"10" وسائل للمداومة على العمل الصالح بعد رمضان
وماذا بعد رمضان ؟ كنت في رمضان في إقبال على الله ..أُكثر من النوافل ..أشعر بلذة العبادة .. وأكثر من قراءة القرآن الكريم .. لا أُفرط في صلاة الجماعة .. منُقطعا عن مشاهدة ما حرم الله .. ولكن بعد رمضان فقدت لذة العبادة التي أجدها في رمضان ولا أجد في ذلك الحرص على العبادة .. فكثيرا ما تفوتني صلاة الفجر مع الجماعة ... وانقطعت عن كثير من النوافل وقراءة القرآن .. وووووووو ....
فهل لهذه المشكلة من حل أو علاج ؟!
إليك أخي "10" وسائل للمداومة على العمل الصالح بعد رمضان
1- أولاً وقبل كل شي طلب العون من الله – عز وجل - على الهداية والثبات وقد أثنى الله على دعاء الراسخين في العلم " رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ "
2- الإكثار من مُجالسة الصالحين والحرص على مجالس الذكر العامة كالمحاضرات والخاصة كالزيارات .
3- التعرف على سير الصالحين من خلال القراءة للكتب أو استماع الأشرطة وخاصة الاهتمام بسير الصحابة فإنها تبعث في النفس الهمة والعزيمة .
4- الإكثار من سماع الأشرطة الإسلامية المؤثرة كالخطب والمواعظ وزيارة التسجيلات الإسلامية بين وقت وآخر .
5- الحرص على الفرائض كالصلوات الخمس وقضاء رمضان فان في الفرائض خير عظيم .
6- الحرص على النوافل ولو القليل المُحبب للنفس فان أحب الأعمال إلى الله < أدومه وإن قل > كما قال صلى الله عليه وسلم .
7- البدء بحفظ كتاب الله والمداومة على تلاوته وأن تقرأ ما تحفظ في الصلوات والنوافل .
8- الإكثار من ذكر الله والاستغفار فإنه عمل يسير ونفعه كبير يزيد الإيمان ويُقوي القلب .
9- البعد كل البعد عن مفسدات القلب من أصحاب السوء و أجهزة التلفاز والدش والاستماع للغناء والطرب والنظر في المجلات الخليعة .
10- وأخيرا أوصيك أخي الحبيب بالتوبة العاجلة .. التوبة النصوح التي ليس فيها رجوع بإذن الله فإن الله يفرح بعبده إذا تاب أشد الفرح .
أخي المبارك لا تكن من أولئك القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان لقد قال فيهم السلف " بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان " وداعاً أيها الحبيب إلى رمضان آخر وأنت في صحة وعافية واستقامة على دين الله إن شاء الله .
هذه وصايا قيمة مفيدة لمن قرأها وعمل بها فنوصي بنشرها والحرص على تطبيقها رجاء الانتفاع والتلذذ بالعبادة .
قاله وكتبه عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عضو الإفتاء 13/10/1415هـ
منقول
ماذا بعد رمضان؟
بقلم: عبد الكريم رشيد أبو مديغم
ها هو رمضان قد انتهى، فمن كان يعبد رمضان فإن رمضان قد فات، ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌّ لا يموت.
لقد انتهى شهر الصيام، إنتهى شهر القيام، إنتهى شهر القرآن، ربح فيه من ربح، وخسر فيه من خسر، فليت شعري من المقبول منا في رمضان فنهنّيه، ومن المحروم المطرود منا فنعزيه، ولقد صدق الشاعر عندما قال:
فيا عين جودي بالدمع من أسفٍ على فراق ليالٍ ذات أنوارِ
على ليالٍ لشهر الصوم ما جُعلت إلا لتمحيص آثامٍ وأوزارِ
ما كان أحسنُنا والشمل مجتمعٌ منا المصلّي ومنا القانت القاري
فابكوا على ما مضى في الشهر واغتنموا ما قد بقي إخوتي من فضلِ أعمارِ
لقد ودعنا شهر رمضان، شهر العتق من النيران، فهل نكون ممن أعتقهم الله فيه من النيران وأدخلهم برحمته الجنان، ونسأل الله أن نكون منهم؛ أم نكون من الذين حظّهم من صيامهم الجوع والظمأ، ونصيبهم من قيامهم التعب والسهر، ونعوذ بالله أن نكون منهم.
اللهم اجعلنا من عتقاء شهر رمضان، اللهم إنا نسألك الجنان، اللهم إنا نعوذ بك من النيران.
أخي المسلم..
