السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوة الإيمان والإسلام ... أنا محل ثقة من معظم صديقاتى اللاتى تعاملت معهن منذ مراحل التعليم الأولى وتصفحى لمواقع ومنتديات الانترنت وانتقالى بين المساجد وحضورى مختلف المناسبات فكلهن بحمد الله وثقن بى ..وبدأت كل منهن تشكوا لى مشكلتها وما يؤرقها لعلها تجد منى ما يساعدها على الحل ...
أما عن علاقة كلامى السابق بعنوان الموضوع ..فهو أن كثير من الأسئلة والمشكلات التى سمعتها أو قرأتها كانت تكمن فى غيرة أخت من أختها فى الله أو حقد أو تحسدها ..لا أستطيع التشخيص لأنى لست أهلا لذلك ...ولكنى أجد أمامى أختا ملتزمة ، تحافظ على الصلاة، تغض البصر، تشارك فى كل خير، أجدها تكن شعور بالغيرة أو الحقد نحو أختها التى فضلها الله عليها بشيئا ما ... وهى تشكو لى أنها تكره بنفسها تلك الصفة ولا تعلم كيف تتصرف؟ وأنا أقف أمامها عاجزة عن الإجابة ..فماذا أقول؟ حب لأخيك ما تحب لنفسك من الخير! لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه! فكل ذلك كررته مرات ومرات وتكون الإجابة (غصب عنى) وأعود ثانية عاجزة عن الرد...هذا الموضوع شغلنى كثيرا كلما عجزت عن إجابة إحداهن أفكر ترى ما الحل؟ أو ما الطرق المعينة على ذلك؟
سأروى لك سؤالين ضمن الأسئلة التى وجهت لى فى ذلك الموضوع حتى يتضح غرضى من الموضوع :
المشكلة الأولى:
طالبة بالفرقة الثانية جامعية، التزامها متوسط،
المشكلة على لسانها كما قصتها لى: أنا كنت دائما أدعو الله أن يرزقنى بكلية من كليات القمة وكنت أعلم أنه من الصعب لضعف مستواى، ولكنى كنت أجتهد وأجتهد ، ولكن كان هناك من كانت دائما نصب عينى فكنت أضعها دائما محل مقارنة بينى وبينها وهى لا تدرى بذلك بل لا تفكر بالأمر كلية، فكنت دائما اغتاظ منها فهى لا تذاكر ولا تجتهد ولا تقرأ حتى الكتب الدراسية ومع ذلك تتمتع بقدرة غريبة على الابتكار حتى أنها تبتكر حلولا داخل الامتحان، فأنا أذاكر وأتعب وهى لا تفتح كتابا وفى النهاية تحظى بدرجات أعلى منى!! ..ظللنا كذلك حتى أتت الثانوية العامة وكان لا ينفع فيها ابتكارا أو ابداعا فكان الذى يحفظ هو فقط الذى ينجح ، فهى استمرت على حالها معتمدة على ذكائها، ولكن أنا اجتهدت أكثر وأكثر حتى شاء الله بقدرته أن ندخل كلانا نفس الكلية!!! وبالرغم أن الكلية ليست من كليات القمة إلا أننى كنت سعيدة جدااا لأنها دخلت معى ، ذات الوقت الذى كانت فيه هى حزيييينة جدا لأن الجميع يتوقع لها كلية قمة، ولكنى لم أقل الحمد لله أن الله لا يضيع أجرى وأنه أعطاها ما تستحق! ولكنى عانيت من نفس المشكلة حيث أن الكلية تنقسم لقسمين حسب مجموع الطالب بالثانوية العامة قسم يأخذ مجموع مرتفع وقسم مجموع منخفض وكانت هى طبعا الأعلى لأن مجموعها أعلى، وكان بإمكانى إن نجحت أول سنة أن أحوّل لقسمها، وعدت ووضعتها نصب عينى ثانية ، أنا أرسب وهى تنجح بتقدير ؟ أكاد أجن عندما أعلم نتيجتها ...فهى لا تذاكر كيف تصل لتقدير ..فهى طول العام خارج المنزل من مسجد لصديقة لعمل ولا تأتى الكلية أساسا كيف تنجح ... ولا تغش إن حتى لم تكتب كلمة فى الورقة لا تغش أبدا ...فكيف تنجح؟ ولماذا هى تنجح وأنا التى أذاكر أسقط ... أشعر برغبتى فى رسوبها ونجاحى وتفوقى عليها فحينها أرتاح !!!!! وهذا الشعور عندما أفكر به أحتقر نفسى وأقول لمَ لا أحب لها الخير ؟ لمَ أنا أفكر بها كذلك؟ وهى أصلا لا يأخذ موضوع التعليم جانبا من تفكيرها فنظرتها له شهادة إضافية توضع فى السيرة الذاتية !! هكذا تقول دوما... كيف أتخلص من ذلك الشعور؟
