سيرة الفاروق

[فاديا]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خادم الإسلام    و إن ذهبنا بعيد من الناحية الدينية , وتكلمنا فقط في الناحية العرفية , فهل يرضى رجل مسلم ذو غيرة أن تجسد إمراتة على التلفاز أمام الملايين !؟ فكيف نرضى على عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - أشكرك على طرحك مع وجود مع التحفظات عليه .

جزاك الله خيرا

في الحقيقة لا استطيع انتقاد شيء ان كان سلبا ام ايجابا ما دمت لم اراه بعد
واننا في الحلقة 16 على ما اظن ولم يأتي اي ذكر للناحية الشخصية لعلاقة سيدنا عمر بزوجته
مما يدل على ان الامر ان حصل فهو لفائدة او موقف ما وليس لتعمد عرض السيرة الخاصة من حياة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وعلى الناحية الاخرى فإن من الضروري ان نتعرف الى حياة الصحابيات والمسلمات الاوائل

اين الخطأ
وقد ورد عن امهات المؤمنين فيما ورد عنهن الكثير من التفاصيل الخاصة بينهن وبين الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك بغرض التعليم والتفقيه

ويدهشني ان البعض نصبوا النقد والمعارضة كما تعرف اخي دون النظر او التمعن
كما حدث في مسلسل عمر من أصله فقد سمعنا الاعتراضات والخلافات قبل ان نرى المسلسل بوقت طويل طويل

ما أعجبني في طرح هذا العمل انه لم يتناول الكثير من المواقف التي قد تثير الجدل
مثل حياة سيدنا عمر بتفاصيلها في الجاهلية وقبل دخوله الاسلام ، وفي هذا تقييم واحترام وتقدير كبير للصحابي الجليل من ان يوضع بصورة لا تناسب قدره حتى وان كان تمثيلا لما قبل الاسلام
فلماذا لم يذكر احد الحرص الكبير الذي توخاه هذا العمل والدراسة الدقيقة له فيما يعرض الفائدة الكبيرة والغاية الهامة

ونحن نقرأ التفاصيل التي تهم النساء كما ورد عن امهات المؤمنين وعن الصحابيات وتحاول البعض تقليدهن
ان ما ادعوه حقا ان تتأثر حقيقة من يمثلون هذه الشخصيات العظيمة بما يؤدونه

ان ما أداه هؤلاء الممثلين بشكل عام يخدم الشريعة الاسلامية ويخدم الدين الاسلامي
كانوا ما كانوا ، وكانوا من كانوا
كما في قوله صلى الله عليه وسلم: إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر. رواه البخاري.

وليس هذا انتقاص من احترام الممثلين الحقيقيين فأنا عادة اترك الناس في شؤونهم ولا انتقدهم ولا اتهمهم
ولكن فقط لتبيان ان كل من يخدم الدين بأي اسلوب هو قد فعل شيئا يستحق الاحترام، وندعو له بالهداية وان يصبح حقا على خطا من جسّد دوره ومثّله

اما الناحية العرفية فقد بالغوا كثيرا في استثارتها واللعب عليها حتى يحاربوا مسلسلا يعرض حياة الصحابي الجليل
وكلنا ثقة ان اعداء الصحابة لهم النصيب الاكبر في نشر هذه الفتن وذلك انه في رمضان هذا قد زاد التركيز على شخصية عمر بن الخطاب وهي مناسبة لائقة جدا فيما يحدث لنا على صعيد الواقع ، وهذا ما حدا بأعداء الصحابة الى معارضته ونشر الفتن فيه ، لما فيه من توضيح كبير لأهمية هذه السيرة

[فاديا]

لا زلت اتابع السجال الخلافي بين الناس حتى آخر حلقات المسلسل ونحن قوم اعتدنا على الاختلاف بما هو مختلف عليه
وأجد ان معظم الخلافات تدور حول بعض النقاط مثل فكرة التجسيد الشكلي للصحابي الجليل

واستغرب بشدة من إصرار البعض على ( تأليه الشخوص )،
من منا لا يتوق الى رؤية الصحابة الكرام ؟ من منا لم يرسم لهم بخياله صورة معينة ؟ ما المانع من تجسيد هذه الصورة بدلا من تجسيدها في خيالنا المشتت ، وهم شخوص بشرية عادية مثلنا من الممكن استدعاء صفاتها الاخلاقية وتقليدها بل وزرعها في داخلنا لو لم تفصلنا عنها تلك القارات من الكرامة والعزة والتقوى ونبل الاهداف ، وتلك المسطحات العميقة من نبل الأخلاق وسموّها .

والبعض يقولون ، ان هذا قد يمس صورة الصحابة في الاذهان ؟
واتساءل هنا أيضا عن ماهية هذه الصورة في الاذهان ، في الوقت الذي يعاني منه المسلمون من موت سريري لكرامتهم المغشي عليها
هل حقا يعرف الجميع حقيقة الصحابة وحقيقة ايمانهم وحقيقة اهدافهم ؟

ثم لماذا لا نفتح المجال لأبنائنا لمتابعة جزالة الحوار والاتقان الشديد للفصحى التي شعرت بغيرة بيني وبين نفسي منها ؟

ولماذا لا نسمح لهم بالانتشاء ببطولات حقيقية ، بدل التغني بأمجاد هذا وذاك ..من بطولات حالية وهمية ؟

ان المتابع للآراء المعارضة واحيانا المؤيدة ، ليس في هذا الامر فقط ، بل في امور كثيرة هذا مثال واحد عليها
يجد الخلفيات الهشّة للحوار الصحي السليم ، فالغالبية منا لم ترق بعد الى فعالية الحوار ولهذا أخذنا مقاعدنا في قطار التقدم الحضاري والقيمي والاخلاقي .....في صفوف متأخرة جدا .

لربما علينا ان نتعلم الخطاب والحوار العربي الأصيل وما ارتكزوا عليه قديما ، حتى نلحق ما فاتنا ، او نعيد بناء ما دمرناه أصلا ...