الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،
بخصوص سؤالك أخي الحبيب ( عمر السلفيون ) حول موضوع الأخت ( جوري ) – شافاها الله وعافاها - من خلال الرابط المذكور ، فاعلم رعاك الله أن طريقتي في الرقية والعلاج وتشخيص الحالة المرضية تعتمد على دراسة الحالة دراسة شرعية علمية موضوعية متأنية للوصول إلى الداء ووصف الدواء الناقع بإذن الله عز وجل ، ولا يمكن أن يقوم المعالج بناء على جزئية معينة لمعرفة الأسباب التي يعاني منها المريض ، بمعنى أنه لا بد من دراسة الحالة منذ بدأت ثم تطور الحالة حتى جاءت للمعالج ثم الرقية الشرعية وملاحظة الأعراض ثم استخدام العلاج ومتابعة ذلك ، وبناء على كل ما ذكر وقد يأخذ الأمر من المعالج عدة جلسات يستطيع من خلالها بإذن الله عز وجل أن يقف على الداء كي يصف الدواء النافع بإذن الله تعالى 0
ومن هنا فتأكد تماماً أخي الكريم ( عمر السلفيون ) بأن التشخيص لمثل هذه الحالة لن يكون دقيقاً بالمعنى العلمي ، ولكن أقول إن التشخيص سوف يكون بناء على ما ذكر من تلك الأخت الفاضلة ، وحقيقة الأمر فقد درست الحالة دراسة متأنية بناء على معطياتها ، وظهر وعلم ذلك عند الله سبحانه وتعالى بأن تلك الأخت الفاضلة قد تعرضت لنوع من أنواع السحر وهذا النوع يشمل كافة أفراد العائلة ، وحسب ظني المتواضع وبناء على كافة الأعراض المذكورة فالمتوقع أن الأخت تعرضت إما لسحر قوي جداً ، أو أنها تعرضت لأكثر من سحر واحد ، إضافة أن تلك الأخت الفاضلة قد تعرضت لحسد أو عين ، وهل ذلك الحسد من فعل من قام بعمل السحر أو من طرف آخر فالله أعلم بذلك ، وأنصح تلك الأخت الفاضلة إضافة إلى ما ذكره الإخوة الأفاضل – وفقهم الله للخير - أن تحافظ على قراءة جزء من القرآن يومياً ، وأنصحها بقيام الليل ، وكذلك المحافظة على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن تنام على شقها الأيمن متوجهة إلى القبلة واضعة كف يدها اليمنى تحت خدها الأيسر قائلة ( باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه ، إن أمسكت نفسي فارحمها ، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ بها عبادك الصالحون ) ، وكذلك المحافظة على رقية نفسها بالرقية الشرعية الثابتة في كتاب الله وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فهذا أسلم وأورع وأتقى لها ، وإن لم تستطع فتذهب إلى من يوثق في علمه ودينه لرقيتها بالرقية الشرعية ، وتركز على الآيات : ( سورة البقرة – الآية 103 ) ، ( سورة البقرة – الآية 109 ) ، ( سورة البقرة – الآية 255 ) ، ( سورة البقرة – الآية 285 ، 286 ) ، ( سورة النساء – الآية 54 ) ، ( سورة الأعراف – الآية 103 ، 122 ) ، سورة يونس – الآية 76 ، 82 ) ، ( سورة الكهف الآية – 39 ، 41 ) ، ( سورة طه – الآية 57 ، 70 ) ، ( سورة القلم – الآية 51 ، 52 ) ، إضافة إلى الكافرون ، والإخلاص ، والمعوذتين ، دون الاعتقاد بهذه السور والآيات عن باقي سور وآيات القرآن الكريم ، فالقرآن كله خير وشفاء 0
كذلك أنصحها بالتصبح بسبع تمرات عجوة من تمر المدينة أو أي تمر آخر وقد ذهب لذلك العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - ، لما ثبت من حديث عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ تَصَبَّحَ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعَ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً لَمْ يَضُرُّهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ سُمٌّ وَلَا سِحْرٌ ) ( متفق عليه ) ، وقد ثبت تواتراً لدى المعالجين الثقات أن ذلك نافع حتى بعد الإصابة بداء السحر ، وأنصحها الادهان بزيت الزيتون قبل النوم وبعده مباشرة تضع ملح ضخري مطحون ، فهذا نافع بإذن الله عز وجل على امتصاص مادة السحر إن كانت موجودة في البدن ، وهذا سبب حسي للعلاج والاستشفاء بإذن الله تعالى ، وتستمر على استخدام السدر شرباً وغسلاً كما أشار إليها الإخوة الأحباء 0
أما بخصوص التعب الذي يتأتى إبنة وزوج هذه الأخت الفاضلة فبسبب أن السحر في الأساس يتعلق بكل أفراد هذه الأسرة حسب معطيات الحالة وكما أشرت آنفاً 0
أما بخصوص الكدمات التي أشارت إليها أختنا ( جوري ) فهي تكون بشكل أسود مائل إلى الخضرة أو الزرقة ، وعادة فإن الأمراض الروحية بشكل عام تؤدي لمثل هذه الكدمات وبخاصة تواجد اقتران شيطاني في جسد المريض ويبقى أثر هذا الأمر أيام ثم يختفي بعد ذلك ، أو أنه يكون بسبب الإصابة بالعين فيظهر على المصاب مثل تلك الكدمات ، والله تعالى أعلم 0
هذا ما تيسر لي أخي الحبيب ( عمر السلفيون ) وأدعو من كل قلبي لهذه الأخت الفاضلة بالشفاء العاجل ، وأذكرها بالصبر والاحتساب عند الله سبحانه وتعالى ، وأذكرها بحديث أُمِّ الْعَلَاءِ – رضي الله عنها - قَالَتْ : عَادَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَرِيضَةٌ 0 فَقَالَ : أَبْشِرِي يَا أُمَّ الْعَلَاءِ ، فَإِنَّ مَرَضَ الْمُسْلِمِ يُذْهِبُ اللَّهُ بِهِ خَطَايَاهُ كَمَا تُذْهِبُ النَّارُ خَبَثَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ) ( حديث صحيح – أخرجه أبو داود في سننه – صحيح الجامع 37 ، السلسلة الصحيحة 714 ) ، سائلاً المولى عز وجل أن يمن عليها بالعفو والعافية في الدنيا والآخرة ، وأن يصلح نياتنا إنه سميع مجيب الدعاء 0
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني