الإخوة أعضاء وزوار ( منتدى الرقية الشرعية ) حفظهم الله ورعاهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
أنقل لكم ما ذكره العلامة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين في علاج السحر :
يقول فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله – عن الطرق الشرعية لإبطال السحر بشكل عام : ( يبطل عملهم بعدة وجوه ، يجمعها صحة عقيدة المصاب ، وسلامة دينه ، وأداؤه للواجبات الدينية ، وبعده عن المعاصي والمحرمات ، فإن الله تعالى ذكر أن كلامه شفاء للمؤمنين وحدهم ، فقال تعالى : ( 000 قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِى ءاذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى 000 ) ( سورة فصلت – الآية 44 ) ، فمن حقق الإيمان وعمل بالقرآن وجزم بأنه شفاء ودواء ، وأنه لا يفيد إلا أهل الصلاح والاستقامة والعمل الصالح ، نفعه الله بالرقية الشرعية ، وأصبح منتفعاً بالقرآن ، أما من تهاون بأمر الله ، وأخل ببعض شرعه ، أو ترك شيئاً من الفرائض ، أو أخل بالصلوات أو الأذكار أو القراءة أو تعلم العلم ، أو ارتكب شيئاً من المحظورات أو أصر على معصية ولو صغيرة ، وتمادى على فعلها ، فإن انتفاعه بالقرآن قليل ، لقوله تعالى : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا ) ( سورة الإسراء – الآية 82 ) فأخبر بأن كون القرآن شفاء يختص بأهل الإيمان الذين سلمت عقائدهم من الانحراف والابتداع ، وسلمت أعمالهم من الرياء والسمعة ، وابتعدوا عن الذنوب والمخالفات والظلم والعدوان 0
أما إن ظلموا وكفروا أو أشركوا أو عصوا ربهم فإنهم لا ينتفعون بالقرآن ، وسواء كان المراد بالشفاء المذكور شفاء الشبهات وأمراض القلوب أو شفاء أمراض الأبدان المحسوسة ، فنصيحتنا لمن ابتلي بشيء من هذه الأمراض الخبيثة كالسحر والجان والمس أن يتوب إلى ربه ، وأن يصلح ويحافظ على العبادات ويقلع عن المعاصي ، ولو كان ممن اعتادها ، كالمسكرات والمخدرات والدخان والإسبال وسماع الأغاني والنظر إلى الصور الفاتنة والأفلام الخليعة والصحف الماجنة ، والبعد عن الزنا ومقدماته ، والغيرة على محارمه عن التبرج والسفور والمعاكسات والخلوة بالأجانب ونحو ذلك 0
ثم إن أولى ما تعالج به المصاب هو القرآن الكريم ، والأدعية النبوية سواء قرأها بنفسه ، أو قرئت عليه ، وذلك مثل آيات التوحيد ، فقد روي عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : " إن في القرآن سبع وثلاثون موضعاً فيها قول لا إله إلا الله ، فمن قرأها صباحاً ومساء حفظه الله من الأضرار والشرور ، وإن كان مسحوراً حل سحره ، ومن كتبت له بزعفران وغسل له من ماء زمزم أو من ما المطر شفي من الأمراض الحسية كالسحر والمس ونحوه ، ففي سورة البقرة آيتان ( الآية 6 ، 7 ) ، وفي آل عمران أربعة مواضع ( الآية 5 ، 6 ، 7 ، 8 ) ، وفي النساء آية ( الآية 6 ) ، وفي الأنعام آيتان ( الآية 5 ، 6 ) ، وفي الأعراف آية (الآية 8) ، وفي التوبة آيتان (الآية 7 ، 8) ، وفي يونس آية (الآية 9) ، وفي هود آية ( الآية 7 ) ، وفي الرعد آية ( الآية 8 ) ، وفي النحل موضع ( الآية 5 ) ، وفي طه ثلاثة مواضع ( الآية 5 ، 7 ، 8 ) ، وفي الأنبياء آيتان ( الآية 6 ، 8 ) ، وفي المؤمنون آية ( الآية 5 ) ، وفي النمل آية ( الآية 6 ) ، وفي القصص آيتان ( الآية 6 ، 7 ) ، وفي فاطر آية (الآية 9) ، وفي الصافات آية (الآية 9) ، وفي الزمر موضع ( الآية 7 ) ، وفي غافر ثلاثة مواضع (الآية 4 ، 5 ، 6) ، وفي الدخان آية (الآية 9) ، وفي محمد آية ( الآية 3 ) ، وفي الحشر آيتان ( الآية 6 ، 8 ) ، وفي التغابن آية ( الآية 9 ) " ، ويقرأ معهن سورتي المعوذتين ، وسورتي الإخلاص ثلاث ثلاث ، وهكذا ولو قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة ، وآخر سورة آل عمران ، وقوله فيها : ( قُلْ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ 000 ) ( سورة آل عمران - الآية 26 ، 27 ) الآيتين ، ومن سورة الأعراف قوله : ( إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ 000 ) ( سورة الأعراف – الآية 54 ) إلى ثلاث آيات ، وأول سورة يونس وآخر سورة التوبة ، وأول سورة النحل ، وآخر الإسراء وآخر الكهف ، وأول سورة طه ، وآخر المؤمنون ، وأول سورة الصافات ، وأول غافر ، وآخر الجاثية ، وآخر الحشر ، وسورة الجن ونحو ذلك ، وقد ذكر الشيخ ( سليمان بن عبدالله ) في ( تيسير العزيز الحميد ) في باب النشرة كلام ابن القيم في أن النشرة نوعان : حل السحر بسحر مثله وهو الذي من عمل الشيطان ، فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب حتى يبطل عمله عن المسحور ، فهذا لا يجوز ، أي لأنه عبادة للشيطان وهو من عمل السحرة ، والثاني : النشرة بالرقية والتعوذات المباحة ، فهذا جائز ، ثم ذكر ما رواه ابن أبي حاتم عن ليث بن أبي سليم قال : بلغني أن هذه الآيات شفاء من السحر بإذن الله ، تقرأ في إناء فيه ماء ، ثم تصب على رأس المسحور ، قوله تعالى : ( فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ) ( سورة يونس – الآية 81 ، 82 ) وقوله : ( فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلْقِىَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا ءامَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ) ( سورة الأعراف – الآية 118 ، 122 ) ، وقوله : ( وَأَلْقِ مَـا فِى يَمِينِـكَ تَلْقـَفْ مَـا صَنَعُـوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْـدُ سَاحِـرٍ وَلا يُفْلِـحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ) ( سورة طه – الآية 65 ، 69 ) الآيتين ، وذكر ابن بطال أنه يؤخذ سبع ورقات من سدر أخضر فيدق بين حجرين ، ثم يضربه بالماء ، ويقرأ فيه آية الكرسي والقواقل أي المعوذتين وسورتي الإخلاص ، ثم يحسو منه ثلاث حسوات ثم يغتسل به ، فإنه يذهب عنه كل ما به وهو جيد للرجل إذا حبس عن أهله 0 ا هـ ) ( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة – ص 539 ، 543 ) 0
سائلاً المولى عز وجل أن يقينا من السحرة والمشعوذين وشياطين الإنس والجن إنه سميع مجيب الدعاء ، مع تمنياتي لكِ بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0