يقول ابن الجوزي رحمه الله في صيد الخاطر
فصل في وجوب الصبر على البلاء مع كثرة الدعاء
للبلايا نهايات معلومة الوقت عند الله عز وجل.
فلا بد للمبتلي من الصبر إلى أن ينقضي أوان البلاء.
فإن تقلقل قبل الوقت لم ينفع التقلقل كما أن المادة إذا انحدرت إلى عضو فإنها لن
ترجع فلا بد من الصبر إلى حين البطالة.
فاستعجال زوال البلاء مع تقدير مدته لا ينفع.
فالواجب الصبر وإن كن الدعاء مشروعاً ولا ينفع إلا به *
إلا أنه لا ينبغي للداعي أن يستعجل بل يتعبد بالصبر والدعاء والتسليم إلى الحكيم.
ويقطع المواد التي كانت سبباً للبلاء فإن غالب البلاء أن يكون عقوبة.
فأما المستعجل فمزاحم للمدبر وليس هذا مقام العبودية وإنما المقام الأعلى هو
الرضى والصبر هو اللازم.
والتلاحي بكثرة الدعاء نعم المعتمد والاعتراض حرام والاستعجال مزاحمة للتدبير فافهم
هذه الأشياء فإنها تهون البلاء.
انتهى كلامه رحمه الله
* يعني : لا ينفع الصبر إلا إذا اقترن مع الدعاء واللجاء إلى الله سبحانه