الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
1- من السنة أن يبدأ المرسل بذكر اسم نفسه، ثم من أرسل إليه؛ لقوله ﷺ: "من محمد عبدالله ورسوله"، لكن لاحظ أن العلماء الأجلاء يتركون هذه السنة للتأليف، فيقولون: إلى فلان بن فلان من فلان بن فلان، وأرى هذا في مكاتبات ابن تيمية.
1/45
2- وهذا الذي ابتلي به كثير من الناس اليوم، يلاقيك وهو لا يعرفك فلا يسلِّم... لكن في مثل هذه الحال هل تمسك يده، وتقول: لماذا لم تسلِّم؟ أو تتركه يمشي؟ الجواب: أنا أرى أنك تمسكه وتقول: لماذا لم تُسَلِّم؟!
1/65
3- ثم قال رحمه الله: وقلنا لماذا لم تُسلِّم؟! فقد يصفرُ وجهه فَرَقاً، فيقول: أنا غافل، فنقول: كيف كنت غافلًا وأنت ترى رجالًا أمامك يمشون؟! وعندي أنه لن ينساه أبدًا في حياته، ويسلِّم –إن شاء الله- في المستقبل على من عرف ومن لم يعرف.
1/66
4- كأني أظن الذي يتخذ خاتمًا يكون في نفسه شيء من الانتفاخ، لاسيما إن جعل عليه فصًّا كعمامة الرأس! لكن على كل حال لباس الخاتم من الفضة مباح.
1/238
5- ولا يجوز الحسد حتى للكافر؛ لأن الحسد فيه نوع اعتراض على قضاء الله وقدره.
1/276
6- لا ينبغي أن يُخاطب الأمراء بالجلف؛ لأن الأمراء آنافهم رفيعة، وعندهم من الكبرياء ما يجعلهم يردّون الحق إلا إذا خوطبوا على وجه اللين، وأنت لم تتواضع لهذا الأمير إلا لرفعة الحق، لاتريد أن تخضع له.
1/359
7- ولهذا أحثُّ طلبة العلم على أن يحاولوا قبل كل شيء فهمَ الكتاب والسنة من عندِ أنفسهم، ثم بعد ذلك يعرضون ما فهموه على ما فهمه سلف الأمة، فإن طابق فهو من نعمة الله تعالى، وإن خالف فالصواب مع السلف، أما كون الإنسان كلما أراد معنى آية ذهب لكتب التفسير فإنه يبقى لا يعرف القرآن، ويكون إمَّعة، ولا يقول إلا قول من سبقه، لكن ما دمت طالب علم فحاول أولًا أن تفهم النص بنفسك، ثم تعرض ما تفهم على مَن سلف من العلماء.
1/387
8- كنّا في الأول قبل أن يشتهر القول بأن الثلاث [طلقات] واحدة = لا نسمع إلا بعد السنة والسنتين أن رجلًا طلّق زوجته ثلاثًا، أما الآن فخذ الطلاق الثلاث في كل مناسبة ولو بأدنى شيء!
1/445
9- رأي العلامة العثيمين في الوضوء من ماء البرادات الموقفة:
قلنا: في هذا تفصيل، فإذا كانت البرَّادات تتغذى بماء محصور فلا يجوز؛ لأن هذا فيه إنفاد للمال في غير ما أُريد به، أما إذا كانت تتغذى من المشروع العام فالظاهر أنه لا بأس به ما لم يكن في ذلك تضييق على الشاربين، بحيث يُعلم أنه إذا استُنفد الماء البارد صار الباقي حارًّا على الناس، فهذا لا يجوز.
1/484
10- نصيحة ذهبية من العلامة العثيمين في فقه الفتوى في الأمور المستجدة:
وبناءً على ذلك: فإنه ينبغى للإنسان أن يكون واسع الأفق في الأمور المستجدة، فلا يردها من حين أن يستنكرها؛ لأن بعض الناس من حين أن يأتي شيء نستنكر ينبري لردّهِ وإطلاق أنه بدعة وأنه حرام وما شابه ذلك، والواجب: أن يكون صدرك مُتسِعًا، وأن تكون واسع الأفق، وأن تنظر في هذا الأمر الذي حدث: أقواعدُ الشريعة تقتضي بأنه منكرٌ فأنكره، أو أن الأمر في ذلك واسع، فوسِّع على عباد الله خصوصاً الأمر الذي يُبتلى به الناس، فإنه كلما اشتد ابتلاء الناس به فإنه ينبغي للإنسان أن يتحرى فيه أكثر، وأن يسلك طريق التيسير أكثر؛ لأن الناس إذا ابتٌلوا به فسوف يفعلونه، لكن كونهم يفعلونه على أنه حلال وتطمئنُ قلوبهم بذلك خير من كونهم يفعلونه على أنهم عصاة لله عز وجل، وأنهم يُنابذون الله سبحانه وتعالى.
وهذه من القواعد التي يغفل عنها كثير من الناس، ولقد لقّننا إياها شيخنا عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله، وقال: هناك فرق بين الشيء الذي يُبتلى به الناس ويصعب صدهم عنه، وهو ليس أمرًا معلومًا من الدين تحريمه مثلًا، فهذا ينبغي على الإنسان أن يسلك فيه الطريق الذي يجعله غير شاق على الناس، وهذا حق؛ لأنه كلما دعت الضرورة إلى الشيء كان التيسير فيه أَولى، بل إن الله تعالى جعل المُحَرَّم التحريم القطعي إذا دعت الضرورة إليه ارتفع التحريم، فقال: (وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ) (الأنعام:119)، وهذا ما لم يكن الشيء ظاهرًا كونه معصيةً، أمّا إذا كان كونه معصيةً ظاهرًا فلا بُد من إنكاره وإن ارتكبه الناس، والإنسان إذا نصح لله ولرسوله يسر الله قبول قوله للناس، وأخذوا به.
