وهل علمت أن الصدقة طريق إلى الجنة وسبب من أسباب دخولها، يقول الله تعالى: وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء...... الآية [آل عمران :133-134].
يا أخا الإسلام، أنفق ينفق الله عليك وأعط يعطك الله، وهل يغيب عنك أن الله يعوضك عما أنفقت، وملَكان يناديان مع بداية كل يوم، يقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفاً، ويقول الأخر: اللهم أعط ممسكا تلفاً.
أعط يا أخا الإسلام وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى، فهنا تنفع النفقة، وهنا تقبل الصدقة، وهنا يكون الامتحان وتصعب المنافسة...
أما إذا بلغت الروح الحلقوم وشعرت أنك ستخرج من الدنيا فهيهات وقد انتقل، أو قارب المال أن ينتقل إلى غيرك.. يقول عليه الصلاة والسلام موضحاً: ((أفضل الصدقة أن تصدق وأنت شحيح، تأمل الغنى وتخشى الفقر، ولا تهمل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان كذا (4) )).
يا أخا الإيمان: ومهما كان فقرك وقلتك فحاول المساهمة في الصدقات مع المتصدقين، وابدأ بالأقربين وإن كان المتصدق به قليلاً، فذلك جهد المقل الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الصدقة جهد المقل، وابدأ بمن تعول