بسم الله الرحمن الرحيم
وصلت في رحله عمل قبل أكثر من 15 سنة يعنى وأنا بعز شبابي وانطلاقي إلى أحدى الدول الأوربية التي تمتاز بتاريخها العريق كما يقولون ..ايطاليا ..وكان بانتظارنا شخص عربي سيقوم بالتنسيق بيننا وبين ما سنزوره من شركات ويترجم لنا اللغة في حال عدم تحدثهم بالانجليزية ....
التقيت بهذا الأخ سهل الله أمره ورحم الله والديه بالدنيا والآخرة وجزاه الله عنى خير الجزاء ....أقول التقيت بهذا الأخ وتعرفت به في اليوم التالي لوصولنا بعد إن ارتحنا بالفندق ..... سلمت عليه و تفاجأت ...هو أخ من بلاد الشام ملتحي ملتزم بل شيخ ما شاء الله ..... وكان ينظر إلي بإستغراب لعله يستصغر سني !! على الأقل على المهمة التي كانت ملقاة على ذلك الوقت ...ولكنني كنت أفاجئه وغيره ولله الحمد ...ثم اكتشفت في اليوم التالي لمرافقته انه خايف علي من الإنحراف والخطأ في اروبا .... لأنه لاحظ بنات المقهى والرسبشن والمطعم يتكلمون معي ويحيونني بنظرات ليست بريئة !!! ومع إنني أخبرته أن لا يقلق على أنا لست خفيف لهذه الدرجة ولكن أحاول أن أكون دبلوماسيا ليس أكثر
ولكن لا أخفيكم الوضع هناك صعب جدا إلا على من وفقه الله وسلمه الله ...واعتقد أن هذا الأخ كان حارسا أمينا لي ثانيه بثانيه بتلك الرحلة ..... التي طالت اقل من شهر بقليل وليس يوم أو يومان .... كنا نسافر بالسيارة من مدينه إلى أخرى ونحن نسمع الشيخ كشك أو القطان أو قران ..أي والله .... وطبعا كان يكبرني بالسن ...... ويفرض على احترامه وكيف لا وهو من يتابعني لحظه بلحظه أفكاري كلماتي نظراتي حتى في السوبر ماركت كان يرجع لي ما به دهن خنزير أو كحول وهو مكتوب بالايطالية .... وكنت اشعر بحبه وخوفه على من عينيه بل وأعتزازه وفخره أنني من جماعته
وأتحمل مسؤولية كبيرة ومغريات عظيمة وأنا صامد ......
(لم يكن صمودي هناك للأسف تدين كما يعتقد البعض لا ....ولكن سبحان الله كنت مثل الأجانب وليست جديدة علي تلك الأشياء بل حتى بدون سفر - نعم أخاف الله ومتربي وأحافظ على أخلاقي ما استطعت ولكن ليس التزاما بل قولوا ثقافة واعتزاز بالنفس وثقه وشباب .....)
وكان يستغرب هو كيف كنت أسيطر على المواقف أو الإغراءات وكأنني أنا الذي يعيش بالخارج وليس هو ولكنه لا يعرف السبب !! فقد كان لي كفايتي بدون السفر للخارج ....أسأل الله أن يغفر لي جهلي ويمحو ذنبي ....
المهم ما أردت أن أقف معكم عنده في تلك المحطة أمران ......نعم أمران مررت بهم مع هذا الأخ جزاه الله خيراً وكان لها الأثر الطيب لاحقا بحياتي ,,,,, وأمر ثالث رأيته مباشرة بدون تدخل منه .....
في اليوم الثاني مباشره ...اتصل بعد العشاء على ما اذكر ...قال تعال أريد أن أريك شيئا ...قلت له ماذا !؟ قال أنت بس تعال اوريك ميلانو !! قلت خير ....ومشينا بالسيارة حتى وصلنا إلى شارع كأنه على نهر أو بحيرة المهم هذا الشارع به أكثر من خمسون أمراه من بائعات الهوى !! يبدو هذا واضعا جدا من أشكالهن واستعراضهن !!! فقل لي ماذا ترى
قلت أرى ما أراه الأمر واضح وأطمئنك أخي أنا لا التفت إلى تلك الأشكال .... فلف لفه أخرى أبدا يمشى ببطء أمام البنات وكأننا نستعرض لنختار أي بنت !!!! وتذكروا هو شيخ ولحيته تتجاوز الشبر !!!! فقال ماذا ترى !!! قلت أرى نظام الدعارة الغربي .... بكل بساطه ....قال لي ركز مضبوط ..ما جئت بك هنا لاريك بائعات الهوى !!!