1/540
11- إذا جاءك إنسان وأدركت منه أنه يريد أن تحدثه عن شيء وقع، وأنه يتشوف لذلك، فإن من هدي النبي ﷺ أن تقصّ عليه، وكذلك إذا عرفت منه أنه يريد أن يسأل عن حياتك الشخصية مثلًا..فكل شيء ترى أن أخاك يتطلع إليه (وليس عليك فيه ضرر) فينبغي أن تطيب خاطره وقلبه ببيانه.
1/634
12- نخشى بسبب التوسّع وكثرة الخادمات أن تُضْرِب النساء فيما بعد! وأن تقول [لزوجها]: أصلح عشاءك بيدك، واغسل البيت، وهي نائمة على السرير، وهذا الرجل المسكين يكدّ!
1/709
13- إذا كنتَ في بلد فالبس لباسهم ما لم يكن محرمًا... لكن الناس الآن توسّعوا بعض الشيء.. بل بعضهم يرى أن هذا من باب العزة ألّا يخنع لعادات البلد التي قدم عليها، لكن الأفضل أن يكون مثل الناس.
2/52
14- من لطائف استطرادات العلامة ابن عثمين:
وقوله ﷺ: "إنه لندب بالحَجَر" أي أنه ضربه حتى أثّر فيه، لكن هل يؤخذ من هذا الحديث ما نقعله بصبياننا إذا عثر بحجر جعلنا نضرب الحجر أمامه حتى يسكت؟ لأن الصبي إذا عَثَر بشيء وقلت: سنضربه، ثم قمت تُخبِّط على الذي عثر به سكت، فهل نقول: لعل هذا يكون أصلًا لعملهنا؟
الجواب: فيه احتمال، لكن قد يقول قائل: تصرُّف الحجر هنا تصرف من يعقل؛ لكونه هرب به، ثم يدعوه، ثوبي يا حجر! لكن لا يبالي به، وهذا يدل على أنه فَعَل فِعل العاقل، ومع ذلك نقول: عند الصبي أن هذا الذي عثر به أو سقط عليه أنه عاقل، فلو سقط عليه الحجر وما أشبه ذلك ظنَّ أنه عن قصد.
ولكن هل يُحسن بنا إذا رأينا الصبي سيسكت إذا هدَّأناه بهذا أن نفعل؟
الجواب: الظاهر: نعم، ما دمنا نُطيب قلبه، ويعرف أنه الآن اقتصَّ لنفسه.
15- وقول عائشة رضي الله عنها: "فأخذت ثياب حيضتي" هذا يدل على أن من النساء من تُعِدُّ لحيضتها ثوبًا معيّنًا.
2/108
16- وحدّثني شيخنا عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله قال: كانت عصاي معي بيدي، وكنت أقلّب الأرض أبحث عنها!
2/207
17- قال العلامة العثيمين في فوائد حديث عمار في التيمم وقوله لعمر رضي الله عنهما: "إن شئت لم أحدّث به":
18- قال العلامة العثيمين في فوائد حديث عمار في التيمم وقوله لعمر رضي الله عنهما: "إن شئت لم أحدّث به":
هل يؤخذ من هذا أن ولي الأمر إذا منع عالمًا من التحديث أنه يطيعه في ذلك؟
قلنا: هذا إذا وُجِد والٍ كعمر!
وفي المكان المشار إليه مزيد تفصيل من الشيخ.
2/232
19- بعض "البياجر" لها صوت رفيع، فيشوّش على الناس، ولهذا يقال إن بعض الأئمة في بعض المدن يقول: استووا، وأقفلوا البياجر، وهذا صحيح؛ لأنها تشوّش!
2/295
20- رجوع العلامة العثيمين رحمه الله للحق، وقصة طريفة له في مسجده!
والذي عندي في هذه المسألة: أن الإمام لا يُفرق بين التكبيرات، وأن هذا هو السُنة؛ لأنه لو كان يُفرق لنُقِل، وغاية ما رأيت من كلام العلماء أنهم قالوا: ينبغي أن يطيل التكبير إذا هوى من القيام إلى السجود، أو إذا رفع من السجود إلى القيام، وذلك لطول الفصل بينهما، ومع هذا ففي النفس من هذا شيء.
فإن قال قائل: هذا لا يريح المأمومين!
قُلنا: هو لا يريحهم أوّل مرة، لأنه إذا جرت العادة عند أكثر الأئمة أن يُفرقوا بين التكبيرات، فهذا المأموم يتابع، ومتى تغيرت التكبيرة عليه عرف أنه جالس أو قائم، لكن إذا لم تختلف التكبيرات عليه صار يشدُّ نفسه؛ لئلا يقوم في محل الجلوس، أو يجلس في محل القيام، فيعتبَ الناس عليه، وإذا تمرن الناس سَهُل عليهم.
وكنت أنا في أول إمامتي في المسجد أفعل ما يفعله الناس، فعند الجلوس يكون له تكبير خاص، ثم نبهني بعض الإخوة الذين جاؤوا من المدينة حين زارني، وقال لي: لماذا تفعل هذا الشيء؟ هل عندك بذلك أثر؟ قلت: لا، لكني تَبِعت غيري، فقال: ليس هناك أثر، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ففعلت، وفي أول مرة قالوا لي: سبحان الله! سبحان الله! لأنهم اعتادوا على تكبيرة الجلوس غير تكبيرة القيام، لكن بعدئذٍ عرفوا، وصاروا لا يظنون أني وهمت، والحمد لله.
21- ويجب على طلبة العلم أن يحاربوا [الاختلاط]، وأن يكتبوا في الصحف، ويتكلموا في المساجد، وفي المجالس بأن هذا حرام، ولا يحل!
2/319
22- بعض الحكومات تركب رأسها، فإذا قيل: "هذا حرام" قالت: هذا أصولي، فلاحِقوه، وانتبِهوا له، والأصولي عندهم هو المخرّب، وكذبوا عليهم! بل الأصوليون حقًّا هم أبعد الناس عن التخريب!
