عبدالله بن مسعود (3) (32 هـ)
عبدالله بن مسعود بن غَافِل، أبو عبدالرحمن الهُذَلِي، المكي المهاجري
البدري، حليف بني زهرة، الإمام الحبر، فقيه الأمة، كان من السابقين الأولين ومن النجباء العالمين، شهد بدرا وهاجر الهجرتين، قال رضي الله عنه: لقد رأيتني سادس ستة وما على ظهر الأرض مسلم غيرنا. وأخرج البخاري والنسائي من حديث أبي موسى قال: "قدمت أنا وأخي من اليمن فمكثنا حيناً وما نحسب ابن مسعود وأمه إلا من أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - لكثرة دخولهم وخروجهم عليه" (1) . وفي البخاري عن أبي وائل قال: كنت مع حذيفة، فجاء ابن مسعود فقال حذيفة: "إن أشبه الناس هديا ودلا وقضاء وخطبة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حين يخرج من بيته، إلى أن يرجع لا أدري ما يصنع في أهله لعبدالله بن مسعود، ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - أن عبدالله من أقربهم عند الله وسيلة يوم القيامة" (2) . وعنه قال: "والذي لا إله غيره لقد قرأت من في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بضعا وسبعين سورة، ولو أعلم أحدا أعلم بكتاب الله مني تبلغه الإبل لأتيته" (3) . وفي المسند بسند حسن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ قراءة ابن أم عبد" (4) وعن علي قال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابن مسعود، فصعد شجرة يأتيه منها
بشيء، فنظر أصحابه إلى ساق عبدالله، فضحكوا من حموشة ساقيه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "ما تضحكون؟ لرجْل عبدالله أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد" (1) . وفي صحيح البخاري ومسلم عن عبدالله قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "اقرأ علي القرآن، قلت يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: إني أشتهي أن أسمعه من غيري، فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (41) (2) فغمزني برجله، فإذا عيناه تذرفان". (3) وسئل علي رضي الله عنه عن ابن مسعود فقال: علم الكتاب والسنة ثم انتهى وكفى به.
توفي رضي الله عنه سنة اثنتين وثلاثين، وقيل غير ذلك.