والحقيقة استغربت لم أرى أي شيء غريب !!! إلا أن كانوا البنات عرب مثلا !! لا لا لا اعتقد ......
في اللفة الثالثة ...توقف أمام إحداهن ....وتعرفون أشكالهن كالأفلام ..وتقدمت وأصبح يكلمها بالايطالي وكأنه يساومها
ولاحظت شيء غريب في صوتها ولكنني لم افهم ما الذي يفعله ..... مشى توقف مقابلهم وقال ..هل ترى يا أخي كل تلك الساقطات قلت نعم !!! وأنا انتظر أن يطلعني على ما أراد !! لأنني بدأت اشك بعقله ....
قل هؤلاء النسوة كلهن ليست نسوة !!! كلهن رجال !!! كلهن جنس ثالث وشواذ ومتشبهين بالنساء !!!
وأنا انظر إليه بصدمه لم أتوقع أو أتخيل أن يكون الدرس قاسيا لهذه الدرجة ..... قل لي هذه هي الحضارة الغربية ....
أمرته أن يلف من جديد لأرى ما لم أره في المرة المرات السابقات !!! شعور طويلة صدور كل شيء كل شيء لا تفرقهم أبدا إلا ...إلا بعد أن يخبرك احد السر ....ستبدأ بالملاحظة أن الحوض عريض او مختلف قليلا أو الأكتاف عريضة قليلا
ولكن البعض الآخر والله لا تميزهم لعنه الله عليهم .....الحقيقة كانت الصفعة الأولى .....
لقد أحسن هذا الأخ ...لم يكن ليصفعني بحقيقة مؤلمة أقل من تلك بعد أن رأى تأثري بالغرب واندماجي بهم !!!
نعم والله الذي لا إله إلا هو سقطوا من عيني هم وحضارتهم وعلمهم وكل مبادئهم .......
في الليل ....قال ما رأيك أن تذهب معي لن أتأخر أريد أن ازور صديق وأحب أن تكون معي ....قل هو طبيب سوري ولكنه يعيش في ميلانو من زمان ..قلت ولم لا ..نتعرف بالناس ...ولم أكن أتصور انه يخفى لي الصفعة الثانية ...
بالطريق إليه قال .... هو طبيب نفسي ويعمل بمستشفى وهو منذ ثلاثون سنه هنا وزوجته وأولاده معه ....
كنت أقول في نفسي لم لا ..لنتعلم على العالم وحياتهم .....
وصلنا إلى فيلا صغيرة ....
أوقفنا السيارة ..ودق جرس الباب .... وكان صوت طفلة من خلف الباب تقول !! السلام عليكم من ؟؟
قال عليكم السلام ورحمة الله أنا عمك فلان هل أبوك بالبيت !! قالت نعم انتظر قليلا !! وفجأة ظهر طفلا ثمان سنوات أو سبع يلبس ثوب يعنى جلابية ويضع طاقية وشعره خفيف ...السلام عليكم ورحمة الله سلم علينا وتعانك مع مرافقي وأدخلنا إلى صالة الضيوف حتى يأتي والده ...... وجاء مع هذا الولد ولد آخر خمس أو أربع سنوات .... وسلم ويلبس نفس الشيء ....بيت تعلق به صور الكعبة والحرم ويأت القرآن والأطفال كأنهم بالمسجد ....وأسمائهم هو والبنت أسماء صحابه !!!! قال مرافقي !!! ها أين وصلت بالحفظ يا بني !!! قال الكبير أنهيت حفظ ستة عشر جزء !!!!
والصغير قال أنا حفظت سبع أجزاء ..وكأنه يغار من أخيه ..فتدخل البنت الصغيرة يمكن ست سنوات وتقول أنا أيضا حفظت ست أجزاء ...وتلبس ثوب وحجاب ....وجوههم والله تنور الغرفة كالملائكة !!!!!!!!!!!!!!!!!
أنا مذهول مما أرى !!! الآن كنا نرى أبشعر منظر في الوجود والآن على بعد مئات الأمتار أرى ملائكة !!!
