السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل خوارق العادات التي يجريها الله على أيدي الأنبياء تسمى معجزات؟
قال الشيخ صالح العثيمين رحمه الله تعالى في تفسيره لقوله تعالى : ** قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّيَ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ ** [آل عمران : 41] :
" والآية في اللغة ؛ العلامة ، وآيات الله -عز وجل- كونية وشرعية ، والأنبياء - عليهم الصلاة والسلام- أيدوا بماذا ؟ بالآيات الدالة على صدقهم ، الآيات الكونية والآيات الشرعية ، وكثير من الناس يسمي آيات الأنبياء "معجزات" ، وهذه التسمية وإن اشتهرت على الألسن لكن فيها قصورا ، والتعبير الصحيح السليم أن نسميها " آيات" ، كما سماها الله ، نسمي ما يحصل من خوارق العادات على أيدي الأنبياء نسميها "آيات " ، ولهذا لا تجد آية في القرآن سمى الله هذه الخوارق معجزات ، أبدا ، بل كان يسميها " آيات" ؛ علامات على الصدق ، أما "معجزات" فهي قاصرة ، لأنها لو أخذناها على ظاهرها لشملت ما يأتي به السحرة ، أو ما تأتي به الجن ، لأن ما يأتي به السحرة والجن معجز وَلاَّ لا ؟ معجز ، لكن هل هو آية ؟ لا ، لهذا كان التعبير الذي في القرآن خيرا من التعبير الذي عَبَّر به بعض العلماء في تسمية خوارق العادات التي يجريها الله على أيدي الأنبياء " معجزات".
من " تفسير سورة آل عمران "