السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...
جزاكم الله خيراً
أدعوالله أن يثبت أقدام المتمسكين بالسنة في العلاج
ظاهرة انتشار ( الرقية ) ، وأخذ الأموال الطائلة عليها ، واتخاذها كمهنة وحرفة !**
السائل : كثر الذين يرقون الناس حتى اتخذها بعضهم مهنة وحرفة لا عمل له إلا هذا ، وأقحم نفسه في هذا الأمر من لم يتميز عن غيره بعلم ولا صلاح ، مع ما يأخذون من الناس من الأموال الكثيرة ، وفي نفس الوقت الذي يقصر فيه بعض طلبة العلم ، ويحجمون عن أن يكفوا أهليهم في هذا الجانب ، فهل من تعليق على هذا الأمر مع بيان الحكم ؟
الجواب : نعم .
هذه مسألة كثرت من الناس ، ولعل من أسبابه : الحرص على المال ، والتظاهر بأنه يحسن هذا الشيء ، فيحصلون على المال بهذه الرقية .
وقد نُبهت ( وزارة ) الداخلية على هذا ، وقد شكلت وزارة الداخلية لجنة من العلماء فدرسوا الموضوع وأعدوا بيانًا بهذا الشيء ، وذكروا فيه الشروط التي ينبغي لمن توفرت فيه الشروط أن يسمح له بالرقية ، وجاءتنا صورة منه ، واقترحنا عليهم أن هذا لا نستطيع أن نكون نحن المسئولين في هذه المملكة ، ولكن اقترحنا عليهم أن يكون هذا إلى الحاكم ، وأن تعطى المحاكم صورة مما قررته اللجنة ، وكل إنسان يريد الرقية ومعالجة الناس يرفع للمحكمة ، والمحكمة تسأل عنه وتعرف حاله ، ثم تأذن له إذا كان أهلاً لذلك أو تمنعه ؛ لأن المحاكم - والحمد لله - منتشرة في المملكة ، وهي أولى الجهات بأن تكون هي المسئولة عن هذا الشيء ، وقد أكدنا على هذا أيضًا مرات في هذه الأيام ، وأيضًا أكدنا أنها تبلغ للمحاكم ، لأننا لا نستطيع أن نقوم بهذا في جميع المملكة ، ونرى أن المحاكم لعل فيها - إن شاء الله - البركة والخير حتى تقوم بهذا الأمر .
وينبغي لمن عرف إنسانًا لا يصلح أن يكتب عنه لوزير الداخلية أو نائبه ، أو لنا ، ونحن ننظر في الموضوع - إن شاء الله - ؛ لأن من لا يصلح لا ينبغي أن يقر .
والله المستعان .
مناقشة وتتمة السؤال :
السائل : - جزاكم الله خيرًا - تتمة للسؤال : ما حكم الاحتراف ؟
الجواب : إذا كان عنده معلومات حسنة في الرقية ، وله نية صالحة فلا بأس ، فإن الصحابة لما جاءهم أصحاب اللديغ رقوه بجعل .
السائل : موضع السؤال عن الاحتراف ، اتخاذ هذا الشيء والتفرغ له ، هذا الآن هو الذي حصل فيه التوسع ؛ لأنه يمكن أن يقرأ على مقدار كذا من الماء .
الجواب : والله أنا لا أعرف لهذا أصلاً ، أما كونه يقرأ في الماء ويعطيهم فليس فيه شيء .
السائل : كونه يقرأ من بعيد لا يقرأ بفيه من بعيد ، أو يقرأ على كمية من الماء ثم يفرغه في قوارير ويبيعها وربما أنتم تعرفون أكثر مما أعرف .
الجواب : بلغنا هذا ، والرقية في الماء ليس فيها مانع .
السائل : بهذا الشكل يا شيخ ؟
الجواب : نعم .
السائل : وإذا كان بنية جماعة ؟
الجواب : إذا كانوا جماعة وسمعوا عنده وقرأ وهو ينوي لهم ووزعه عليهم فلا أعلم فيه شيئًا .
السائل : وإذا باع هذا المقدار الذي قرأ فيه بالعشرة أو العشرين ؟
الجواب : ينبغي فيه التسامح وعدم التكلف ، وإذا كان المبلغ يسيرًا فلا بأس ، أو إذا كان المبلغ يسيرًا عن جلوسه وتعطله لهذا العمل فالأصل فيه قصة اللديغ ، وحديث : ( إن أحق ما أخذتم عليه الأجر كتاب الله ) .