نعم نعم كنت اعلم أن مرافقي يتعمد أن أرى تلك الأمور ...فجئه دخل رجل في الخمسين من عمره كثيف اللحية والله وكأنه من علماء الحرم المكي يلبس نظارة ..سلم علينا تعانقنا جلسنا ....تبادلنا السؤال عن الأحوال والأخبار .......
في وسط الحديث قال لي أمام الشخص ليعرفني به أكثر ....قال لي لقد اسلم على يد هذا الدكتور في هذه المدينة العشرات
ممن جاءوا إليه يعانون من اضطرابات نفسيه وروحيه !!!وله في المساء درس في المسجد ....ويحفظ القرآن و و و
وزوجته تعطى دروس بالقران وتحفظ النساء .....
نعم والله يا مرافقي ...صفعة أخرى أي والله ..... والله الذي لا إله إلا هو لم أتوقع أن أرى مثل هؤلاء البشر في مدينة الدعارة والفساد والليالي الحمراء ...سبحان الله ..بل والله لم أرى الكثير منهم في بلاد الإسلام فكيف يكون هنا!!!
كيف يحافظ هؤلاء الناس على دينهم وعقيدتهم في مكان يعتبر الثقافة علمانية والجنس نوع من التواصل الاجتماعي
والانحطاط الأخلاقي له نوادي وستايلات مختلفة....... سبحان الله العظيم .....
نعم استطاع أن يريني ذلك الأخ العالم بمنظار آخر ...... اثر على طول حياتي ....
فجزاه الله عنى خير الجزاء ..........
حسنا دعوني أنقلكم إلى صوره أخرى لم تفارق فكرى حصلت ...وهى النقطة الثالثة التي أحببت التوقف عندها ....
اعتقد كان يوم سبت وكأنه عطلتهم وتقريبا قبيل الظهر وأنا بالفندق مع زميل لي في الغرفة ..التي لديها بلكونة بباب زجاجي ....وأنا اقلب محطات التلفزيون سمعت صوتا عاليا ...شابا يصرخ ويزمجر ويهدد ويتوعد بأعلى صوته وكأنه بوسط معركة !!! وأنا لا افهم شيء لأنه يشتم بالايطالي !!! يادوب أفهم كلمة وأترك عشرون ...لم أهتم هو خارج الزجاج لا أراه على البلكونة والبلكونة تمتد على كل الغرف من ضمنها غرفتنا !!! لا اهتم قلت لعله سكران ....عادي بهذه البلد ....
وفجأة زاد الصوت والعيار وسمعت صوت زجاج ينكسر ....كنا على الدور الثاني .... قلت ما بدها أريد أن أرى !!
خرجت إلى البلكون ..... رأيت شاب في الأربعين من عمره ينظر إلى أسفل يعنى الشارع الذي يمر من أمام الفندق وكل الشتائم إلى واحدة من بائعات الهوى بل من الشواذ فقط يمر بالشارع !!! والرجل لا يريده ان يمر من هذا الشارع !!سبحان الله ويشتمه ويتوعده بل ويحضر قناني زجاج ويقذفه بها من بعيد !!والى تحت يصيح ويبادله الشتائم والحركات وتمر هاربة من الشارع ..كل هذا المشهد في لحظات ....
قلت سبحان الله لفت أنتباهى هذا الايطالي !!لا يبدو على ملامحه أصل عربي ولا أن يكون مسلم !!! ممكن مسيحي متدين !!لا يظهر عليه ..ولكنه شتائه وحركاته كانت توحي بأنه يرفض هذا العار الذي يراه !! سبحان الله
حتى انه نظر إلى وكأنه يشكو ويبرر ويعمل حركات وكلام وكأنه يقول انظر إلى هذا الشاذ الكلب ويبدو أن ذلك الشاذ يسكن أمام الفندق وانه قذر وأنه سيقتله أن لم يغادر هذه المنطقة ..... قلت سبحان الله يعنى يظهر أن في منهم عنده شرف !!! سبحان الله !!!
أصبحنا اليوم نتمشى في المول مع الأهل لنرى هؤلاء الشواذ بأعيننا والشاذات !!!وليتني أستطيع أن افعل في الشارع ما فعل ذلك الايطالي !!!مع إننا مسلمين ودمنا يغلى ..وشرفنا عزيز ..... ولا حول ولا قوه إلا بالله .