مواقف تبين إخفاء ابن المبارك لعمله:
ولما وصف أحمد بن حنبل رحمه الله عبد الله بن المبارك قال: ما رفعه الله إلا بخبيئة كانت له. كان يخفي أعماله الصالحة؛ فرفع الله قدره، وكانوا في جميع الميادين من الحريصين على إخفاء الأعمال. قال عبدة بن سليمان المروزي : كنا في سرية مع عبد الله بن المبارك لبلاد الروم فصادفنا العدو، فلما التقى الصفان خرج رجل من العدو ودعا إلى المبارزة، فخرج إليه رجل من المسلمين قد تلثم فلا يعرف، فطارده ساعة فطعنه فقتله، ثم خرج من الكفار رجل آخر ودعا إلى المبارزة فخرج له نفس الرجل من المسلمين فطارده ساعة فطعنه فقتله، فازدحم عليه المسلمون يريدون معرفة شخصيته، وكنت فيمن ازدحم عليه، فإذا هو ملثم وجهه بكمه، فأخذت بطرف كمه فمددته؛ فإذا هو عبد الله بن المبارك ، فقال ابن المبارك لهذا الذي كشف وجهه: وأنت يا أبا عمر ممن يشنع علينا؟! قالها تواضعاً لله تعالى