السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
الحمد الله حمد الشاكرين ولا عدوان الا علي الضالمين، والصلاة والسلام علي خير الانام وعلي آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بأحسان الى يوم الدين ..
الوقف في الإسلام
إذا رجعنا إلى الأصول الشرعية للوقف وجدنا أن الفقهاء قد استندوا في تأصيلهم له إلى أدلة كثيرة من القران الكريم والسنة النبوية والإجماع، وهذه الأدلة وإن كانت لا تدل على موضوع الوقف بصفة مباشرة فإنها تحث على أعمال البر والخير.
*- مفهوم الوقف لغة واصطلاحا
الوقف لغة يدل على الحبس والمنع يقال: وقف فلان داره على كذا: إذا حبسها ويجمع على وقوف.. عرف الفقهاء الوقف بأنه: (إعطاء عين لمن يستوفي منافعها والانتفاع بها، أو الانتفاع بها فقط على وجه التأبيد، وقد يكون على وجه التوقيت). كما عرفه ابن عرفة المالكي بأنه "إعطاء منفعة شيء مدة وجوده، لازما بقاؤه في ملك معطيه ولو تقديرا".
فقوام الوقف إذن : هو منع التصرف في رقبة العين التي يدوم الانتفاع بها ، فلا يجوز بعد وقفها وجعلها على حكم ملك الله تعالى أن تباع ، أو ترهن ، أو توهب ،أو تورث ، أما منفعتها فتصرف على وجوه الخير والمنفعة العامة تبعا للشروط التي يحددها الواقف بمعنى أن الوقف تعطى منفعته لا أصله..
*- أصل مشروعية الوقف
إذا رجعنا إلى الأصول الشرعية للوقف وجدنا أن الفقهاء قد استندوا في تأصيلهم له إلى أدلة كثيرة من القران الكريم والسنة النبوية والإجماع، وهذه الأدلة وإن كانت لا تدل على موضوع الوقف بصفة مباشرة فإنها تحث على أعمال البر والخير.
*- الأدلة من القرآن الكريم
آيات كثيرة تحث على عمل الخير وإعطاء الصدقات التي يتقرب بها إلى الله عز وجل كقوله تعالى: ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون).، وقوله تعالى: ( وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون).وقوله عز وجل ( وما تفعلوا من خير، فلن تكفروه)،وقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة) وقوله عز وجل: (لن تناولوا البر حتى تنفقوا مما تحبون). كما قال تعالى في موضع آخروأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون).
*- من السنة النبوية
أثرت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث تشير إلى مدى أهمية الوقف منها ما روي عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا مات ابن آدم، انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" [1]
وفي السنة النبوية ما روى نافع بن عمر رضي الله عنهما قال: أصاب عمر أرضا بخيبر، فأتى النبي (صلى الله عليه وسلم) يستأمره فيها قال: يا رسول الله إني أصبت أرضا بخيبر، لم أصب مالا قط هو أنفس عندي منه، فقال: (إن شئت حبست أصلها وتصدقت).
وقد فسر العلماء الصدقة الجارية بأنها الوقف لأن غيره من الصدقات لا يكون جاريا :أي مستمرا على الدوام.
كما أخرج ابن ماجه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن مما يخلف المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما نشره، أو ولدا صالحا تركه، أو مصحفا ورثه، أو مسجدا بناه، أو بيتا لأبناء السبيل بناه، أو نهرا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه بعد موته".
*- من وقوفات الرسول صلى الله عليه وسلم
أول صدقة موقوفة في الإسلام، أراضي مخيريق اليهودي التي أوصى بها للنبي (صلى الله عليه وسلم) فأوقفها النبي عليه السلام. فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه وقف أرضا له في سبيل الله. وروي عن عمر وابن الحارث بن المصطلق، أنه قال: "ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بغلته البيضاء، وسلاحه، وأرضا تركها صدقة." [2]
روي عن عائشة (رضي الله عنها) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل سبع حيطان له بالمدينة صدقة على بني عبد المطلب وبني هاشم". [3]
روي عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "من احتبس فرساً في سبيل الله، إيمانا واحتسابا، فإن شبعه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة حسنات" [4]
*- وقوفات الصحابة
كما ثبت الوقف عن الصحابة الكرام أمثال عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص وعلي كرم الله وجهه، فقد قال: "لقد رأيتني وأنا رابط الحجر على بطني من الجوع، وأن صدقتي هذه لتبلغ اليوم أربعة آلاف درهم".
