بقلم :د. بسام درويش
تتقاذفنا أمواج الحياة ما بين مد وجذر ، ما بين الماضي والمستقبل مرورا بالحاضر .
تتأرجح مشاعرنا ما بين الفرح والحزن ، وتتفاوت قراراتنا تبعا لحالتنا المزاجية.
تجارب الماضي المؤلمة تؤثر على الحاضر والمستقبل بشكل سلبي ، ما يؤدي الى اتخاذ القرارات الخاطئة ،إذ أن الغوص في مستنقع الماضي الأليم ، يفاقم المشكلات ، ويقيد النفس بقيود قد يصعب التخلص منها .
ومن المعروف بأن أي واحد منا يتخذ أي قراراته بناء على تجاربه السابقة وخبراته المتراكمة التي اكتسبها من معترك الحياة اليومية ، والتي تؤثر على كيفية استجابتنا لما سيحدث في المستقبل .
وللاستفادة من تجارب الماضي ، خصوصا المؤلمة منها ، فقد ابتكر ريتشارد باندلر أحد المؤسسين والمطورين للبرمجة اللغوية العصبية ، ما أسماه تدمير القرار، والذي يفترض أن الماضي يؤثر على الحاضر والمستقبل ، ولهذا ينبغي الاستفادة من تلك التجارب وتحويلها الى دروس مستفادة .
يعد تدمير القرار وسيلة فعالة للانطلاق نحو المستقبل الآمن ، بدلا من الغوص في مستنقع الماضي الأليم .
تجارب الماضي تتفاوت مشاعرها ما بين المفرحة والمؤلمة ، وبغض النظر عن ماهيتها ، ينبغي التدرب على الاستفادة منها ، من أجل التخطيط للمستقبل وتحقيق النجاح المطلوب والتمتع بالسعادة التي تبعث الدفء في النفوس المتعبة .
يمكن لهذه التجارب أن تتحول الى شعور بالقوة تنقلك نقلة نوعية للانطلاق نحو الأمام، وشعور بالقوة لمواجهة تحديات المستقبل مهما كانت صعبة .
ما نحتاجه أولا وآخرا هو العمل على تغيير طريقة تفكيرنا ، بالتدرب يوميا على إغماض العينين لدقائق معدودة ، واستعراض تجارب الماضي ، ومشاهدتها عن بعد ، بحالة استرخاء ، من أجل إعادة ترتيب ألوانها ،وإزالة الذكريات الرمادية والمائلة الى السواد ، والتركيز على الاستفادة منها ، ومعرفة نقاط الضعف ، وتعزيز نقاط القوة . كيلا يبقى الواحد منا سجين برمجته وقيوده التي ارتضاها لنفسه ،لكونه يعتقد انه غير قادر على تغيير تلك البرمجة ،او كسر تلك القيود ، لهذا يبقى الواحد منا أسير تجارب مؤلمة تنتقل معه من الماضي الى المستقبل مرورا بالحاضر الذي لا يشعر معه بالأمان .
برمجتنا هذه تكون إما سببا في الفشل و الحد من تصرفاتنا في الحياة وإما سببا رئيسا للنجاح وتحقيق أهدافنا.
همسة :
الناس كالنوافذ ذات الزجاج الملون فهي تتلألأ وتشع في النهار،وعندما يحل الظلام فإن جمالها الحقيقي يظهر فقط إذا كان هنالك ضوء من الداخل.