء الآن يتم بفضل من الله ومنة، ولكن هناك حالات لم يتم شفاؤها، والمعالجين يقفوا حيارى حيالها، فما هو الحل إذا تكاثرت الحالات المستعصية؟ خاصة وأني أعرف السر في التعامل معها، في الوقت الذي نطالب فيه بالتخلي عن الخوض في الغيبيات التي صارت من المشاهدات عند السحرة وهم من الإنس، أي أنها خرجت من نطاق عالم الجن إلى عالم الإنس، فلم تعد غيبيات مطلقة، بينما السحرة يتكتمونها، لو لم تكن هذه الأسرار والمعلومات هامة، فلماذا يتكتمونها؟ ولماذا يكون القتل هو جزاء من يبوح بهذه الأسرار من أعضاء الجمعيات السحرية السرية كالماسونية وما شابه؟.
نا لم أتدخل في الكيفيات لهذه الخصائص، لأنه ضرب من الجنون فمحال على عقلي كإنسان إدراك ذلك لأنه يفوق قدرتي كبشر، لكن لا استطيع أن أنكر وجودها بأي حال من الأحوال، ولا استطيع أن أتوقف عن اكتشاف المزيد منها كل يوم حتى ولو لم يقم على هذه الاكتشافات دليل شرعي، لأن الشرع لم يأتي لكشف كل خصائص قدرات الجن كاملة فقط، ولكن أشار إلى ذلك ليبين تفوق قدراتهم على قدراتنا، وعلينا نحن التعرف على الباقي، أما أن ننكر ما وقفنا عليه، فاحسب هذا ليس من الحكمة في شيء.
وهذا مما يجعلني أفجر قضية هامة جدا، وخطيرة جدا، هل تم طباعة مخطوطات كتب السلف كاملة؟ أم أن هناك مخطوطات لم يتم طباعتها بعد؟ ولا نعلم عن مكانها شيء؟
مخطوطات المسانيد و كتب الحديث والسنة ... هل هي كاملة؟ هل طبعت بالكامل؟ هل اختفى أو ضاع منها شيء؟
يقال أن هناك مخطوطات لبعض كتب الحديث ومسانيد ضخمة لم يتم العثور عليها إلى الآن، وبالتالي لم يتم طباعتها، ولا دراستها، وأن مخطوطات كتب السنة هذه اختفت في ظروف غامضة، يعتقد أنها ربما احترقت، أو فقدت، أو اندثرت، ويرجح أن الغرب قاموا بسرقتها وتهريبها أو إخفائها إبان احتلالهم للبلاد الإسلامية، ولم يتم العثور عليها إلى الآن، اي أن هذه المخطوطات موجودة لم تختفي تماما.
خاصة وأن هناك قول بأن العراف الشهير (أنوستراديموس) قد ساق نبؤاته الشهيرة من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، ونسبها لنفسه، فهل حصل هذا العراف على شيء من هذه الكتب وأخرجه في هيئة نبوءات، والتي أثارت دهشة العالم في تحققها على النسق الذي طرحه في رباعياته؟ خاصة وأن نبؤاته ممتدة إلى حقب مستقبلية قادمة.
والمعروف أن العرافين قد يتنبؤن لمدة سنة أو عدة سنين، لكن لم يظهر احد تنبأ بأحداث مستقبلية إلى مئات السنين إلا الأنبياء والمرسلين عليهم السلام، مما يثير الشك في مصدر نبؤاته، ومن أهم نبؤاته التي تؤرق العالم الغربي كله تقول بأن المسلمين سيحتلون أوربا في سنة 2025، ومن الثابت أن العراف كذوب، لكن قد يصدق قوله.
فهل هناك كتب ومراجع ذكرت أسماء مخطوطات لبعض كتب السنة مما ليس بين أيدينا الآن؟ أي خلاف البخاري ومسلم والنسائي ومسند الإمام أحمد وغيرهم من كتب السنة، خاصة وأن بعض المختصين يرجح أن هذه الكتب تم تدوينها في الغالب ما بين القرنين الثالث والرابع الهجري، ولم يعلم عنها شيء إلى الآن.
وبما أن الله نزل الذكر وحفظه من الضياع، والسنة تدخل تحت مظلة الذكر، فهل هذا يعني أن هناك أمل في ظهور هذه الكتب في يوم من الأيام؟
ولماذا يهمل العلماء والأثرياء وأصحاب السلطة والنفوذ والمتخصصين المخطوطات بوجه عام ولا يخرجونها للعالم؟ لما احتكار المخطوطات في الخزانات العامة، وفي بيوت بعض الأثرياء الذين لا ينتفعون بها إلا لمجرد الزينة لمنازلهم؟
القضية كبيرة جدا ومطروحة للعرض والتداول بين الأعضاء والمسؤولين وفي انتظار رد منكم في هذا الموضوع، لأن الموضوع جد خطير، فلك أن تتخيل ماذا يعني أن هناك أحاديث وأوامر في الدين قالها النبي صلى الله عليه وسلم ولا نعلم عنها شيء، حقا إنها كارثة إن ثبت بالفعل صحة هذا الكلام، وبشرى للأمة إن ظهرت هذه المخطوطات.
هذا جزء من المعلومات التي لدي الآن، وهو ما أستطيع البوح به حسب قدرة العقول على الاستيعاب، والله هو المستعان.
يتبع في وقت لا حق بإذن الله تعالى