2/319
23- وقد كنت أصلي في النعلين، وكان الناس يهابون أن يدخلوا المساجد بنعالهم، فلما صرت أصلي فيها، وتكلمت أيضًا في الخطبة لمّا رأيت بعض الناس شوّش، فبدأ العوام يدخلون بنعالهم وهي مُلوثة من روث الحمير وغيرها؛ لأن الحمير في ذلك الوقت كانت موجودة يُحمل عليها، فإذا وصلوا إلى الصف خلعوها، فأتوا بالمضرَّة، ولم يأتوا بالسنة، فرأيت أن الأفضل تركها، فتركتُها.
2/326
24- ولا ينبغي إطلاقًا أن تعزّز السياحة إلى هذه الأماكن -مدائن صالح-، لأن هذا مصادمة صريحة لنهي النبي ﷺ.
2/394
25- إعلان الإسلام في المسجد من السنة، وعلى هذا فما يفعله الناس اليوم إذا أسلم الكافر جيء به إلى المسجد وأعلن إسلامه فيه:
حدثنا عبدالله بن يُوسف، قال: حدثنا الليث، قال: حدثنا سعيد ابن أبي سعيد: سمع أبو هريرة قال: بَعث النبي ﷺ خيلًا قِبَلَ نجدٍ، فجاءت برجل من بني حنيفة، يُقال له: ثُمامة بن أُثالٍ، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النبي ﷺ، فقال: (أطلقوا ثُمامة)، فانطلق إلى نخلٍ قريبٍ من المسجد، فاغتسل، ثم دخل المسجد، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله.
2/442
26- أراني [شيخنا السعدي] مرة رسالة صغيرة اسمها: "دع القلق وابدأ الحياة"، وأثنى على هذا الكتاب، وقال: هذا كتاب جيد، وربما ألّف الرسالتين الصغيرتين على أساسه!
يعني بالرسالتين: "الوسائل المفيدة في الحياة السعيدة"، و"الدين الإسلامي يحلّ جميع المشاكل".
3/22
27- في قوله ﷺ "الله أكبر -مرتين- خربت خيبر" دليل على التكبير عند ظهور الرعب في الأعداء، لأن التكبير يُشعِر المكبّر أنه فوق هذا العدو.
3/29
28- إذا كان الإنسان يسير في السيارة، وشرع يتابع أحد المؤذنين، ثم أبعد عنه، ولم يسمعه..ولمّا حاذى مؤذنًا آخر وإذا هو قد انتصف في الأذان، فهل نقول: إنه يتابع الثاني؟
29- نقول: نعم، ويبدأ بـ "الله أكبر"، حتى يصل إلى ما وصل إليه الثاني.
3/35
30- لو سمع [أذانًا] مسجلًا فإنه لا يجيبه؛ لأن هذا حكاية صوت ماضٍ.
3/36
31- إذا فهمت من النصوص شيئًا لم يفهمه الناس فلا تتعجل في الفتوى، بل انتظر، وابحث.
3/66
32- لا ينبغي أن نعودّ أبناءنا الشيء المحرم، وإن كان في حقهم ليس محرمًا؛ لأنهم مرفوع عنهم القلم، لكن نحن لا نعلّمهم، فمثلًا هؤلاء المربون الذين يدّعون أن الموسيقى من أكبر الأسباب لتربية الطفل، وإرهاف حسّه، نقول لهم: كذبتم!
3/148
33- الإنسان قد لا يطيق أن ينسى ما حصل من الشخص [ضدّه]، لكن مع ذلك ينبغي للإنسان أن يمرّن نفسه على تناسي الأمور حتى يزول ما في القلوب من الغلّ!
3/167
34- الاستسلام للواقع:
ينبغي لطلبة العلم إذا أدركوا خطأ الناس في استعمال سنة من السنن أن يبينوه، وألّا يستسلموا للأمر الواقع، لأن الاستسلام للأمر الواقع ضرره عظيم!
3/298
35- "بالماء والثلج والبرد"
36- الغالب أن الماء الحار أشد تنظيفًا، لكن لما كان هذا غسلًا معنويًا لا حسِّيًّا، وكانت الذنوب سببًا للعذاب بالنار، صار الأنسب أن يكون الماء الذي يُطَهّر به باردًا.
3/344
37- فلو جاء إنسان يسألك شيئًا من الأشياء وهو مرتكب نهيًا؛ فلا تجابهه بالإنكار، بل أجبه أوّلًا عن سؤاله، ثم إذا رأيت أن المقام يَسْهُلُ معه الإنكار= فافعل:
ونظير هذا من بعض الوجوه: قصة الخثعمية التي جاءت تسأل النبي ﷺ، وهو مُردف الفضل بن عباس رضي الله عنهما، وكان الفضل ينظر إليها وتنظر إليه، ولم يأمرها الرسول ﷺ بالحجاب؛ لأنها جاءت تسأل وهي امرأة، فلم يحب أن يُجابهها بالإنكار، ولهذا أنكر على الفضل رضي الله عنه، لأن الفضل قد رسخ الإيمان في قلبه، وعرف الحدود الشرعية، فصرف وجهه إلى الناحية الثانية، وهذا أحد الأجوبة عن هذا الحديث الذي أشكل على بعض الناس، ورُبما يكون هذا الجواب من أحسنها، وهو أن الرسول ﷺ سكت عنها؛ تأليفاً لها حتى لا يجابهها بالإنكار، وهي امرأة حاجة، جاءت تسأل عن دينها، ولكل مقام مقال.
3/429
38- حدثنا عبدالله بن محمد: حدثنا عثمان بن عمر: أخبرنا يونس، عن الزهري، قال: حدثتني هند بنت الحارث أن أم سلمة زوج النبي ﷺ أخبرتها: أن النساء في عهد رسول الله ﷺ كن إذا سلَّمن من المكتوبة قُمنَ، وثبتَ رسول الله ﷺ ومن صلى من الرجال ما شاء الله، فإذا قام رسول الله ﷺ قام الرجال.