بالنسبة لوقف أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وموافقته عليه السلام على ذلك:
ما أخرجه البخاري "عن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمرا أصاب بخيبر أرضا فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أصبت أرضا لم أصب مالا قط أنفس منه، فكيف تأمرني به؟ قال: إن شئت حبست أصلها، وتصدقت بها، فتصدق عمر: أنه لا يباع أصلها، ولا يوهب، ولا يورث في الفقراء والقربى والرقاب، وفي سبيل الله والضيف وابن السبيل، لا جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف، أو يطعم صديقا غير متمول فيه" [5]
- ما روي عن جعفر بن محمد عن أبيه: " أن علي بن أبي طالب، قطع له عمر بن الخطاب ينبع ثم اشترى علي إلى قطيعة عمر أشياء، فحفر فيها عينا، فبينما هم يعملون، إذ تفجر عليهم مثل عنق الجزور من الماء، فأتى علي وبشر بذلك، قال: بشر الوارث، ثم تصدق بها على الفقراء والمساكين وفي سبيل الله وابن السبيل، القريب والبعيد، وفي السلم، وفي الحرب، ليوم تبيض وجوه، وتسود وجوه، ليصرف الله بها وجهي عن النار، ويصرف النار عن وجهي "أخرجه البيهقي.
ما روي عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) أنه قال: "لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، أمر بالمسجد، وقال: يا بني النجار، ثامنوني بحائطكم هذا، فقالوا: لا والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله تعالى" .
- عن سعد بن عبادة (رشضي الله عنه) أنه قال: يا رسول الله إن أم سعد ماتت، فأي الصدقة أفضل؟ قال: الماء، فحفر بئراً، وقال: " هذه لأم سعد".أخرجه أبو داود والنسائي. آراء المذاهب الفقهية في ملكية الموقوف
الاتجاه الأول :يرى أن ملكية الموقوف تبقى ثابتة للواقف وتقيد هذه الملكية بعدم التصرف في رقبتها بأي نوع من أنواع التصرف، وهذا هو اتجاه الإمام مالك ومن تبعه.
الاتجاه الثاني :يرى أن ملكية الموقوف تنتقل من الواقف إلى الموقوف عليهم، وهو مذهب الإمام أحمد بن حنبل ومن نحا نحوه.
الاتجاه الثالث:يرى أن ملكية الموقوف تنتقل من الواقف إلى الله عز وجل، وهو مذهب الإمامين الشافعي وأبي حنيفة. يقول ابن حزم: (إن الحبس ليس إخراجا إلى غير المالك بل إخراج إلى أجل المالكين، وهو الله سبحانه وتعالى).
حكمة مشروعية الوقف
إن إعطاء المنفعة للموقوف عليه يكون على أساس مساعدته صونا لماء وجهه وحفظا لكرامته وذلك من أجل التقرب إلى الله عز وجل. وهذا الإعطاء هو الذي يعبر عنه بالصدقة التي حث عليها النبي عليه السلام، فالصدقة التي يراد بها الوقف تبقى مستمرة العطاء بينما الصدقة التي لا يراد بها ذلك تنقضي ويحتاج الفقراء إلى صدقات مثلها.
