بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن سباب المؤمن كقتله، وهذا أمر معلوم، فإن الإنسان إذا أطلق لسانه في عرض غيره فإن هذا مما يشابه استباحة دم الإنسان، ومعلوم أن الإنسان لا يمكن أن يقدم على إراقة دم غيره إلا وقد تسبب قبل ذلك أحد من الأطراف باستباحة عرضه، ومعلوم أن القتل لا يأتي إلا عن طريق اللسان، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في المسند والسنن من حديث معاذ بن جبل: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما قال معاذ: (أنحن مؤاخذون بما نقول؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم)، يعني: أن حصائد الألسنة هي التي تكب الإنسان في النار، وتتسبب بالفتنة، ولهذا لا يمكن أن تقع الفتنة من أعلاها وأدناها إلا بسبب إطلاق العبارة.
لقسم : محاضرات مفرغة
الكتاب: كيف نتعامل مع الفتن
المؤلف: عبد العزيز بن مرزوق الطّريفي
المصدر: الشاملة الذهبية