يؤخذ منه أن الدين الإسلامي يريد أن يتميز الرجال عن النساء، وأن من مبادئ الإسلام ألا يختلط الرجال بالنساء، هذا في الصلاة مع أنها عبادة، فما ظنكم بمن يرخص أو يدعو إلى [ذلك] على كراسي الدراسة؟! فإن هذا والله مما ينافي دين الإسلام!
3/595
39- مسألة لطيفة ذكرها العلامة ابن عثيمين في جلوس الإنسان في المسجد قبل صلاة الجمعة، ومحاولة غيره إيجاد مكان بجانبه بسبب الزحام:
السؤال: مع طول الزمن أحياناً يتعب الإنسان، فتجده يُراوح في الجلوس، مرةً متربعًا، ومرةً مقرفصًا، فيجيء إنسان في حال القرفصاء ويجد فتحةً، فهل يتقدم، أو نقول: هذا محترم مثل: فناء الدار، ومثل: حريم البئر، فإذا ملكت بئرًا فحريمها الذي يحتاج إليه محترم؟
الجواب: الظاهر –والله أعلم- أن أقرب ما يُقال: يجب أن يُحترم؛ لئلا يؤذيهم، لكن إذا أُقيمت الصلاة لم يبث إلا سد الخلل على كل حال.
3/657
40- ثق أن الإنسان إذا عامل ربه -عز وجل- فإنه سوف يظهر ولابد، حتى لو أخفى نفسه فلابدّ أن يظهر!
3/692
41- فلو كان في [مشاهدة النساء اللعب] فتنة كما يوجد في بعض الملاعب التي توجد في بعض المدن، حيث يأوي إليها من السفهاء من يأوي، وتبقى النساء بين هؤلاء السفهاء فهذه تُمْنَع.
4/9
42- ما دَرَج عليه الناس ومشوا عليه من أزمنة متطاولة = فلا تتعجل في إنكاره، بل تأمل... وأنا لست أقول: لاتُنْكِر، وإنما أقول: لا تتعجل، بل تأنّ، واطلب الأدلة، ووازن بينها، وابحث.
مشوا عليه من أزمنة متطاولة: يعني في أمور الشرع.
3/91
43- قال لي بعض الشباب: إنه إذا [أبعد الساعة المنبهة عن فراشه] لا يسمعها، وإن قرّبها إليه سكّتها، وإنه احتال على نفسه فوضعها في (تنكة) بعيدة عنه.. لها صوت مزعج!
لعله يقصد تلميذه مازن الغامدي رحمه الله صاحب رواية "رحلتي إلى النور".
4/276
44- ما يفعله بعض الأئمة اليوم حيث يصلي للناس... ويسرع ويعجّل من أجل أن يكثر الجمع في مسجده فهذا غلط، وسيُسأل عن هذا يوم القيامة!
4/362
45- عهدنا أئمة لا يعرفون السجود [للسهو] إلا قبل السلام، حتى هيّأ الله لنا شيخنا عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله فسجد بعد السلام، واستنكر الناس ذلك، وتعجّبوا، لكنه كان يحدّث الناس، ويخبرهم بسبب كون السجود قبل أو بعد، فاستفاد الناس وعرفوا السنة.
4/455
46- لا ينبغي أن تُكْثِر الدعابة مع شخص، لأنه ربما يمتهنك في موضع لا تحب ذلك فيه!
4/464
47- الآن يتصارع بعض الناس مع الأسف على فلان وفلان، هذا فيه كذا، وهذا فيه كذا، فنقول: ليس لكم الحق.. لأن هؤلاء ماتوا، وحسابهم على الله... لكن مع الأسف الشديد أن الكلام في بعض العلماء صار على أساس حزبي، وهذا من الشيطان، وإلا فما لنا وللرجل؟!
4/502
48- وأما قول العوامّ: إنه لا يجوز أن ينزل في قبر المرأة إلا من كان من محارمها= فهذا ليس له أصل.
4/567
49- ولما خرج النبي ﷺ على أصحابه وهو يترامون قال: (ارموا بني إسماعيلَ؛ فإنَّ أباكم كان راميًا، وأنا مع بني فلانٍ)، قالوا: يا رسول الله! إذن لا نرمي، ما دمت مع بني فلان فلا أحد يُغالبك، قال: (ارموا، فأنا معكم كُلكم).
وهكذا ينبغي للإنسان إذا فاضل بين الناس بما يستحقون من المزية ألّا يكسر قلب الآخر، ويبقي المفاضلة مفتوحة، بل يأتي بمعنى يشمل الجميع؛ لئلا ينكسر قلب الآخر ولئلا يكون في ذلك تقليل من شأنهم.
5/166
50- كلما كانت المشقة في العبادة على وجه لا يمكن دفعها-وانتبه لهذا القيد- صار الأجر أكثر.
5/241
51- قصة العلامة العثيمين مع المترجم الذي يحرف كلامه:
وقد كنّا نتكلم في مسجد المطار في جُدة بكلام غالبه في التوحيد وأركان الإسلام، وجاءني رجلٌ من إفريقيا، وقال كلامُك هذا طيب، أتأذن لي أن أترجمه؟ فلما رأيت هيئته هيئة إنسان محترم قلت: لا بأس، فجعلت أتكلم وهو يترجم، فمضينا على هذا ما شاء الله، ثم دخل رجل آخر من خارج المسجد، فقال: ما هذا المترجم عندك، قلت: إنه تبرَّع بهذا، قال: إنه يترجم ضد كلامك، أنت تقول توحيد، وهو يقول شرك! فقلت: إذن نقف، من يعرف العربية فالحمد لله، ومن لا يعرفها فهو الذي جنى على نفسه، وتركنا الترجمة.