فإن ا لدنيا مزرعة الأخره وهي دار التكليف والعمل, ومن فضل الله ومنته أن أعمال المسلم لاتنقطع بموته وخروجه من الدنيا بل هناك أعمالا تجري حسناتها له بعد وفاته .ولقد علم سلف الأمه هذا الخير فسابقوا أليه وتنافسوا فيه. وقد كان الصحابه رضوان الله عليهم في بداية فجر الأسلام يعانون من قلة ذات اليد وضيق العيش. ولما فتح الله عزوجل لهم خزائن الأرض وأتتهم الأموال كان همهم منصرفا ألى كيفية أستثمارها في آخرتهم. فجهز كثير منهم الجيوش,وأكثروا من الصدقات والعطف على الفقراء, وقضاء حوائج الأيتام, والقيام على الأرامل وتطلعت انفسهم لعمل يجري به الثواب بعد الموت امتثالا لقول النبي عليه السلام (اذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث:
صدقة جارية، او علم ينتفع به، او ولد صالح يدعو له) ، {رواه مسلم**
وقد شرع الله الوقف وندب اليه وجعله قربة من القرب التي يتقرب بها اليه، ففي الحديث ان الرسول عليه السلام قال (ان مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته، بعد موته ،علما نشره، وولدا صالحا تركه ،ومصحفا ورثه، ومسجدا بناه ، او بيتا لأبن السبيل بناه، اونهرا اجراه، اوصدقة اخرجها من ماله في صحته وحياته، تلحقه من بعد موته)
{رواه ابن ماجه وحسنه الاباني.**
فكان الوقف من اعمالهم التي سارعوا اليها فقد كان لأبي بكررضي الله عنه دور بمكة فأوقفها على اولاده، وعمررضي الله عنه أصاب أرضا بخيبر فأتى النبي صلى الله عليه وسلم يستأمره فيها فقال: يارسول الله أني أصبت أرضا بخيبرلم أصب مالا قط هوأنفس عندي منه. فقال صلى الله عليه وسلم: (ان شئت حبست أصلها وتصدقت بها).. (فتصدق بها عمررضي الله عنه في الفقراء, وفي ذي القربى , وفي ذي الرقاب, وفي سبيل الله, وأبن السبيل...) {رواه مسلم**.
وفي خلافته رضي الله عنه أعلن صدقته ودعا نفرا من المهاجرين والأنصارفأخبرهم بذلك وأشهدهم عليه فأنتشر خبرها ، وتسابق الصحابه في وقف كثيرمن اموالهم وحبسها في أوجه الخيروالبر.قال جابررضي الله عنه: (فما أعلم أحدا كان له مال من المهاجرين والانصارالاحبس مالامن ماله صدقه مؤبده لاتشترى أبدا, ولاتوهب, ولاتورث) .
وقد أوقف عثمان بن عفان رضي الله عنه أملاكه بخيبرعلى أولاده كما سبل بئر روما لوجه الله تعالى.
أوقف علي بن أبي طالب رضي الله عنه عيونا من الماء في ينبع. كما أوقف ضيعتين تسمى أحداهماعين أبي نيزر, والثانية تسمى البغيبة، وجاء في وقفها. (بسم الله الرحمن الرحيم هذا ماتصدق به عبد الله بن علي امير المؤمنين تصدق بالضيعتين المعروفتين بعين ابي نيزر، والبغيبة ،على فقراء المدينة وابن السبيل ليقي الله بهما وجهه حر النار يوم القيامة ،لاتباعا ولاتورثا، حتى يرث الله الأرض، وهو خير الوارثين، الاان يحتاج اليهما الحسن او الحسين، فهما طلق لهما وليس لأحد غيرهما) .
وقد اوقفت اسماء بنت ابي بكر- رضي الله عنهما- دارها صدقة حبس لاتوهب ولاتورث.
وتصدقت أم المؤمنين أم حبيبه بنت أبي سفيان - رضي الله عنها – بأرضها التي بالغابه صدقه على مواليها وعلى أعقاب اعقابها حبسا لاتباع ولاتوهب ولاتورث .
وروى البخاري ومسلم عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال : كان ابو طلحة اكثر انصاري بالمدينة نخلآ .... وكان احب امواله أليه بيرحا, وكانت مستقبله المسجد, وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدخلها ليشرب من ماء فيها طيب، فلما نزلت هذه الآيه قال أبوطلحه : يارسول الله أن الله يقول** (لن تنالوا البرحتى تنفقوا مماتحبون) {آل عمران..**
وأن احب أموالي ألي بيرحا، وأنها صدقه لله أرجو برها وثخرها عندالله ، فضعها يارسول الله حيث آراك الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بخ ذلك مال رابح،ذلك مال رابح .. وقد سمعت ماقلت ، وأني أرى أن تجعلها في الأقربين) .
