مسألة: {فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ** 4. من قراء بتنوين الجزاء
ورفع المثل فقراءته ظاهرة. لأن الجزاء الواجب موصوف بكونه مماثلا لما قتل من النعم. وأما من أضاف الجزاء للمثل فقراءته مشكلة. لأن الواجب جزاء نفس المقتول، لا جزاء مثل المقتول.
الجواب: إن هذا الإشكال يرتفع بأن لا يقدر مثل بمعنى مماثل، كما هي في تلك القراءة، بل يقدر مراد بها ذات الشيء ونفسه بمنزلتها في قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ** 1 وقول الشاعر:
على مثل ليلى يقتل المرء نفسه
أي على ليلى بدليل قوله:
وإن بات من ليلى على اليأس طاويا2 [الطويل]
وقد جاء ذلك أيضا في المثل، قال الله تعالى: {كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَات** 3 وذلك لأن المثل والمثل بمعنى كما أن الشبه والشبه كذلك