5/242
52- إلى الدعاة في الحج:
فإن قال قائل: وهل يتكلم الإنسان [الداعية] في مناسك الحج، أو يكون كلامه في التوحيد؟
فالجواب: أرى أن يتكلم في مناسك الحج، ومناسك الحج فيها التوحيد، فإنه في حديث جابر رضي الله عنه قال: (حتى إذا استوت به ناقته على البيداء أهلَّ بالتوحيد: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك)، فيأتي ضمنًا؛ لأن هناك دعايةً سيئةً على أن من دعا إلى التوحيد فهو وهَّابي، ولا يعرفون أن هذا مذهب السلف، والوهابية عند كثير من عوام المسلمين في الخارج مذهب ممقوت.
5/244
53- ما ضِرَّنا إلّا أن بعض الناس يُعامِل المسلمين في العلوم بحسب النظر فقط دون التربية، مع أن الإنسان إذا تأمل القرآن والسنة وهدي السلف يجد أنهم يلاحظون التربية ملاحظة عظيمة!
5/487
54- وكيف يُعْقَل أن نقول للمرأة: اكشفي هذا الوجه الجميل الجذّاب، واستري الرِّجْل القبيحة؟! لا يمكن أن تأتي الشريعة بهذا!
5/487
55- المثبت مقدم على النافي:
لو قال قائل: ابن عمر رضي الله عنهما مُثبِت، وعائشة رضي الله عنها نافية، والقاعدة أن المثبِت مُقدم على النافي!
نقول: هذه القاعدة يستعملها بعض الناس استعمالًا سيئًا، فإن المثبت مقدم ما لم يكن الفعل واحدًا، فإن كان الفعل واحدًا، وجزم النافي بالنفي، فهو مثبت في الواقع!
مثال ذلك: ذكر ابن عمر رضي الله عنهما أن النبيﷺ كان يرفع يديه إلى حذو منكبيه حين يُكبر للصلاة، وحين يركع، وحين يرفع من الركوع، وحين يقوم من التشهد الأول، قال: وكان لا يفعل ذلك في السجود، فهنا نقول: أيُّ حديث يرد على أنه يفعله في السجود، ولا يقاوم حديث الصحيحين وغيرهما في أنه لا يفعله، فإنه يُعتبر شاذًا؛ لأن ابن عمر رضي الله عنهما يحكي جازمًا بالنفي، ولا يحتمل أن يكون نفيه لعدم العلم؛ لأنه مُثبت للنفي، وهو متتبع للصلاة، يراه يرفع عند تكبيرة الإحرام، وعند الركوع، وعند الرفع منه، وعند القيام من التشهد الأول، ولا يفعل ذلك في السجود، فنفيه هنا إثبات، بخلاف الذي ينفي، ويحتمل أن يكون نفيه لعدم علمه، فهنا نُقدِّم المثبت.
5/685
56- الفأرة تسرق الذهب، وهذا جربناه عندنا في البيت، فقد فقدنا خاتمًا من الخواتم للنساء، وبحثنا عنه، فإذا في الجدار شقّ، وكان عندي علم بأنها تسرق الذهب، فكبّرْنا الشق، ووجدنا الخاتم في هذا الشقّ!
5/761
57- إقطاع الأراضي:
هل لوليّ الأمر الثاني (بعد موت الأول) أن يمنع إقطاع ولي الأمر الأول؟
فالجواب: لا، لكن قد يرى ولي الأمر أن الإقطاع كان ظلمًا، وأنها أراضٍ مملوكة أو مستحقة لأحد، فيرى أن يمنع الإقطاعات.
6/300
58- فإن قال قائل: إذا [عاد من السفر ولم يصلِّ الركعتين في المسجد] ودخل في بيته، فهل يصلي؟
قلنا: الظاهر أنه إذا دخل بيته فات محلها.
6/393
59- قال ﷺ: "لا تُقتَل نفس ظلمًا إلا كان على ابن آدم الأول كفلٌ من دمها؛ لأنه أول من سنّ القتل".
وكذلك غيرها من المعاصي والمناكِر التي حدثت بعد أن لم تكن موجودة، أول من فتحها يكون عليه نصيب من عقوبة كل واحد عملها.
7/14
60- يجوز للسائل أن يقول للكبير [إذا لم يفهم سؤاله]: "لستُ أسألك عن هذا"، ولكن لاينبغي أن يقول [له]: "إنك ما فهمتَ سؤالي"، لأن قول "لست أسألك عن هذا" = أبلغ في الأدب.
7/75
61- من فصل بين الدين والدولة فإنه إما ملحد، وإما لم يفهم الدين، وإلا فالدين به تقوم الدولة؛ لأنه سياسة.
7/216
62- حدثنا عبدالله بن مسلمة، عن مالك، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبدالرحمن: أنه سمع معاوية بن أبي سفيان عام حَجَّ على المنبر، فتناول قُصة من شعرٍ كانت في يد حَرَسيٍّ، فقال: يا أهل المدينة! أين عُلماؤكم؟! سمعت النبي ﷺ ينهى عن مثل هذه، ويقول: (إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم).
يقول العلامة العثيمين عن هذا الحديث:
في هذا دليل على أن تقصير العامة يُنسَب إلى أهل العلم؛ لأنه قال: "أين علماؤكم؟!"، وهذا حق!
7/235
63- إذا قال الرسول ﷺ: "لا تقوم الساعة حتى يكون كذا" فهل معنى ذلك أنه من أشراط الساعة؟ أو المعنى أنه لابد أن يكون قبل قيام الساعة؟
الجواب: المراد أنه لا بدّ أن يكون قبل قيام الساعة.
7/284
64- واعلم أن التأويل [للرؤى] لا علاقة له بالعلم الشرعي، فإنه يوجد أناس عندهم علم شرعًا ولا يعرفون أن يؤولوا، وهناك أناس جهال من العوام ومع ذلك يؤوّل الرؤيا وتقع.
7/463
65- والعجيب أنني رأيت كتابًا في موسم الحج لأحد الرافضة -قبحهم الله- عنوانه: "ثبوت نبوة أبي طالب"، هذا فوق أنه مسلم!