وقال أبوطلحه:أفعل ذلك يارسول الله،فقسمها ابوطلحه في اقاربه وبني عمه..وقد أحتبس خالد بن الوليد - رضي الله عنه – آدراعه وأعتاده في سبيل الله .
والوقف:
هو تحبيس الأصل وتسبيل المنفعة ، وهو صدقة جارية يقفها المرء ويسبلها في حياته لوجوه الخيروالبر، فيستمر اجرهاجاريا ما دامت باقية .
وفي هذا عظيم المنفعة للواقف بأجراء حسنات له في حياته وبعد مماته ، لما في ذلك من فضائل الوقف النافعة التي تعين على الخير والأعمال الصالحة ، وتعين اهل العلم والعبادة ، وتسد حاجات الفقراء والمساكين ، والمرضى والمعوزين ، وترفع راية الدين بنشر العلم النافع ، وبناء المدارس ودور الأيتام .
ويجوز وقف كل ما جاز بيعه وجاز الإنتفاع به مع بقاء عينه ،سواء كان ثابتا كالعقار،او منقولا كالسلاح،والثياب،والسيوف.
ويصح وقف الحلي للبس والإعارة ، فعن نافع قال : (ابتاعت حفصة حليا بعشرين الفاً فحبسته على نساء آل الخطاب فكانت لاتخرج زكاته) .
وافضل انواع الصدقات انفعها وادومها ، ولا يأتي هذا إلآ إذا كانت تلك الصدقة مضمونة البقاء ، تقوم على اساس، وتنشأ من أجل هدف محدد ، وترمى الى غاية شرعية خيرة .
فأغراض الوقف ليست قاصرةعلى الفقراء والمساكين وحدهم ، او دور العبادة والعناية بها فحسب ، بل تتعدّى ذلك الى اغراض اُخرى مثل : دور العلم، والمعاهد الشرعية ، وطلبة العلوم الإسلامية القائمين على شريعة الله ، والمستشفيات ، والمجالات كثيرة ومتعددة .
وقد اوقف صلاح الدين اللأيوبي بلده بلبيس لفك اسرى المسلمين من ايدي الأعداء.
اخي المسلم/ة
تتنوع حاجات الناس العامة للوقف بحسب المكان والزمان ، وأول وقف أوقف في الأسلام هومسجد قباء ، وقال ابن كثير رحمه الله : {لبث رسول الله عليه السلام في بني عمروبن عوف بضع عشرة ليلة ، واسس المسجد الذي أسس على التقوى وصلى فيه ، ثم انتقل الى منازل منازل بني النجارمن الأنصار** .
وإليك انواعاً من الوقف التي لاتغيب عن بالك .
انوع الوقف:
1ـالوقف بإنشاء المساجد ورعايتها والقيام بشؤنها إمتثالاً لقول الله تعالى : {إنما يَعْمُرُمَسَجِدَالله مَنْ ءَامَنَ بِا للهِ وَالْيَوْمِ اَلآخِرِوَأَقَاَمَ اَلصّّلََوةَ وَءَاتَى الزّكََوةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلآّالله فََعَسَى أُُوْلَئكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ المُهْتَدِينَ** ـ [التوبة:18]
وقول النبي عليه الصلاة والسلام : (من بنى مسجداً لله تعالى يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة) [رواه البخاري ومسلم]
2ـالوقف على توزيع الكسوة للفقراء والأرامل والمحتاجين ، فإن بعض السلمين والمسلمات اليوم لا يجدون مايسترون به عوراتهم . وهذا موجود ويستطيع السائل ان يسئل أئمة المساجد .
3ـالوقف على المكتبات العامة كإنشائها وايقاف الكتب الشرعية بها.
4ـإنشاءالمدارس العلمية التي تكفل مجانية التعليم لأبناء المسلمين.
5ـإنشاء المراكز الدولية.
6ـتعبيد الطرق وشقهاوإنشاء القناطر على الأنهار.