االمشكلة الثانية:
فتاة تبلغ 26عاما، ملتزمة فوق المتوسط
المشكلة على لسانها كما روتها لى: أنا فتاة ملتزمة وأصلى وتتخذنى الفتيات قدوة فى الالتزام ومحل إجابة أى سؤال يتعلق بالعبادات والفتاوى والكل يحسن بى الظن، ولكن أعانى من مشكلة تؤرقنى ولا تدعنى أنام ليلا من كثرة تفكيرى فى كيفية التخلص منها، فأنا لم أتزوج أو خطبنى شاب بعد، أشعر بفراغ عاطفى، وطبعا تعلمون معنى الفراغ العاطفى فى حياة الملتزمة؟ فهى لا تستطيع أن تملؤه أو حتى تتغلب عليه بصداقة أو زمالة أو حب غير شرعى، فهى دائما قدوة تغض البصر ترفض الاختلاط ضد الدردشة أو التعارف بأى وسيلة كانت، وبالرغم من التزامى هذا وصورتى الحسنة الطيبة هذه فأنا لو علمت أن هناك من تمت خطبتها أشتعل حرقا بداخلى وأبكى وأبكى وأتمنى لو سمعت فسخ تلك الخطبة غدا .!!! ولا يرحينى أو يهدأ من شعورى هذا إلا أنى أجمّع الأسباب بعقلى التى تؤكد لى أنهم لن يكونوا سعداء!!!! فهذا فقط ما يريحنى!! فمثلا سمعت عن خطبة زميلة لى فى العمل لأخ ملتزم جدا وهما الاثنان سمعتهما طيبة جدا ...عندما علمت باركت لهما وأهدتهما هدية!!! طبعا فهذا سلوك المسلم!!!! بل دعوت لهما الدعاء المأثور -بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما فى خير- فهكاذ أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم!! ولكن عندما غدت لمنزلى أنفجرت من البكاء .... فلمَ هى تخطب وأنا لا؟ لماذا؟ لماذا؟ فأنا ملتزمة والكل يحبنى وسمعتى طيبة فلماذا؟ أظل كذلك حتى توصلت لأن ذاك الأخ فقير والعروس من مستوى راق فقلت بالطبع عندما يتزوجا لا تستطيع العيش معه ! ولا تسعد معه! لعدم وجود تكافؤ!! وهكذا فى كل خطبة أسمع بها أو زواجًا أسمع به أبكى إلى أن أصل لشىء يؤكد لى أنهما لن يكونا سعداء !!! وأعود لاستغفر فكيف أنا أفكر كذلك؟ كيف أكون أنا كذلك؟ وأقوم وأصلى ركعتين استغفار وقضاء حاجة شفاء من هذا المرض ولكن دون جدوى!! فآخذ فى البكاء ثانية لما يحل بى من حقد على غيرى ومن المفروض أن أكون أسعد منها لفرحها وسعادتها فلمَ أنا كذلك؟ وكيف أتخلص من ذلك الشعور؟ فأنا مؤمنة بقدر الله وبابتلائه لعباده واعلم أن ما بى فهو قدر وابتلاء...ولكن غصب عنى!!!!!!
وهكذا إخوة الإيمان ...هناك الكثيييييييير من نفس المشكلة وبنفس المضمون ولكن السبب يختلف فهناك من تحقد أو تغير لزواج وهناك لدراسة وهناك لجمال وهناك لمال وهناك لبنون و...و...و...
الأسباب لا تنتهى ولكن النهاية واحدة!!
ترى إخوة الإسلام ما الحل لتلك المشكلة وما العلاج الأكيد لها
فأرجو المناقشة تى نصل لحل أو لعلاج يعالج تلك الفتيات من ذاك المرض
فى انتظار المناقشة ويجزيكم الله خيرا
الحقد والغير والحسد