7/679
66- والغريب أن الفرس -كالإيرانيين- يؤرخون بالتاريخ الفارسي، ولا يؤرخون بالتاريخ العربي، ولا بالتاريخ الهجري، فلماذا لا يكون أهل السنة يؤرخون بالتاريخ الهجري؟!
7/776
67- الفقر في الغالب لا يُطْغِي الناس، ولهذا كان الذين يستجيبون للرسل عليهم السلام هم الضعفاء... ورأينا شيئًا من هذا، فإن الناس الآن ألهتهم الدنيا عن الآخرة إلا من عصم الله:
في الحديث أن رسول الله ﷺ بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها، وكان رسول الله ﷺ هو صالح أهل البحرين، فسمعتِ الأنصارُ بقدوم أبي عبيدة، فوافوا صلاة الفجر مع النبي ﷺ، فلما انصرف تَعَرَّضوا له، فتبسم رسول الله ﷺ حين رآهم، ثم قال: (أظُنُّكم سمِعْتُم أنَّ أبا عُبَيْدَةَ قَدِمَ بشَيءٍ؟) قالوا: أجل يا رسولَ اللهِ! قال: (فأبْشِروا وأمِّلوا ما يَسُرُّكم، فواللهِ ما الفقرَ أخشَى عليكم، ولكني أخشى أن تُبْسَطَ عليكُمُ الدُّنيا، كما بُسطت على من كان من قبلَكُم، فتَنافَسوها كما تَنافَسوها، وتُهْلِكَكُمْ كما أهلكتْهُم).
8/90
68- من آمن بأن العلو له = فكيف يَهِنُ أو يحزن؟!
8/144
69- حديث فيه دليل على أن الإنسان إذا تكلّم بمقتضى الغيرة فلا لوم عليه، فإن الرسول ﷺ قال لهم: "لا تجيبوه" لكن عمر رضي الله عنه في المرة الثالثة عجز أن يمسك نفسه:
حدثنا عُبيدالله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء رضي الله عنه، قال: لَقِينا المشركين يومئذٍ، وأجلَسَ النبيُّ ﷺ جيشًا مِن الرماةِ، وأمَّرَ عليهم عبدَالله، وقال: (لا تَبرَحوا! إن رأيتمونا ظهرَنا عليهم فلا تَبرَحوا، وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تُعينونا) فلما لَقِينا هربوا، حتى رأيتُ النساءَ يَشتَدِدْنَ في الجبلِ يرفعْنَ عن سُوقِهنَّ قد بدَتْ خلاخلُهنَّ، فأخذوا يقولون: الغنيمةَ! الغنيمةَ! فقال عبدُاللهِ: عَهِدَ إليَّ النبيُّ ﷺ أن لا تَبرَحوا، فأبوا، فلما أبَوْا صُرِفَتْ وجوهُم، فأُصِيبَ سبعون قتيلًا، وأَشَرَفَ أبو سفيانَ، فقال: أفي القومِ محمدٌ؟ فقال: (لا تجيبوه) فقال: أفي القومِ ابنُ أبي قُحافَةَ؟ قال: لا تجيبوه. فقال: أفي القوم ابنُ الخطابِ؟ فقال إن هؤلاء قُتلوا، فلو كانوا أحياءَ لأجابوا، فلم يَملِكْ عمرُ نفسَه، فقال: كذبتَ يا عدوَّ اللهِ، أبقى اللهُ عليك ما يُخْزِيك. قال أبو سفيإن: اعْلُ هُبَلُ، فقال النبيُّ ﷺ: (أجيبوه) قالوا: ما نقولُ؟ قال: قولوا: (اللهُ أعلى وأجلُّ). قال أبو سفيانَ: لنا العُزَّى ولا عُزَّى لكم. قال النبيُّ ﷺ: (أجيبوه) قالوا: ما نقولُ؟ قال: قولوا : (اللهُ مولانا ولا مولى لكم). قال أبو سفيان: يومٌ بيومِ بدرٍ، والحربُ سِجَالٌ، وتجدون مُثْلَةً، لم آمرْ بها ولم تَسؤْني.
8/160
70- ينبغي لمن حُدِّث بأمر وكان صوابًا ألّا يسكت، بل يقول: "أصبتَ"، فالتصريح بالإصابة أولى؛ لأنه ينشط الفاعل، ويشجعه على ما فعل:
حدثنا قتيبة: حدثنا سفيان: أخبرنا عمرو، عن جابر، قال: قال لي رسول الله ﷺ: (هل نَكحتَ يا جابرُ؟) قُلتُ: نعم، قال: (ماذا؟ أبِكرًا أم ثَيبًا؟) قُلْت: لا، بل ثَيبًا، قال: (فهلاَّ جاريةً تُلاعِبُكَ!) قُلْ : يا رسولَ الله! إنَّ أبي قُتل يومَ أُحُدٍ، وترك تِسعَ بناتٍ، كُنَّ لي تِسعَ أخَواتٍ، فكرِهتُ أن أجمعَ اليهنَّ جاريةً خَرقاءَ مِثلَهُنَّ، ولكنِ امرأةً تَمْشُطُهُنَّ، وتَقومُ عَليهِنَّ، قال: (أصَبتَ).
8/172
71- الإضراب لا يجوز، إلا إذا علمنا أنه سينفع بدون ضرر.
8/414
72- في قوله ﷺ: "شراكًا أو شراكان من نار" تهديد لهؤلاء الجهال الذين يقولون: إن مال الدولة حلال! لأن بعض الجهال لا يهمهم أن يخونوا الدولة في أموالها.. ويقولون: هذا مال لعموم المسلمين، فيقال لهم: ويلكم! المال لعموم المسلمين قد يكون أعظم من المال الخاص!