7ـحفر الأباروإجراء الماء وقد قال صلى الله عليه وسلم من يشتري بئر رومة وأضمن له الجنة) : {وقدإشتراهاعثمان ـرضي الله عنه وجعلها وقفاً دائماً على المسلمين** وقرى المسلمين اليوم تحتاج الى حفر الآبار ،ومدالأنابيب،وتركيب المضخات..
8ـالأوقاف على الدعاة والوعاظ ؛ بما في ذلك توفير الرواتب والمواصلات والوسائل الأخرالتي تعينهم على آداء اعمالهم.
10ـالأوقاف للمشاركة في الأعلام الإسلامي.ومن المجلاًت العلمية والدعوية التي ترفع لواء التوحيد.
11ـإنشاء الملاجئ والأربطة للعاجزين.
12الوقف على نشر دعوة التوحيد وتبليغ الإسلام ؛وذلك بطبع الأشرطة والكتب وتوزيعها.
إقامة مراكز للمهتدين الجدد في إفريقيا مثلاً.
13ـبناء مراكز الأيتام ورعايتهم والعناية بهم.
14ـالوقف على تطوير البحوث المفيدة والنافعة.
15ـالوقف على جماعات تحفيظ القرآن الكريم التي نفع الله بهم أبناء المسلمين.
16ـالوقف على مدارس تحفيظ القرآن النسائية ، التي بدأت ولله الحمد تنمو وتكبر.
17ـالوقف على رواتب المعلمين والمعلمات محفظي كتاب الله عز وجل.
18ـإطعام الجائعين، وقد رأينا بعضهم في حال المجاعة يسقط ميتاً وهو ينتظر في الطابورليأخذ وجبته من المؤسسات الخيرية. وفي منطقة واحدة حينما ضربت المجاعة الصومال ، كان يسقط ميتاً أمام اعين المؤسسات الخيرية ما يزيد عن أربعين مسلماً كل يوم .
19ـ هداية ضال.فكم من أبناء المسلمين من يعيش في ظلمات الشرك والبدع والخرافات ، وكم من كافر يتلمس طريق الحق ولا يجده! الا ندعم مكاتب الجاليات بأوقاف تعينهم على اداء رسالتهم : (لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرلك من حمر النعم ).
20ـ الوقف على تفريج الكرب . فكم من مسلم لا نام الليل من الهموم والغموم والديون التي لحقته، وكم من مسلمة تحتاج الى ريالات لتسافر في ريارة لإبنها ولاتجد قال صلى الله عليه وسلم ( ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ) ، [متفق عليه]
21ـ إقامة مصانع لتدريب المسلمين وتعليمهم مهن صناعية وإنتاجية تنفعهم.
22ـ الوقف على فك الرقاب، وإعتاق المسجونين الغارمين .. {فَلا إقْتَحَمَ العَقَبَةَ**وَمَآ َأدْرَاكَ مَا الَعَقَبَةُ **فَكُّ رَقَبَةٍٍ**** [البلد].
23ـ إيقاف الأراضي على المقابر لدفن المسلمين بها.
24ـ شراء المصاحف وإيقافها في المساجد ،خاصة خارج المملكة.
أخي المسلم/ة
غالب هذه المصارف متوفرة لدى المؤسسات الخيرية ومدارس تحفيظ القرآن الكريم ولها اوقاف خاصة بها.وقدإتفق العلماء على أن وقف المشاع جائز .
أخي المسلم/ة
لايزال العمل الإسلامي ضعيفاً ويعاني من قلة الموارد . والأوقاف بإذن الله تجعله ينطلق بثبات وقوة.
وقد عرف الصليبيون ان المادة عصب الحياه فأوقفوا مليارات الدولارات على الكنائس و المعابد الوثنية للصد عن سبيل الله، وقل أن تجد مكاناً لاتوجد به كنيسة أو معبد هندوسي أو دار أيتام يُنصّر فيه الناس ويُضلون عن الطريق المستقيم .
ألسنا أولى بهذامنهم؟!
إن الجنة سلعة الله الغالية وما وهبنا الله من أموال هي أمانة في أيدينا فإن أنفقنا وقدمنا لأنفسنا وإلاً رحلنا عنها. وتأمل في حال قارون وكيف أردته أمواله : {فَخَسَفْنَا بهِِ وَبِدَاَرِهِ ألأرْضَ** [القصص ].