عهدناك في شهر رمضان منيباً إلى ربك، تائباً من ذنبك، راغباً في رحمته وثوابه، خائفاً من نقمته وعذابه. عهدناك في رمضان محافظاً على أداء الصلوات في أوقاتها، حريصاً على شهود الجُمع والجماعات، ومقبلاً على مجالس العلم. فليت شعري على أي شيءٍ عزمت بعد انقضاء رمضان، أتراك بعدما ذقت حلاوة الطاعة تعود إلى مرارة العصيان، أتراك بعدما حُسبت في عِداد المصلين تترك الصلاة عماد الدين؟ هل يليق بك بعدما كنتَ من جملة الطائعين المرحومين أن تصير في زمة العاصين المحرومين؟.
لقد رأينا في شهر رمضان الكريم ما يُثلج صدر كل مؤمن غيور على دينه، من إقبالٍ على الطاعات وعمارةٍ للمساجد وتنافسٍ في الخيرات، وهكذا يجب أن تُعمر مواسم الخير والرحمة، فمن لم يغفر له في رمضان متى يُغفر له؟ ومن لم يعتقه ربه من النار في تلك الليالي المباركة فمتى ينجو منها؟
مسكين كل المسكنة من أدرك ذلك الموسم العظيم ثم لا يظفر من مغانمه بشيء، ما منعه من هذا الأجر إلا التفريط، والإهمال والكسل والتسويف وطويل الأمل.
ينبغي أن يستفيد المسلم مما قدّمه في رمضان، وأن يكون حاله بعد رمضان خيراً من حاله قبله. وإنّ من علامات قبول الحسنة أن تأتي بحسنة بعدها، ومن علامات بُطلان العمل وعدم قبوله: العودة إلى المعاصي بعد الطاعات.
إنني أحب أن أوجّه هذه الأسئلة إلى نفسي أولاً ومن ثم إليكم، وكلٌّ منّا يجيب عليها بنفسه ولنفسه:
· هل مرّ بك يوم بعد رمضان مثل أيام رمضان؟
· هل مرّت بك ليلة كليالي رمضان؟
· هل تمتعت بمصحفٍ كما تمتعت في رمضان؟
· هل أسعدت قلبك بذكرٍ أو دعاء أو ببكاء كما كان حالك في رمضان؟
أيها الأخوة.. لئن انقضى شهر الصيام، فإن زمن العمل لا ينقضي إلا بالموت، ولئن انقضت أيام صيام رمضان فإن الصيام لا يزال مشروعاً ولله الحمد في كل وقت. فلقد سنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم صيام يومي الاثنين والخميس فقال: "إن الأعمال تُعرض فيهما على الله تعالى، فأحبّ أن يُعرض عملي وأنا صائم". وأوصى أبا هريرة رضي الله عنه بصيام ثلاثة أيام من كل شهر (الأيام البيض)، كما سنّ صيام ستة أيام من شوّال، وصوم يومي عاشوراء وعرفة.
لئن انقضى قيام ليالي رمضان، فإن قيام الليل مشروع في كل ليلة من ليالي السنة ولله الحمد. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الأخير، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له؟.
نعيش هذه الأيام ليالٍ حُبلى بالآلام سلبت فرحة العيد من عيون الأطفال، وأورثت في قلوبنا مرارة الألم، ونحن ننظر إلى المكائد التي تُكاد للإسلام في كل مكانٍ وزمان، كان بودنا أن نفرح في عيد الفطر ولكن آلام المسلمين تُدمي القلب. نحن نفرح حقاً يوم تعلو كلمة الإسلام في دنيا الناس، ويوم تكون كلمة الله هي العليا وكلمة أعدائه السفلى، أما قبل ذلك فستظل الأعياد باهتةً خاوية لا معنى لها، وسنظل نردد قول الشاعر الذي قال في إحدى قصائده:
قالوا عجبنا ما لشعرك باكياً في العيدِ؟ ما هذا بشأن معيِّدِ
ما حيلة العصفور قصوا ريشه ورمَوه في قفصٍ وقالوا غرِّدِ
نعم.. في هذه الأيام أمة الإسلام كمثل العصفور منتوف ريشه ومقصوص جناحاه، لا نستطيع أن نغرّد في الأعياد حتى نرى أمتنا كما أرادها الله تتبوأ مكانها تحت الشمس، ولكن الذي يعزّينا ويملأ قلوبنا بالثقة والأمل والرجاء هو عودة الشباب إلى دينهم، فهم يعودون إلى الإسلام بالآلاف. أنظر إلى المساجد من يعمرها؟ كان الذين يرتادون المساجد قديماً الشيوخ الكبار، أما الآن فرواد المساجد معظمهم من الشباب.
أنظر إلى مواسم الحج والعمرة، كان الناس قديماً يختمون حياتهم بالحج، فإذا اقترب الإنسان من القبر قال: الحج هو تمام الأمر وختام العمر. الآن في هذه الأيام معظم الذين يزحمون مواسم الحج والعمرة هم من الشباب ولله الحمد والمنة أولاً وآخراً.