8/416
73- ينبغي لأهل العلم إذا ذكروا ما هو ممنوع أن يفتحوا للناس ما هو جائز؛ لقول النبي ﷺ:
حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك، عن عبدالمجيد بن سهيل، عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيدٍ الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما: أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ استعملَ رجلًا على خيبرَ، فجاءهُ بتمرٍ جَنِيبٍ، فقال ﷺ: (أكلُ تمرَ خيبرَ هكذا؟) فقال: لا والله يا رسول الله! إنَّا لنأخذُ الصاعَ من هذا بالصاعينِ بالثلاثةِ، فقال: (لا تفعل، بِعْ الجَمْعَ بالدراهمِ، ثم ابتعْ بالدراهمِ جَنِيبًا).
8/425
74- يوجد قَرَع يسمى عندنا: "قرع النَّجْد"، إذا كبر وفات استواؤه صار من جنس الخشب، فتيبس اللبّة التي بداخله، ويبقى القشر صلبًا، فيتخذونه إناءً، وكنت عهدتهم يتخذونه إناءً للدهن.
8/617
75- حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شعبة، عن علي بن مُدركٍ، عن أبي زُرعة بن عمرو بن جرير، عن جرير: أن النبي ﷺ قال في حجة الوداع لجرير: (استنصت الناس) فقال: (لا ترجعوا بعدي كُفَّارًا، يضرب بعضكم رِقاب بعضٍ).
فإذا قال المعلم: اسكتوا! انتبهوا! فهذا من السنة، وكذلك لو قال ذلك الخطيب..ولا يقول قائل: إنه يريد أن يفرض نفسه عليهم! لأن هذا ليس من فرض النفس!
8/685
76- إذا كان الإنسان لا يخشى من [القراءة في] هذه الكتب المخالفة، لكن يخشى منها على من يأخذها بعده، فكيف يصنع؟
نقول: يعلّق عليها... فإذا مرّ عليك في كتاب مسألة مخالفة تعلِّق عليها.
8/739
77- وعندنا مثل معروف، يُقال: (عتق عبد ابن غنام)، وهذا رجل له عبد مملوك، وكان يُشغِّله في الشتاء بزرع الشتاء، وإذا انتهى من زرع الشتاء قال له: يا غلام! هيا نشتغل في بذر الصيف، وإذا انتهى بذر الصيف قال: الآن جاء وقت بذر الشتاء، فقال له: يا عم! كلما انتهينا من شيء بدأنا بالآخر! يُريد أنه لا يستريح، فقال السيد، لا بُدَّ من هذا، فذهب العبد إلى البئر، ووقف على حافته، ورمى نفسه بالبئر، وقال باللهجة العامية: (الركِيَّة، ولا خدمة ابن غنام)، ومراده بالركية: البئر، فلما رآه قد أهوى قال له: أنت عتيق!
9/221
78- ما شيء مستحب أفضل من واجب؟
قيل: إبراء المعسر أفضل من الإنظار، وابتداء السلام أفضل من رده.
والجواب: كلا المثالين ليس بصحيح، أما الأول فإنما كان الإبراء أفضل لأنه إنظار وزيادة، وأما السلام فلأن الابتداء سنة، ووسيلة إلى واجب، فالإجابة مبنية عليه.
9/223
79- لا يجوز أن نقول لزعماء الكفرة: الرئيس، أو السيد... بل نقول: رئيس كذا، ونضيفه إلى قومه... ولهذا قال ﷺ [لهرقل]: "عظيم الروم".
9/271
80- والظاهر أن الشرطة يعتبرون ولاة، فإذا وصل الأمر إلى الشرطة فإنه يعتبر واصلًا إلى ولي الأمر، فلا تجوز الشفاعة [في الحدود] في هذه الحال؛ لأنه بلغ الأمر إلى أهله.
9/291
81- الإسلام لا يساير العصر، بمعنى أنه يكون تابعًا للعصر، كما يظنه بعض الناس في قولهم: "الإسلام صالح لكل زمان ومكان".. بل المراد أنك إذا عملتَ به في أي زمان ومكان حصلت على الصلاح، وإذا خالفته حصل بك من فوات الصلاح بقدر [إخلالك به].
9/384
82- قوله ﷺ: "اجعلها سنين كَسِنِي يوسف"، كثير من الطلبة يقرأها "سِنِيّ" بتشديد الياء، وهذا ليس بصحيح، ولكن يقال: "كَسِنِي" بدون تشديد.
9/434
83- و"كان الناس في الأول قبل أن ينتشر العمال الكفار في بلادنا إذا سمعوا لفظ "الكافر" ربما تقشعر جلودهم، أما الآن فإن بعض الناس يطلب ودّهم، ومحبتهم، ويأنس بهم، ويضحك إليهم، والعياذ بالله!
9/748
84- حتى إنه سألني بعض الناس، قال: إنه ملَّ من هذه الدنيا، واختلافها، واضطرابها، وانتشار الفسوق والعصيان، وما أشبه ذلك، وأريد أن أذهب، من أجل أن أتخلَّص من الدنيا عن طريق الشهادة، ومعنى ذلك: أن الرجل يذهب ليُقتل، وهذا لا يجوز، بل نقول له اصبِر، وادع إلى الله عز وجل، والأمة الإسلامية ابتليت بمثل هذا في الأزمان السابقة، وصبرتْ، وصابروا، وما جرى على الآئمة من المِحنة في عقائدهم وفي دعوتهم إلى الله عز وجل أمرٌ معلوم، وليس الإنسان سيبقى يأكُلُ الشيء بارداً، بل لا بد من تعبٍ ومن جهاد.
9/918
85- قراءة القرآن تزيد الإنسان في محاجّته وعقله؛ لأن عائشة رضي الله عنها تعللت بأمرين: أنها حديثة السن، وأنها لم تقرأ كثيرًا من القرآن:
..قالت: فلما قضى رسولُ اللهِ مقالتَه قلصَ دمعي حتى ما أُحسُّ منه قطرةً، فقلتُ لأبي: أجب رسولَ اللهِ ﷺ فيما قال، قال: واللهِ ما أدري ما أقولُ لرسولِ اللهِ ﷺ، فقلتُ لأمي: أجيبي رسولَ الله ﷺ، قالت ما أدري ما أقولُ لرسولِ اللهِ ﷺ، قالت: فقلتُ وأنا جاريةٌ حديثةُ السنِّ لا أقرأُ كثيرًا من القرآنِ: إني واللهِ لقد علمتُ لقد سمِعتم هذا الحديثَ حتى استقر في أنفسِكم، وصدَّقتم به، فلئن قلتُ لكم: إني بريئةٌ –واللهُ يعلمُ أني بريئةٌ– لا تُصدِّقونني بذلكَ،..
