بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الباحث :
إن من مدلولات مصطلح ( الباحث ) أن يبحث عن الحق في أي مسألة يعالجها فيجمع الأقوال فيها ويجمع أدلة كل قول ويوازن بين الأدله بالدلالات ومدى دلالتها على ما يبحث عنه ويتحلى بالموضوعية بعيدا عن الهوى .
والذي التمسناه منك إنك تستظل تحت غطاء الباحث لتصور للقارئ أنك تبحث عن الحق وفي حقيقة أمرك وكما هو واضح مما ذكرت أنك بريئ من البحث براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام فمن قرأ لك يتصورك عالم نحرير تطلق لنفسك العنان فتضع قواعد ودلالات للألفاظ وشروطا للفتاوى المعتبره وتقسم وتشقق المصطلحات بما لم يعهد من قبل وعلى غير اصطلاح أهل الاصطلاح ثم لا تثبت على رأي في التردد والحيره فما تثبته في سطر تنفيه بعد سطور وما قررته في صفحه تنفيه في صفحة أخرى ثم تعد من يقرأ لك ان تدلي له بعظيم علمك ثم لا يرى إلا فقاعات الهواء لا طائل تحتها .
وما هالني منك في أمر الرقية الشرعية أنك تجعل نفسك جاهلا بها ولست من أهلها ثم بعد ذلك تريد أن تكون حكما ومقررا ومعلما للرقاة وحقيقة إن كان لك علم بالرقية فهو بالجانب النظري فقط وليس الجانب العملي وهذا باعتراف نفسك فمن كانت هذه بضاعته فلا ينبغي له أن يقحم نفسه فيما لا علم له به فهذا مجمل فيما التمسته فيك واليك التفصيل في الرد.
أولا :
يطالبنا الباحث بفتاوى علميه تشهد بصحة وشرعية طرقنا الذهبية وأن هذه الفتاوى ليس لها أي قيمة علميه واشترط للفتوى ذات القيمة العلمية أن تكون سؤالا واحد ونصا صريحا لا عبارات مختلفة ولا متعدده وأن تكون مثبته في موقع العلماء وشرط آخر أن تكون ممهورة أي موقعه من قبلهم .
أقول :
في أي كتاب وجدته أيها الباحث شروط الفتوى ذات القيمة العلمية ؟! وأي عالم قال بذلك ؟! وأنت الذي تتكلم وو بأصول الفقه في أي كتاب في الأصول ذكرت هذه الشروط ؟!!
فالذي نعرفه نحن وكل من له مسحة من علم أن الفتوى ذات القيمة العلمية هي الفتوى التي تحمل الدليل الشرعي المبين فيه وجه الدلاله الصحية وليس من شروطها ان تكون موقعه من قبل أحد العلماء وأن تكون في موقع العالم أو غير العالم فشروطك التي ذكرت ما أنزل الله بها من سلطان.
ثانيا :
لقد حار الباحث في تسمية شروطنا الذهبية فتارة يسميها فكره وتارة يقترح أن تسمى أسلوبا وتارة يقترح أن تسمى طريقة مع تحفظه لمصطلح (طريقه ) كون كلمة طريقة لها أصل شرعي .
أقول :
لقد عجبت منك أيها الباحث فطرق جمع طريقه ورسالتنا تسمى الطرق الذهبية وتحفظك على مسمى طريقه لها مسمى شرعي وهل تريدنا أن نطلق عليها مصطلحا ليس له أصل شرعي ؟!! وندع الذي له أصل شرعي !!.
ثالثا :
يرى الباحث أن طريقتنا فكرة لا ترقى الى الاجتهاد وأن تكون مسألة خلافيه على الصعيدين صعيد المحتوى وصعيد أصحاب الفكرة .
أقول :
في أي منهج من مناهج البحث وجدت أن أفكارا ترتقي وأفكارا لا ترتقي فالمسائل والقضايا ترقيها الأدلة والبراهين لا أن تحكم عليها بالتخرص هذه ترتقي وهذه لا ترتقي ثم كونها لا ترتقي على صعيد أصحاب الفكرة فهذا من العجب العجاب بل من الطامات الكبرى فالحق يعلو ولا يعلى عليه ثم أليس هذا همز ولمز للناس وطعن في خبراتهم وتجاربهم وعلمهم .
رابعا :
يستحي الباحث الآن أن يوجه سؤالا واضحا بينا عن مدى جواز قراءة الشعر فحصا للمريض تقديما للرقية الشرعية .
أقول :
ولا أدري في أي باب أضع هذا الاستحياء ال... ؟!! وهل صيع العلم إلا الحياء ؟!! ألم يقل علماؤنا ضاع العلم بين الكبر والحياء.
بل مثلك أخي الباحث يستحي من طرح الأسئله لأن ذلك ينم عن كبر في نفسك وعجب في داخلك تنفس عنه بمثل هذه الأماني والادعاءات الباطلة .
خامسا :
وعدنا الباحث أن يمن علينا بجود علمه وأن يبين لنا الفرق بين الشعر المباح والشعر الغير مباح وأن يبن الفرق بينهما للرقاة والمرضى على حد سواء .
أقول :
وهل سألناه عن الفرق بينهما حتى يتحفنا بعلمه المأمول ؟!!!
