الثقافة الإسلامية ....
هي الحصيلة العلمية الناتجة عن دراسة وفهم النصوص الشّرعية المتعلقة بالعقيدة والشّريعة والأخلاق الإسلامية من مصادر القرآن والسنة النبوية المطهرة.
الثقافة في اللغة:
يقال: ثقف فلان ثقفا: صار حاذقا فطنا،
وثقف العلم والصناعة: حَذَقهما،
وثقف الشيء: أدركه وفي التنزيل العزيز: ( واقتلوهم حيث ثقفتموهم )
وثقف الشيء: أقام المعوج منه وسواه ،
ويقال: تثقّف على فلان، وتثقّف في مدرسة كذا بمعنى أخذ الثقافة عن فلان.
فمعنى الثقافة في اللغة تدور حول: الحذق والفطنة والإدراك والتحصيل وإقامة المعوج.
ان طلب العلم فريضة شرعية في كل الأوقات وفي كل الأحوال،
لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (طلب العلم فريضة على كل مسلم )
والإسلام يأبى على المسلم أن يكون كالببغاء أو كالوعاء الأجوف يوضع فيه كل شيء دون أن يعلم كل صغيرة وكبيرة عن أي شيء .
إن الاسلام دين مبني على الايمان و العلم والقناعة ، لا على الجهل والإكراه .
والتفقه في دين الله ، دليل الخيرية وفي الحديث: (من يرد الله به خيرا يفقه في الدين) صحيح البخاري
والتفقه بالدين ، مصحوب باستشعار الرقابة الإلهية التي تقتضي الالتزام بالعمل الصالح والقول النافع البعيد عن الإثم والمخالفة الشرعية .
قال تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) ق :18
وهذا العالم بأحكام دينه وصاحب البصيرة في الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة
يحمل ثقافة عالية في هذا الجانب ، ويتيح الفرصة لدى الذين لا يملكون القدرة على التعلم والتفقه في استخلاص الثقافة الواعية والحاذقة والسليمة منه.
أن التخصص في علوم الدين ، يتيح المزيد من نهل الثقافة الإسلامية من معدنها ومصدرها الأصيل عن طريق التفرغ لذلك ،
ويكون هذا عن طريق القراءة الدائمة للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وكتب الدين بشكل عام، وكذلك حفظ الأحاديث الصحيحة وتعلمها ونقلها للناس،
لقول النبي: (نضّر الله امرءا سمع مقالتي فأداها كما سمعها فرب مبلغ أوعى من سامع) رواه الترمذي،
ان الثقافة الاسلامية ، تواجه العديد من المشاكل المتمثلة في الثقافات البديلة المستوردة.
فالقانون المستورد ......
الذي يهيمن على بعض الدول الاسلامية ، هو بعيد عن روح الشريعة الاسلامية ،
ودراسة هذا القانون والعمل به ، يؤدي إلى اضمحلال الثقافة الإسلامية في هذا الجانب
ونمو الثقافة القانونية البديلة أو التي يراد لها فعلاً أن تكون البديلة .
إن غياب شمس الشريعة الاسلامية ، في هذا الجانب الهام من جوانب الحياة للافراد المسلمين
هو كفر وظلم وفسق.
قال تعالى:
( فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) المائدة : 44 .
وقال جلّ جلاله :
( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) المائدة : 45
وفي محكم التنزيل:
( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) المائدة : 47
ومن القانون الى التعليم........
الذي وكما هو واضح في كل المراحل ، في الكثير من الدول الاسلامية،
ينحو بخطوات ماكرة ومدروسة الهدف نحو النيل من الثقافة الإسلامية كثقافة مهيمنة عميقة.
فالمناهج في غالبيتها، يراد لها أن تكون مقطوعة العلاقة بالثقافة الإسلامية والصبغة الشرعية .
وفي هذا جناية على الإسلام ، الذي لا يفرّق بين مادة وأخرى فالشريعة الإسلامية يجب أن تكون واضحة الأثر في كل ما يشكّل عقلية وثقافة الجيل ، في مختلف العلوم ، فلا معنى لفصل الدين عنها.
وكيف لا..... وقد خلق الله الانسان و سخر له الكون وما فيه من نعم ،
فعلاقة الانسان مع الكون هي علاقة تفاهم انسجام ......لا علاقة عداء وتصادم وانفصال.
أما مشكلة الإعلام .....
فالاعلام في غالبيته بعيد عن روح الشريعة الإسلامية ،
ويؤدي دوراً تغريبياً مفسداً ومضاداً للشريعة الإسلامية في غالب الحالات .
والإعلام ينهج بخطوات حثيثة نهج الغرب،
أحياناً بدوافع خبيثة ومقصودة ، وأحياناً بهدف الربح المادي غير المنضبط بضوابط دينية أو أخلاقية.
والثقافة الاسلامية ....
ثقافة متوازنة وأصيلة وتنسجم مع الفطرة السليمة،،،
تواجه عداءا من هذه الثقافات البديلة التي تحاول تشويها بشكل متعمد ، سعيا الى ان تكون هي البديلة والمهيمنة
ونتائج ذلك على المجتمع المسلم ........................الذوبان وضياع الهوية الاسلامية
أما.......
كيف نستطيع أن نحافظ على الثقافة الإسلامية بصورتها المشرقة ،
فيكون ذلك من خلال قراءة القرآن وتفسيره ، وقراءة الاحاديث وكتب العلم الشرعي،
ومن خلال الاعتزاز بالشخصية الإسلامية المنتمية لدين الإسلام انتماءً مبنياً على العلم والوعي، لا على مجرد الوراثة لعادات وتقاليد الآباء والأجداد.
لان الضربة القاضية التي تقصم ظهر الأمة.......
تأتي من خلال اهتزاز ثقتها بنفسها......
من خلال شكها في قدراتها وبموروثاتها......
ويجب علينا ان نضع باعتبارنا .......
ان غياب القيم الاسلامية القائمة على الحق والعدل و الصبر والقوة والجهاد والنضال والبطولة تحت أية ذريعة كانت.....
سوف يطمس وجودنا بأكمله ويجعلنا...... قطعاناً من الغنم .
ورغم كل ذلك ....... فما زال بيننا والحمدلله ...
من له شغف بالتعمق في العلم والدين .....
وقد نجد هذا فقط لدى بعض الناس دون غيرهم ....
أما غيرهم.... فينطبق عليهم بيت الشعر :
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله***** وأخو الشقاوة بالجهالة ينعم!
نعم .... ذو العلم يسعى دوما الى مزيد ومزيد من العلم....
لأن من تعود البحث والتعلم ، لن يجد الراحة طالماً كان بعيداً عن هذا ...
فهو يجد متعة حقيقية تجتاح نفسه، وكأنها مكافأة ذاتية ،
عندما يلتقط المعلومة من العالمين بالدين، أو يفهم شيئاً من تفسير القرآن او الاحاديث النبوية. ....
وينتابه شعور عارم بالرضا والسعادة.
هذا هو نعيم العلم .......