ان الاسلام دين يستوعب معطيات العصر من العلوم والفنون والافكار المتنوعة والثقافات المختلفة
وهو يكسب المزيد من الاحترام في اوساط واسعة من المثقفين والمفكرين في أنحاء شتّى من العالم
فينبغي على المسلم ان يكون هو الافضل والارقي بين العقول
وان يحتل كرسي الاستاذية التي يرجع اليها في امور الثقافة والحياة والايمان
وان لا يكون منكفئا ومنغلقا وبعيدا عن الواقع
لا شك ان العقلية الحضرية رافد من روافد تشكيل العقل الاسلامي
الا انها يجب ان لا تستعبد المسلم يوما
ولا يكون هو سجين آراء ونظريات
بل حرّ يقبل منها ما له ملمح ايماني
ويترك ما ليس له هذا الملمح
وهو لا يعرف هذا الصراع المؤلم بين ما يقرؤه فكرا ويحياه عملا
الفكر عنده هو الحياة
والحياة عنده هي الفكر
المسلم كتاب مفتوح
كل صفحاته وسطوره مقروئة
ليس فيه صفحات مطوية عن العيون
او صفحات مكتوبة بالحبر السري
حياة كلها نهار
لا ليل فيها
وضحى واضح لا لبس فيه
وظاهر لا باطن له
ان معالجة الجفاف الروحي والجدب الفكري لدى المسلمين هو من ابرز المهمات
وجهلنا بالانسان يجعلنا نقف حائرين امامه...وامام انفسنا
ومن ثم علينا الاهتمام بالدراسات التي التي تعمل على كشف اسرار الانسان ظاهرا وباطنا
والتخصص بهذه العلوم
حتى تتوفر لنا معلومات عن كينونة الانسان وكيفية التعامل معه والتعمق في حقيقته
لأن الفوضوية الروحية....... تجتاح العالم اليوم
وتستدر العطف والاشفاق من اصحاب الغيرة على الانسان
ان سرّ قوة الدين الاسلامي تكمن في انه يتطابق مع قوانين النفس البشرية
والذين سئموا من التحليق حول جيف الدنيا
سيجدون في رحاب واجواء الاسلام ما يتوقون اليه من الطهر والنقاء
واصحاب الذهنيات المعذبة والنفوس المحترقة سيرون واحتهم البَرود في اقليمها
أما هؤلاء الذين يتهيبون من الاسلام ويخافون منه
فسيلمسون ان لا شيء أكثر امانا وسلاما من الالتجاء الى حماه
وان المعرفة كل المعرفة فيه
وان من لا يعرفه فإنه لا يعرف في الحقيقة شيئا
وسكارى الاحزان ومسحوقو الاوجاع سيجدون في صيدلية الاسلام البلسم والشفاء
والمؤمن الحق
يحذر من الهلاك الروحي المخيف
والسقوط في هاوية الانحلال النفسي الداخلي
والسقوط في مستنقع الوحل
ويدعو اولئك الذين يريدون الخروج منه ولكنهم لا يعرفون السبيل الى الانخراط في صفوف الايمان.
المؤمن الحق......
يتوجه بالدعاء الى رب العباد
دعاء بلسان الحال او المقال
وبين الحال والمقال ترتفع الليالي مثقلة بالتهجدات ...
موقورة السمع بالتضرعات ...
نضاحة بدمع القلوب ...
صرّاخة بوجد الارواح ...
فيمضي في طريقه مشرقا او مغربا...
يقوده صواب المنطق...
تحدوه فطنة الحكمة...
يثق بأن العناية الربانية تواكبه.................... حيثما مضى،
وانّى ألقى عصا ترحاله....