والمال الذي في أيدينا على قسمين:
قسم لناوهوالذي نقدمه للآخره وندخره عندالله عزوجل ، وقسم عندنا وهوأمانه ينتظرأصحابه تسليمه إليهم بعدالموت ، وهم الورثه وأصحاب الحقوق..
وكم من مسكين جمع الملايين وكد وكدح في جمعها، ولم يوقف شيئاً منها في حياته ولما توفى رفض ابناءه بناء مسجد واحد له من هذه الملايين!
وكم من مُدرسه يأتيها مرتب جيد كل شهرولها سنوات طويله تعمل ولم توقف لنفسها شيئاً!
بل جل أموالها في الطعام والشراب والفساتين والحلي!..
أخي المسلم ، أختي المسلمة..
إن من شكرنعم الله عزوجل أن نتذكرحال آبائنا وأجدادنا قبل سنوات قريبه حيث أصابهم الجوع ، ولازمهم ضيق ذات اليد وقلة الموارد ، وقلّ منهم من يأكل وجبتين في اليوم الواحد..
*( وأنا أشهد بذلك حيث أصابنا من هذا العهد علي آخره فقط كنا نأكل التمر القديم وبه الدود الاصفر اللذي يتلوى فقد كنا نزيله ونأكل التمر ونحمد الله ان من الله علينا به وكذلك نجمع العيش الناشف وصنع منه مرق ويكون وجبة دسمة بحمد الله وغيره كثير كثير الله المستعان ، فما يعرف قدر النعمة الا فاقدها!!!!!!!!!! ).*
ولقد منّ الله عزوجل علينا بنعم عظيمه : من سعة الارزاق ، وكثرة في الأموال ، ورغد من العيش ، فيا ترى كيف الحال وقد أبدل الله الفقر بالغنى ، والجوع بالشبع ، والخوف بالأمن..
فيا من خلقك الله للعباده وابتلاك بالمال ، لاتزال تسير في هذه الحياة حتى يأتيك هادم اللذات ، ومفرق الجماعات ، شئت أم أبيت عاجلاً أم آجلاً . إما في سن الشباب أو عند الهرم والشيخوخه... كلها سنوات قليلة ، وترحل من فوق الأرض إلاتحت الأرض. فمن أين لك بالحسنات تجري عليك؟؟!
إنها الأوقاف التى تدفع إليك الحسنات في وقت أنت احوج ماتكون..عليك بدريهمات قليلة فاجعلها
لك ذخراً : إمامصحفاً تقفه ، أو كتاباً نافعاً تنشره ، أولبنة في بناء ، أو إسهاماً في مشروع ينفع الإسلام والمسلمين..
إنه عمل من أعمالك في الدنيا تجرى عليك حسناتُه وأنت في قبرك ، وهذه منّة من الله وفضله أن جعل العبد يسعى فيمالا ينقطع فيه أجره بعد مماته.
ويا من أوقفت من مالك لوجه الله تعالى ...أبشربإنشراح الصدر، وسعة في الرزق، ونماء في الأموال، وطمأنينة في الدنيا. فإنك تعمل وتقدم للآخرتك وسوف تسربما تقدم..
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
الهوامش:
[1] - أخرجه مسلم واللفظ له وابن ماجة والترمذي وأبو داود وأحمد.
[2]- أخرجه البخاري واللفظ له، والبيهقي، والنسائي، والدارقطني. والبيهقي
[3]- أخرجه البيهقي في سننه الكبرى ج 6 ص 160
[4] - أخرجه البخاري في صحيحه.
[5]- هذا الحديث قد أخرجه البخاري في صحيحه في باب الوقف وكيف يكتب، من كتب الوصايا. كما أخرجه مسلم في صحيحه وأبو داود والنسائي والترمذي في جامعه
واصلي واسلم علي خير خلقك وصفوتهم السراج المبين والبشير النذير وعلي آله الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين وتابعيهم بأحسان الى يوم الدين وعنا معهم بمنك وكرمك انك نعم المولى ونعم النصير..