10/142
86- وذكر فيه العلامة العثيمين إحدى وستين فائدة!
10/120
87- والقاعدة عندي: إذا اختلف النحويون في مسألة فخُذْ بالأسهل، فتتبّع الرخص في النحو لا يوجب الفسق.
10/273
88- لا بأس أن الإنسان إذا أضاف الضيف، وأتم قراه أن يريه أنه يحب أن يقوم، فالرسول ﷺ كان يتهيّأ للقيام؛ لأجل أن يقوموا.
10/274
89- وأنا أذكر أن بعض الناس فعل هذا، فلما رآهم لم يخرجوا قام فأطفأ السراج، وكان فيهم نوع من المناهضة لفعله، فقاموا، فأخذوا الكبريت، وأشعلوا النار، فلما رآهم على هذه الحال جاء وأخذ السراج كله!
10/274
90- فهؤلاء الذين يريدون الآن أن يخرقوا سياج حشمة نسائنا وحيائهن؛ حتى يكنّ مثل نساء الغرب، إني أقول: والله ما هم بناصحين، لا لنا، ولا للإسلام، ولا لهذه الدولة التي تنادي بالإسلام!
10/279
91- الحسد لا يأتي إلا لقلة عقل الإنسان، وقلة دينه..ولو أنه سلك مسلك العقلاء لكان همه أن ينظر ماذا صنع هو بنفسه..كما قالت العامة: امش بدربك، واترك غيرك!
10/884
92- ومازال العلماء رحمهم الله يثنون على مصنفاتهم من أجل أن ينتفع الناس بها، لا من أجل أن يفخروا بها على الناس:
حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: حدثنا مُسلمٌ، عن مسروقٍ، قال عبدالله رضي الله عنه: والله الذي لا إله غيره! ما أُنزلت سورةٌ من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أُنزلت؟ ولا أُنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيم أُنزلت؟ ولو أعلم أحدًا أعلمَ مِنّي بكتاب الله تبلغُهُ الإبل لرَكبتُ إليه.
11/43
93- حدثنا ربيع بنُ يحيى: حدثنا زائدة: حدثنا هشام، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: سمِع النبي ﷺ رجلًا يقرأ في المسجد، فقال: (يرحمهُ الله! لقد أذكرني كذا وكذا آيةً من سورة كذا).
قال ابن عثيمين: وفيه أن من ذكّرك فقد أحسن إليك؛ لأن الرسول ﷺ جعل ذلك معروفًا يُكافأ عليه بالدعاء له بالرحمة، خلافًا لبعض الناس الذين تأخذهم العزة بالإثم!
11/119
94- تحدث العلامة العثيمين عن حكم وضع الجوائز لحفظ القرآن والمتون؛ فأجازها، ثم قال:
وأذكر أن شيخنا [السعدي] رحمه الله جعل مائة ريال لمن يحفظ "بلوغ المرام"، ومائة ريال في تلك الأيام عن عشرة آلاف!
11/136
95- افتتاح الإذاعات بالقرآن على وجه راتب = فيه نظر!
11/140
96- الأَولى في العلماء المعاصرين الذين يمكن أن تتفاهم معهم قبل أن تردّ [عليه] أن تتفاهم معه، لأن هذا فيه مصلحة حتى لعموم الناس، لأن العلماء إذا صار بعضهم يكسر بعضًا قلّت الثقة عند كل الناس بالرادّ والمردود عليه!
11/159
97- حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (خيرُ نساءٍ ركِبْنَ الإبلَ نساءُ قريشٍ، أحناهُ على ولدٍ في صغرِه، وأرعاهُ على زوجٍ في ذاتِ يدِه).
قال ابن عثيمين: فكلما عُرِفت القبيلة بحُنُوِّ نسائها على الأولاد، ورعايتهن لحقوق الزوج = كان اختيارهن أولى من اختيار غيرهن!
11/179
98- مهما وُصِفت المرأة للإنسان فلن يدرك الأمر على حقيقته، كما أن الإنسان قد يستملح ما لا يسملحه غيره، ولهذا كان من حكمة الشارع أن أباح للإنسان أن ينظر [النظرة الشرعية].
11/216
99- وكم من إنسان عنده زوجة جميلة أتعبت زوجها إتعابًا عظيمًا، وصارت تتدلل عليه، وتقول: أحضر كذا، أحضر كذا... وكم من إنسان عنده زوجة أقرّ الله عينه بها، واستراح!
11/216
100- يقول العامة: إن الرجل إذا تزوج امرأةً على امرأته الأول غَضِبَتْ جدًا، وربما تهجره، وإذا تزوج ثالثةً فَرِحَتْ، وهان عليها الأمر!
11/244
101- وبه نعرف أن أولئك القوم الذين يأتون بنسائهم إلى الأسواق، وتدخل المرأة على الخياط، أو تكلمه... وزوجها في السيارة قد وضع خده على يده= هؤلاء ليس عندهم غيرة!
11/258
102- وقد اعترض شخص على آخر، وقال: إنك تعبّر بـ "نا" الدالة على الجمع، وهذا تعاظم منك! فصار يعبّر بالتاء الدالة على المفرد، فيقول: "قلتُ"، و"أقول"، فقال له: إنك تعتد بنفسك! فقال: أخاف إن عبّرت بصيغة الغائب أن تقول: هذا من التعظيم!
11/309
103- أحب أن أشدّ الناس إلى كتاب الله عز وجل، فمهما استطاع الإنسان أن يشوّق الناس إلى القرآن.. فليفعل!
11/417
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين