الواقع انني حائرة بين أمرين واذا صح التعبير بين اسلامين.أنا طالبة بكلية الطب.منذ السنة الماضية التحقت بأحد المستشفيات للتدريب و قد حاك في صدري اضطراري للمس الرجال للتعلم و الاختلاط المستهتر بين الأطباء و المبيت بالمستشفى مع الرجال .الحمد لله أنني من أسرة متدينة ووالداي شجعاني على طلب العلم ابتغاء لوجه الله و لنصرة الدين "هكذا كانت نيتي في البداية".
أظن انها من عند الله انني التقيت بأخوات غاية في التدين و الالتزام و أعجبت بحجابهن الكامل و معاملتهن.و نبهنني أن ما أفعله مخالف للشريعة من اختلاط و لمس للرجال,فكانت كالصدمة بالنسبة لي لأنني دائما اعتبرت نفسي متدينة أمشي في طريق الله. فبحتث في فتاوى الفقهاء و أقوال السلف و السنة فاقتنعت أنهن على صواب وقررت أن أترك شيئا أحبه لله و ألتزم بالحجاب الكامل علما أنني ممنوعة من لبسه في المستشفى و أيضا لبس عباءة.مقتنعة أن الله سيعوضني على ذلك.
و فعلا قبل أن أن أنفذ قراري تقدم لخطبتي أخ احدى تلك الصديقات الصالحات وهو شاب في غاية التدين و الأخلاق و شجعني كثيرا على لبس النقاب و الاقلاع عن الاختلاط. ولكن المشكلة أن والداي رفضا بشدة التخلي عن الدراسة ووصفاني بالمتشددة و أن هذا ليس من الاسلام في شيء و أن الاسلام دين يسر.وقد وصل الأمر الى نعتي بالحمقاء و ان أحدهم لعب بعقلي و حذرتني أمي من أن أبي مريض و ان تماديت في هذا فقد أكون السبب في وفاته و أنه لا ينام الليل يفكر في مستقبلي. و اشترطا على ذلك الشاب ان أراد زواجي أن يتركني أعمل في مكان مختلط و ان لا ارتدي النقاب رغم أنه عرض نقلي لبلد اخر لأدرس في جامعة ليس بها اختلاط الا أن والداي عارضا وقالا أنه يجب علينا ان نعيش مع الواقع لا أن نهرب منه
و انا أحب والداي جدا فكيف أرضي الله ثم والداي و أي الطرفين أحق.."أي الاسلامين أصح" اعينوني جزاكم الله خيرا