الإيمان بالله هو سكينة النفس، وهداية القلب، وهو منار السالكين وأمل اليائسين، إنه أمان الخائفين ونصرة المجاهدين. وهو بشرى المتقين ومنحة المحرومين. الإيمان هو أب الأمل وأخ الشجاعة وقرين الرجاء. إنه ثقة النفس ومجد الأمة وروح الشعوب.
وأول منافذ الوصول إلى حلاوة الإيمان وطعم السعادة الرضى بالله عز وتبارك رباً مدبراً فهو القائم على كل نفس بما كسبت، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، قيوم السماوات والأرضين، خالق الموت والحياة والأكوان. مسبغ النعم، مجيب المضطر إذا دعاه وكاشف السوء. أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، سوَّى الإنسان ونفخ فيه من روحه، أطعمه من جوع، وكساه من عري، وآمنه من خوف، وهداه من الضلالة، وعلمه من بعد جهالة.
إيمان بالله تستسلم معه النفس لربها، وتنزع الى مرضاته، تتجرد عن أهوائها ورغباتها، تعبده سبحانه وترجوه، تخافه وتتبتل اليه، بيده الأمر كله، وإليه يرجع الأمر كله، رضىً بالله ويقين يدفع العبد الى أن يمد يديه متضرعاً مخلصاً: ((اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك)) [3].