وهل اختلف العوام بالتفريق بينهما فضلا عن العلماء حتى يعدنا الباحث بما وعد.
سادسا :
يتمنى الباحث أن يسمع رأي الجني عندما يقرأ عليه الشعر المباح في قوله : كم وددت لو اننى عرفت ماذا سيكون راى ذلك الجنى وشعوره.
أقول :
ومتى كان الراقي يستشير الجني فيما يقرأه عليه من رقية شرعية ويأخذ الإذن منه ؟!!!!!
هذا ما وجدناه في جعبة أخينا الباحث وأفادنا به ونصحنا نصيحة ثمينة عضضنا عليها بالنواجذ.
سابعا :
يرى الباحث أن من يقرأ الشعر على المريض كطريقه فاحصه هو مرحلة وسطى ما بين الراقي الشرعي والساحر وأنه مرحلة وسطى بين الإياء الذاتي والإيحاء السلبي .
أقول :
يطلب الباحث منا فيما نقلناه من فتاوى للعلماء بأن تكون ممهوره ونحن نطالبه مجرد ذكر للعلماء في هذا الشأن غير ممهور ونقبله منه ونقبل رأسه ويكفيه أن يحيلنا الى مرجع واحد يذكر لن الفارق بين الراقي الشرعي والساحر هو القارئ للشعر المباح على المريض بل هذا مجرد تخرص وسوء ظن ولم نعهده أبدا إلا عن فضيلة الباحث .
ثامنا :
الباحث مع غزارة علمه يسأل هذه اللحظه عن قضية سحر النبي صلى الله عليه وسلم هل ثبت أم لا ؟ !!
أقول :
وكان الواجب على الباحث إن كان يحترم علمه أن يستحي هنا أن يسأل عن نص شرعي ثبتت صحته بأصح الكتب الشرعية وهو البخاري.
تاسعا :
وعد الباحث في مستهل كلامه أن يلتزم أدب النقاش والحوار ثم لما مضى العهد وسار في سياق الكلام نقض وعده وأفلت لسانه وفرا جلد إخوانه فتارة يسمي قواعدنا فضية بل ذهبيه وتارة يجعلها لا ترتقي للنقاش وتارة يتهمنا بالكذب على العلماء وتارة يشكك في نوايانا والتحايل عليهم بالسؤال أهذا هو أدب الحوار أيها الباحث !!!!.
عاشرا :
يحملني ( الباحث ) جريرة أفكار صدرت من غيري ( مشابهه لأفكاري ولا تطابقا على التمام وإنما تجتمع معها وتفترق فكل له قناعاته وآراءه ) فقد التمست أنه يرد على كتابي بأفكار مشابهه كالأفكار الموجوده عند الأخ الحبيب الشيخ نايف حفظه الله ( الخزيمه ) في حواراتهم التي مضى عليها سنوات عديده علما بأن الشيخ نايف لم يعلم تأليف كتابي ولم يقرأه ولم يطلع عليه الا بعد صدوره .
الحادي عشر :
يسأل الباحث فضيلة الشيخ ابو البراء حفظه الله تعالى عن الرقيه هل تبدأ هل تبدأ بعد التأكد من إصابة المرض الروحي أم قبل ذلك معرضا بقولي ان قراء الشعر على المريض ليست من باب الرقية الشرعية بل مرحلة سابقه لها .
أقول :
إن الرقية الشرعية تقرأ على المرضى وغير المرضى فيك كل وقت وهي نافعه وإنما قصدت بقولي ان قراءة الشعر ليس من باب الرقية وانما مرحلة سابقه للرقية لا يعني انني انفي قراءة الرقية على الجميع وانما غرضي هنا كشف حالات الوهم ومن ثم قراءة الرقية.
الثاني عشر :
يقول الباحث : ( وأظنك تظلم هؤلاء العلماء كما ظلمت غيرهم بإجتزاءك مما يقولون لتثبت به رأيك وهذا أغرب ما رأيت ).
أقول :
يتهمنا الباحث بالكذب على العلماء وتزوير فتواهم واننا ظلمه لمن يقدم لنا الكتاب من العلماء ولغيرهم فنتجزأ من الكلام ما نشاء وندع ما نشاء واننا اصحاب هوى وندلس ونحرف لنثبت به رأينا فقلي بربك ياباحث ماذا ابقيت لنا من العلم أو من فضيلة إذا كنا كذلك في نظرك أصحاب هو وغير ذلك مما ذكرت ثم أين كلامك المعسول في بداية البحث لما قلت إخواني وأحبكم كما أحب أخي من أبي وأمي وأن الخلاف لا يفسد الود بيننا ؟!!!!.
وختاما :
أنصحك أن تعي قدرك فلا تجعل من نفسك مقننا مقررا مفصلا مشققا مبينا موضحا واعدا لغزير العلم تلقيه على الناس ثم إذا صار الأمر عند شيخك تجعل من نفسك صغيرا تسأل عن أبسط الأمور الواضحه مسترشدا للهدى والعلم منه فكما نصحتك أن تتواضع أنصحك أن لا تحقر نفسك هنا وأن لا تكيل بمكيالين فعين الرضا عن كل عيب غضيضة وعين السخط تبدي المساويا .
هذا والله تعالى أعلم وأحكم