قاله سماحة الإمام الوالد عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن باز
مفرغ من مادة بعنون : " الإمام في ضيافة د. ناصر بن سليمان العمر - هداه الله - "
ــــــــــــــــــــــــــ
السؤال : بسبب ما انتشر الآن من تلبس الجني بالإنسي ، وجلوس بعض الناس وتفرغهم لأجل الرقية وأخذ المكافأة على ذلك ماذا ترون فيه ؟ ويستدلون بحديث الرهط الذين رقوا الرجل بالفاتحة ؟
الجواب : أما من جهة أخذ الأجرة على الرقية على المريض فلا بأس بها ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله ) .
وهذا القارئ مثل المداوي ، بخلاف الذي يأخذ الأجرة على مجرد قراءته ، مثل الرجل يقرأ ليتعبد لله بالقراءة ، ويأخذ على هذا أجرًا ، فهذا حرام ، ولكن رجل قرأ على غيره لينتفع به ، أو علم غيره القرآن ، فلا بأس أن يأخذ الأجرة ، وأما دعوى أنهم يقرءون على الجن وأن الجن تخاطبهم وما أشبه ذلك فلا ، فهذا يحتاج إلى إثبات ، فإذا ثبت فليس ببعيد أن الجن يخاطبون الإنسان ويقولون أنهم مسلمون أو أنهم كافرون ؛ لأن بعضهم - حسب ما سمعنا من الإخوان الذين يقرءون - يقول : أنه مسلم لكنه لا يريد أن يخرج من هذا الإنسي ؛ لأنه يحبه ، وأحيانًا يصرح أنه كافر يهودي أو نصراني أو بوذي أو ما أشبه ذلك ، ولكن لا يريد أن يخرج .
وقد ذكر ابن القيم - رحمه الله - عن شيخه ابن تيمية - رحمه الله - : ( أنه جيء إليه بمصروع قد صرعه جني ، فقرأ عليه الشيخ فلم يخرج ، فضربه ضربًا شديدًا فخاطبه الجني وهو امرأة فقالت : إني أحبه ، قال : لكنه لا يحبكِ ، فقالت له : أريد أن أحج به ، فقال : لكنه لا يريد أن يحج معكِ ) .
فقرأ عليها وضرب الرجل على رقبته ضربًا شديدًا حتى أن يد شيخ الإسلام ابن تيمية تعبت وكلَّت ، ثم قالت : ( أخرج كرامة للشيخ ، فقال الشيخ : لا تخرجي كرامة لي اخرجي طاعة لله ورسوله ) .
فخرجت ، فأفاق الرجل فتعجب ، ما الذي جاء بي إلى حضرة الشيخ ، يعني : شيخ الإسلام ابن تيمية ، يعني : ما الذي أتى به ؟ وما أحس بالضرب .
لأن الضرب يقع على المصروع في الظاهر وفي الحقيقة يقع على من صرعه .
السؤال : ولكن هل أخذ الأجرة مشروط بأنه إذا شفاه الله - عز وجل - ؟
الجواب : نعم يجوز أن يشترط المريض أو المصاب على القارئ على أنه إن عوفي من ذلك فله كذا وكذا ، وإلا فلا شيء له .
قاله فضيلة الإمام الفقيه محمد بن صالح العثيمين
مفرغ من مادة صوتية بعنوان : " سلسلة اللقاء المفتوح جزء 8 "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال : كثير من المتصوفة - وهم لا علم لهم - جلسوا للرقية يتكسبون منها ، فيفرضون على المريض بعضًا من المال قبل العلاج وبعد العلاج ، فهل يجوز هذا الفعل منهم ؟
وإذا حذا حذوهم بعض طلبة العلم فما نقول لهم ؟
الجواب : هذه المسألة كثرت عندنا .
أما الصوفية والمتصوفة - الحمد لله بلادنا إن شاء الله - نزيهة من هذا .
لكن التكسب بالرقية كثر جدًا ، ومن أناس الله أعلم بحالهم من ناحية الاستقامة ، لكن المؤمن الذين يريد أن ينفع أخاه وهو الذي يقرأ ، فإن أعطي أخذ وإن لم يعطَ لم يسأل .
وهذا هو الذي يجعل الله تعالى في رقيته بركة .
أما من جعل القرآن الكريم وسيلة للتكسب فقد اشترى الدنيا بعمل الآخرة - والعياذ بالله - وما له في الآخرة من نصيب ، وهذه مسألة في الواقع صارت على مستوى كبير الآن ، وينبغي أن تعالج من قبل المسئولين في الدولة .
فضيلة الإمام الفقيه محمد بن صالح العثيمين
مفرغ من " سلسلة لقاء الباب المفتوح جزء 116 "
***************
** منقول من موضوع للأخ / عبد الله الخالدي بارك الله فيه من سحاب