من أشد أنواع الربا ، وهو ربا الجاهلية .
مثاله : أن الرجل يكون له على الرجل المال المؤجل فإذا حل الأجل قال له : أتقضي أم تربي فإن وفاه وإلا زاد هذا في الأجل وزاد هذا في المال فيتضاعف المال والأصل واحد .
أو يقول المدين : أخّر عني ديني وأزيدك على مالك ، فيفعلان ذلك .
وهذا من أشد الربا ، لقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) .
قال ابن الجوزي : قال أهل التفسير : هذه الآيات نزلت في ربا الجاهلية ، قال سعيد بن جبير : كان الرجل يكون له على الرجل المال ، فإذا حل الأجل ، فيقول أخّر عني وأزيدك على مالك ، فتلك الأضعاف المضاعفة .
وقال زيد بن أسلم ـ رحمه الله ـ: كان ربا الجاهلية أن يكون للرجل على الرجل الحق إلى أجل، فإذا حلَّ الحق قال لغريمه: أتقضي أم تربي؟
فإن قضاه أخذه وإلا زاده في حقه وأخَّر عنه الأجل.
وهذا النوع من الربا مجمع على تحريمه بل إنه معلوم من دين الإسلام بالضرورة.
قال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله - : هذا الربا مجمع على تحريمه وبطلانه، وتحريمه معلوم من دين الإسلام كما يعلم تحريم الزنا والسرقة