نحن دعوتنا إصلاحية العلامه الالبانى
أنا أذكر من تاريخ حياتي هناك في سوريا أنني دُعيت مرارًا وتكرارًا إلى المخابرات، وأنتم تعلمون المخابرات هناك -يعني- أقل ما يقال فيهم- إنهم- ليسوا من الإسلام بسبيل، وفيهم الملاحدة، الكفار، العلويين، الإسماعيليين، وفيهم بعض المنافقين ممن يقال لهم إنهم أهل سنة وجماعة، المهم استُنطِقتُ واستُجْوبتُ مرارًا وتكرارًا.
منذ بضع سنين كان بعض هذه الاستجوابات، فالمعتاد هناك أن يقال عنا -[ .. ]-: هذا رجل وهَّابي، ويدعو للدعوة الوهابية والسياسة السعودية ونحو ذلك، فجرى استنطاق حول هذه النقطة؛ فبينتُ له نحن لسنا حزبًا ولا ننتمي إلى دولة على وجه الأرض؛ وإنما ننتمي إلى العمل
بالكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح، وشرحت له هذه الدعوة، وذكرت أن ليس هناك دعوة على وجه الأرض اسمها وهَّابية؛ وإنما بعض الأعداء -بسبب سياسة تركية كانت قديمًا- أشاع أن إخوان التوحيد -الذين يعني بعثهم الله -عزَّ وجلَّ- في نجد لإحياء دعوة التوحيد-أشاع عنهم -لأجل إثارة الأمة الإسلامية ضدهم- بأنهم وهابيون، ومذهب خامس، ونحو ذلك من الكلمات المنفرة؛ هؤلاء جماعة التوحيد ومذهبهم مذهب حنبلي معروف لدى من يعرف التواريخ العصرية القائمة.
نحن لا ننتمي لا لهؤلاء ولا لهؤلاء إنما إلى الكتاب وإلى السنة وعلى ما كان عليه السلف الصالح، وشرحت له ما وسعني من الشرح أمام هذا المستنطق.
أخيرًا لما لم يجد مغمزًا ومأخذًا في كلامي قال: انصرف -وأنا كان لي حلقات في مكان مُعد للدروس ما كنا نخرج بدعوتنا للمساجد؛ لأن المشايخ -مع الأسف- هم مع هؤلاء الحكام علينا، الحكام علينا بسبب سياستهم اللاإسلامية، والشيوخ علينا بسبب عصبيتهم المذهبية، فكنا ندعو في البيوت وندعو في المجالس وفي المساجد بما نستطيع- قال: "إذن، أنت اذهب وتابع دروسك -لأنه كان ممنوع هناك التكتل بزعم ما يسمونه بإيش؟ بالأحكام العرفية- ألق دروسك بس لا تقترب من الناحية السياسية".
وهنا الشاهد من كلامي، قلت له: أنا كنت ذكرت لك -آنفًا- أن نحن دعوتنا إصلاحية وليست دعوتنا سياسية، أما وأنت تلح عليَّ الآن؛ وبتقولي: لا تتكلم في السياسة؛ فأريد أن أوضح لك شيئًا؛ حتى لا تظن أننا نحن ننافق لكم، أو نداهنكم، أنا حينما قلت لك أنه لا نعمل الآن بالسياسة؛ وإنما لإصلاح العقائد، وإصلاح الفقه، وإصلاح السلوك والأخلاق، إلى آخره كما هو الإسلام كلاً لا يتجزأ، أرجو أن لا تفهم أن العمل بالسياسة ليس من الإسلام؛ لأن الإسلام لا تقوم دولته إلا بالعمل بهذا الإسلام، وهو الذي يعرف بالعمل السياسي؛ لكنني أنا -شخصيًا- لعظمة المسؤولية القائمة على بعض الدعاة -على الأقل- الإسلاميين، وبسبب ابتعاد المسلمين عن أصول دينهم؛ نرى أن الأمر الواجب علينا الاشتغال به الآن هو إصلاح العقائد والتوحيد ونحو ذلك، وضربت له بعض الأمثلة -وإن كان هو يعني لا يهمه ذلك-،المصدر فتاوى جده
وأخيراً أسأل الله عز وجل أن يجعل هذا العمل نافعاً، مباركاً، خالصاً لوجهه الكريم
وأن ينفعني به في حياتي وبعد مماتي، وأن ينفع به كل من انتهى إليه؛ فإنه خير مسؤول، وأكرم مأمول، وهو حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
حياكم الله بموقع بداية الهداية الخطوة إلى طريق العلم الشرعي الصحيح
http://www.musacentral.com/